هل يتفوق O3 على البشر؟ قفزة جديدة تُعيد تعريف الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
حقق نموذج "o3" الجديد من شركة "أوبن إي آي" إنجازاً بارزاً في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث سجل نسبة نجاح بلغت 87.5% في اختبار ARC-AGI، وهو معيار رئيسي يُستخدم لتقييم تقدم الأنظمة نحو الذكاء الاصطناعي العام (AGI).
تفوق النموذج بشكل لافت على الرقم القياسي السابق البالغ 55.5%، مما أثار إعجاب الباحثين وأعاد تسليط الضوء على التقدم السريع في هذا المجال، وفقاً لتقرير نشرته مجلة Nature العلمية.
اقرأ أيضاً.. «أوبن إي آي» تطلق ميزة الصوت المتقدم في «شات جي بي تي»
ما هو الذكاء الاصطناعي العام؟
الذكاء الاصطناعي العام يُعرف على نطاق واسع بأنه قدرة نظام حاسوبي على التفكير والتخطيط وتعلم مهارات بمستوى يعادل الإنسان.
ومع ذلك، يشير الباحث فرانسوا شولي، مصمم اختبار ARC-AGI، إلى أن تحقيق درجات مرتفعة لا يعني بالضرورة الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام. رغم ذلك، يُظهر "o3" إمكانيات مذهلة في التعميم والاستدلال، ما يجعله خطوة أقرب نحو تحقيق هذا الهدف.
تفوق "O3" في اختبارات متعددة
أداء "o3" لم يقتصر على اختبار واحد فقط، بل أظهر تفوقاً في عدة اختبارات صعبة، مثل اختبار FrontierMath. يعتمد النموذج على تقنية تُعرف بـ"سلاسل التفكير"، حيث يقوم بحل المشكلات عن طريق استعراض خطوات استدلالية متعددة للوصول إلى الحل الأنسب.
أخبار ذات صلة
ومع ذلك، فإن هذا الأداء المميز يأتي بتكلفة مرتفعة، حيث استغرقت كل مهمة نحو 14 دقيقة بتكلفة تُقدر بآلاف الدولارات، مما يثير تساؤلات حول استدامة استخدام هذه التقنيات، بحسب التقرير المنشور في مجلة Nature.
التكلفة والتحديات المرتبطة بالتقدم السريع
في الوقت الذي تُظهر فيه الاختبارات الحالية تقدماً هائلاً، تتزايد التحديات المتعلقة بتطوير معايير دقيقة لقياس ذكاء الأنظمة. على سبيل المثال، يشير باحثون إلى أن بعض النماذج قد تستغل التلميحات النصية بدلاً من استخدام استدلال حقيقي. لمواجهة هذا التحدي، يتم تطوير اختبارات جديدة مثل MMMU التي تقيم أداء الأنظمة في مهام معقدة متعددة التخصصات.
المستقبل يحمل الكثير من التحديات والفرص. يخطط الباحث شولي لإطلاق اختبار جديد باسم ARC-AGI-2 في مارس المقبل، والذي سيعتمد على معايير أكثر تعقيداً لتقييم قدرات الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، يجري العمل على تطوير اختبارات تقيس قدرة الأنظمة على التصرف كوكلاء مستقلين يمكنهم تنفيذ مهام معقدة تتطلب عدة خطوات دون إجابات واضحة.
اقرأ أيضاً.. صناع المحتوى يبيعون مقاطعهم غير المنشورة لشركات الذكاء الاصطناعي
التمييز بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي
رغم التقدم الكبير، يبقى التحدي الأكبر في تطوير اختبارات تبرز الفروقات بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي. ومع استمرار هذا السباق، قد نصل إلى نقطة يصبح فيها التمييز بينهما مستحيلاً، مما يشير إلى تحقيق الذكاء الاصطناعي العام.
المصدر: وكالاتالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شات جي بي تي أوبن إي آي الذكاء الاصطناعي الروبوتات الذكاء الذکاء الاصطناعی العام
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد في تقيّيم الأدوية الجديدة
توصل معهد «غوستاف روسي» للسرطان إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهّل عملية اختيار المشاركين في الدراسات التي تقيّم الأدوية الجديدة، إذ تسهم هذه التكنولوجيا في تحديد المريض المناسب في الوقت المناسب لإجراء أفضل تجربة سريرية.
يعد معهد «غوستاف روسي» للسرطان في باريس أحد مؤسسي شركة «كلينيو» الناشئة التي تشجع على الوصول إلى التجارب السريرية.
ويقول «أرنو بايل»، أخصائي الأورام بالمعهد: إن «علاجات الأورام تتطور بسرعة كبيرة. المشاركة في تجربة سريرية تُمثل فرصة محتملة للاستفادة من علاج لن يكون متاحا في السوق قبل سنوات».
ونتيجة لنقص المرضى، يتباطأ تطوير الدواء المحتمل أو حتى يتوقف في بعض الأحيان إذا لم يكن من الممكن إجراء الدراسات.
وبحسب الجمعية الفرنسية لشركات الأدوية «ليم»، فإن 85% من التجارب السريرية تواجه تأخيرا مرتبطا بعوائق تحول من دون الاستعانة بالمرضى.
ولحل هذه المشكلة، بدأت شركات الأدوية الكبرى في الدخول في شراكات مع شركات ناشئة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوجيه المرضى إلى التجارب التي تناسبهم بشكل أفضل.
تعتمد الشركتان الفرنسيتان «كلينيو» و«باتلينك» على قواعد بيانات رسمية متنوعة تحصي مختلف التجارب السريرية.
وتعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي على تنظيف هذه البيانات المحدثة تلقائيا وتنظيمها ومراجعتها لتقديم تجارب للمرضى تتوافق مع احتياجاتهم.
بشكل عام، لا تتاح للمريض فرصة الانضمام إلى تجربة سريرية إلا إذا كانت مفتوحة في المركز الاستشفائي الذي يتابع حالته، وغالبا في المدن الكبيرة.
ويُنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره وسيلة لتعميم الوصول إلى التجارب السريرية، بغض النظر عن مكان الإقامة، ولكنه يساهم أيضا في تمثيل أفضل للتنوع في هذه التجارب.
بدلا من البدء بدراسة ثم البحث عن مريض، وهو ما يحدث عادة، «نبدأ بمريض ثم نجد بسهولة الدراسة التي تناسبه»، على ما توضح رئيسة شركة «باتلينك» إليز خالقي.
وتوضح إليز خالقي «إنها في الأساس أداة مطابقة» تعتمد على البيانات المتعلقة بوضع المريض الصحي وعمره وموقعه.
كما أضافت خالقي «يولّد الذكاء الاصطناعي أسئلة تلقائية استنادا إلى كل معايير الإدراج والاستبعاد للدراسات السريرية» في مختلف أنحاء العالم.
وأكدت خالقي أن «هذه التقنية تسهم أيضا في ترجمة النصوص العلمية، التي تُعد الإنجليزية هي لغتها المرجعية، وتجعلها «أكثر قابلية للفهم بالنسبة للمرضى».