نواكشوط– قبل نحو شهرين قرر الشاب الموريتاني الطيب عبدو (27 عاما) الاستثمار في منتجع تقليدي مطل على الطريق المسمى محليا بـ"المشاريع" في الجزء الغربي من العاصمة نواكشوط، حيث يوفر لرواده أماكن للاسترخاء ويمدهم بالوجبات التقليدية.

ولكن طبيعة عمل الفتى الجامعي الجديد -والتي تقتضي استهلاك كميات كبيرة من الغاز والكهرباء بكلفة شهرية تربو على 300 دولار- تفرض عليه الاقتصاد في استهلاك الطاقة لغلاء سعرها، وتجنبا للفواتير الباهظة التي قد تؤدي للخسارة.

ويقول الطيب للجزيرة نت إن "أسعار الكهرباء والغاز والبنزين تشكل عبئا ماليا ثقيلا على مشروعي الناشئ وتجبرني أحيانا على زيادة الأسعار، وتعيق طموحي في التوسع في بعض الأنشطة".

ومع الإعلان عن بدء استخراج الغاز الطبيعي في موريتانيا لأول مرة، يأمل الطيب أن تسهم عائدات غاز بلاده في خفض تكلفة مصادر الطاقة التي تثقل كاهل ملاك المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وفي الأول من يناير/كانون الثاني الجاري أعلنت شركة "بي بي" bp البريطانية رسميا بدء استخراج الغاز الطبيعي المسال من مشروع "السلحفاة آحميم" الكبير، على الحدود البحرية مع السنغال، وذلك بعد 10 سنوات من الانتظار.

ويمثل بدء إنتاج الغاز نقطة تحول لموريتانيا، فبعد عقود طويلة من الاعتماد على تصدير المعادن الخام والأسماك، يحلم سكان موريتانيا البالغ عددهم نحو 5 ملايين نسمة بأن تستغل حكومتهم عائدات الغاز لتحسين ظروفهم المعيشية وخفض كُلفة الطاقة.

إعلان ترقب كهرباء الغاز

تصنف أسعار الكهرباء في موريتانيا بأنها الأغلى في المنطقة، وتدفع الأسر متوسطة الاستهلاك ما بين 40 و50 دولارا شهريًا مقابل خدمة الكهرباء، وهذه الكلفة الباهظة -باعتراف الحكومة- دفعتها لتخطيط لتنفيذ مشاريع هامة لإنتاج الطاقة باستخدام الغاز لاستغلال المنتج من حقل "السلحفاة آحميم" للاستهلاك المحلي والتي تقدر بـ35 مليون طن مكعب متري يوميا.

ووفق أحمد فال محمدن مستشار وزير الطاقة المكلف بالتعاون والاتصال، فإن "موريتانيا تعمل الآن لتسريع وتيرة الإجراءات" المتعلقة بإنشاء محطات لتوليد الكهرباء بالغاز، بقدرة إجمالية تتجاوز 600 ميغاوات، على أن تدخل أولى المحطات حيز التشغيل مع حلول عام 2027.

ويؤكد المستشار في حديث للجزيرة نت أن مشروع توليد الكهرباء بالغاز المحلي سيخفف كلفة الإنتاج لدى الشركات المعدنية، والشركة الوطنية للكهرباء، مما سينعكس بشكل كبير على الاقتصاد الوطني من خلال خفض تكلفة الكهرباء عامة.

ويلفت إلى أن التحول المتزايد نحو الطاقة النظيفة من العوامل التي ستسهم مستقبلا في خفض سعر الكهرباء، فنحو 48% من طاقة البلاد الكهربائية الآن باتت نظيفة، ومصدرها الشمس والرياح والطاقة الكهرومائية، وتتجه لأن تكون ضمن قائمة الدول الرائدة في مجال التحول الطاقوي وإنتاج الهيدروجين الأخضر بوصفه الطاقة البديلة.

وتعتمد موريتانيا -حسب أحمد فال- على رؤية إستراتيجية للطاقة من أجل تكامل بين قطاعات الغاز والكهرباء والمعادن، تتمثل في استغلال موارد الغاز لإنتاج كهرباء وفيرة ذات موثوقية بأسعار مخفضة وتوجيهها نحو الأقطاب المعدنية لدعم الصناعات التحويلية مما سيحدث نقلة اقتصادية واجتماعية في البلد".

تمثل المحروقات نسبة 30% من الواردات الموريتانية (موقع شركة ستار أويل ) تذمر من الغلاء

تمثل المحروقات نسبة 30% من الواردات الموريتانية، ويشكل غلاؤها تحديا كبيرا لدى الأسر وأصحاب المشاريع الصغيرة، خصوصا أن تأثير غلائها يطال المواد الغذائية وترتبط بشكل مباشر بحياة المواطن البسيط.

إعلان

وحسب المستثمر في النقل المواطن الحضري سيدي المختار، فإن غلاء المحروقات تسبب في هجرة جماعية للمهنة، مؤكدا أن الربح لم يعد ممكنا بل إن الأغلب هنا يكابد فقط من أجل المعيشة أو تفادي الخسارة.

وقبل سنتين ارتفعت أسعار المحروقات في موريتانيا دفعة واحدة بنسبة 30%، بسبب "تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية" ومنذ ذلك الحين والشكاوى من غلاء الأسعار تتصاعد، إذ يصل سعر لتر السولار إلى 490.96 أوقية (1.363 دولار) وسعر لتر البنزين إلى 560.64 أوقية (1.557 دولار).

وبخصوص التسعيرة المطبقة في مجال محروقات السيارات والمركبات الصناعية، يؤكد المستشار أحمد فال أن "الدولة لا تزال تدعم الأسعار حماية للمستهلك ضد الارتفاعات المذهلة لأسعار النفط على مستوى العالم وتقلبات السوق".

ويضيف أن الحكومة تواصل دعم أسعار غاز البوتان الضروري لحاجيات الأسر في مجال الطبخ، ويساهم ذلك بيئيا في حماية المخزون الغابوي الذي يعاني من حين لآخر من قطع الأشجار واستعمال الحطب لأغراض الطهي.

ومن المتوقع أن تنعكس عائدات الغاز الجديد على أسعار المحروقات، رغم أن الدولة تدعم حاليا أسعار المحروقات بنحو 138 مليار أوقية قديمة، وتدفع عن كل لتر من الوقود 52 أوقية (0.13 دولار) كما تدفع 1160 أوقية (3 دولارات) عن قنينة غاز منزلي كبير.

آثار الغاز المتوقعة

وبخصوص انعكاس مشروع حقل "آحميم الكبير" على أسعار الوقود، يعتقد المحلل الاقتصادي أمم ولد أنفع أن العائدات النقدية التي سيوفرها المشروع ستترك هامش مناورة للخزينة الموريتانية من أجل التوسع في دعم الوقود سواء كان سائلا أم غازيا في المراحل القادمة.

ويضيف أن موريتانيا مستقبلا سيكون بإمكانها توفير الكهرباء من مصدر محلي مما سيكون له الأثر الإيجابي على المواطن والمستثمر عموما، لأن أسعار الطاقة ستتراجع على المدى المتوسط والبعيد.

إعلان

أما المحلل الاقتصادي سيدي الخير عمرو فلا يتوقع انعكاسًا مباشرا على أسعار الوقود في المدى القريب لعدة أسباب أجملها في التالي:

الغاز الطبيعي المسال من حقل "آحميم" موجه نحو الاستخدامات الصناعية ويختلف عن غاز البوتان المنزلي، ولا يغني عن المنتجات البترولية المستخدمة بالسوق المحلية مثل البنزين والديزل إلا فيما يتعلق بإنتاج الكهرباء. غياب البنية التحتية المحلية: فموريتانيا لا تمتلك حاليًا شبكة توزيع محلية للغاز الطبيعي لتلبية احتياجات السوق المحلي، مما يجعل انعكاس إنتاج الغاز على أسعار الوقود محليا محدودا. توجيه الغاز للتصدير: فمعظم الغاز المنتج سيتم تصديره للأسواق الدولية بموجب عقود طويلة الأجل مع شركات أجنبية تستثمر في المشروع.

ولكن سيدي الخير لا يخفي أمله في أن يكون للغاز تأثير إيجابي على أسعار المحروقات في المدى البعيد، مؤكدا أن عائدات الغاز يمكن أن تستغل لدعم الوقود أو تطوير مصادر طاقة بديلة، مما سيخفف من تكاليف الطاقة على المواطنين وينعكس بشكل مباشر على حياتهم المعيشية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أسعار المحروقات فی موریتانیا على أسعار

إقرأ أيضاً:

الكهرباء تزف بشرى سارة للمواطنين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن  استقرار التيار وتوفيره لكافة الاستخدامات التنموية والمواطنين هدف استراتيجى للدولة تعمل كل القطاعات والوزارات لتحقيقة خاصة وأن مصر استطاعت إعادة بناء واحدة من أكبر شبكات الكهرباء فى الشرق الأوسط وأفريقيا وبها قدرات احتياطية هائلة وأن كافة الخبراء وقيادات القطاع يعملون على مدار اليوم للوصول إلى المستوى الذى يرضى المواطن ويلبى مطالبه، مؤكدا على ضرورة تحجيم سرقات التيار والفقد وتشجيع المواطنيين على الترشيد وتنفيذ برنامج شامل لتوعية المواطنيين بطرق الترشيد والاستعانة بالطاقات البديلة خاصة الشمسية لتوفير جزء من متطلبات الاستهلاك

“لاعودة لتخفيف أحمال الكهرباء فى الصيف”

أعلن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء خلال مؤتمر صحفي الاسبوع الماضي  أنه لا عودة لتخفيف أحمال الكهرباء فى الصيف وأن الحكومة استعدت بشكل كبير لفصل الصيف 
وأشار الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء إلى أن  هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن الدولة لعدم العودة مرة أخرى لتخفيف الأحمال خلال شهور الصيف وأن رئيس الوزراء أكد على ذلك وأنه تم عقد اجتماع  مع وزارة البترول والوزارات المعنية تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولى لبحث سبل توفير متطلبات تشغيل المحطات توليد الكهرباء من الوقود خلال شهور الصيف بما يمكن من استقرار التيار لكافة المواطنين وبرامج التنميه دون انقطاع

“انقطاع الكهرباء”
وكان قد أوضح وزير الكهرباء في تصريحات صحفيه سابقه أن الدولة تعمل على جميع المستويات لضمان توفير الكهرباء بشكل منتظم ودون انقطاع خلال الصيف المقبل مشيرا إلى أن هناك متابعة مستمرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لمشروعات الطاقة المتجددة وإدخالها على الشبكة القومية بما يعزز كفاءة واستدامة منظومة الكهرباء.

“استراتيجية عمل وخطط تنفيذية للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين ”

وفي ذات السياق أشار الدكتورمحمود عصمت ان التفاعل مع بلاغات المشتركين وسرعة الاتصال والرد والاستجابة احد مقومات خطة العمل لتحسين جودة الخدمات المقدمة موضحا اهمية رصد ودراسة وتحليل الشكاوى المقدمة واستخدام ذلك فى تحديد أولويات خطة العمل للشركات خلال المرحلة المقبلة  موجها باستمرار عمل لجان المرور والمتابعة وتكثيف نشاطها سواء على مستوى الشركات او الشركة القابضة والوزارة لمتابعة الاداء والتأكد من تطبيق معايير الجودة وسرعة الاستجابة للبلاغات ، لاسيما ونحن على مشارف فصل الصيف ، 
مشيرا الى تشكيل فرق طوارئ إضافية بخلاف مجموعات العمل فى كل منطقة تكون جاهزة على مدار الساعة للتدخل لتأمين التغذية الكهرائية وضمان سرعة التعامل مع أي أعطال طارئة  موضحا تعزيز جاهزية المولدات الكهربائية المتنقلة لتوفير مصدر بديل للطاقة في الحالات الطارئة  وذلك فى اطار استراتيجية عمل وخطط تنفيذية للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة وضمان امن واستدامة التغذية الكهربائية

“توقعات بوصول استهلاك الكهرباء لاكثر من 38 الف ميجا”

حيث توقعت وزارة الكهرباء ان يتجاوز الاستهلاك خلال شهور الصيف حاجز ال 38 الف ميجاوات وهو ما تطلب تكثيف الاستعدادات لتلبية هذه الزيادة دون الحاجة لتخفيف الاحمال بعد ان اكدت الحكومة عدم اللجوء اليها مرة الاخرى حيث تعمل الوزارة على عدة محاور لتحقيق هذا الهدف وقد تمكنت شركات نقل وتوزيع وانتاج الكهرباء من الانتهاء من اكثر من 90 % من برامج الاحلال والتجديد استعدادا للصيف وباستثمارات تجاوزت الخطط الاستثمارية لتكون الشبكة القومية جاهزة لتلبية متطلبات المواطنيين وخطط التنمية

“برنامج لتخفيف الاعتماد على الوقود البترولى”

حيث تبنت وزاره الكهرباء والطاقه برنامج لتخفيف الاعتماد على الوقود البترولى من خلال اجراءات متعددة حققت نتائج هامة خلال الشهور الستة الماضية من خلال ما تحقق من وفر يتراوح ما بين 5 الى 6 % من استهلاك محطات التوليد من الوقود وبما وفر للدولة ما يعادل 17 مليار جنية وذلك من خلال  ترشيد الاستهلاك بمحطات التوليد وتبنى انماط تشغيل تعتمد على الاستمرارية وغيرها وفقا لتوجيهات الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة و محاور وزارة الكهرباء لم تقتصر على تقليل الاعتماد على الوقود البترولي لتوفير متطلبات الاستهلاك وتأمين واستقرار التيار لكن اعتمدت على حلول غير تقليديه وبديله تعتمد على برنامج لتوفير 43 % من الاستهلاك من الطاقات النظيفة قبل 2030 وتوفير 30 % من الوقود المستخدم فى تشغيل محطات الكهرباء من خلال ادخال الهيدروجين كبديل الى جانب دخول محطة الضبعة النووية الخدمة  ونشر الخلايا الشمسيه بكافه المناطق ذات الاستهلاكات العاليه وكثيره الاعطال والبعيده والتي تتسبب في خسائر كبيره نظرا لزياده الفقد باستغلال المبادرات التمويليه للمواطنين بفائده اقل من 5%  وبتيسيرات كبيرة وفترات سماح طويله لتشجيعهم على استغلال اسطح منازلهم لاقامه هذه المحطات على ان تقدم شركات الكهرباء المشورة الفنيه وتركيب العدادات التبادليه لضخ الانتاج في الشبكة القومية واعادة استخدامه في التوقيتات المطلوبه للمواطن  فى الوقت الذى تم فية اضافة قدرات تصل الى اكثر من 1500 ميجاوات من طاقتى الشمس والرياح للشبكة القومية خلال الشهور الماضية

وكان قد كشف وزير الكهرباء  أن الوزارة نجحت منذ 25 أكتوبر الماضى وحتى الان في تحقيق وفر في الوقود المستخدم لانتاج الطاقة الكهربائية بقيمة 16 مليار جنيه كاشفا أن هذا الوفر تم رغم عدم وجود تخفيف أحمال و استقرار الشبكة القومية للكهرباء وفقاً لآخر تقرير هناك انخفاض في معدلات استخدام الوقود خلال فبراير الماضى مقارنة بمعدلات استهلاك الوقود خلال نفس الشهر من العام الماضى وأن هذا الانخفاض يأتى بفضل إجراء أعمال الصيانة في مواعيدها المحددة والتشغيل الاقتصادى لمحطات إنتاج الكهرباء .

مقالات مشابهة

  • عدن.. محطات الكهرباء مهددة بالخروج الكامل عن الخدمة
  • محافظ أسوان يفاجئ محطة وقود تبيع المحروقات دون تصاريح معتمدة.. صور
  • الكهرباء: إنتاج الطاقة في الجنوب يشكل 25% من إجمالي إنتاج العراق
  • أسعار الذهب تتراجع بعد إعفاءات جمركية من ترامب
  • العراق يوقع مذكرة تفاهم مع شركة أميركية لإنتاج 24 ألف ميغاوات من الكهرباء
  • البترول تنفي قطع الكهرباء صيف 2025
  • الكهرباء تزف بشرى سارة للمواطنين
  • ترفع التكلفة حتى 9.5%.. رئيس شعبة النقل: الزيادة في المحروقات لن تمر دون تأثير على الأسعار
  • أسعار البنزين اليوم 12-4-2025.. بكام اللتر في محطات الوقود الآن؟
  • صادم وغير منطقي.. لماذا رفعت مصر أسعار المحروقات رغم انخفاض سعر البترول؟