رئيس حزب البيئة: التغير المناخي يهدد العالم بانفجارات بركانية
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
أكد الدكتور دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي، أن الجليد الكثيف الذي يغطي المناطق القطبية، يعمل كصمام أمان يمنع انفجار البراكين، ولكن استمرار التغير المناخي العالمي وزيادة الاحتباس الحراري يؤديان إلى ذوبان هذا الجليد، مما يهدد بتحفيز نشاط بركاني كارثي.
وأشار كامل، خلال مداخلة ببرنامج «صباح جديد» على قناة «القاهرة الإخبارية»، ويقدمه الإعلامية شيرين غسان، إلى أن ذوبان الجليد سيخفف الضغط الهائل الذي يمنع البراكين من النشاط، ما قد يؤدي إلى انفجارات بركانية ضخمة تؤثر بشكل مدمر على المدن الساحلية، مضيفًا أن هذه الانفجارات قد تتسبب في إذابة كميات كبيرة من الجليد بسرعة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى البحر بأكثر من متر، وهو ما يجعل العيش في المناطق المنخفضة أمرًا مستحيلًا.
وشدد دوميط كامل على أهمية وضع استراتيجيات عالمية لحماية المناطق القطبية، واصفًا الأمر بالمسؤولية الجماعية لجميع الدول، ورغم تعدد المؤتمرات الدولية المعنية بالمناخ، أشار إلى أن نتائجها حتى الآن لم تكن بالمستوى المطلوب لتحقيق تحول جذري في مواجهة التحديات المناخية.
وأوضح أن الاستهلاك اليومي لأكثر من 100 مليون برميل من الوقود الأحفوري يفاقم الاحتباس الحراري ويعجل بذوبان الجليد، محذرًا من أن تقليل سماكة الجليد سيزيد من احتمالية نشاط البراكين، ما يهدد بكوارث بيئية عالمية.
وفي ختام تصريحاته، دعا كامل إلى تكثيف الجهود البحثية ونشر الوعي بين صناع القرار حول العالم، مؤكدًا أن العمل بجدية لتقليل استهلاك الوقود الأحفوري وحماية القطبين أصبح ضرورة ملحة لضمان مستقبل الكوكب.
اقرأ أيضاًعلى هامش «COP29».. مدبولي يبحث مع عدد من رؤساء الدول والحكومات مكافحة التغير المناخي
معلومات الوزراء يتناول تأثيرات التغير المناخي والصدمات على عملية التعليم
وزيرا الزراعة والبيئة يبحثان دعم صغار المزارعين للتكيف مع التغير المناخي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التغير المناخي الدكتور دوميط كامل رئيس حزب البيئة العالمي التغير المناخي يهدد العالم بانفجارات بركانية انفجارات بركانية زيادة الاحتباس الحراري التغیر المناخی
إقرأ أيضاً:
الإنترنت الفضائي .. ثورة رقمية عابرة للحدود
«يقترب العالم من تحقيق حلم الإنترنت الشامل، الذي يصل إلى كل زاوية من الأرض، مهما كانت معزولة أو نائية»
غيرت القفزة النوعية التي شهدتها تقنيات الاتصال حول العالم ملامح التفاعل البشري، وأصبحت الحدود الجغرافية عائقًا أقل تأثيرًا بفضل الابتكارات المتسارعة. ومن أهم هذه الابتكارات، برز الإنترنت عبر الأقمار الصناعية كحلٍ ثوري يعيد تعريف مفهوم الوصول إلى الشبكة العالمية، خاصة في المناطق النائية والريفية التي طالما عانت من ضعف التغطية أو انعدامها بسبب محدودية الشبكات التقليدية.
إنترنت الأقمار الصناعية هي خدمة يتم من خلالها إرسال واستقبال البيانات بين محطات أرضية وأقمار صناعية في مدار الأرض، ويختلف هذا النوع من الإنترنت عن الإنترنت التقليدي الذي يعتمد بشكل رئيسي على الكابلات الأرضية مثل الألياف الضوئية أو الأسلاك النحاسية، بينما يعمل إنترنت الأقمار الصناعية على توفير الاتصال عبر الفضاء، مما يتيح تغطية واسعة للمناطق التي يصعب توصيلها بشبكات الأرض. وفي طليعة الشركات التي تقود هذا التحول الرقمي، تأتي «ستارلينك»، التي تعتمد على شبكة من الأقمار الصناعية منخفضة المدار، مصممة خصيصًا لتوفير إنترنت عالي السرعة في أماكن لم تصلها البنية التحتية الأرضية بعد. وتتسم هذه الشبكة بقدرتها على توفير اتصال أسرع وأكثر استقرارًا مقارنة بالأقمار الصناعية التقليدية في المدار الثابت (GEO)، مما يقلل من الكمون ويعزز تجربة المستخدم. حاليًا، توفر ستارلينك خدمات الإنترنت في العديد من المناطق حول العالم، بما في ذلك المناطق الريفية والنائية في الولايات المتحدة وكندا وبعض المناطق الأخرى. أما بالنسبة للمستقبل، فتخطط الشركة لتوسيع نطاق تغطيتها بشكل أكبر عبر إطلاق المزيد من الأقمار الصناعية، مع التركيز على تلبية احتياجات المستخدمين في المناطق التي تفتقر إلى الاتصال السريع.
وتشير التوقعات المستقبلية إلى أن سوق الإنترنت عبر الأقمار الصناعية سيواصل النمو بشكل كبير في السنوات القادمة. ومن المتوقع أن يستمر الابتكار التكنولوجي في تحسين السرعات وتقليل الكمون، مما يتيح استخدام الإنترنت الفضائي في تطبيقات أكثر تطورًا مثل الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي. كما أن الشركات الكبرى مثل SpaceX وOneWeb تعمل على تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف، مما قد يؤدي إلى توفير الإنترنت الفضائي بأسعار معقولة لمزيد من المستخدمين حول العالم. ومن المتوقع أيضًا أن تسهم هذه التقنية بشكل كبير في التحول الرقمي في الدول النامية.
إمكانيات هائلة.. ولكن!
رغم الآمال الكبيرة في تحقيق التوسع في استخدام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، هناك عدة تحديات قد تعيق تطوره وانتشاره بشكل أوسع. فالحطام الفضائي، على سبيل المثال يمثل خطرًا حقيقيًا، حيث إن زيادة عدد الأقمار الصناعية في المدار قد يؤدي إلى تزايد الحطام الفضائي الذي يمكن أن يضر بالأقمار الأخرى. من جهة أخرى، قد يواجه المستخدمون في بعض المناطق مشاكل تتعلق بالأمن السيبراني وحماية الخصوصية، كما تتطلب هذه الشبكات استثمارات ضخمة، وقد تكون هذه التكاليف عاملا في تقييد التوسع في بعض الأسواق.
ولعل أبرز التحديات التقنية التي تواجه هذا القطاع في الوقت الآني التأخير أو (الكمون) في نقل البيانات. فعلى الرغم من أن الأقمار الصناعية في المدار المنخفض (LEO) تُعد أسرع من نظيرتها في المدار الثابت، إلا أن الكمون لا يزال يمثل عائقًا في بعض التطبيقات مثل الألعاب عبر الإنترنت والفيديو المباشر. أما من الناحية الاقتصادية، فيتطلب إطلاق وتشغيل الأقمار الصناعية استثمارات ضخمة، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا خاصة في المناطق النائية ذات السوق الصغيرة. كما أن البنية الأساسية لا تزال تمثل عائقا آخر ضخم في وجه هذا النوع من الإنترنت، كون شبكات الأقمار الصناعية تعتمد على التقنيات الفضائية التي قد تتأثر بالتداخل الكهرومغناطيسي أو الظروف الجوية. وفي المقابل، تستفيد شبكات الألياف الضوئية من البنية الأساسية الأرضية المستقرة، في حين يحتاج الإنترنت الفضائي إلى بنية أساسية إضافية مثل محطات استقبال الأقمار الصناعية على الأرض.
جهود مُمكنة
تستطيع الحكومات والمؤسسات أن تلعب دورًا كبيرًا في دعم وتنظيم الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، من خلال التشجع على توفير الترددات الفضائية بشكل عادل ومنظم، وتقديم الدعم المالي للشركات التي تعمل على توسيع الشبكات في المناطق الريفية والنائية، وسن التشريعات التي تسهم في ضمان الأمن السيبراني وحماية الخصوصية للمستخدمين، بالإضافة إلى التعاون مع شركات القطاع الخاص لتوسيع التغطية في مختلف أنحاء العالم. كما يمكن للمؤسسات الدولية تشجيع التعاون بين الدول لتبادل المعرفة وتحقيق الاستخدام الأمثل لتقنيات الفضاء.
يمثل إنترنت الأقمار الصناعية بوابة نحو مستقبل مشرق، حيث يعيد رسم خريطة الاتصال العالمي ويفتح آفاقًا جديدة للتواصل بلا حدود. فبفضل تطور التقنيات الرائدة، وعلى رأسها شبكة ستارلينك، يقترب العالم من تحقيق حلم الإنترنت الشامل، الذي يصل إلى كل زاوية من الأرض، مهما كانت معزولة أو نائية. لكن هذا الطموح لا يخلو من التحديات، إذ تقف العقبات التقنية والاقتصادية والتنظيمية كاختبارات حقيقية لابد من تجاوزها لضمان نجاح هذه الثورة الرقمية. وهنا يأتي دور الحكومات والمؤسسات، ليس فقط كجهات رقابية، بل كشركاء في صياغة مستقبل متوازن بين الابتكار والتنظيم، بحيث تُستثمر هذه التكنولوجيا لصالح المجتمعات، وتتحول إلى قوة دافعة نحو التقدم والتنمية على مستوى العالم.
وائل بن علي الكلباني أخصائي شبكات بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات