خبير تربوي يفند دواعي تهميش اللغة الأجنبية الثانية
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
فند الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، دواعي تهميش اللغة الأجنبية الثانية في الثانوية العامة.
واستنكر الخبير التربوي مبررات تهميش اللغة الأجنبية الثانية في مرحلة الثانوية العامة بأن الدول المتقدمة لا تدرس تلك المادة، لأن الوضع يختلف تمامًا في مصر.
وأوضح أن القول بأن الدول المتقدمة تدرس لطلابها اللغة الأم مثلا الإنجليزية، ولغة أجنبية واحدة مثلا الفرنسية، هذا حقيقي ولكن لا يمكن تطبيقه بالمثل في التعليم المصرى بتدريس الطلاب اللغة العربية واللغة الأجنبية مثل الإنجليزية فقط.
وقال الخبير التربوي إن اللغة الأم في الدول المتقدمة هى اللغة الإنجليزية وهي لغة العلم في العالم ومن ثم فقد تكون كافية لكى يدرسها الطلاب بل أن الدول الأخرى غير الناطقة بالإنجليزية سواء بالعربية أو الصينية أو حتى الفرنسية تقوم بترجمة منتجاتها سواء المادية أو الفكرية إلى اللغة الإنجليزية.
أسباب تجعل تدريس اللغة الأجنبية الثانية واجبةوأشار الخبير التربوي إلى أن اللغة العربية واللغة الإنجليزية فقط لا تكفي لتخربج أجيال قادرة على التعامل مع الثقافات الأجنبية المختلفة وخاصة أننا بلد سياحى تحتاج إلى تخريج طلاب قادرين على التعامل مع كل اللغات الأخرى من خلال السياحة.
ونوه الخبير التربوي بوجود عشرات الأقسام بكليات اللغات مثل الألسن غير اللغة الإنجليزية (اللغة الأجنبية الثانية) مت يستدعي ضرورة الإبقاء على اللغة الأجنبية الثانية.
وأكد الخبير التربوي وجود برامج خاصة مميزة في كافة الكليات باللغات الفرنسية والألمانية وغيرها يستدعي وجود لغات ثانية حتى لا تغلق تلك الكليات.
وتساءل الخبير التربوي كيف يمكن التعامل مع البعثات والوفود الأجنبية (من الناطقين باللغة الثانية) والذين يعملون في قطاعات حيوية مثل الآثار والبترول بل وفي كرة القدم.
ونبه الخبير التربوي بوجود طلاب موهوبون في لغات آخرى غير الإنجليزية وهذا يعنى ضياع تلك الثروات من الشباب.
وطرح الخبير التربوي تساؤل: "ماذا سيكون الحال اذا اتاحت بعض الجامعات الأوربية أو الاسيوية العريقة غير الناطقة بالإنجليزية منحا لطلاب مصريين لاستكمال دراستهم بها؟ هل نقول لهم مفيش عندنا لغة تانية".
وشدد على أنه في كل الأحوال لا يمكن أن يكون الوضع كما هو مقترح في مشروع البكالوريا بإجبار الطالب بين مواد لا علاقة لها ببعضها، قائلا: "ما المنطق إن يختار الطالب أما علم النفس أو اللغة الأجنبية الثانية؟ بل المنطق إن يختار الطالب بين مواد اللغة الأجنبية الثانية لغة واحدة" .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اللغة الأجنبية اللغة الأجنبية الثانية الثانوية العامة تامر شوقي الدكتور تامر شوقي علم النفس اللغة الأجنبیة الثانیة اللغة الإنجلیزیة الخبیر التربوی
إقرأ أيضاً:
اللغة وتقبّل المجتمع أبرز التحديات التي تواجهها المرأة العربية بألمانيا
برلين – تحديات عدة تواجه المرأة العربية في ألمانيا تجعلها تعيش حالة من الغربة المزدوجة، إذ تحاول من جهة الحفاظ على هويتها العربية التي نشأت عليها، ومن جهة أخرى التأقلم مع مجتمع غربي بثقافته المختلفة وأسلوب حياته المغاير، وذلك على الرغم من درجة التمايز في التجارب الشخصية والمعرفية.
وتعد ألمانيا من أكثر الدول جذبا للمهاجرين، بمن فيهم النساء العربيات اللواتي قدمن لأسباب متنوعة، مثل الدراسة أو العمل أو اللجوء.
ومع تزايد عدد أفراد الجالية العربية تسجل المرأة العربية حضورا أكبر في مختلف مجالات الحياة رغم الصعوبات التي تواجهها في البداية من حيث التكيف مع المجتمع ومواجهة التحديات أو استغلال الفرص المتاحة.
تعد اللغة الألمانية من أبرز العقبات التي تواجه المرأة العربية، إذ إنها أساس التواصل اليومي والاندماج في سوق العمل والمجتمع، لكن كثيرا ما ترتبط هذه المشكلة بالعنصر الزمني المطلوب لتعلم لغة البلد الجديد، لكن هناك جانب آخر يواجه العديد من النساء ويكمن في صعوبة التوفيق بين الحياة الأسرية والطموح المهني.
وتلخص ماسا تيفور التحديات التي تواجه المرأة العربية في ألمانيا في صعوبة تعلم اللغة الألمانية وقلة المعارف لممارسة اللغة معهم.
وتقول تيفور للجزيرة نت "رغم وجودي في ألمانيا منذ 10 سنوات فإنني لا أملك سوى صديقين ألمانيين وألتقيهما مرة كل بضعة أشهر، كما أنني شعرت بصعوبة إيجاد مكاني في هذا المجتمع، فأنا أتعرض للانتقاد من الألمان لأنني عربية، ومن العرب لأنني متأقلمة مع الحياة في المجتمع الألماني، لذا لا أشعر بالانتماء لأي من المجتمعين".
إعلانأما منال عبد الحفيظ شريدة -وهي مترجمة لغوية- فتقول إن "التحدي كان في قبول المجتمع الألماني لي كامرأة عربية، لكن الأمر كان أسهل نسبيا بالنسبة لي لأنني لا أرتدي الحجاب، ومع ذلك، فإن الحفاظ على هويتي كامرأة عربية كان تحديا كبيرا، لأنني لا أرى الاندماج ضرورة تعني الانصهار في المجتمع الألماني أو تبني عاداته بالكامل".
وأضافت شريدة للجزيرة نت أن تربية الأبناء في هذا المجتمع تشكل تحديا آخر، إذ يفرض المجتمع المشاركة في تقاليده مثل الاحتفال بأعياد الميلاد، وهو ما قد يضع الأطفال في مواقف محرجة أمام زملائهم الألمان "لكننا نحرص على توضيح موقفنا لهم، ونعرّفهم أيضا بأعيادنا الإسلامية".
من جهتها، ترى المسؤولة النسائية والإعلامية في الهيئة الإدارية للجالية الأردنية سوسن الحمود أن من أكبر التحديات المرأة في ألمانيا هو التوفيق بين العمل والأسرة.
وقالت سوسن للجزيرة نت "في بلادنا العربية هناك دعم عائلي قوي من الجدة، العمة، أو الأخوات في رعاية الأطفال، بالإضافة إلى توفر مربيات وعاملات منازل بأجور معقولة، أما في ألمانيا فإن الاعتماد على خدمات الرعاية المنزلية مكلف للغاية، إذ يتم احتساب الأجور بالساعة، مما يشكل عبئا ماليا على الأسر".
وأضافت أن "اختلاف الثقافات يلعب دورا كبيرا، فمن الصعب الحفاظ على ثقافة البلد الأم بالكامل لأننا نعيش في مجتمع منفتح، مما يجبرنا على البحث عن حلول وسطية".
ورغم التحديات فإن ألمانيا توفر العديد من الفرص التعليمية والمهنية للنساء من خلال الجامعات والمعاهد وبرامج التدريب المهني، كما تقدم الحكومة برامج لدعم المرأة في مجالات التعليم والعمل ورعاية الأطفال، إلى جانب دعم منظمات المجتمع المدني للنساء المهاجرات.
بدورها، تقول رشا ديب الفنانة التشكيلية التي وصلت إلى ألمانيا قبل 10 سنوات إن "البيئة الألمانية توفر فرصا متعددة، ومع ذلك فمدى استفادة المرأة العربية من هذه الفرص تعتمد على قدرتها على الاندماج مع المجتمع الألماني".
إعلانوأضافت ديب للجزيرة نت أن تعلم اللغة الألمانية كان تحديا كبيرا بالنسبة لها كونها بدأت باستخدام الإنجليزية في البداية، ثم أدركت أن إتقان الألمانية كان ضروريا لتحقيق النجاح المهني والاجتماعي.
ويشهد تمكين المرأة في ألمانيا تطورا متزايدا، مما يفتح آفاقا جديدة للنساء العربيات، خاصة في ريادة الأعمال والعمل الحر، إذ توفر الحكومة الألمانية دعما ماديا وإرشاديا للراغبات في بدء مشاريعهن الخاصة.
وتقول ديب إن "الهجرة منحتني فرصة لإعادة تشكيل أفكاري وأسلوب عملي الفني، لقد ساعدتني هذه التجربة في التعبير بحرية عن القضايا الاجتماعية والسياسية التي تهم المرأة، كما أضافت بعدا جديدا إلى أعمالي الفنية".
وتواجه المرأة العربية تحديات إضافية عند تولي مسؤولية الأسرة بمفردها، إذ ترى لونا قزاز أن التحدي الأكبر يتمثل في "إدارة حياتي كأم وحيدة مسؤولة عن أطفالي، الصعوبات التي واجهتها شملت تعلم اللغة، والتعامل مع مجتمع مختلف تماما في عاداته وتقاليده، لكن التحدي الأكبر كان الصور النمطية، إذ واجهت رفضا متكررا من الشركات عند التقدم للعمل، فقط لأنني محجبة".
أما ماسا تيفور فتشير إلى الضغط الاجتماعي الذي تعاني منه الفتاة العربية في ألمانيا، قائلة إن "هناك توقعات لا تنتهي، الأهل ينتظرون من ابنتهم أن تكون قوية وتدعمهم، في حين يتوقع المجتمع الألماني أن تكون مستقلة تماما، وأن تحقق نجاحا مهنيا وإلا فلن تعتبر ناجحة وفقا لمعاييره".
ورغم التحديات المتعددة التي تواجهها المرأة العربية في ألمانيا فإن الفرص المتاحة تمكّنها من تحقيق ذاتها على الصعيدين المهني والاجتماعي شرط قدرتها على مواجهة الصور النمطية، وكذلك التوفيق بين هويتها وثقافة المجتمع الجديد، والاستفادة من الفرص المتاحة.
إعلان