بعد اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة.. ما مستقبل المسيحيّين بالقطاع؟
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد يوم 15 يناير2025، تاريخ غير عاديّ ولحظة غير عابرة في الأراضي المقدّسة، فبعد أكثر من خمسة عشر شهرًا من القتال العنيف، أعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية التوصّل رسميًّا إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. خطوة انتظرها كثيرون، ستدخل حيّز التنفيذ يوم الأحد المقبل 19 يناير، فما تفاصيل الاتفاق؟ وما مستقبل مسيحيّي القطاع الذين أنهكتهم الحرب وعصفت بأرواحهم وأرزاقهم؟
يتضمن الاتفاق في مرحلته الأولى، التي تمتد ستة أسابيع، انسحابًا تدريجيًّا للقوات الإسرائيلية من وسط غزة وعودة النازحين إلى شمال القطاع.
كما يتيح الاتفاق إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، مع تحديد 600 شاحنة تنقل المساعدات يوميًّا من بينها 50 محمّلة بالوقود و300 مخصّصة للشمال.
وفي إطار عملية تبادل الأسرى، نصّ الاتفاق على إطلاق سراح 33 محتجزًا إسرائيليًّا، بينهم نساء وأطفال وكبار في السنّ، بينما يُطلَق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، مع التركيز على تحرير المحتجزين الأحياء أوّلاً، على أن تليها مرحلة استعادة الجثامين.
مستقبل المسيحيّين في غزة
على الرغم من الصعوبات التي واجهها المجتمع المسيحيّ في غزة نتيجة الحرب، يظلّ الأمل قائمًا بأن يكون له دور في بناء المستقبل.
عانى المسيحيون أشدّ معاناة بسبب التصعيد العسكري، وفقد نحو 45 شخصًا منهم حياتهم، بينما أصيب كثيرون بجروح متفاوتة.
وفي قائمة ضحايا هذا النزاع، قُتل 20 شخصًا في هجوم استهدف كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، فيما سقطت امرأتان برصاص قنص في رعية العائلة المقدسة الكاثوليكية.
كما توفي 23 آخرون بسبب أمراض مزمنة إذ لم يتوفّر لهم العلاج اللازم بعد تدمير المنشآت الصحّية ونقص الإمدادات الطبّية.
ولم تقتصر الأثمان والخسائر على البشر. فقد تضرّرت البنية التحتية بشكل كبير، ما دفع عائلات مسيحية عدة إلى النزوح.
وفي غمرة موجة المغادرة، انخفض عدد المسيحيين في القطاع من نحو 1017 شخصًا قبل الحرب إلى قرابة 600 حاليًّا.
وعلى الرغم من سوء الظروف وتفاقمها، صمد المسيحيون تحت سقف كنيستهم متسلّحين بإيمانهم ورجائهم. بل أظهروا تضامنًا مع باقي سكّان القطاع، فواظبوا على الصلاة وقدّموا المساعدات الإنسانية لكلّ من قصد كنيستهم واتخذها ملجأً، مؤكّدين أهمّية العيش المشترك وسط الأزمة.
وفي قداس عيد الميلاد الأخير الذي ترأسه بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، في قلب كنيسة العائلة المقدسة-غزة، كانت رسالة الأمل. إذ قال بيتسابالا يومها: «عاجلًا أم آجلًا ستنتهي هذه الحرب، وعند انتهائها، سنبني كلّ شيء».
وأكّد دعمه الكامل لأبناء غزة: «كونوا على ثقة دائمة بأننّا لن نترككم أبدًا، وسنفعل كلّ شيء لدعمكم ومساندتكم… نحن نحبّكم. لا تخافوا أبدًا، ولا تستسلموا». كلمات قليلة بوقعٍ كبيرٍ، زرعت في نفوس مسيحيّي غزة جرعات أمل وحضّتهم على التمسّك بخيار البقاء والإسهام في عملية إعادة بناء بيوتهم وترميم نفوسهم، ومواجهة تحدّيات ما بعد الحرب بإيمان وثبات.
وبالنظر إلى المستقبل، تظلّ الأسئلة حول قدرة مسيحيي غزة على الاستمرار في هذه الظروف القاسية قائمة ومشروعة.
فعلى الرغم من أنّ أبواب الرحيل ستُفتح أمامهم خوفًا من تكرار هذا الكابوس، يؤثِر كثيرون منهم عدم قطع خيط الأمل باستعادة مدينتهم حياتها.
ويريد هؤلاء أن يبقوا جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع الفلسطيني. يرفضون إفراغ القطاع تمامًا من مسيحيّيه. ولكن، في المقابل يعون جيّدًا أنّ ضمان استمراريتهم يتطلّب دعمًا مستدامًا من كنيستهم ومن المجتمع الدولي، بالإضافة إلى خطوات عمليّة تصون أمنهم وتؤمّن حقوقهم.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
أخيرا.. أنس الشريف يخلع خوذته ويبشر بدنو وقف الحرب
بعد نحو 467 يوما من تغطية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، خلع مراسل الجزيرة في القطاع خوذته بعد تواتر الأنباء عن قرب الإعلان عن وقف إطلاق النار.
وظهر الشريف -الذي قصف الاحتلال منزل عائلته وقتل والده- وهو يقف وسط السكان الذين شرعوا بالاحتفالات والتكبير فرحا بأنباء توقف الحرب في مدينة غزة.
وقد خلع الشريف خوذته التي قال إنها أثقلت كاهله وبزته الصحفية التي قال إنها أصبحت جزءا منه على مدى الشهور الـ15 الماضية.
وفي أول ظهور له قبيل الإعلان رسميا عن وقف الحرب على غزة، استذكر الشريف زملاءه الذين استشهدوا خلال الحرب، وفي مقدمتهم المراسل إسماعيل الغول، وحمزة الدحدوح وسامر أبو دقة، وتحدث عن آخرين أصيبوا ولم يجدوا سبيلا لتلقي العلاج مثل زميله فادي الوحيدي الذي رافقه بكاميرته خلال تغطياته لمجريات الحرب على القطاع.
وبينما كان أنس الشريف يتحدث للجزيرة، قام الغزيون الذين تجمهروا حوله بحمله فوق أكتافهم كنوع من الاحتفاء والشكر له لما قدمه خلال الحرب من تغطية للأحداث، رغم التهديدات الصريحة التي وجهها له الاحتلال.
ووفقا للشريف، فقد بدأت الاحتفالات في كل مناطق وشوارع القطاع وحتى في مراكز الإيواء حيث كان الناس ينتظرون هذه اللحظة منذ شهور طويلة.
إعلان
انتظار عودة الأسرى والنازحين
وقال مراسل الجزيرة إن سكان القطاع ينتظرون عودة الأسرى، وإن النازحين يستعدون للعودة إلى بيوتهم بعد الحديث عن اتفاق وقف كامل لإطلاق النار. لكنه أشار أيضا إلى أن طائرات الاحتلال لا تزال في سماء القطاع وتقصف شماله.
ورغم الأوضاع الصعبة التي يعيشها الناس في مختلف مناطق القطاع، فإنهم يحتفلون بقرب وقف القتال بعدما صمدوا في أرضهم وواجهوا عمليات الإبادة والتهجير من جانب الاحتلال.
ولم تخل لحظات الفرح من شعور بالحزن والفقد أيضا، كما قال الشريف، مشيرا إلى أن الناس يشعرون بشوق للأمان الذي فقدوه طيلة فترة الحرب.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت قبل قليل إنه تم التأكيد رسميا في إسرائيل على صفقة وقف إطلاق النار في القطاع، وهو ما يفتح الباب أمام احتمال وقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 15 شهرا، والذي خلّف آلاف الشهداء والجرحى في القطاع.
كما أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق، معلنا قرب إطلاق سراح المحتجزين.
وأفادت مصادر للجزيرة بأنه من المتوقع بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة خلال يومين أو 3 أيام، مضيفة أن هناك بروتوكولا إغاثيا إنسانيا يرتبط بتطبيق المرحلة الأولى، ويتضمن إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميا.