الثورة نت:
2025-04-18@03:12:07 GMT

تتوقّف الحرب.. وتستمر الإبادة

تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT

 

تتوقف الحرب في غزة بشكل أو بآخر، ستكتب الصحف وتبث الشاشات خبر «انتهاء الحرب في غزة»، وبذلك، ستكون بقعة صغيرة في زاوية المنطقة، اسمها قطاع غزة، عاشت الحرب لنحو 15 شهراً، ورغم أن كلمة «عاشت» لا تتناسب وكلمة «حرب»، إلا أنها تتناسب مع الأمل، والرغبة في الحياة. تتوقف هذه الحرب المستمرة بإبادتها، بعد أن قتلت من الأرواح ما يزيد، وفقاً للأرقام الرسمية، عن 46 ألفاً، وبحسب جهات أخرى، معروفة بدقة أرقامها وحساباتها، أكثر من 200 ألف، هؤلاء، بالرقمين، أو برقم ثالث أو رابع سينتج لاحقاً، يضاف إليهم ضحايا لا يدخلون في إحصاء رسمي، منهم أمهات سيعشن بقية أعمارهن في كمد على أبنائهن، ومنهم أبناء أيتمتهم الحرب، ومنهم زوجات ترمّلن، وأزواج ترمّلوا، وإخوة فقدوا إخوة، ولاختصار المشهد، نكتفي بما قاله محمود درويش في «حالة حصار»:

«من مات… من؟

الشهيدة بنت الشهيدة بنت الشهيد

وأخت الشهيد وأخت الشهيدة كِنَّة

أم الشهيد حفيدة جد الشهيد

وجارة عم الشهيد إلخ … إلخ…»

ورغم ذلك، هذا المشهد المختصر بشعر درويش، هو زاوية صغيرة في وصف الحال، فلو عدّدنا الضحايا فعلياً، لكانوا بعدد أهل غزة، أكثر من مليوني ضحية، على الجميع أن يعترف بهم، بوصفهم نالوا ما نالوه من القتل والسفك والسفح والتدمير.

تتوقف الحرب، ولا تنتهي. فما زال بوسع إسرائيل أن تستمر في حربها بلا هوادة، وبوسعها أن تقول للعالم كذباً، فتصدّقها عواصم الغرب الأغرب، وتنتفض من أجلها سياسات الحكومات، وتكذب وتغطي الجريمة كرمى لعيون تل أبيب، وتدفع من جيوب ضرائبها مالاً ليستمر القتل طالما تريد إسرائيل ذلك، وطالما بكائيات قادتها تلقى لطّامين في أمريكا، فالحرب لن تنتهي في أي يوم من الأيام، وستستمر، وإن اتخذت شكلاً جديداً مؤقتاً، ريثما تذخّر الأسلحة، ويستريح الجنود في إسرائيل.

وما هذا سوى الحرب التي تخاض بالأسلحة، أما الحروب الأخرى المفتوحة على القدس، وعلى اللاجئين الفلسطينيين وقضيتهم، وعلى الأونروا، وعلى المياه، وعلى الأسرى، وفي الإعلام وعليه، وفي الأكاديميات وعليها، وفي السينما، وفي التراث، من طعام ولباس وغيرهما… هذه الحروب كلها وغيرها لا يتسع المكان لذكرها، فلا تواجه بفعل، ولا تقابل بأكثر من تعليق يحمل شكل واسم بيان لتسجيل «موقف»، والقول في مجلس «أصدرنا بياناً».

إن هذه الحروب المستمرة، والتي رافقتها حرب غزة، والحرب على الضفة، تُشن لإنهاء الفلسطينيين، وبالتالي إنهاء فكرة الأرض لهم، وتحويلهم إلى مجموعة كانت تحمل اسم «شعب فلسطين»، وهذا الواقع الذي لا يواجه منذ وقت، لن يواجه في القادم، ففصائل المقاومة، دخلت في نفق صعب، قد يطول الوقت حتى تخرج منه، بعد كل هذه الأشهر من القتال المستميت، وفصائل المنظمة، لا حول لها ولا قوة، تفتي بما تفتي به «فتح» رغم المعارضة الصورية بين حين وآخر، وفتح آه منها؛ تحاصر السلطة الفلسطينية مخيم جنين، وأبناء من «فتح» يمررون كذبة «الخارجين عن القانون» لتبرير انتهاك المخيم، الدور الذي للأسف يضطلع به الاحتلال عادة.. فماذا بعد هذا الكلام؟!

ما يحدث في مخيم جنين، أحد الدلائل الكبيرة على تضعضع حالنا، فالصمت شبه المطبق على ما تفعله السلطة الفلسطينية في مخيم جنين، والحصار الذي تفرضه عليه وعلى أهله، يذهل أكثر من الحصار، أما المصيبة، فهي أنها تقوم بما قامت به أنظمة عربية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من قبل، وربما غداً، فبعد وقت قصير، لن يُقبل بواقع المخيمات الراهن، وستوضع الذرائع ذاتها التي وضعتها السلطة (خارجون عن القانون)، وهل من يلوم؟ لا لوم، فالسبّاق بالفعل ربّ البيت.

هل غاليت؟ نعم ولا! ما سبق نظرة مبسّطة وواقعية كما أراها في القادم الفلسطيني والعربي، لكن من شدة تعقيد الواقع الفلسطيني والعربي الذي نحن فيه، والذي نؤول إليه، ليس سهلاً النظر وتوقّع سيناريوات أفضل، ومشكلة الكلام السابق أنه يجترّ نفسه من كثرة ما انكتب عنه وفيه، وهذا ضروري ومهم، لكن ما يهم أيضاً، هو الكتابة عن حالنا، ووصف شؤوننا بواقعية مفرطة، وجلد الذات لو تطلّب الأمر. المهم أن لا نبقى ضحايا أنفسنا، مثلما نحن ضحايا الغرب ومستعمراته المنتشرة في منطقتنا بأشكال مختلفة.

استدعيت ما يحدث في مخيم جنين، وذهبت إلى المستقبل، وربما لم أذهب بعيداً، لأضع ظني في ما سيحدث في المخيمات بعد حين، وبهذا لا أكون قد ابتعدت عن غزة، وما حدث ويحدث فيها. ستتوقف الحرب في غزة، وجراحها لن تندمل بسهولة وسرعة، والأعضاء التي بُترت من أجساد أهلها، بُترت من جسد فلسطين.. لذا، لن تقوم قائمة لفلسطين من دون حق غزة المكان، وحق غزة الأهل، وحق غزة الشعب الفلسطيني، حقهم من كل شخص يفكر في أمر ولا يقيم للشعب حق مقامه، والحق هذا في جانب منه، هو ترك مجال للنضال الوطني للفلسطينيين، من دون عظات، ومن دون مؤامرات واتهامات، ومن دون كذب على العامة والخاصة، كما أنه حق الشعب في أن يقرر مصيره، ومن يمثّله من كل القوى، بقبولها أو لفظها من حياته؛ وحقه في أن يحاسب المسؤولين في فلسطين والعالم العربي والعالم عمّا آلت إليه أموره في كل مكان، من موت وجرح وسجن، وتغييب لقضايا كقضايا اللاجئين، ومن استخدام للفلسطينيين وقضيتهم في غير مكان في الإقليم والعالم.

اتفاق وقف إطلاق النار، والذي قدّم تنازلات عن ثوابت كبرى، يجعل فكرة تحميل المسؤوليات، واقعاً لا بدّ منه… ليس للمقاومة، بل لمسؤولي المقاومة، فالمقاومة مقدّسة، وفعلها مقدّس على مدار الزمان وفي كل مكان، كانت قبل «فتح» و»حماس»، وستبقى بعدهما، المقاومة هي الشعب، هي إدراك الحرية، والنضال من أجلها، بكل الأساليب. أما من يتولون المقاومة، فليسوا مقدّسين، يخطئون ويصيبون، وربما يحاسبون.

*كاتب فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حماس ترد قريبا على مقترح الوسطاء وترفض نزع سلاح المقاومة

من المتوقع أن ترد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال الـ48 ساعة المقبلة على مقترح جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن قيادي في الحركة اليوم الثلاثاء.

وقال القيادي -الذي طلب من الوكالة ألا تنشر اسمه- إنه "على الأغلب سوف ترسل حماس الرد للوسطاء خلال الـ48 ساعة القادمة"، مبينا أن "مشاورات معمقة وبمسؤولية وطنية عالية لا تزال مستمرة ضمن الأطر القيادية للحركة، ومشاورات مع فصائل المقاومة لبلورة موقف موحد".

وكانت حماس قد أكدت في بيان أمس الاثنين أن قيادتها "تدرس بمسؤولية وطنية عالية المقترح الذي تسلمته من الإخوة الوسطاء، وستقدم ردها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة".

وجددت الحركة التأكيد على "موقفها الثابت بضرورة أن يحقق أي اتفاق قادم: وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن شعبنا في قطاع غزة".

تفاصيل المقترح الجديد

وقال قيادي في حماس للجزيرة إن الحركة تلقت مقترحا في مصر يشمل إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين في الأسبوع الأول من الاتفاق كما يشمل تهدئة مؤقتة لـ45 يوما مقابل إدخال الطعام والإيواء.

إعلان

ويشترط المقترح تسليم جميع الأسرى الأحياء والأموات بنهاية اليوم الـ45 لتمديد الهدنة وإدخال المساعدات.

وأضاف القيادي في حماس للجزيرة أن وفد الحركة المفاوض فوجئ بأن المقترح الذي تلقاه في مصر يتضمن نصا صريحا بنزع سلاح المقاومة، وأن مصر أبلغت الحركة أنه لا اتفاق لوقف الحرب دون التفاوض على نزع سلاح المقاومة.

وذكر المصدر نفسه أن حماس أبلغت مصر أن المدخل لأي اتفاق هو وقف الحرب والانسحاب وليس السلاح، وأن نقاش مسألة سلاح المقاومة مرفوض جملة وتفصيلا.

وأكد القيادي أن سلاح المقاومة حق أساسي من حقوق الشعب الفلسطيني غير خاضع للنقاش.

"محددات المقاومة ثابتة"

في السياق نفسه، قال عضو المكتب السياسي في حماس سهيل الهندي في تصريح صحفي إن "العودة للاتفاق الموقع (في 17 يناير/كانون الثاني) واستكمال تنفيذ البروتوكول الإنساني هو المدخل الحقيقي لاستعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة، وليس التصعيد العسكري".

وشدد الهندي على أن "محددات المقاومة ثابتة وتتمثل بالوقف التام لحرب الإبادة والانسحاب الشامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة. وأي أفكار ومقترحات جديدة لا تتضمن هذه المحددات مصيرها الفشل".

وقال الهندي إن سلاح المقاومة غير قابل للنقاش وإنهم متمسكون بالحق المشروع في "مقاومة الاحتلال بالأشكال كافة حتى التحرير والعودة".

من ناحية أخرى، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن إسرائيل مستعدة لتقديم بعض التنازلات للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة لكن "ليس على حساب منع تدمير حماس".

وفي وقت سابق، قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين بأن عمليات تفاوض مكثفة تجري حاليا لإعادة أبنائهم.

من جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية إن 500 من خريجي دورة قادة الاحتياط بسلاح البحرية قدموا عريضة تدعو لإعادة المحتجزين ووقف الحرب، مشيرة إلى أن من بين الموقعين على العريضة 4 من القادة السابقين لسلاح البحرية.

إعلان

كما قالت صحيفة هآرتس إن نحو "1700 فنان ومثقف بإسرائيل" وقعوا على عريضة تدعو لوقف الحرب على غزة وإعادة الأسرى المحتجزين في القطاع.

وأضحت الصحيفة نقلا عن مصادر أن عدد الإسرائيليين الموقعين على عرائض لوقف الحرب وإعادة الأسرى يتجاوز 100 ألف في 5 أيام.

وتواصل إسرائيل حرب الإبادة في غزة بعدما تنصلت من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير/كانون الثاني الماضي، وارتفع عدد الضحايا إلى أكثر من 167 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة.

مقالات مشابهة

  • "حماس": مستعدون للإفراج عن جميع الأسرى مقابل وقف الحرب وإطلاق الأسرى الفلسطينيين
  • حماس: شروط نتنياهو تعجيزية ولا تؤدي إلى وقف الحرب
  • ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 51 ألفا و65 شهيدا منذ بدء الحرب
  • نزع سلاح المقاومة الفلسطينية: المعركة الأخيرة للمحتل
  • الاحتلال يواصل حرب الإبادة والتدمير الوحشي في غزة:حماس تدعو لاسبوع غضب عالمي وتؤكد : “سلاح المقاومة خط أحمر” 
  • التعليم تكشف موعد امتحانات الفصل الدراسي الثاني
  • ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 51 ألف شهيد منذ بدء الحرب
  • ما هو سلاح المقاومة الذي يريد الاحتلال الإسرائيلي نزعه من غزة؟
  • حماس ترد قريبا على مقترح الوسطاء وترفض نزع سلاح المقاومة
  • ماذا وراء الحديث عن نزع سلاح المقاومة كشرط لوقف الحرب في غزة؟