سوريا ترفض أي "تهديد" يستهدف تركيا من أراضيها
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني من أنقرة، الأربعاء، رفض الإدارة الجديدة في دمشق لأي "تهديد" يستهدف تركيا من أراضيها، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن وزير الخارجية السوري قوله خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هاكان فيدان: "نرفض أن تكون سوريا منطلقا لأي تهديد للجوار التركي".
وتدور مواجهات في شمال سوريا بين فصائل مسلحة تدعمها تركيا والقوات الكردية السورية، ومن بينها وحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني، وتصنفها "إرهابية".
وأوضح: "نعمل على حل قضايا المنطقة الشرقية بالحوار والتفاوض ونتوقع نتائج إيجابية ملموسة في القريب العاجل"، بحسب الوكالة.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد على مساحات واسعة من شمال شرق سوريا وشرقها.
تخضع هذه المناطق للإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد في بداية النزاع في سوريا عام 2011 بعد انسحاب القوات الحكومية من جزء كبير منها.
لكن الشيباني أشار إلى أن "الشعب السوري لن يقبل بالانقسام وليس من المنطق قبول أية مؤسسات خارج الإدارة المركزية، فهذا المسار ضروري لاستعادة سيادة سوريا".
من جانبه، أعرب نظيره التركي عن رغبة أنقرة في مساعدة الحكومة السورية الجديدة ضد تنظيم داعش.
وقال فيدان بعد اجتماعه مع الشيباني: "لقد أوضحنا أننا مستعدون لتقديم الدعم العملياتي في القتال ضد تنظيم داعش".
وأوضح: "كما قلنا دائما، نحن مستعدون لتقديم المساعدة اللازمة للحكومة الجديدة لإدارة المخيمات والسجون" حيث يحتجز آلاف المتشددين وعائلاتهم ويديرها المقاتلون الأكراد في سوريا.
وقادت قوات سوريا الديمقراطية، بدعم من الولايات المتحدة، القتال ضد تنظيم داعش في آخر معاقله السورية قبل هزيمته في عام 2019.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات وكالة الأنباء السورية وزير الخارجية السوري هاكان فيدان سوريا فصائل مسلحة تركيا القوات الكردية السورية وحدات حماية الشعب الكردي العمال الكردستاني قوات سوريا الديمقراطية الأكراد سوريا تركيا أسعد الشيباني هاكان فيدان وكالة الأنباء السورية وزير الخارجية السوري هاكان فيدان سوريا فصائل مسلحة تركيا القوات الكردية السورية وحدات حماية الشعب الكردي العمال الكردستاني قوات سوريا الديمقراطية الأكراد أخبار سوريا
إقرأ أيضاً:
دبلوماسي تركي: لهذا السبب تعارض إسرائيل وإيران الحكومة السورية الجديدة
شدد الدبلوماسي التركي إردام أوزان على وجود ما وصفه بـ"المفارقة الجيوسياسية في سوريا"، حيث تواجه الحكومة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع معارضة من كل من إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أن هذا التوافق النادر بين العدوين اللدودين ينبع من مخاوفهما الاستراتيجية.
وقال أوزان في مقال نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن سوريا كانت تمثل "ركيزة أساسية في ‘محور المقاومة’"، وتُعتبر جسرا بريا حيويا لحزب الله وبوابةً لبسط نفوذها في بلاد الشام.
وأضاف أن سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي هدد هيمنة إيران الراسخة. ورغم تراجع نفوذها، أكد أوزان أن طهران لا تزال ملتزمة بعدم التخلي عن سوريا سريعًا.
وأشار الكاتب التركي إلى مشاركة الميليشيات المدعومة من إيران في أعمال العنف الساحلية الأخيرة، ما يُظهر عزم طهران على الحفاظ على أهميتها الاستراتيجية، حتى لو أدى ذلك إلى تقويض المرحلة الانتقالية الهشة في سوريا.
وبالنسبة لدولة الاحتلال، فقد شدد الكاتب التركي على أن المخاوف الأمنية لدى "تل أبيب" تتركز حول "وجود وكلاء إيرانيين على طول حدود إسرائيل".
وأشار إلى أن أحمد الشرع، القائد السابق لجماعة جهادية مسلحة، يمثل تحديات جديدة لإسرائيل، حيث يخشى المسؤولون الإسرائيليون من عدم قدرة أو رغبة قيادته في كبح النفوذ المتنامي لهيئة تحرير الشام.
ولفت أوزان إلى تأكيد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على ضرورة نزع السلاح من جنوب سوريا لمنع هيئة تحرير الشام والجماعات الإسلامية الأخرى من ترسيخ وجودها قرب الحدود الإسرائيلية.
وأضاف أن إسرائيل تعتمد استراتيجية مزدوجة: احتواء الصعود الإيراني، وضرب معاقل الإسلاميين استباقيا لضمان عدم حصول أي من الطرفين على موطئ قدم حاسم.
وفيما يتعلق بالتداعيات الإقليمية، لفت أوزان إلى أن مستقبل سوريا لا يزال موضع خلاف بين قوى إقليمية أخرى، موضحا أن تركيا دعمت الاتفاقات بين الحكومة الانتقالية والقوات الكردية، وهي خطوة نظرت إليها إسرائيل بعين الريبة.
وأضاف أن إسرائيل اتخذت خطوات لحماية الأقلية الدرزية في جنوب سوريا، لافتا إلى أن عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية واستغلال خلاياه النائمة للمرحلة الانتقالية الفوضوية لاستعادة زخمها في وسط وشرق سوريا، يزيد من تعقيد المشهد.
كما أوضح الكاتب التركي أن مستقبل الوجود العسكري الأمريكي الغامض يفاقم حالة عدم الاستقرار، تاركا مصير سوريا معلقا في الميزان، حسب وصفه.
وفي ختام مقاله، أكد أوزان على ضرورة اتباع نهج جديد في الحكم والدبلوماسية لضمان استقرار سوريا، داعيا إلى "جهود خفض التصعيد الإقليمية" من خلال تسهيل المفاوضات المباشرة بين أصحاب المصلحة الرئيسيين: تركيا، إسرائيل، إيران، روسيا، ودول الخليج.
وأوضح الدبلوماسي التركي أن ذلك التفاوض يهدف إلى إنشاء إطار لخفض التصعيد يعالج المخاوف الأمنية مع الحد من التدخل الأجنبي.
كما شدد على أهمية "انتقال سياسي سليم" يلبي توقعات السوريين، محذرا من أن غياب الإصلاحات الهيكلية والتمثيل السياسي الواسع قد يبقي سوريا مجزأة وساحةً للصراعات بالوكالة، بدلًا من التحول إلى دولة فاعلة.
واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد أنه إلى أن تُتخذ هذه الخطوات، سيظل مستقبل سوريا رهنا بالتنافسات الخارجية بدلًا من التعافي الداخلي، موضحا أن مفارقة وقوف إسرائيل وإيران ضد الحكومة نفسها ليست سوى فصل آخر من فصل من فصول صراع تميزه التناقضات، وتغيره التحالفات، ودورة حرب لا نهاية لها على ما يبدو، حسب قوله.