بعد اتفاق وقف النار.. تحالف نتنياهو ومشروعه الى التصدع والانهيار
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
لا شك بان الاتفاق على وقف اطلاق النار في غزة هو بداية نهاية الحقبة ‘النتنياهوية’، والبدء بالمرحلة الترامبية.
فالمتابع لتطورات العدوان على غزة يدرك بانه لم يطرأ متغير قاهر وصعب، من شأنه ان يدفع نتنياهو ومن ورائه عنصريو الحكومة ومتطرفوها، ومنهم ايتمار بن غفير وبتسائيل سموتريتش، للقبول ببنود الاتفاق ذاتها التي كان نتنياهو رفضها في ايار مايو الماضي.
ايضا، فان الحرب لم تحقق اهدافها المعلنة، في سحق حماس والمقاومة، واخراج الاسرى الاسرائيليين بالقوة من دون تفاوض، ولم يهجر الفلسطينيون، بل تسمّروا في ارضهم رغم الصعاب والابادة والجرائم.
اذن ماذا تغير حتى يقبل نتنياهو بشكل مفاجئ باتفاق رفضه سابقا؟ وهذا ما سيحاسب الاسرائيليون نتنياهو عليه
هناك عدة احتمالات قريبة من الواقع :
1- ترهل الجيش الاسرائيلي وقتل وجرح واصابة عشرات الالاف من جنوده وضباطه ورفض الكثير منهم التوجه لجبهات القتال والفرار من التجنيد والهروب من ارض المعركة وتنامي الغضب الداخلي من طول امد الحرب والخسائر المكلفة المترتبة عليها على كل الصعد.
وقد حذر وزير الحرب الإسرائيلي يسرئيل كاتس من الانجرار الى ‘حرب استنزاف’ مع المقاومة الفلسطينية ، قائلا ‘إن المحتجزين بالأنفاق في خطر’.
2- ضغوط المعارضة الاسرائيلية الداخلية وتعاظم التظاهرات المطالبة باقالة نتنياهو وابرام صفقة تبادل.
ففي العاشر من الشهر الجاري كشف استطلاع رأي بصحيفة معاريف أن 88% من الإسرائيليين يؤيدون التوصل لصفقة تبادل
و52% يدعمون التوصل لصفقة شاملة
و36% يدعمون صفقة جزئية
و6% فقط يعارضون الصفقة.
ويضيف الاستطلاع أن ائتلاف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لو جرت انتخابات، سيحصل على 49 مقعدا والمعارضة على 61 دون الحاجة للأحزاب العربية.
3- الخسائر الاقتصادية الضخمة التي ترتبت على الحرب وهروب رؤوس الاموال والاستثمارات الى الخارج والهجرة الاسرائيلية المعاكسة وقرار الكثيرين من المهاجرين عدم العودة الى ‘اسرائيل’
4- وقد يكون الاهم هو تهديد الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب بفتح ابواب الجحيم في الشرق الاوسط ان لم يتم اطلاق الاسرى قبل توليه منصبه في العشرين من الجاري.
مصادر امريكية قالت ان التهديد المباشر هذا ، كان موجها الى نتنياهو اكثر منه الى حماس.بدليل ان حماس لم تتنازل عن شروطها السابقة رغم التهديد، اما نتنياهو فقبل بتقديم التنازل.
تكشف القناة الـ12 الإسرائيلية أن إدارة ترامب وجهت رسائل واضحة لنتنياهو مفادها ضرورة تجنب أي تصعيد غير ضروري أو تصريحات يمكن أن تؤدي إلى صراعات في المنطقة، خاصة خلال الفترة الانتقالية لبدء ولايته وتضيف القناة أن ترامب بدأ بالتدخل شخصيا في قضية إطلاق سراح الأسرى وأبدى اهتماما كبيرا بالتوصل إلى اتفاق لإتمام هذه القضية قبل بدء ولايته رسميا.
وأفادت القناة بأن نتنياهو ونتیجة للقائه مع المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، قرر إرسال رئيسي الموساد والشاباك الى الدوحة للانخراط في مفاوضات مباشرة حول التبادل.
لهذا قال ترامب في مقابلة مع شبكة نيوزماكس الإخبارية، قبل ساعات من الاتفاق، أن التوصل لاتفاق وتبادل الأسرى أصبح قريبا للغاية.
من هنا فان نتنياهو بات بين خيارين صعبين جدا، ان لم يقبل بالاتفاق، سيثير غضب ترامب، وان قبل به سيغضب حلفاءه في الحكومة وهو اهون الشرين. وبهذا ستتصدع الحكومة وائتلافها خصوصا اذا ما استقال بعض اعضائها كما هددوا.
فقد وصف وزير المالية المتطرف يتسائيل سموتريتس الصفقة بانها ‘سيئة وخطيرة بالنسبة لأمن ما اسماه ‘دولة إسرائيل’ ‘ وانه سيصوت ضدها وانه لن يبقى في الحكومة الا في حال حصل على ‘تأكيدات أن الحرب ستستمر وبقوة كبيرة’
وهدد وزير الامن الاسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير، بالاستقالة من الحكومة، إذا تمت الموافقة على الاتفاق واصفا اياه بأنه “استسلام خطير’ للمقاومة، مؤكدًا قراره بمنع تمرير الاتفاق في الحكومة بأي وسيلة ممكنة.
لذا سارع مكتب نتنياهو الى القول ان بن غفير وسموتريتش لم يكونا يوماً مهددين في لحظة الحقيقة.
اقرأ ايضا.. البنود الكاملة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة
حكومة نتنياهو قائمة على المتطرفين من اليمين واقصى اليمين، وبالتالي فان تمرير الاتفاق من عدمه سيخلق مشكلة له.
يمكن القول ان مشروع نتنياهو الذي تنتظره المحاكمات، بدأ بالتصدع وسائر نحو الانهيار..ولا يُعتقد ان الوقت سيكون طويلا لانهياره ومن ثم نقل السلطة الى فريق اسرائيلي يتماهى مع مشروع ترامب القائم على حل الدولتين (ان صدق ولكن اي دولتين؟)، واستكمال عمليات التطبيع في المنطقة حتى يتفرغ لمعالجة الازمات الداخلية الامريكية كما ابلغ نتنياهو عبر مبعوثه. وبهذا يحقق ترامب طموحه في تخليد اسمه في التاريخ، بعد ان خلده في عالم المال والسلطة. فاي الشرّين سينتهج نتنياهو؟
د حكم امهز .. باحث في الشؤون الاقليمية والدولية
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يقعد اجتماعا أمنيا عاجلا.. ويتصل بفريق التفاوض بالدوحة
يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، مشاورة "عاجلة" مع المؤسسة الأمنية بشأن الصفقة المحتملة لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، بحسب القناة 12 العبرية.
كما يجري نتنياهو الليلة، اتصالا عبر الفيديو المشفر، مع فريق التفاوض الإسرائيلي في الدوحة، للاطلاع على آخر مستجدات صفقة التبادل، ووقف الحرب في غزة، بحسب يديعوت أحرونوت.
في وقت سابق، أعلن متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، الثلاثاء، أن مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة في "التفاصيل النهائية"، مؤكدا أنها بلغت أقرب نقطة لإعلان اتفاق.
وأفاد الأنصاري في مؤتمر صحفي بالدوحة، بـ "تسليم مسودات الاتفاق لحماس وإسرائيل، وتم تذليل الصعوبات أمام القضايا العالقة الرئيسية بين الجانبين، والمحادثات الجارية حاليا بالدوحة حول التفاصيل النهائية".
وأشار إلى أن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة في "التفاصيل النهائية"، مؤكدا أنها في أقرب نقطة لإعلان اتفاق.
وأكد أن "تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيكون بعد وقت قصير جدا من التوصل إليه"، مشيرا إلى أن هناك "أجواء إيجابية بالمفاوضات ونتفاءل بإمكانية التوصل لاتفاق ولكن لا نبالغ في التفاؤل".
وقال الأنصاري: "المفاوضات تجرى حاليا بقطر ونحن نأمل أن تتكلل بمساعدة الولايات المتحدة ومصر بخفض نقاط الاختلاف بين الجانبين والوصول لاتفاق".
وأضاف: "لا يجب أن نبالغ في التوقعات والتفاؤل حتى لا نصل لشيء يفوق أرض الواقع، ونأمل أن تنجح المراحل النهائية ونحن دائما على ثقة وأمل في التوصل لاتفاق".
ووصف متحدث الخارجية المفاوضات الحالية بالدوحة بأنها "مثمرة وإيجابية وتجرى على قدم وساق ونحفز الجانبين (حماس وإسرائيل) على التوقيع على اتفاق".
وأضاف: "تم تسليم مسودات الاتفاق للجانبين وتم تذليل الصعوبات أمام القضايا الرئيسية العالقة بينهما، وتجرى المحادثات حاليا حول التفاصيل النهائية ولا نستطيع أن نقدم تفاصيل بشأنها لكن نقول تجاوزنا العقبات الرئيسية".
وبشأن الإعلان مساء الثلاثاء عن اتفاق، تابع قائلا: "الاجتماعات جارية الآن بالدوحة ومن الصعب أن نضع مدى زمنيا لكن نقول إننا في نقطة هي الأقرب في الوصول لاتفاق ومتفائلون بشكل خاص".
وتعليقا على سؤال بشأن تسليم جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" يحيي السنوار الذي اغتالته إسرائيل، أجاب:" لن نخوض في تفاصيل الاتفاق".
وأشار إلى أن "التفاصيل العالقة جزء أكبر منها مرتبط بالتنفيذ ويجرى الحديث عنها بالاجتماعات الجارية".
وأكد الأنصاري أن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيكون بعد وقت قصير جدا من إعلان التفاصيل، مجددا التأكيد على عدم إمكانية تحديد مدى زمني لإعلان التوصل لاتفاق وداعيا لانتظار مخرجات اجتماع الدوحة.
وردا على سؤال بشأن نشر قوات بقطاع غزة، أجاب: "أكدنا سابقا أهمية انسحاب الاحتلال من قطاع غزة وأهمية أن تكون الإدارة والقرار لفلسطين هناك، والحديث حاليا عن كيفية إدارة الاتفاق وإنهاء مراحله الثلاثة وبالتالي الحديث عن نشر قوات من المبكر التعليق عليه".
وأكد أن مصر وقطر والولايات المتحدة ملتزمة بنجاح الاتفاق حال التوصل له كما حدث في الهدنة الأولى نهاية 2023، وأعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل لاتفاق في ظل تجاوز القضايا العالقة الرئيسية.