تناول المحلل السياسي ماكس روانت، محرر مشارك في مجلة "لو آند ليبرتي" الحركة الجهادية العالمية المتطورة في ضوء السقوط الدرامي لنظام بشار الأسد في سوريا، في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

العالم يجب أن يراقب سوريا عن كثب



وقال الكاتب في مقاله بموقع المجلة الإلكترونية الأمريكية: في حين يمثل رحيل الأسد انتصاراً استراتيجياً لخصومه ونكسة كبيرة لمحور المقاومة الإيراني، فإنه يثير أيضاً مخاوف بشأن "هيئة تحرير الشام"، التي قادت الحملة لإسقاط الأسد، ولكنها تركت مخاوف مما إذا كان أحمد الشرع سيقود سوريا نحو الحكم المعتدل، أو يعيد إشعال "الجهاد العالمي".

سقوط الأسد وتداعياته الجيوسياسية يُنظَر إلى سقوط الأسد باعتباره خسارة استراتيجية لإيران. فقد بدأ نفوذ طهران الإقليمي، الذي تجسد في استراتيجيتها "الهلال الشيعي" الذي يغطي العراق وسوريا ولبنان واليمن، في التفكك. ضعف حزب الله، حليف إيران الرئيسي، ومع خسارة سوريا، تواجه إيران تحديات كبيرة لطموحاتها القديمة. ومع ذلك، فإن التفاؤل يخففه القلق بشأن الحكم المستقبلي لهيئة تحرير الشام، تحت حكم الشرع.
المشهد "الجهادي" العالمي


وأكد الكاتب على الأهمية الأوسع لانتصار "هيئة تحرير الشام" في سوريا، وخاصة بالنسبة للحركات "الجهادية" العالمية. فعلى مدار العقد المنصرم، تحول مركز الجهادية من الشرق الأوسط إلى أفريقيا. والآن تواجه دول مثل نيجيريا والصومال ومالي وبوركينا فاسو حركات تمرد مستمرة تنافس الوجود الهائل لتنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا.
وعلى سبيل المثال، تتصدر بوركينا فاسو الإرهاب في عام 2023،. وتوصف مالي بأنها "ساحة جهادية واسعة"، حيث تزدهر جماعات، مثل جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين". وفي الصومال، يستمر تمرد "حركة الشباب" الإرهابية، على الرغم من التدخلات المتعددة الجنسيات.

 

 

What does Syria’s new government tell us about the future of global jihad?

Consider with associate editor @MaxProwant:https://t.co/TsV9AHd2wz

— Law & Liberty (@LawLiberty) January 14, 2025


تعطي هذه الجماعات "الجهادية" الأفريقية الأولوية للحكم المحلي، وغالباً ما توفر الأمن والخدمات الأساسية في المناطق التي تعاني من الفقر وإهمال الدولة. وتعكس براغماتيتها المناقشات داخل الحركات "الجهادية" حول ما إذا كان ينبغي التركيز على التمردات المحلية أو طموحات الخلافة العابرة للحدود الوطنية. ويمكن أن يكون مسار "هيئة تحرير الشام" تحت قيادة الشرع نموذجاً - أو حكاية تحذيرية - لمثل هذه الجماعات.

تطور هيئة تحرير الشام والشرع

خضعت "هيئة تحرير الشام"، التي كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتنظيم "القاعدة" وتنظيم "داعش" الإرهابيين، لتحول كبير تحت قيادة الشرع، حيث أظهر ميولاً براغماتية مدهشة برغم أن جذوره تضرب في الجهاد العالمي المثير للقلق؛ فقد كان من المقربين من أبو مصعب الزرقاوي وأبو بكر البغدادي.

 

What does Syria’s new government tell us about the future of global jihad?

Consider with associate editor @MaxProwant:https://t.co/TsV9AHd2wz

— Law & Liberty (@LawLiberty) January 14, 2025


منذ تشكيل "هيئة تحرير الشام" في عام 2017، أبعد الشرع جماعته عن الشبكات "الجهادية" العابرة للحدود الوطنية. وركز خطابه وأفعاله على هزيمة الأسد والقوات الإيرانية في حين حاول حكم محافظة إدلب بطريقة معتدلة نسبياً، عبر السماح للأقليات الدينية بالتعايش، والسماح للنساء بالتخلي عن الحجاب والالتحاق بالجامعات، وتجنب العقوبات القاسية على المخالفين، مثل تلك التي فرضها تنظيم داعش الإرهابي.
هذا الخط البراغماتي يميز الشرع عن المتشددين، مثل الزرقاوي أو الظواهري، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان نموذج الحكم الذي تتبناه "هيئة تحرير الشام" يمكن أن يلهم الجماعات "الجهادية" في إفريقيا لتعديل أيديولوجياتها.

سوريا.. مختبر جهادي وقال الكاتب: "يقدم سقوط الأسد وصعود هيئة تحرير الشام دراسة حالة فريدة للجهاد العالمي. إن تبني "هيئة تحرير الشام" لنهج حوكمة أكثر شمولاً قد يوفر نموذجاً للجماعات في إفريقيا، التي تكافح في مناقشات داخلية حول الاستراتيجية والأيديولوجية. لكن في حال عاد الشرع إلى جذوره المتطرفة، فقد يشجع ذلك "الجهاديين" العالميين، ويعيد تنشيط الإرهاب العابر للحدود الوطنية".

تمتد المخاطر إلى ما هو أبعد من سوريا، إذا فشلت هيئة تحرير الشام في الحفاظ على مسارها المعتدل، فقد يؤدي ذلك إلى تنشيط الفصائل "الجهادية" في جميع أنحاء العالم، وخاصة في إفريقيا.
وفي نهاية المطاف، يخلص الكاتب إلى أن العالم يجب أن يراقب سوريا عن كثب، لأن نتائجها سوف يكون لها آثاراً عميقة على مستقبل "الجهاد" العالمي والحرب الدولية ضد الإرهاب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد هیئة تحریر الشام

إقرأ أيضاً:

السعودية تجدد رفضها القاطع للاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف سيادة سوريا وأمنها

الرياض-سانا

أدانت المملكة العربية السعودية، بأشد العبارات، الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس”: إن المملكة تجدد رفضها القاطع للاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف سيادة الجمهورية العربية السورية الشقيقة وأمنها واستقرارها.

وأضافت الخارجية السعودية: إن المملكة تشدد على ضرورة وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية السافرة للقانون الدولي في سوريا والمنطقة، وتحذر من أن استمرار هذه الانتهاكات والسياسات الإسرائيلية المتطرفة يفاقم من مخاطر العنف والتطرف وعدم الاستقرار الإقليمي.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • السعودية تجدد رفضها القاطع للاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف سيادة سوريا وأمنها
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: سوريا بين الساحل العلوي والهجمات ضد الدروز.. الشرع أم الجولاني؟
  • انفجار ضخم قرب مدينة السويداء جنوبي سوريا
  • عقد دولي لإدارة ميناء اللاذقية.. أول اتفاق استثماري في سوريا بعد سقوط الأسد
  • هيئة البث الإسرائيلية: مئات الجنود الدروز يستعدون لتقديم مبادرة لنتنياهو للقتال في سوريا
  • لماذا تتردد واشنطن في رفع العقوبات عن سوريا بعد سقوط الأسد؟
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد الشرع دعمًا لدروز سوريا
  • وثائق تكشف الحلم الإيراني في سوريا: خططٌ سقطت مع رحيل الأسد
  • الإمارات تعتقل قياديا بارزا في وزارة الدفاع السورية.. قائد جيش الإسلام
  • إسرائيل التي تحترف إشعال الحرائق عاجزة عن إطفاء حرائقها