الإبادة الجماعية والقتل خارج القانون في أرض المحنة وقلب الجزيرة .
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
بقلم / عمر الحويج
يبتدع المستبدون الضغاة أشكالاً متعددة الألوان التحائلية ، يخدعون بها الشعوب لقهرها ، وجعلها خاضعة لهم ، سابحة بحمدهم ، بل متحكمة في أمرهم كجموع ، وحتى في مشاعر الفرد منهم الداخلية ، يتحكمون في نفث الغضب المدمر داخله ، إن رأوا ذلك مفيداً لصالحهم ، ونفخ الروح في فرحه ، إذا قدروا أن ذلك معززاً لمصالحهم ، منها تدريبات مورست على شعبنا ، دون أن يتبين خبثها ومراميها ، وعاشها كتجارب تجرعها سُماً ، حين مرت عليه في حياته اليومية ، التي دمرها المستبد ، لو تذكرون في سنوات القهر المايوي ، كان عمداً أو لعجز في نظامه ، وفشله في توفير الحياة الكريمة لمواطنيه ، في أبسط مظاهرها ومتطلباتها الحياتية ، حين كانت تقطع الماء من بلاد النيلين الفياضة به أنهاراً وسيولاً ، وتنعدم من مصباتها الصناعية لأيام عدة ، أو شهوراً متعددة ، يتضجر منها المواطن ويستاء ، ويكره ذاته وحياته ، ولكنه يتهيب إعلان ًكراهيته وسخطه ، على من تسبب في حرمانه من الماء ، ومن ثم دون تفسير أو إعتذار ، يظهر الحاكم المستبد إجتهاداً ، إن كان فيه عامداً او بفعل الرغبة في البقاء على رأس سلطته ، يعيد الماء الى مواطنيه ، فيفرح هؤلاء المخدوعين ، بل يغنون ويهللون ويكبرون ثلاثاً ، للعودة الميمونة للماء التي حرموا منها ، ولم يكن لهم يد في حجبها ، ومع ذلك يعبرون غناءاً مرسلاً ، تاليفاً ولحناً جنائزياً "الموية جات املوا الباقات " أو إن كان الحرمان واقعاً على الكهرباء أيهما سواء ، فهم ينشدون كما للماء "الكهرباء جات أملوا التلاجات " !!! ، أو هكذا إذا لم تخني الذاكرة ، وهكذا يجدون أنفسهم ، يهللون ويكبرون ثلاثاً ، لحدوث ضرر لم يتسببوا فيه ، وحدوث فرح وابتهاج لم يكونوا طرفاً في استرداده .
وبداية القول ، ليفرح الشعب الطيب المقهور في الجزيرة وحاضرتها مدني ، بانغشاع غمة الطرد من البيوت وفرحهم بعودتهم إليها إذا قدر لهم الرجوع ، وأمل وقف القتل والإغتصاب والنزوح الذي مورس ضدهم ، دون أن يسألوا انفسهم في تلك اللحظة الفارقة في حياتهم ، عن دواعي كل هذا الذي يحدث أمامهم ، وإن كانوا بعد المحنة قطعاً سيتسالون ، عن السبب الذي جعلهم ، يقتلون ويغتصبون وينزحون ، هل إستدعوا ، بأنفسهم كل هذا الخراب ، هل جاءهم غازي من خارج ديارهم ، وفعل بهم كل هذا الذي حدث ، أو كان زلزالاً أرسله رب العباد لعقابهم ، نقول لا والله ، إنه من فعل المستبدين ، الذين يعجزون عن توفير الماء أو الكهرباء ، فيغضب المحتاحين لها ، ثم يعيدونها فيفرح ويغني المتشوقون لحضورها .
فمن قتلهم في بيوتهم مقتحماً مجرماً ، ومن قتلهم في شوارعهم "بتهمة متعاون" مجرماً .
ورغم "الإسترداد" لمدينة ود مدني ، التي عانى موطنيها بفقدها بفعل الآخرين الضغاة ، وعايشها بعض من آثروا المكوث بها والتعايش جبراً مع مغتصبيها الجدد ، وهم خانعون جبراً وليس طوعاً ، تعالوا لنرى ردة فعل من فرط فيها طائعاً مختاراً ، بتسليم مفتاحها سهلاً ، ثم استردادها إنسحاباً ، مفتاحاً لا فتحاً ، دون عناء ودون دماء بذلها فداء هذا الإسترداد . إنها المأساة القادمة ومتوقعة ، حتى لو تم ايقاف إقترافها لأسباب خارجة عن إرادتهم ، وأعنيهم وأسمعوعهم ، هؤلاء الإنصرافيون ، ماذا يقولون لهذا الشعب المهدود والمهزوم ، في أرزاقه وفي أعناقه ، في أجساده وبنيانه . طيلة شهور عدة ، إنهم يصرخون : لقد رصدنا أكثر من ستة إلاف متعاون، أقبضوا عليهم هؤلاء الخونة العملاء الذين تعاونوا مع الدعامة، بتحريض مفتوح الأبواب على مصراعيه ، في استباحة دماء كل مواطني مدينة ود مدني المتبقين عجز النزوح ، وعامة مناطق وقرى الجزيرة . يردد صدى صراخهم "العمساب" ، أمسحوا الكنابي من أرض الجزيرة ، لتعيدوا لأهلها نقاءها العروبي-عباسوي .
وجميعها دعاوي تصل نهاياتها المنطقية إلى الدرجات العليا لمسمى الإبادات الجماعية في القوانين الدولية .
في تحذيرات مسبقة ، بعض فقرات من مقال بعنوان [الشروع في الإبادات الجماعية خارج القانون ] بتاريخ 3 / أكتوبر / 2024م .
.
في معرض كتاباتي في التحذير من الحرب اللعينه التي يقودها طرفاها فصيلا الإسلام السياسي “القصر والمنشية ” ، وهم أصل البلاء والحكاية أو قل أصل البداية والنهاية ، وقد تفرقا بعدها شيعاً ومذاهباً وقبائلاً وضغايناً ومَّصّالِحاً ” للإستئثار بالسلطة المتنازع عليها أيهما يفوز بها . وخطورتها على شعب السودان إذا تواصلت . واياً كان المنتصر ، فلينتظر الشعب المجازر والإبادات الجماعية ، وقد شهدنا ، حين كان الجنجوكوز يعيش وهَّم المنتصر يظن ، في إجتياحاته لبوابات المدن الحضر ، وشعاب الريف المحتضر ، رأيناه ماذا فعل ؟؟ ، وما نوع الجرائم المرتكبة ، ولاداعي لتعدادها فهي تعيش وتمشى بيننا حية بجرمها وبشاعتها ، عنفها وفظاعتها ، وما زالت تحصد الأرواح والممتلكات وأسلحة الدمار يمارس بها ، عنفه وحقده ، حتى على أجساد الحرائر واليافعات .
والآن وفي انتصار مصنوع (وليست ثورة ديسمبر المصنوعة ياعبد الماجد عبد الحميد) في بعض أحياء بحري ، شمبات والحلفاية ظهر الإسلامويون بوجههم الداعشي القبيح ، الذي ظل يعبئهم ويجهزهم بالتحريض المتواصل ، ذلك الناطق الفعلي ، المخفي وجهه ، مطلق عنان لسانه ولسان حال"كرتيه" ، ذلك المدعو الإنصرافي ومن خلفه جماعته اللايفاتية ، وخلفهم جميعاً تنظيمهم الإسلاموكوزي ، ونفذوا دون التزام ديني أو أخلاقي او قيمي ، انما ألبسوه ديناً وأخلاقاً وقيماً ، وطبقوها زيفاً وكان مجملها حصاداً داعشياً . وبدأ معه حصد أرواح الشباب “المتعاون” هكذا تهمتهم التي صاغها لهم الإنصرافيكوز ولايفاتيته ، هكذا أخذوا الشباب ، بعضهم جرجروه ، من بيته ومن طرف شارعه ، ومن حارته ومن وسط تكافليته التطوعية ، حين خدمته الآخرين ، للتخفيف عنهم مآسي حربهم اللعينة وحتى الآخرين من هو في مسجده ، يخدِّعونهم إلى محاكمة رصاصهم المعبأ جاهزاً للإطلاق الأعمى دون قانون ، دون فرز ، ودون حتى مُهلَّة التشهد لإستقبال موت إعدامهم ، ذلك الرصاص الموجه إلى صدور الأبرياء ، يتوعدون بالصوت والصورة أهل السودان كافة ، بأن هذه التهمة “متعاون) ” ستنتقل بشرورها ، مع كل انتصار يحققونه ، او يحلمون به في الخيال ، ينتقلون به ، من حارة إلى حارة ومن زقاق إلى زقاق ، ومن زنقة لي زنقة ، ومن بيت لى بيت ، وحتى من بناية إلى بناية يحتلونها ، ويحولونها الى أشكال من احتفالات الموت والقتل برقصاتها الهستيرية ، يتبعها التهليل والتكبير ، يعرفون كيف ينوعونه ويخترعون طرقه المتشفية ، وسيكون ذلك القتل ، اشكالاً والواناً ، حسب الوصف الذي سيصفون به ضحيتهم أياً كان إنتمائه من شباب المقاومة : ديسمبرياً كان ، قحاطياً كان ، جذرياً كان ، أو مواطناً مشتبهاً فيه ، كائن من كان ، حتى لو كان لا مع هذا ولا مع ذاك ، وسنرى المقاطع المصورة لقطع وجز الرؤوس وتشريح الأحياء ، قبل تحويلهم إلى جثامين ، وأكل أكبادهم ، وما سهل منها مضغه ، كل ذلك سيتم ، وينشر وينتشر في لايفاتهم أمام أعيننا لنراه ، ونتعظ كما يريدون ، وأن نكون صامتين هامدين ، إن كنا طلقاء بفعل الصدفة والقدر من نوع هذه المذابح .
وتحذيرات أخرى وبعض فقرات من مقال سابق29 / يوليو / 2023م بعنوان [أوقفوا الحرب وإلا الإبادة الجماعية في الشوارع لمن يدعي النصر أيهما كان أحط الطرفين] .
يجب النجاح في وقف الحرب .. وإلا إذا انتصر ، أحد الطرفين ، على الآخر "ولا أحتاج أن ينط لي أحد من الطرفين ، ليقول الجيش هو المنتصر ، والآخر جنجويدي ليقول لي نحن نحتل 90% من مدن العاصمة المثلثة " ومع يقيني ، أن هذه الحرب العبثية ، سوف تتوقف بفعل طبيعة عبثيتها ، لكن لنذهب إلى ماذا سيحدث عند إنتصار أحدهما على الًآخر ،
النازيوإسلامويون ، غداً عندما ينتصر الجيش ، فليستعد كل من لم يؤيد الجيش الكيزاني وبإسم الوطنية وحرب الكرامة ، فهو إرتكب جريمة الخيانة العظمى وعقوبتها الإعدام ، ولأن لا وقت لديهم للمحاكمات “تذكرون إعدام ضباط رمضان" والقوائم جاهزة لديهم يتصدرها قحاتة وجذريين ومن والاهم ، ولن تتوقف عندهم ، إنما ستتواصل ممتدة لكل من ساهم في إسقاط حكمهم ، من قوى ثورة ديسمبر العظيمة ، ولن ينجو منهم أحد ، حتى الأطفال الذين حملوا الأعلام وجاءوا برفقة ذويهم ، وهم يتطلعون لمستقبل زاهر ، أما الأخطر الذي جعلني أطلق تصوري هذا للإبادات الجماعية ، لأن هذه المرة ، ليس الإرسال إلى السجون والإحالة للصالح العام ، وإنما ” التنفيذ الفوري ذبحاً من الوريد إلى الوريد .. وأين ومتى؟ إنه حيث التنفيذ الفوري ، عاجلاً لا آجلاً ، داخل البيوت وفي شوارع المدن والقرى ، عقاباً .. لأنها شوارع كانت لاتخون !! . وأُسِّرَّكم أمراً ، أن المدعو الإنصرافي المخفي نفسه ، وهل يُخفي الشر في سماهو !! ، ستجدونه وقد إنتقل من مقره الأمريكي ، ليكون إنطلاقه من موقعه بطائرة خاصة ، نظير خدماته الذي قدمها للتنظيم ، فهو قادر على فعلها ، ومعه أحدث أداة للقتل السهل الممتنع ، ليرسل بها "يوديهم" إلى الله ، عدداً لايستهان به من قتلاه بيديه الإثنتين مباشرة ، كما يردد في لايفاته بشكل غير مباشر ، وهو الذي يأمر الجيش الكيزاني بالخطط العسكرية التي يتم تنفيذها فوراً دون إبطاء أو مراجعة .
أما إذا كان الإنتصار معقوداً لصالح الجنجوكوز ، فأيضاً القوائم جاهزة ممتلئة باسماء الفلول المحصورة قوائمهم لديهم ، ومن خلفهم الذين صدقوا أنه سيأتي لهم بالديمقراطية والحكم المدني ، بما فيهم جموع الديسمبريين وحتى الذين لم يصدقوا ، فكلهم في الموت سواء ، فهم يريدون دولة الأفروإسلاموية الصافية ، فيما يعني أن كل من يمشي على قدميه مصيره أيضاً كالسابقين لهم ، وهم اللاحقون الذين علموهم السحر “أمسح أكسح قشوا ما تجيبو حي أكلو ني” ، وأُسِّر لكم أمراً ، الآخر عبد النعم الربيع ستجدونه وقد إنتقل من مقره اللندني . بطائرة خاصة ، وهو قادر قدرة صديقه اللدود الإنصرافي ، ومعه أحدث أداة للقتل السهل الممتنع ، ليعطي كل من يلقاه أمامه ، طلقة في رأسه ، كما قال بعضمة لسانه ، عند إغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر .
ليس هذا سيناريو من الخيال ، ولكنه نابع من عمق تجارب بلادنا المنكوبة بالقتل الجماعي المجاني ، فتمنوا معي أن تتوقف هذه الحرب العبثية ، بالتفاوض ، لا بإنتصار أحد الطرفين على الآخر ، ولا ضير ان يظل طرفاها المجرمان في الصورة مؤقتاً ، والشعب قادر على تغيير وإزالة هذه الصورة . بثورته التي ستزداد قوة ومنعة وصلابة وتصميماً بعد الحرب ، وبعد تحطيم إطار هذه الصورة المؤقتة ، بمحوها من جذورها ، وسينفذ شعاراته ، ولكن هذه المرة ، عنوة “وبسلميته” إقتداراً ، لتصبح سارية المفعول فوراً دون مماحكة أو تأجيل ، ثم يعقبها العقاب القانوني في محاكمنا الداخلية ، بعد إصلاح إعوجاجها ، أو محكمة العدل الدولية أيهما أنسب وأصلح ، وشعاراته المعلومة هي :
الجيش جيش الشعب ، لا جيش الكيزان والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل .
فلا مفر والإبادة الجماعية من أمامكم ، والنازيوإسلامويون من الطرفين خلفكم .
إذن ناضلوا من أجل وقف الحرب .. وتنادوا بأعلى أصوأتكم لوقف الحرب وأتحدوا تحت شعاركم .. لا للحرب نعم للسلام .
omeralhiwaig441@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
لأول مرة منذ مائة عام بلا زراعة.. حرب السودان تفاقم أزمات مشروع الجزيرة وتفقر المزارعين
ود مدني 11 أبريل 2025 - أخرجت الحرب في السودان مشروع الجزيرة الزراعي، وهو أكبر رقعة مروية تحت إدارة واحدة في أفريقيا، عن الإنتاج لموسمين زراعيين، وذلك للمرة الأولى منذ تأسيس المشروع قبل قرن بالتمام والكمال، وتبلغ مساحة مشروع الجزيرة الذي تأسس في العام 1925،
منتدي الاعلام السوداني : غرفة التحرير المشتركة
المصدر : سودان تربيون
ود مدني 11 أبريل 2025 - أخرجت الحرب في السودان مشروع الجزيرة الزراعي، وهو أكبر رقعة مروية تحت إدارة واحدة في أفريقيا، عن الإنتاج لموسمين زراعيين، وذلك للمرة الأولى منذ تأسيس المشروع قبل قرن بالتمام والكمال.
وتبلغ مساحة مشروع الجزيرة الذي تأسس في العام 1925، حوالي 2.2 مليون فدان، خرج غالبها من الإنتاج منذ سيطرة قوات الدعم السريع على غالب ولاية الجزيرة بأواسط السودان في ديسمبر 2023 قبل أن يتمكن الجيش من استعادة السيطرة على الولاية يناير الماضي.
وتعرض مشروع الجزيرة وبنيته التحتية من قنوات ري وورش ومحالج ومخازن لدمار وتخريب وعمليات نهب واسعة، مما فاقم من التدهور والإهمال الذي ظل يعاني منه المشروع قبل الحرب.
[caption id="attachment_221909" align="alignleft" width="300"] صورة لمستودع الجرارات من الخارج بعد نهبه ولم يبقى سوف التالف منها[/caption]
ويقول الأمين العام لمجلس إدارة مشروع الجزيرة علي أحمد إبراهيم لسودان تربيون إن إدارة مشروع الجزيرة قدرت خسائر المشروع بنحو 15 إلى 20 مليار دولار كتقديرات أولية، مرجحاً أن تزيد الخسائر عن هذه الأرقام.
ويضيف المسؤول الذي تبدو الحسرة عليه وهو يتجول داخل رئاسة إدارة مشروع الجزيرة في بركات، أن قوات الدعم السريع نهبت أكثر من 50 جرارا بكل ملحقاتها فضلا عن أكثر من 50 سيارة كانت تخص مفتشي الغيط ويتحركون بها بين مكاتب المشروع لمتابعة الأعمال الفلاحية.
ويؤكد أن أعمال التخريب والنهب طالت المخازن والورش، وتورطت فيها قوات الدعم السريع التي ساهمت أيضا في تشجيع اللصوص على سرقة ما تبقى من أصول مشروع الجزيرة.
قطاعات مدمرة
وعلى مستوى كل ولاية الجزيرة التي يعتمد 80% من سكانها البالغ عددهم نحو 6 ملايين نسمة على الزراعة، يبدو حجم الكارثة أكبر بالنظر إلى التجريف الواسع الذي تعرضت له قطاعات البساتين والدواجن والماشية.
وطبقا لتقرير حديث صادر عن وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بولاية الجزيرة تحصلت عليه سودان تربيون فإن ولاية الجزيرة تعد أهم ولاية زراعية من واقع امتلاكها لنحو 6.2 مليون فدان من الأراضي الزراعية تنتشر فيها المشاريع المروية والزراعة المطرية ومشاريع البساتين والدواجن والمراعي على نطاق واسع.
ووفقا للتقرير فإن الحرب أخرجت مليون فدان من جملة 1.5 مليون فدان في القطاع المطري من دائرة الإنتاج فضلا عن 150 ألف فدان من جملة 200 ألف فدان في القطاع البستاني كلها أضحت تالفة حيث كانت الولاية مصدر مهما لصادر الفاكهة والخضراوات، خاصة ثمار الموز.
ويشير تقرير الوزارة إلى أن الحرب تسببت أيضا في تجريف كامل لقطاع الدواجن بنسبة 100% وتجريف قطاع الماشية بنسبة 80% إلى جانب نهب حوالي 90% من الآليات والمعدات الزراعية.
افقار المزارعين
ولم تكتفي قوات الدعم السريع بنهب الآليات والمركبات المملوكة لمشروع الجزيرة، بل طالت أيادي جنودها كل ما يملكه المزارعون في مشروع الجزيرة.
وحسب المزارع بكري معاوية في مكتب "سييد فارم" القريب من بركات، فإن عناصر من قوات الدعم السريع نهبت جراره وسيارته تحت تهديد السلاح.
ويذكر أن ذات العناصر عاودت الكرة ونهبت الغلال من مخازنه، تحت دعاوى أنه يتبع للفلول - أي ينتمي لنظام الرئيس المعزول عمر البشير -.
وتتبدى أزمة المشروع أيضا في حقوله التي امتلأت بالحشائش والآفات الزراعية، إلى جانب جفاف القنوات التي بدورها تحتاج لعمليات تطهير واسعة.
ويقول المزارع بكري معاوية، إنه لأول مرة في حياته يرى هذه القنوات جافة بلا مياه.
ورغم ذلك يقول معاوية إنه بدأ في تحضير جزء من أراضيه بموارد شحيحة حتى يمكنه اللحاق بالموسم الصيفي وتدبير بعض الغلال، على أمل أن يتمكن من زراعة مساحات أكبر في الموسم الشتوي القادم.
دمار البنية التحتية
تعرضت عشرات المخازن على امتداد مشروع الجزيرة في الباقير والحصاحيصا ومارنجان للنهب والتخريب والحرق، لكن ما جرى للمخازن العمومية في مارنجان والتي تمول وتغذي كل المشروع بالتقاوي والأسمدة وقطع غيار المحالج يبدو كبيرا وخسائره لم تقدر بعد.
وحسب الفاتح حاج بابكر مسؤول إدارة الإعلام والعلاقات العامة بمشروع الجزيرة فإن المخزن العمومي للأسمدة والمبيدات في مارنجان تعرض للنهب قبل أن يتم حرقه ويسرق كل هيكله ولم تتبقى منه سوى أطلال وأعمدة حديدية لم يتمكن اللصوص من انتزاعها، وفعلت بها النيران ما فعلت.
وفي مخزن قطع الغيار العمومي الخاص بالمحالج والمشيد منذ مائة عام، تعرضت المنشأة لحريق ضخم جعلت المخزن العتيق يجثو ويلامس سقفه الأرض.
كما تعرضت مخازن التقاوي في بركات ومارنجان لنهب محتوياتها وطال النهب هياكلها.
وحتى مقر الخزنة الرئيسية لمشروع الجزيرة في بركات تعرضت لعمليات نهب واسعة وكسر وتخريب خزن تعد أثرية لكونها استجلبت من بريطانيا مع بداية تأسيس مشروع الجزيرة قبل مائة عام.
ورغم الدمار الهائل في مشروع الجزيرة والشلل الذي عاني منه بسبب الحرب، إلا أن بعضا من الأمل يتبدى في محاولات وإن كانت مغلولة بشح الامكانيات ونقص التمويل، لبث الروح في أوصال المشروع الذي أنهكته الحرب وقبلها عانى من الإهمال وسوء الإدارة.
ومن ضمن هذه المحاولات استجلبت إدارة مشروع الجزيرة نحو 20 جرارا كبيرا بملحقاتها ستبدأ بها تحضير الأراضي للزراعة، فضلا عن العمل على توفير التقاوي اللازمة لبدء الموسم الزراعي.
SilenceKills #الصمت يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع في السودان لايحتمل التأجيل #StandWithSudan #ساندواالسودان #SudanMediaForum