لبنان ٢٤:
2025-02-19@19:09:18 GMT

ثلاث رسائل رئيسية في زيارة ماكرون للبنان

تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT

كتب ميشال ابو نجم في" الشرق الاوسط": ثلاث رسائل أساسية يحملها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته القصيرة للبنان الجمعة، وهي الزيارة الثالثة من نوعها بعد الزيارتين اللتين قام بهما بعد حادثة تفجير المرفأ صيف عام 2020؛ وتتناول "سيادته على أراضيه، وإصلاحه اقتصاده لتوفير التنمية والازدهار، والمحافظة على وحدته".



تريد باريس أن تكون إلى جانب لبنان اليوم وغداً، كما كانت بالأمس، وهي تعتبر، وفق المصادر الرئاسية، أن لبنان "بلد أكبر من حجمه"، وأنه "يتحلى، في الشرق الأوسط اليوم، بقيم سياسية ورمزية واستراتيجية". وتعتبر هذه المصادر أن "انخراط فرنسا إلى جانب لبنان، اليوم، يمكن أن يتم في ظروف أفضل بعد انتخاب عون وتكليف سلام، وبسبب التطورات التي حصلت في الإقليم". وباختصار، تريد باريس أن "تساهم في بزوغ لبنان الجديد".

يحتل ملف «السيادة» الأولوية في المقاربة الفرنسية، التي تذكر مصادرها بما قامت وتقوم به باريس لمساعدة الجيش اللبناني، إن بالتجهيز أو بالتدريب، أو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإقامة لجنة المراقبة.

وتركز فرنسا على أهمية تمكين الدولة اللبنانية بفرض الرقابة على حدودها، والسيطرة على كامل أراضيها، معتبرة أن ذلك يعد "جزءاً لا يتجزأ من تنفيذ القرار 1701". وتضيف المصادر، المشار إليها، أن ثمة "فرصة للبنانيين لإظهار أنهم قادرون على ترميم سيادتهم". أما بخصوص الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، فقد قالت المصادر الرئاسية إن باريس تريد أن يتم وفق البرنامج الموضوع له، داعية إسرائيل، و"حزب الله" أيضاً، إلى الالتزام به.

ثمة عنصر آخر أشار إليه قصر الإليزيه، في معرض العمل لسيادة لبنان، ويتمثل في تركيز وزير الخارجية الفرنسي، عند زيارته لدمشق ولقائه أحمد الشرع، على "ضرورة احترام السيادة اللبنانية، وفرض الرقابة على الحدود، ومنع التهريب، وألا تكون سوريا مصدر تهديد لجيرانها"؛ وهي المسائل نفسها التي تناولها ميقاتي في زيارته إلى سوريا مؤخراً.

تقيم باريس فاصلاً بين عودة السيادة وبين دعوة "حزب الله" للتحول إلى حزب سياسي مثل بقية الأحزاب العاملة في لبنان، وهي تدرج هذا التحول في إطار المحافظة على وحدة لبنان. وتقوم القراءة الفرنسية على اعتبار أن "حزب الله" فقد الكثير من قدراته العسكرية ومن قياداته، وخسر استراتيجياً بسبب سقوط نظام الأسد، ويصعب عليه اليوم التزود بالسلاح كما كان الحال في السابق.

وبالنظر لكل هذه التحولات، فقد ذكرت مصادر "الإليزيه" أن الرئيس ماكرون "شجع دوماً (حزب الله) على التحول إلى حزب سياسي، وأنه كان جزءاً من طاولة الحوار التي ترأسها ماكرون في عام 2020، وأن الطريق إلى ذلك يمر عبر التخلي عن سلاحه، والدخول بشكل كامل في اللعبة السياسية" اللبنانية. وترى باريس أنه "بدلاً من ميزان القوى الذي كان سائداً في السابق، فإن المطلوب أن يدخل (حزب الله) في عقد سياسي حكومي، ما يمكن من عودة المؤسسات إلى عملها الطبيعي، ويحافظ على وحدة جميع اللبنانيين".

أما الرسالة الثالثة التي يحملها ماكرون، فعنوانها "رغبة باريس في الاستمرار في مواكبة اللبنانيين ومساعدتهم على القيام بالإصلاحات البنيوية المطلوبة منهم"، التي تمر بداية بتوقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يعد شرطاً لإعادة إنهاض الاقتصاد اللبناني.

وتعتبر فرنسا أن لا مساعدات للبنان "من غير ترميم الثقة الدولية به"؛ الأمر الذي يحتاج إلى توفير الشفافية و«تنظيف» الاقتصاد. والأهم من ذلك، أن باريس التي تريد العمل من أجل إنهاض الاقتصاد اللبناني، تصر على إجراء الإصلاحات من أجل أن تكون قادرة على تعبئة الأسرة الدولية من أجل مساعدة لبنان. ولدى سؤالها عما إذا كانت فرنسا تحضر لمؤتمر دولي، على غرار الذي دعت إليه الخريف الماضي لدعم الجيش واللبنانيين، لم توفر إجابة واضحة، بل فهم أن فرنسا لن تتردد في القيام بكل مع هو مفيد من أجل مساعدة لبنان.

وأشارت المصادر الفرنسية، أكثر من مرة، إلى العمل المشترك الذي تقوم به باريس بالتشاور والتنسيق مع السعودية، وأيضاً مع الولايات المتحدة، بما في ذلك فريق العمل الذي سيصل إلى البيت الأبيض في «حقائب» دونالد ترمب، مؤكدة أن التشاور "مستمر" مع واشنطن، وأن الطرفين "توصلا إلى رؤية مشتركة" بالنسبة للبنان.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله من أجل

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي في أنقرة.. زيارة تحمل رسائل سياسية في توقيت حساس

أنقرة- في زيارة تحمل أبعادا إستراتيجية، وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الاثنين، إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة رسمية، تلبية لدعوة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان. ومن المقرر أن يعقد الجانبان مباحثات رفيعة المستوى تتناول مختلف الملفات الثنائية والإقليمية.

وأعلن رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون عبر منصة إكس أن زيلينسكي سيلتقي أردوغان في المجمع الرئاسي بأنقرة، مشيرا إلى أن المباحثات ستشمل استعراض العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، ومناقشة الخطوات اللازمة لتعزيز التعاون المشترك، لا سيما في المجالات الدفاعية والاقتصادية.

كما أضاف أن الزيارة ستتضمن تبادل وجهات النظر حول آخر التطورات في أوكرانيا، إلى جانب بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في ظل استمرار الحرب والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة.

ملفات حساسة

تأتي زيارة زيلينسكي إلى تركيا في توقيت حساس يتزامن مع استعداد الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين لعقد لقاء مرتقب في السعودية، ما أثار مخاوف في كييف وعواصم أوروبية من احتمال أن يسعى الزعيمان إلى تسوية النزاع من دون إشراك الأطراف الأوكرانية والأوروبية بشكل مباشر في المفاوضات.

إعلان

ومن المتوقع أن يركز زيلينسكي وأردوغان على تعزيز الشراكة الإستراتيجية، خاصة في المجالات الدفاعية والاقتصادية. كما ستشمل المحادثات آخر التطورات الميدانية، إضافة إلى بحث المبادرات الدبلوماسية المطروحة لإنهاء الحرب، ومدى إمكانية لعب أنقرة دورا أكثر فاعلية في التسوية السياسية.

على الصعيد الاقتصادي، يتصدر ملف إعادة الإعمار أجندة المباحثات في ظل الدور البارز الذي تلعبه الشركات التركية في مشاريع البنية التحتية الأوكرانية.

ومع تصاعد الجهود الدولية لإنهاء الحرب، من المرجح أن يبحث الطرفان موقف أنقرة من المبادرات المطروحة لحل النزاع، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت تركيا تسعى إلى إحياء دورها كوسيط دبلوماسي فاعل بين موسكو وكييف، أم أنها ستواصل سياسة التوازن الحذر بين الطرفين، حفاظا على مصالحها الإستراتيجية معهما.

في السياق، يرى الباحث السياسي مراد تورال أن تعزيز التعاون الدفاعي بين أنقرة وكييف قد يضع تركيا في موقف حساس مع موسكو، خاصة في مجالات الطائرات المسيّرة والتكنولوجيا الدفاعية، مما قد يدفع روسيا إلى إعادة تقييم شراكتها مع أنقرة، خصوصا في قطاعي الطاقة والغاز الطبيعي.

ويضيف للجزيرة نت أن مشاركة الشركات التركية في إعادة إعمار أوكرانيا قد تزيد التوتر مع موسكو، التي قد ترى في هذه الاستثمارات، خاصة في المناطق القريبة من خط المواجهة، خطوة غير ودية. وفي ظل ذلك، تحاول أنقرة تحقيق توازن بين الفرص الاقتصادية التي يوفرها التعاون مع كييف، وبين الحفاظ على علاقاتها الإستراتيجية مع موسكو.

دور محوري

ووفقا للباحث تورال، نفذت الشركات التركية أكثر من 300 مشروع في أوكرانيا باستثمارات تجاوزت 10 مليارات دولار، بينها 70 مشروعا أُنجزت منذ اندلاع الحرب، ما يعكس إصرار أنقرة على توسيع حضورها الاقتصادي رغم التحديات الأمنية والميدانية.

إعلان

من جانبه، يرى الباحث في العلاقات الدولية مصطفى يتيم، في حديث للجزيرة نت، أن التعاون الدفاعي بين تركيا وأوكرانيا، خاصة في مجال الطائرات المسيّرة والمعدات العسكرية، قد يتعزز عبر اتفاقيات جديدة خلال الزيارة، وهو ما قد يثير حفيظة موسكو، لكنه في الوقت ذاته يعزز النفوذ التركي كطرف لا يمكن تجاوزه في أي ترتيبات أمنية مستقبلية.

ولطالما لعبت أنقرة دورا محوريا في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، مستفيدة من علاقاتها المتوازنة مع الطرفين، وسجلها الحافل في تقريب وجهات النظر، لا سيما من خلال إبرام وتنفيذ اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، الذي ساعد في تجنب أزمة غذائية عالمية كبرى قبل نحو عامين، فضلا عن دورها الفاعل في تبادل الأسرى بين الجانبين.

ومع استمرار الحرب، جددت تركيا استعدادها لإحياء جهود الوساطة، مؤكدة أنها لن تتخلى عن دورها كجسر دبلوماسي بين موسكو وكييف، رغم التعقيدات المتزايدة في المشهد الدولي.

ويقول يتيم إن زيارة زيلينسكي إلى أنقرة تعكس تصاعد دور تركيا كوسيط محوري في الأزمة الأوكرانية، في ظل المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية، لا سيما مع بروز نهج أميركي جديد تجاه الحرب مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

فرصة جديدة

ويضيف الباحث التركي أن أنقرة تجد نفسها اليوم أمام فرصة جديدة لإعادة تثبيت موقعها كفاعل رئيسي في أي مفاوضات مستقبلية لإنهاء الحرب.

وبرأيه، فإن تركيا حافظت منذ بداية الحرب على سياسة توازن حساسة، إذ دعمت وحدة الأراضي الأوكرانية ورفضت الاحتلال الروسي، لكنها في الوقت نفسه عارضت فرض عزلة دولية كاملة على موسكو، وهو ما مكنها من الاحتفاظ بعلاقات مفتوحة مع الطرفين، ما يعزز فرصها في لعب دور قيادي في أي ترتيبات دبلوماسية قادمة.

ويذهب إلى أن أنقرة مرشحة لأن تكون وسيطا رئيسيا في أي محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب، سواء عبر دعمها لجهود وقف إطلاق النار أو التوسط لضمان تسوية تلبي الحد الأدنى من مطالب كل طرف.

إعلان

ويشير يتيم إلى أن هناك ملفات رئيسية قد تكون محل تفاوض بين أنقرة وكييف خلال هذه المرحلة، أبرزها:

إمكانية تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا كبديل عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو مطلب روسي أساسي وأحد أسباب اندلاع الحرب. مستقبل المناطق التي تحتلها روسيا، وإمكانية الوصول إلى اتفاق يجمد الصراع بدلا من إنهائه نهائيا. نشر قوات حفظ سلام دولية في مناطق التوتر، وهو خيار قد يكون مقبولا دوليا، لكنه يتطلب موافقة موسكو وكييف.

ويضيف أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصاعدا في الدور التركي في الملف الأوكراني، سواء عبر جهود الوساطة، أو من خلال ضمان عدم فرض حلول لا تتوافق مع المصالح الأوكرانية والغربية، وهو ما يجعل أنقرة في قلب المشهد السياسي والإستراتيجي للصراع القائم.

مقالات مشابهة

  • تسلسل زمني للاجتياحات الإسرائيلية للبنان (إنفوغراف)
  • فرنسا تشدّد على "ضرورة" انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان
  • باريس: على إسرائيل إتمام انسحابها من لبنان فوراً
  • بعد زيارة الإمرالي لكوردستان العراق.. أوجلان يوجه رسائل لثلاث جهات
  • زيلينسكي في أنقرة.. زيارة تحمل رسائل سياسية في توقيت حساس
  • رشيدة داتي: زرت ثلاث مدن في الأقاليم الجنوبية للتأكيد على موقف فرنسا من الوحدة الترابية للمملكة
  • إستخباراتياً.. ماذا كشفت غارة صيدا؟
  • اتصال بين ماكرون وترامب سبق قمة باريس
  • وزيرة الثقافة الفرنسية: زيارة العيون هو تنفيذ لإلتزام الرئيس ماكرون تجاه دعم سيادة المغرب على الصحراء
  • القوات: انتهى الزمن الذي كانت إيران تعتبر فيه بيروت إحدى العواصم التي تسيطر عليها