عودة الكباش السياسي..وسيناريوهات تُعيدنا الى العهد السابق!!
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
يبدو أن الحياة السياسية في لبنان ستعود مجدداً الى مرحلة الكباش السياسي والتي من غير المعروف مداها الزمني ونتائجها، وذلك إثر ما أسماه "الثنائي الشيعي" بالـ "الخديعة" التي تعرّض لها خلال الاستشارات النيابية حيث جرى تكليف رئيس محكمة العدل الدولية نوّاف سلام لتشكيل حكومة العهد الأولى، الامر الذي ظهر ل"الثنائي" كمحاولة جديدة لإقصائه أو أقلّه إضعافه.
سيناريوهات عدّة ستفرض نفسها على المشهد السياسي في المرحلة المُقبلة؛
الأوّل هو عدم توصّل "الثنائي الشيعي" ورئيسي الجمهورية والحكومة إلى أي تسوية. أمّا السيناريو الثاني فيتجسّد في الوصول الى اتفاق كامل الأوصاف يُشعر أقطاب الطائفة الشيعية في لبنان بأنهم استعادوا زمام المبادرة وحصلوا على ضمانات حاسمة تجعلهم قادرين على إعادة ترميم واقعهم السياسي.
ووفق السيناريو الأول، لو وقع، فإنّ البلد سيدخل في أزمة جدية، إذ إنّ رئيس الحكومة المكلّف قد يتّجه الى التأليف بمعزل عن "الثنائي الشيعي" ويستبدله بتمثيل وزراء من المعارضة الشيعية، وهذا الأمر من شأنه أن يوصل البلد الى مواجهة شعبية وسياسية كاملة ويؤدي الى تضرّر عهد الرئيس الجديد جوزاف عون، وعوضاً عن أن ينغمس في حلحلة ملفّات الإنماء وإرساء الاستقرار يجد نفسه أمام كباش سياسي طويل الأمد لن ينتهي بسرعة.
بلا شكّ فان هذا السيناريو لا تريده كل من الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية وفرنسا، إذ سيسعى هؤلاء الى تأمين الاستقرار الكامل في لبنان والبناء عليه لأطول فترة ممكنة، وذلك لعدّة أسباب أهمّها الواقع السوري وأولويات واشنطن.
وبالعودة الى السيناريوهات، فإنّ السيناريو الثاني قد يتحقق فعلياً في حال توصّل الجميع الى اتفاق والذي من المرجّح أن يحصل بعد كباش شرس بين الرئيس المُكلّف و"الثنائي" يكسب بموجبه الأخير حقائب وزارية وازنة وضمانات شاملة تتخطّى مسألة الحكومة، وهذا الأمر يجعل "الثنائي" مجدداً رقماً صعباً ويكرّس حضوره السياسي لمرحلة مقبلة.
وتشير مصادر سياسية مطّلعة أن الأزمة الحقيقية التي سيمرّ بها خصوم "الثنائي" في حال حصول السيناريو الأول تتمثل في أنهم سيواجهون قواعدهم بتراجعهم عن السقوف السياسية التي رفعوها ، ولن يستطيعوا بطبيعة الحال تمرير أي قانون انتخاب من دون موافقة "الثنائي"، الذي سيسعى الى تحصين واقعه النيابي بقواعده الشعبية التي تفوق قدرات خصومه بفارق كبير والتي كان يخفّف منها من خلال قانون الانتخاب الذي يحفظ حقوق الاقليات الشعبية.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري يوضح تأثير النقاط التي لن ينسحب منها الاحتلال جنوب لبنان
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن النقاط الخمس التي اختارها جيش الاحتلال الإسرائيلي للبقاء فيها جنوب لبنان تم اختيارها بدقة متناهية، مشيرا إلى أن هذه النقاط تشكل جزءا من إستراتيجية أمنية جديدة لإسرائيل تهدف إلى حماية مستوطناتها الشمالية ومراقبة الداخل اللبناني.
جاء ذلك في تحليل للمشهد العسكري جنوب لبنان بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من معظم المناطق التي سيطر عليها خلال الأشهر الماضية في جنوب لبنان، حيث أبقى قواته في 5 مناطق إستراتيجية بدعوى حماية المستوطنات القريبة من الحدود.
وأوضح حنا أن هذه النقاط الخمس تم اختيارها بعناية لتكون بمثابة منظومة أمنية متكاملة، حيث توجد في كل نقطة سرية عسكرية تضم ما بين 100 إلى 150 جنديا، مما يمنحها القدرة على حماية العمق الإسرائيلي ومراقبة التحركات داخل الأراضي اللبنانية.
وأضاف أن هذه النقاط تتيح لإسرائيل جمع المعلومات والتصرف بمرونة من دون الحاجة إلى الالتزام الكامل بالقرارات الدولية.
وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه الإستراتيجية تشبه إلى حد كبير ما تم تطبيقه في غزة، حيث أنشأت إسرائيل منطقة عازلة ونقاطا أمنية داخلية لضمان أمن مستوطناتها.
إعلان
تعزيز للسيطرة
وأكد أن هذه النقاط الخمس في لبنان ستكون بمثابة وجود مادي وجسدي يعزز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة، مع قدرة على التدخل السريع عند الحاجة.
ولفت حنا إلى أن البيان المشترك الصادر عن الرؤساء الثلاثة في لبنان (رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب) أكد على الالتزام بالقرار 1701 واتفاق الطائف، مشيرا إلى أن لبنان يسعى حاليا إلى حل دبلوماسي وقانوني للأزمة عبر التوجه إلى مجلس الأمن الدولي.
ورغم تحذير الأمم المتحدة من أن "أي تأخير" في الانسحاب الإسرائيلي سيعتبر انتهاكا للقرار 1701، أشار حنا إلى أن هذا القرار لم ينجح في تحقيق أهدافه بشكل كامل، وأن الواقع الجديد على الأرض يتطلب تعاملا مختلفا.
وفيما يتعلق بالخطوات المستقبلية، توقع حنا أن تستمر القوات الإسرائيلية في البقاء في هذه النقاط لفترة تتراوح بين شهرين إلى 6 أشهر، مع تعزيز دفاعاتها وحماية المستوطنات القريبة.
وأكد أن التكنولوجيا الحديثة قد تعوض عن الحاجة إلى وجود عسكري مكثف، لكن إسرائيل ما زالت تعتمد على الوجود المادي لضمان أمنها.
وأشار حنا إلى أن الوضع الحالي يمثل ديناميكية جديدة في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل إلى تعزيز وجودها الأمني في جنوب لبنان، بينما يبحث لبنان عن حلول دبلوماسية وقانونية لإنهاء هذا الوجود الذي يعتبره "احتلالا".