بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب مدمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. تثار تساؤلات عن موقف جبهة اليمن، وما إذا كان الحوثيون سيوقفون هجماتهم على إسرائيل أم سيستمرون بعملياتهم في البحر الأحمر وخليج عدن

 

ومؤخرا، كثف الحوثيون هجماتهم على إسرائيل بصواريخ ومسيّرات، بعضها خلّفت إصابات في تل أبيب، ودفعت الملايين إلى الاختباء بالملاجئ.

 

وفي 10 يناير/كانون الثاني الجاري أعلن الجيش الإسرائيلي -في بيان- أنه اعترض نحو 40 صاروخا و320 مسيّرة من اليمن منذ بدء الحرب على غزة.

 

جبهة إسناد

 

وفي 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي أعلن زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي أن قواته "أطلقت 1147 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيّرة إسنادا لغزة" استهدفت مواقع في إسرائيل وسفنا مرتبطة بتل أبيب والولايات المتحدة وبريطانيا.

 

وأمس الثلاثاء، أفاد تقرير نشره "موقع 26 سبتمبر/أيلول" الناطق باسم وزارة دفاع الحوثيين بأن الجبهة اليمنية "ضربت منذ انطلاق عملياتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أكثر من 211 سفينة شحن تجارية تابعة للعدو الإسرائيلي والأميركي والبريطاني في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي، وأنه تم تدمير وإغراق عدد من هذه السفن بالكامل".

 

وتعليقا على تطورات غزة، صرح عضو المكتب السياسي للحوثيين حزام الأسد للجزيرة نت بأن موقف الجماعة مرهون بقرار من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأن الجبهة اليمنية هي "إسناد للمقاومة الفلسطينية في غزة".

 

وبشأن مستقبل هذه العمليات العسكرية، أضاف الأسد أن "وقفها مرتبط بإنهاء العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن المظلومين في القطاع"، وأن الجبهة اليمنية ستستمر في تنفيذ عملياتها بالبحر وفي العمق الإسرائيلي ضمن المرحلة الخامسة من مراحل الإسناد "حتى يقرر الإخوة في حركة حماس وقفها والدخول في هدنة".

 

وبشأن موقف الجماعة إذا استمرت الهجمات الأميركية والبريطانية على اليمن، قال القيادي الحوثي "بالنسبة لأي عدوان أميركي أو إسرائيلي أو بريطاني أو من أي جهة على بلادنا سيقابل برد حاسم لا يتوقعه العدو".

 

الدور الأميركي

 

ورغم الارتباط الوثيق بين هجمات الحوثيين وما يتعرض له القطاع فإن مراقبين يقولون إن اتجاهات السياسة الأميركية المقبلة قد تؤثر على موقف الجماعة.

 

وفي السياق، يرى الباحث في الشؤون العسكرية علي الذهب أن مسار هجمات الحوثيين مرتبط بشكل وثيق مع ما يحدث في غزة.

 

واستدرك قائلا للجزيرة نت "لكن هذا الأمر لا يعني أنهم لن يبحثوا عن سبب لمواصلة هذه الهجمات أو بعض منها".

 

وباعتقاده، فإن هذا الأمر مرتبط أيضا باتجاهات السياسة الأميركية حيال محور المقاومة الذي يرتبط به الحوثيون، مشيرا إلى "وجود خشية من أن يكون الدور القادم على المقاومة الإسلامية في العراق، وإذا تم استهداف العراق واستمرت المواجهة فإن هجمات الحوثيين البحرية ستستمر باتجاه السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والدول المشاركة في أي اعتداء من هذا القبيل".

 

مستقبل غامض

 

من جانبه، يرى عادل دشيلة الباحث في مركز الشرق الأوسط للأبحاث أن "مبرر جماعة الحوثي بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لن يكون موجودا للاستمرار في عملياتها العسكرية".

 

وأضاف دشيلة للجزيرة نت أنها "جزء من محور إيران، وسيعتمد موقفها على الموقف الأميركي تجاهها وتجاه هذا المحور بشكل عام، وإذا دخلت المنطقة في تهدئة وحوارات سياسية فستوقف الجماعة عملياتها العسكرية في إسرائيل والبحر الأحمر".

 

وحسب دشيلة، فإن الإدارة الأميركية القادمة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إذا صعّدت مواقفها العسكرية تجاه إيران "فلن يوقف الحوثيون عملياتهم، بل سوف تتصاعد".

 

بدوره، يرجح المحلل السياسي عبد الواسع الفاتكي وقف الحوثيين عملياتهم العسكرية إذا تم تنفيذ اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين وفك الحصار عن غزة.

 

وفي تصريحات للجزيرة نت، لم يستبعد الفاتكي أن تواصل إسرائيل وواشنطن شن عمليات عسكرية باليمن في المستقبل القريب.

 

وقال الفاتكي "قد تتحجج الدولتان بأنه ما زالت هناك قدرات عسكرية لجماعة الحوثي، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تهدد خطوط الملاحة الدولية، وتمثل أيضا خطرا على إسرائيل".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اسرائيل غزة الحوثي البحر الأحمر للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

ألمانيا: جماعة الحوثي تضر بمصالح اليمن من خلال اعتقالها موظفين أمميين

أدانة ألمانيا بحملة الاختطافات الجديدة التي شنتها جماعة الحوثي بحق موظفي الوكالات الأممية والمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني في العاصمة صنعاء.

 

وقالت الخارجية الألمانية -في بيان- إن الجماعة تضر بمصالح اليمن من خلال اعتقال موظفين أمميين إضافيين.

 

 

ودعت الحوثيين إلى إطلاق سراحهم، مثل غيرهم من موظفي الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية الذين تم اعتقالهم تعسفياً، فوراً ودون قيد أو شرط".

 

وأقدمت جماعة الحوثي الخميس والجمعة بتنفيذ حملة اختطافات جديدة طالت 30 شخصاً على الأقل حتى الآن من موظفي الوكالات الأممية والمنظمات الإغاثية الدولية في العاصمة صنعاء.

 

وفي وقت لاحق أعلنت الأمم المتحدة تعليق جميع تحركاتها الرسمية في مناطق سيطرة الحوثيين على خلفية تلك الاعتقالات.


مقالات مشابهة

  • تقرير يكشف تأثير تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية على العمل الإنساني في اليمن
  • تصنيف الحوثيين كإرهابيين خطوة حاسمة أم سلاح ذو حدين في أزمة اليمن؟
  • «الحوثي» تشن حملة اختطافات جديدة في شرق اليمن
  • “ستكون الأخيرة”.. قبائل مأرب اليمنية تحذر الحوثيين من الاستعراضات العسكرية في مناطقها
  • ألمانيا: جماعة الحوثي تضر بمصالح اليمن من خلال اعتقالها موظفين أمميين
  • البيت الأبيض يصدر بيانا بشأن عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان
  • جبهة اليمن.. المفاجأة الاستثنائية لـ “طوفان الأقصى”
  • مليشيا الحوثي تستحدث مواقع عسكرية في الضالع وتدفع بتعزيزات عسكرية إلى جبهات مأرب
  • غوتيريش يدعو الحوثيين للإفراج عن موظفي الأمم المتحدة ويشدد على إنسانية الوضع في اليمن
  • الجهاد الإسلامي: جبهة اليمن أخذت الدور البارز والمؤثر في دعم غزة