الثورة نت:
2025-03-25@08:26:40 GMT

القبيلة اليمنية حضورها مشرف عبر التاريخ

تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT

 

تختلف القبيلة اليمنية عن بقية القبائل التي ظهرت في الجزيرة العربية، حيث أنها كيان منظم، تحكمه أعراف واسلاف تعتبر صورة أولية عن القوانين الوضعية المعروفة اليوم، وقد أظهرت النقوش السبئية والحميرية التي تم العثور عليها جزءا من هذه الأعراف والاسلاف التي غطت كافة جوانب الحياة الأمنية والعسكرية والإدارة والقضاء، والزراعة والتجارة وغيرها، ولا تزال القبيلة اليمنية تحتفظ بهذه الأعراف والاسلاف وتمارسها حتى اليوم، ولم تكن القبائل اليمنية قبائل فوضوية تعيش في الصحراء، وتنتقل من منطقة إلى أخرى، وتتقاتل فيما بينها على ناقة أو جمل، كما هو حال القبائل في الجزيرة العربية في الجاهلية، وكانت القبيلة اليمنية تمتلك نظاما خاصا بالحكم يبدأ من الملك وينتهي بشيخ العزلة والقرية، وكانت ديانة اليمنيين قبل الإسلام هي الديانة الإبراهيمية قبل أن تفرض عليهم الديانة اليهودية في عهد الملك ذي نواس أواخر عهد الدولة الحميرية، ولم يكونوا يعرفون الأصنام التي عرفها العرب في الجاهلية، بل كانوا يعبدون الله وحده، ومن يقرأ النقوش اليمنية القديمة المكتوبة بخط المسند سيجد أن اليمنيين عرفوا الصلاة والزكاة والحج قبل أن تشرع في الإسلام، ولذلك حينما اقتربت بعثة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله هاجرت قبيلتان يمنيتان هما الأوس والخزرج من اليمن إلى المدينة المنورة(يثرب) سابقا لمناصرته عند ظهوره، وهذا ما حدث فعلا، فهما القبيلتان العربيتان الوحيدتان اللتان ناصرتا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله بداية ظهور الإسلام، ومع انتشار الإسلام أرسل رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله الإمام علياً -عليه السلام- إلى اليمن لدعوة اليمنيين إلى الإسلام، ولأن ديانتهم هي الإبراهيمية استجابت له كافة القبائل اليمنية بسرعة، وظلت علاقتها بالإمام علي -عليه السلام- خاصة وذريته من بعده قوية ومتينة وراسخة لقرون طويلة، وهناك قبائل يمنية كثيرة ذكرها الإمام علي -عليه السلام- في شعره ونثره ومنها(همدان وارحب وخولان) وغيرها، وحينما بدأ الإسلام يتوسع انطلقت القبائل اليمنية بأعداد كبيرة في الفتوحات الإسلامية، واستوطنوا الكثير من الأمصار والبلدان التي فتحوها، ولذلك لا نجد بلدا من البلدان أو شعبا من الشعوب العربية والإسلامية إلا وفيها قبائل تعود أصولها إلى اليمن، وحينما انحرف بنو أمية وبنو العباس بالخلافة الإسلامية وحولوها إلى وراثة ملكية، استقلت اليمن عنها قبل غيرها من البلدان الأخرى، ففي نهاية القرن الثاني الهجري تقريبا ذهبت بعض القبائل اليمنية إلى المدنية المنورة، وبايعت الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين -عليه السلام- على السمع والطاعة، وكان أول إمام من أئمة أهل البيت -عليهم السلام- يحكم اليمن، وكان نظام الحكم في اليمن يقوم على مبدأ الرأي والمشورة، فمن تتوفر فيه شروط الحكم(الإمامة)، ويجمع عليه أهل الحل والعقد من العلماء والمشائخ والوجهاء هو من يحكم اليمن، ولم يكن نظام الحكم ملكيا كما هو الحال في نظام بني أمية وبني العباس، ولذلك قامت ثورة في اليمن على الإمام يحيى حميد الدين حينما عيَّن أبنه أحمد وليا للعهد، رغم انه كان من أشجع وأعلم أهل عصره، وتتوفر فيه من الشروط ما لم تتوفر في غيره، وتعتبر اليمن أول بلد عربي تقريبا عرف نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات، فكل قبيلة يمنية هي من تدير شؤونها، وتحفظ امنها، وتحل خلافاتها، يرأسها شيخ من أبنائها هو المسؤول عنها أمام الحكومة في صنعاء المعنية بالشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، وحينما كانت تضعف الحكومة أو تتعرض صنعاء لتهديدات خارجية كانت القبيلة اليمنية هي من تتصدر المواجهة، لذلك لم يتمكن أي غاز أو معتد من احتلالها عبر التاريخ، فهي تملك ما تملكه الدول من المقاتلين والسلاح وغيره، ولم تضعف القبيلة اليمنية إلا خلال النظام السابق الذي أوجد الخلافات والأحقاد والثأرات بين كافة القبائل اليمنية، ليتمكن من السيطرة عليها، وإخضاعها للقوى الإقليمية والدولية، ومع قيام ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، ظهرت قيادة وطنية مخلصة التفت حولها كافة القبائل اليمنية، ووقفت بمفردها إلى جانب القيادة الثورية والسياسية في صنعاء للدفاع عن اليمن في وجه التحالف الإقليمي والدولي للعدوان عليها، وقدمت القبيلة اليمنية خيرة أبنائها شهداء في سبيل الله، وقدمت القوافل الكبيرة والكثيرة من المال والرجال على مدى عشر سنوات، فبعد سقوط الحكومة في صنعاء في سبتمبر 2014م، وانهيار كافة الوحدات العسكرية والأمنية، والتحاق أغلب القيادات اليمنية السابقة السياسية والحزبية والعسكرية والأمنية وغيرها لم يتبق للدفاع عن اليمن سوى القبيلة اليمنية، ومع ذلك انتصرت القبيلة اليمنية، وانتصرت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، وانتصر الجيش واللجان الشعبية، وانتصر الشعب اليمني كافة رغم التضحيات الكبيرة، وها هي القبيلة اليمنية تؤكد مجددا جهوزيتها العالية للدفاع عن اليمن في وجه الأطماع الأمريكية والصهيونية وأدواتهما المحلية، وتستعرض جزءا بسيطا من قوتها البشرية والعسكرية خلال وقفاتها الشعبية المسلحة التي نفذتها وتنفذها خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وهذا ما دعا اليوم قائد الثورة -حفظه الله- إلى الثناء على القبيلة اليمنية، والإشادة بدورها وجهوزيتها العالية خلال خطابه الموجهة لكافة الشعوب العربية والإسلامية الذي يدعوها فيه للقيام بدروها وواجبها في نصرة القضية الفلسطينية، ورفع الظلم والمعاناة التي حلت بسكان قطاع غزة، حتى لا تتعرض لما تعرض له الشعب الفلسطيني، فالعدو لن يردعه ويوقفه عند حده إلا الجهاد في سبيل الله .

* أمين عام مجلس الشورى

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هل الرحمة تجوز على غير المسلم؟.. الدكتور أيمن أبو عمر يجيب

أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن الاختلاف سنة كونية أرادها الله في خلقه، وأنه لا ينبغي أن يكون سببًا للعداوة والقطيعة بين الناس، بل على العكس، يدعو الإسلام إلى الرحمة والتعايش السلمي بين جميع البشر، بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية والفكرية.

وأضاف أبو عمر، خلال حلقة برنامج "رحماء بينهم"، المذاع على قناة الناس، اليوم، أن الإسلام لم يقتصر في تعاليمه على الرحمة بأتباعه فقط، بل شملت رحمته كل الناس، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"، وهو توجيه صريح للتعامل بالحسنى مع الجميع. كما أشار إلى أن الإسلام لا يمنع من البر والإحسان لغير المسلمين طالما أنهم لا يحاربون المسلمين، مستدلًا بقول الله تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ"، مما يؤكد أن العدل والإحسان من المبادئ الراسخة في الإسلام.

وأوضح أن سيرة النبي ﷺ كانت خير دليل على هذا النهج، حيث تعامل مع غير المسلمين برحمة واحترام، حتى في المعاملات اليومية، فقد خدمه غلام يهودي، وعندما مرض زاره النبي بنفسه، كما تعامل ﷺ مع اليهود في التجارة وأودع درعه مرهونًا عند أحدهم.

وأشار الدكتور أيمن أبو عمر إلى ضرورة الاقتداء بالنبي ﷺ في التعامل مع أصحاب الديانات الأخرى، ونبذ السخرية أو التقليل من شأن معتقداتهم، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ".

وشدد على أن الإسلام دين العدل والرحمة، وأن المسلم الحقيقي هو الذي يعكس هذه القيم في سلوكياته اليومية، داعيًا الجميع إلى التعايش الإيجابي واحترام التنوع الديني والثقافي بما يعزز قيم المحبة والسلام في المجتمع.

اقرأ أيضاًد.محمد المهدي: الصيام يفرز هرمونات الشعور بالسعادة

أسامة فخري الجندي: التوبة باب مفتوح ورحمة إلهية لا تغلق

ردِّده الآن.. دعاء اليوم الرابع والعشرين من شهر رمضان 2025: اللهم ارحم موتانا وعاف مبتلان

مقالات مشابهة

  • أمسيتان في وشحة وأفلح اليمن بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: الصدقة في الإسلام باب من أبواب البر
  • سالم مولى أبي حذيفة.. حامل القرآن وإمام المهاجرين
  • نهايات الطُغاة عبر التاريخ
  • التاريخ الإسلامي وتعقيدات السياسة.. كتب لا بد من قراءتها
  • هل الرحمة تجوز على غير المسلم؟.. الدكتور أيمن أبو عمر يجيب
  • دمشق.. أولى عواصم الإسلام
  • فن الإدارة في الإسلام.. نموذج فريد للتنظيم والقيادة
  • وهاب: لسحب كافة عناصر حماية السياسيين
  • تعرف على نوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأميركي في ضرباته ضد الحوثيين في اليمن؟