16 يناير، 2025

بغداد/المسلة: شهدت العلاقة بين العراق وسوريا الجديدة، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، حالة من الفتور الواضح، في وقت بادرت فيه العديد من الدول إلى التقارب مع دمشق الجديدة. ورغم أن العراق كان يُفترض أن يكون في طليعة المبادرين إلى مد جسور العلاقات، إلا أن التحفظ بدا جليًا، مع زيارة أمنية قصيرة لدمشق كانت أقرب إلى خطوة شكلية من مبادرة سياسية متكاملة.

هذا التريث العراقي يُعزى إلى تغييرات جذرية في المشهد السوري، حيث أطاح التحول بنظام الأسد، أحد الحلفاء التقليديين للعراق، والذي كان يمثل جزءًا من محور إيران الإقليمي.

النظام السوري الجديد، الذي يكن العداء لطهران، أدى إلى تعقيد المشهد بالنسبة لحكومة بغداد التي ترتبط بتحالفات وثيقة مع إيران. هذه المعادلة جعلت العراق يتجنب أي تحرك قد يُفسر كابتعاد عن نهجه التقليدي في المنطقة.

التحالفات الداخلية والخارجية في العراق لعبت دورًا محوريًا في هذا الجمود، ويبدو ان جهات قريبة من إيران داخل العراق تسعى لعرقلة أي تقارب مع النظام السوري الجديد، خوفًا من الإضرار بمصالح إيران في المنطقة أو من تداعيات سياسية داخلية قد تؤثر على التوازنات الطائفية والسياسية في العراق.

غازي فيصل، رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، أشار إلى أن النظام الجديد في دمشق يمثل “عدوًا لإيران والحليف السابق للعراق”، مما يضع بغداد في موقف معقد. وأوضح أن “الاختلاف الطائفي السياسي بين السلطتين، إلى جانب المخاوف من عودة نشاط تنظيم داعش في سوريا، عوامل تدفع العراق إلى التريث”.

ورغم أن هذه المخاوف تبدو غير مبررة إلى حد كبير، خاصة أن تنظيم داعش يواجه قيودًا شديدة في سوريا عبر قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية، إلا أنها تبقى حاضرة في المشهد العراقي.

في ظل هذه الظروف، من غير المرجح أن نشهد قريبًا إقامة علاقات وثيقة بين بغداد ودمشق الجديدة. ومع ذلك، قد تتخذ العلاقات طابعًا براغماتيًا محدودًا، يركز على التعاون الأمني والاقتصادي دون أن يمتد إلى شراكات أعمق.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

صحيفة أمريكية: ترامب يخطط لضرب إيران من العراق في حال لم تنفذ طلباته

بغداد اليوم - ترجمة

كشفت صحيفة "الإيكونوميك تايمز" الأمريكية في تقرير نشرته، اليوم السبت (22 اذار 2025)، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "بحث مسبقًا" مع مسؤولي إدارته آليات التعامل العسكري مع إيران في حال لم تنفذ مطالبه.

وقالت الصحيفة، بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، إن "ترامب يبحث شن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية من خلال استخدام حاملات الطائرات المتمركزة في الشرق الأوسط أو شن هجمات عليها من خلال الأراضي العراقية، نظرًا لانشغال مجموعتي حاملات الطائرات بالصراع مع الحوثيين في اليمن".

يشار إلى أن "الرئيس الأمريكي أصدر تهديدًا مباشرًا للحكومة الإيرانية بتنفيذ ضربة عسكرية ضدها في حال لم توافق على شروط التفاوض التي طالب بها، ومن أهمها البرنامج النووي وملف الفصائل المدعومة من إيران في العراق واليمن".

وأكدت الصحيفة أيضًا أن "الخطة الأمريكية لضرب إيران من خلال الأراضي العراقية قد تشهد أيضًا "مشاركة" من القوات الإسرائيلية، التي قالت إنها ما تزال تضغط على حكومة ترامب لاستهداف برنامج إيران النووي، على الرغم من تحذيرات خبراء البيت الأبيض أن تلك الضربات "لن تؤدي إلى إيقاف برنامج إيران النووي"، بحسب وصفها".


مقالات مشابهة

  • صحيفة أمريكية: ترامب يخطط لضرب إيران من العراق في حال لم تنفذ طلباته
  • إيران أمام مفترق طرق 2025.. الحرب أم صفقة نووية مع واشنطن؟
  • هل يستطيع العراق لعب دور المحور في التفاوض بين إيران وأمريكا؟ - عاجل
  • التّقيّة السياسيّة العراقية تجاه دمشق بين الشراكة والتوجّس!
  • توجه العراق نحو الليبرالية الجديدة
  • رئيس الاتحاد العراقي ينهار باكيًا بعد التعادل القاتل أمام الكويت .. فيديو
  • مستقبل العراق تحت الضغط الأمريكي: بين الدبلوماسية والحرب
  • ما أصل أزمة الكهرباء في سوريا وما الحلول أمام الإدارة الجديدة؟
  • ياور: سيطرة إيران على أربع دول عربية وبناء مفاعلها النووية وصناعة صواريخها جاء من خلال المال العراقي
  • أرجوكم استمعوا إلى ترنيمة نيجرفان بارزاني!