توقعات بتدهور الاوضاع الامنية والانسانية
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
توقعات بتدهور الاوضاع الامنية والانسانية
تنتهي بمسرحية انقلابية علي شاكلة بيان الجنرال الاخواني عوض ابنعوف بعزل عمر البشير
محمد فضل علي .. كندا
نصيحة لوجه الله والتاريخ ومن اجل الوطن الي الجنرال عبد الفتاح البرهان ومن معه في قيادة الجيش الراهنة واجهزة الامن والمخابرات والشرطة السودانية ان وجدت باتخاذ خطوات جادة وتدريجية محسوبة من اجل التنحي واخلاء مسؤوليتهم القانونية والاخلاقية عما وصلت اليه البلاد من تردي وفوضي بعد العملية الدرامية والدعائية الاخراج عن انتصار الجيش ودخولة مدينة ودمدني في عملية لم تطلق فيها رصاصة واحدة .
لقد تطورت الاوضاع بعد استباحة مدينة ودمدني بواسطة بعض الهمج والرعاع المسعورين الذين اختلط عليهم الامر وعملية الدفاع عن الوطن والدين وهم يرددون هتافات وادبيات الحركات الجهادية المعروفة ومزاعمها عن حماية الدين من اعداء مفترضين ثم انتقلوا من مدينة مدني وقاموا باستباحة بعض القري المجاورة للمدينة ومداهمة " الكنابي " وهو الاسم الذي ارتبط تاريخيا بعمال اليومية في حقول ومحالج القطن في مشروع الجزيرة الي جانب العاملين في مختلف اجهزة الدولة من امن وشرطة وعمال المستشفيات من اصحاب الدخول المتدنية التي لاتمكنهم من استئجار مساكن لائقة بهم ومناسبة لعدد وافراد اسرهم وتسكن الكنابي المشار اليها في العادة مجموعات بشرية اعتادت الهجرة الداخلية من بعض اقاليم السودان في رحلة كسب العيش الي بعض المدن في العاصمة الخرطوم ومحافظة الجزيرة قادمين من اقليم دارفور ومنطقة جبال النوبة في جنوب كردفان واقليم النيل الازرق من اجل العمل بالحد الادني من الاجور والسكن في تلك الامكان الشبه مجانية .
ومن المفارقات الغريبة والجميلة ان تلك الكنابي قد شهدت اثناء عهود الاستقرار السياسي والاقتصادي والحكومات المدنية والعسكرية التي تعاقبت علي حكم السودان قصص كفاح واصرار من بعض سكان تلك المناطق علي تغيير واقع حياتهم وقد تربي وخرج من تلك الاماكن الفقيرة الي الحياة العامة في السودان نفر متميز من ابناء اولئك العاملين الذين استطاعوا العمل في اكبر مؤسسات الدولة والمؤسسات التعليمية من الذين ركزت اسرهم علي رعايتهم والحاقهم بالمدراس والحرص علي اكمال تعليمهم من الذين نجحوا بالفعل في اوقات لاحقة في تغيير حياة اسرهم وذويهم الذين انتقلوا بعد ذلك الي الاحياء السكنية التي يقطنها اصحاب الدخول المعقولة من الطبقة الوسطي التي تشكل اغلبية المجتمع السوداني .
لقد تمت استباحة تلك الاماكن واماكن اخري في مدينة ودمدني ومدن سودانية بواسطة فرق الموت المدججة والمسلحة بالسواطير والاسلحة البيضاء التابعة لميليشيات الحركة الاسلامية والتي ارتكبت جرائمها بهدوء واطمئنان ودون اعتراض فعلي من قوات الامن والجيش التابعة للمجلس السيادي الوهمي الذي يدير البلاد انابة عن الحركة الاسلامية.
في اول ردود فعل المجتمع الدولي علي مايجري من تطورات داخل السودان قلل المبعوث الامريكي الي السودان من جدوي البيانات الصادرة عن قيادة الجيش وطالبها باتخاذ خطوات عملية في اعتقال ومحاكمة المتسببين عن تلك الانتهاكات والفظائع وهو امر مستبعد تماما لاسباب كثيرة خاصة بقدرات ومهنية قيادات الجيش السوداني الراهن والتدخلات المنهجية من الاسلاميين ودورهم المباشر في ادارة الدولة من خلال حكومة الامر الراهنة.
مايجري من تطورات داخل السودان سيفتح الباب واسعا خلال ايام او اسابيع قليلة قادمة امام تدخلات اجنبية غير حميدة قد تنتهي الي فرض وصاية تامة علي البلاد والاستيلاء علي مواردها وثرواتها من الباطن بواسطة المؤسسات العسكرية والاقتصادية التابعة للامبرالية العالمية والنظام العالمي الراهن نتمني الاستجابة الشجاعة والشخصية من الجنرال البرهان ومن معه عن طريق التعقل والواقعية وحظر النشاط السياسي لعضوية الحركة الاسلامية وتحديد حركتهم حتي لو دعي الامر الي اعتقالهم وليس عن طريق الخطب الحماسية التي ظل مرتزقة الحركة الاسلامية يدبجونها بصورة مستمرة لتتم تلاوتها بواسطة قيادات حكومة الامر الواقع ومؤسساتها الكسيحة التي تعرضت الي ضربات موجعة للجناح العسكري للحركة الاسلامية بواسطة قوات الدعم السريع التي اشرف علي تاسيسها نظام الرئيس المعزول وواصل دعمها وتسليحها الجنرال البرهان واعوانه العسكريين .
علي من يهمه الامر ان يعلم ان سلسلة البيانات الصادرة عن الجيش واجهزة اخري وابراز تصريحات البرهان الهتافية في هذا الصدد وحديثة عن سيادة القانون وعدم اخذ الناس بالشبهات لن تفيد ولن تقود الي التهدئة وتسكين الامور والاصرار علي استمرار الحرب القتال حتي نهاية قوات الدعم السريع وهو امر يعرف كل عاقل انه امر مستحيل وان الاصرار علي الصدام واستمرار القتال وسقوط المزيد من الضحايا المدنيين سيقود الي عرقنة الصراع وروندا مصغرة ستقود بدورها الي تدخلات دولية مباشرة .
ولا احد في عالمنا الراهن يعمل شئ لوجه الله ولكن هناك من لدية مصلحة كبري في القيام بمغامرة كبري لتحقيق انتصار دعائي لاجندته الخاصة والعامة في اطار صراع دولي واقليمي اصبح اشبه بحلقة لمصارعة الثيران وحالة كساد اقتصادي كبير بسبب الحروب والكوارث الطبيعية.
وربما تاتي لحظة يتم فيها عرض الجنرال البرهان وبعض قيادات الجيش الراهن وشخصيات اخري مماثلة من قوات الدعم السريع وهم مكتوفي الايدي والرجلين امام انظار العالم لكي يقولو الي العالم هذه هي نماذج من قيادت الدول العربية والاسلامية الهمجية التي لاتعترف او تحترم القوانين والحياة الادمية وتفعل ماتريد هناك من لدية مصلحة في السيناريو الافتراضي السالف ذكرة في ظل النظام العالمي الراهن .
وستطول عملية الملاحقة البحث الدقيق علي كل شبر من الاراضي السودانية عن الرئيس المعزول عمر البشير واحمد هارون وبقية الهاربين من العدالة الدولية والسودانية من قيادت الحركة الاسلامية وستتراكم الاتهامات القانونية بكل تاكيداذا ثبت ان المشار اليهم كانوا يتحركون بعلم قيادة الجيش الراهن واجهزة الامن والمخابرات وفي ظل حمايتها.
وسننتظر مع المنتظرين وان غدا لناظره قريب .
رابط له علاقة بالموضوع :
https://www.youtube.com/watch?v=3alr2wnqYnA&t=10s
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحرکة الاسلامیة
إقرأ أيضاً:
احتفالات بسيطرة الجيش السوداني على مدينة ود مدني الاستراتيجية ومعقل قوات الدعم السريع
شهدت مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة السودانية، احتفالات واسعة للمدنيين والعسكريين عقب استعادة الجيش السوداني السيطرة عليها من قوات الدعم السريع، في تطور قد يشكل نقطة تحول في الحرب الأهلية المستمرة منذ قرابة عامين.
اعلانوعبرت إحدى المواطنات عن فرحتها قائلة: "سعادتنا لا توصف، عشنا عاماً كاملاً تحت الضغط، لم نستطع حتى التنفس"، فيما أطلق الجنود النار في الهواء وسط هتافات المواطنين في الشوارع.
اندلعت الحرب في العاصمة الخرطوم في أبريل/نيسان 2023 بسبب خلافات حول دمج القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مما تسبب في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث أجبرت أكثر من 12 مليون شخص على النزوح، ودفعت نصف السكان إلى حافة المجاعة.
رجل سوداني يلوح بعلم السودان بعد تقارير عن دخول الجيش السوداني إلى مدينة ود مدني وسط البلاد وطرد قوات الدعم السريع، السودان، السبت 11 يناير/كانون الثاني 2025. Marwan Ali/2025 APوبحسب الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، شهد النزاع انتهاكات جسيمة شملت القتل والاغتصاب على أسس عرقية، وأعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها تحقق في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقد أدى احتلال قوات الدعم السريع للجزيرة إلى تحويل الولاية الخصبة إلى منطقة مهددة بالمجاعة، وأفاد السكان وشهود العيان بأن القرى المتجاورة أُفرغت من سكانها نتيجة الغارات العنيفة، فيما تُركت الحقول بوراً أو تعرضت للحرق.
من جانبها، تنفي قوات الدعم السريع هذه الاتهامات وتقول إنها تحارب عناصر خارجة عن القانون ترتكب انتهاكات.
وكانت المسلحة السودانية قد أعلنت، السبت، استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، من قوات الدعم السريع، في تطور يمثل ضربة قوية للقوات شبه العسكرية المتهمة من قبل الولايات المتحدة بارتكاب جرائم إبادة جماعية في الحرب الأهلية المستمرة.
Relatedواشنطن تتهم موسكو باللعب على الحبلين في حرب السودان لاستثماراتها في تجارة الذهببايدن يستبق ولاية ترامب ويمدد ل 18 شهرا إقامة 800 ألف مهاجر من فنزويلا والسلفادور وأوكرانيا والسودانالولايات المتحدة تفرض عقوبات على 7 شركات مرتبطة بقوات الدعم السريع في السودانوأكد الفريق شمس الدين كباشي، نائب قائد القوات المسلحة، في خطاب أمام القوات والمدنيين في ود مدني: "هذا نصر كبير نشكر الله عليه، لكننا لن نتوقف، نحن نتحرك بسرعة، ونحن في عجلة من أمرنا، وبإذن الله قريباً سيتم تطهيركل شبر في السودان".
المصادر الإضافية • أب - رويترز
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الحرب الأهلية في السودان تخلّف أزمة إنسانية غبر مسبوقة: 150 ألف قتيل و12 مليون نازح على ضفاف رحمة الطبيعة.. الفيضانات تشرّد 379 ألف في جنوب السودان "كلهم اغتصبوني.. كانوا ستة"! شهادات مروعة عن جرائم قوات الدعم السريع في السودان جمهورية السودانجرائم حربقوات الدعم السريع - السوداناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. حرب غزة: إسرائيل تمهد لانسحابها من محور نتساريم مع اقتراب الصفقة والحوثيون ينفذون 3 عمليات عسكرية يعرض الآن Next قمة بروكن تستهوي المتنزهين بجمالها الثلجي في صباح شتوي شمال ألمانيا يعرض الآن Next شركة جيف بيزوس الفضائية تلغي الإطلاق الأول لصاروخ جديد ضخم في الدقائق الأخيرة من العد التنازلي يعرض الآن Next تفاصيل مراحل الصفقة المحتملة لوقف النار بين إسرائيل وحماس يعرض الآن Next دراما في إيطاليا: مؤسسة حقوقية تطالب باعتقال جنرال بارز في الجيش الإسرائيلي بتهمة تجويع أطفال غزة اعلانالاكثر قراءة تكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية.. ماذا نعرف عنه؟ روسيا تعلن رسميا عن موعد التوقيع على اتفاقية للتعاون الاستراتيجي مع إيران بالصور: "يوم بلا سراويل" تقليد سنوي بمترو لندن لتحدي الشتاء.. ركاب عراة الساقين بملابس داخلية ملونة زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب قبالة سواحل ميازاكي باليابان وتحذير من حدوث تسونامي النرويج: حمامات الجليد الجماعية في بيرغن فوائد صحية جمة ووجهة عشاق السباحة وإحساس استثنائي بالانتعاش اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلروسياالشتاءدونالد ترامبالهندقطاع غزةحركة حماسالمملكة المتحدةاليابانالصينالحرب في أوكرانيا الهندوسيةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025