بلومبيرغ: العالم يستعد لزلزال تجاري جديد مع عودة ترامب
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
مع عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تستعد دول العالم لموجة جديدة من السياسات التجارية الصارمة التي قد تهدد التوازن التجاري العالمي.
ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة بلومبيرغ، تخطط الحكومات في العالم لمواجهة ما وصف بأنه "زلزال تجاري" جديد، مع اقتراب تطبيق تعريفات جمركية من شأنها إعادة تشكيل العلاقات الاقتصادية العالمية.
التقرير يوضح أن الدول تنتهج 3 إستراتيجيات رئيسية: خطوات استباقية لتجنب التصعيد، واستعدادات للرد بالمثل، ومواقف انتظار مشوبة بالحذر.
بعض الدول تسعى لتقليل تأثير السياسات الأميركية على اقتصاداتها عبر اتخاذ خطوات استباقية (غيتي)1- خطوات استباقية
تذكر بلومبيرغ أن بعض الدول تسعى لتقليل تأثير السياسات الأميركية على اقتصاداتها عبر اتخاذ خطوات استباقية.
فهذه فيتنام، التي تعدّ من أكبر الدول المصدرة للولايات المتحدة، تعزز وارداتها من المنتجات الأميركية مثل الغاز الطبيعي والطائرات، في محاولة لتجنب أي تعريفات جديدة.
وأكد نائب وزير الخارجية الفيتنامي أهمية إزالة أي عقبات تجارية مع الولايات المتحدة لتجنب التصعيد، خاصة بعد ذكر فيتنام بالاسم في مشروع السياسات "Project 2025" الذي أعدّه بيتر نافارو مستشار ترامب التجاري.
وتتبع كوريا الجنوبية وتايوان نهجًا مشابهًا، إذ تدرسان زيادة وارداتهما من الطاقة الأميركية، بما في ذلك الغاز الطبيعي، في محاولة لتعزيز العلاقات التجارية.
إعلان2- استعدادات للرد بالمثل
وتبنّت الصين إستراتيجيات دفاعية لمواجهة التحديات القادمة.
فوفقًا لتحليلات بلومبيرغ، تشمل هذه الإستراتيجيات:
خفض قيمة اليوان. بيع سندات الخزانة الأميركية. تقييد تصدير المواد النادرة التي تُستخدم في الصناعات التكنولوجية. تقليل اعتمادها على السوق الأميركية من خلال توسيع شراكاتها الاقتصادية مع دول أخرى. إستراتيجيات الصين للمواجهة تشمل خفض قيمة اليوان وبيع سندات الخزانة الأميركية وتقييد تصدير المواد النادرة (غيتي)
أما المكسيك وكندا، الجارتان الأكثر تأثرًا بسياسات ترامب، فلم تقفا مكتوفتي الأيدي. فقد صرح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأن بلاده مستعدة للرد بفرض تعريفات جمركية مضادة إذا لزم الأمر.
وفي المكسيك، حذرت الرئيسة كلوديا شينباوم من أن التعريفات الأميركية ستؤدي إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة نفسها، مما يجعلها سياسة ضارة للطرفين.
كما تسعى المكسيك أيضًا لتقليل اعتمادها على الواردات الصينية كجزء من إستراتيجيتها لتخفيف الضغوط الأميركية.
3- انتظار وتفاؤل حذر
اختارت بعض الدول الأخرى، مثل البرازيل والهند، اتباع موقف الانتظار بدلًا من المواجهة المباشرة.
فالمسؤولون في البرازيل واثقون من قدرتهم على توجيه صادراتهم إلى أسواق بديلة مثل آسيا إن فرضت الولايات المتحدة تعريفات جديدة.
أما الهند فتعوّل على العلاقات الجيدة بين رئيس الوزراء ناريندرا مودي وترامب خلال فترته الأولى. ويدرس المسؤولون الهنود تخفيض الرسوم الجمركية على المنتجات الأميركية كجزء من أي مفاوضات مستقبلية.
من جهته، يتبنّى الاتحاد الأوروبي إستراتيجية مزدوجة، فبينما يعبر عن استعداده للرد إذا لزم الأمر، يعزز قدراته التجارية من خلال قوانين جديدة تمنح الدول الأعضاء صلاحيات للرد على أي قيود اقتصادية تفرضها أطراف خارجية، بحسب بلومبيرغ.
الدول تجد نفسها في موقف صعب للغاية بين مطالب الولايات المتحدة وأهمية استمرار العلاقات مع الصين (الفرنسية) انعكاسات اقتصادية عالميةوتضع هذه السياسات التجارية الأميركية الجديدة العديد من الدول في مأزق معقد. فمن جهة، تطالب الولايات المتحدة حلفاءها بفك الارتباط الاقتصادي مع الصين، ومن جهة أخرى تحتاج هذه الدول للحفاظ على شراكاتها التجارية مع بكين للحفاظ على استقرار اقتصاداتها.
إعلانويقول فريدريك نيومان، كبير اقتصاديي آسيا في بنك "إتش إس بي سي"، لبلومبيرغ "إن الدول تجد نفسها في موقف صعب للغاية بين مطالب الولايات المتحدة وأهمية استمرار العلاقات مع الصين. إنها أزمة تتطلب مناورة دقيقة للغاية".
وإلى جانب ذلك، من المتوقع أن تؤثر هذه السياسات بشكل كبير على الأسواق العالمية، على خلفية تحذيرات من انخفاض الصادرات الإيرانية بمقدار مليون برميل يوميا لدى تصاعد السياسات العقابية، وزيادة أسعار النفط نتيجة لتقلبات الأسواق.
عالم يتأقلم مع عودة ترامبووفقًا لتحليل بلومبيرغ، فهذه المرحلة الجديدة من السياسات الاقتصادية لن تؤثر فقط على التوازنات التجارية بل قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في خريطة العلاقات الاقتصادية العالمية.
وتجد دول العالم الآن نفسها في سباق مع الزمن لحماية اقتصاداتها من التأثيرات السلبية، والاستعداد لمستقبل قد يشهد تغيرات غير مسبوقة في القواعد التجارية العالمية، وفق بلومبيرغ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة خطوات استباقیة
إقرأ أيضاً:
صحفي بريطاني: ترامب يغامر بتحويل الولايات المتحدة إلى دولة مارقة
انتقد الصحفي البريطاني جدعون راكمان طموحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب التوسعية المثيرة للجدل، واصفا إياها بأنها تهديد لجيران الولايات المتحدة وحلفائها.
وكان ترامب قد هدد في تصريح أدلى به خلال مؤتمر صحفي في السابع من الشهر الجاري، باستخدام القوة العسكرية لضم قناة بنما وغرينلاند وتغيير اسم خليج المكسيك واستخدام "القوة الاقتصادية" ضد كندا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ابنة رونالد ريغان: حلم كاليفورنيا ذهب أدراج الرياح بسبب أخطائناlist 2 of 2موقع أميركي: حراك الطلاب لأجل غزة ما يزال قويا رغم القمعend of listومنذ فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعرب الرئيس المقبل مرارا عن تطلعه إلى السيطرة على غرينلاند وقناة بنما، كما دعا لضم كندا إلى الولايات المتحدة.
وفي ردها على اقتراح ترامب بأن تصبح بلادها الولاية الأميركية الـ 51، قالت السفيرة الكندية لدى واشنطن كريستين هيلمان "أعتقد أن الرئيس المنتخب يمزح قليلا".
أسلوب مفضل لترامب
واعتبر راكمان في مقال رأي بصحيفة فايننشال تايمز أن هذا "المزاح"، الذي قال إنه ينطوي على تهديد، هو أحد أساليب التواصل المفضلة لدى ترامب.
واستطرد قائلا إن الكنديين يجدون بعض العزاء في أن ترامب استبعد غزو بلادهم والاستعاضة عنه بالقوة الاقتصادية، إلا أنه رفض استبعاد العمل العسكري لتحقيق طموحاته في "استعادة" قناة بنما والاستيلاء على غرينلاند، وهي إقليم تابع للدانمارك يتمتع بالحكم الذاتي.
إعلانورغم أن كاتب المقال يقول إن المدافعين عن ترامب "الذين يتملقونه" يتعاملون مع الأمر برمته على أنه مزحة كبيرة، لكنه يؤكد أن حقوق الشعوب الصغيرة ليست للمزاح.
ناقوس خطرويرى راكمان أن "الاستيلاء بالقوة أو بالإكراه على بلد ما من قبل جار أكبر هو أكبر ناقوس خطر يُقرع في ساحات السياسة الدولية"، معتبرا هذا التهديد بمثابة إشارة إلى أن "دولة مارقة" -يقصد الولايات المتحدة- تمضي في طريق التوسع.
وقال راكمان إنه لهذا السبب أدرك التحالف الغربي أنه من الضروري دعم مقاومة أوكرانيا لروسيا، وهو أيضا السبب الذي دفع الولايات المتحدة إلى تشكيل دولي لإخراج العراق من الكويت أوائل تسعينيات القرن المنصرم.
ووفقا للمقال، فحتى لو لم ينفذ ترامب تهديداته أبدا، فقد ألحق بالفعل ضررا هائلا بمكانة أميركا العالمية وبنظام تحالفاتها، قبل أن يتسلم بعد مقاليد الحكم رسميا.