الثنائي يفتح أبواب الانتقادات في مقاربته الميثاقية
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
كتبت روزانا بو منصف في" النهار": فتح الثنائي الشيعي في افتعاله أزمة سياسية وأزمة دستورية حول تسمية رئيس الحكومة المكلف نواف سلام الأبواب أمام انتقادات قانونية في الدرجة الأولى على الذرائع التي قدّمها حول تحديد مفهومه للميثاقية وتبعتها انتقادات سياسية كذلك.
من باب القانون يقول قانونيون إن إثارة الحزب موضوع الميثاقية هي بمثابة "fin de non recevoir" التي مؤداها وفق تعريفها أن الطلب مردود.
في السياسة ثمة اقتناع واسع من قوى سياسية بأن الثنائي يسعى إلى ابتزاز الرئيس المكلف بالسعي إلى الحصول على شروط وضمانات واسعة له في الحكومة المقبلة. وهذا مفهوم قياساً إلى واقع أن الحزب الذي خسر في الحرب لم يتأقلم بعد مع الواقع الجديد بل يناهضه عن آخر المعاقل السياسية التي مارس سيطرته عليها على الأقل منذ ما بعد 2005 إن لم يكن قبل ذلك أيضاً. فهو إلى خسارته الحرب خسر أيضاً موقع رئاسة الجمهورية الذي كان يعتقد حتى ما بعد إعلان اتفاق وقف النار في 26 تشرين الثاني المقبل أنه يستطيع أن تكون له الكلمة الأبرز في فرض الرئيس الذي يريده. وخسر موقع رئاسة الحكومة التي يرفض الإقرار بأن الطائفة السنية لها كلمتها المؤثرة في الاختيار على نحو يتقدم على كلمته في اختيار رئيس الحكومة على نحو يكرر الخطأ الذي ارتكبه في اختيار رئيس للجمهورية لم يرض عنه غالبية المسيحيين لاختياره من الثنائي في الدرجة الأولى، تضاف إلى ذلك إثارة الحزب مقاربة لتطبيق اتفاق وقف النار تميّز وفق أدبياته بين جنوبي الليطاني عن شماليه، بينما وحده من صاغ تفاصيل الاتفاق بحيث يفترض إدراكه أن شمالي الليطاني وجنوبيه واحد من دون تمييز.
لم يذهب أحد في الداخل إلى اعتبار أو تبنّي ما ذهب إليه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في ختام أيامه في منصبه من أن "حزب الله خسر وأصبح من الماضي وهجماته أضرّت باللبنانيين والإسرائيليين". يدرك الجميع أن الحزب خسر ولعل خسارته الكبرى هي في فقدانه أمينه العام الراحل حسن نصرالله ومعه كذلك مجلس الشورى الذي كان يقرر إلى جانبه. استحضر البعض ذلك في المقاربة التي قدّمها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد والتي عكست انفعالاً وارتباكاً نتيجة الافتقار إلى الحجة المنطقية والذريعة المقبولة والمبررة في رفض خلاصة الاستشارات النيابية الملزمة والتي عبّر عنها الطلب من رئيس الجمهورية إلغاء الموعد المخصّص للقاء الكتلة لاستشارتها في اسم رئيس الحكومة العتيد، وهو ما رفضه الرئيس جوزف عون مصراً على إبقاء اللقاء في موعده المحدد.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
دفاع رئيس الحكومة التونسية السابق يحذر من حملة تحريض قٌبيل البت بملف التسفير
حذرت هيئة الدفاع عن رئيس الحكومة ووزير الداخلية السابق والقيادي بحركة "النهضة" التونسية علي العريض، من حملة تشويه وتضليل ممنهجة ضده قبل ساعات من النطق بالحكم فيما يعرف إعلاميا بملف "التسفير".
وقالت هيئة الدفاع إنها سجلت "تصاعد حملة التشويه والتّضليل التي تسبق النطق بالحكم في قضية "التسفير" في سياق محاولات ممنهجة تهدف إلى فرض الـسرديّة القائمة على الكذب والمغالطة والإفتراء، صادرة بالخصوص عن جهات تخصصت في تحريف الملفات القضائية المتعلقة بمعارضي السلطة مستفيدة من الإفلات المؤقّت من التتبعات القانونية المستوجبة عن جرائمها".
ودعت هيئة الدفاع إلى "وقف محاولات الضغط على السلطة القضائية عبر نشر الأخبار المضللة وبث الروايات المغلوطة التي تسعى لتشويه علي العريض ووصمه بتهم جاهزة، في مخالفة واضحة لمبادئ المحاكمة العادلة واستقلالية القضاء".
وأعلن محامو الدفاع عن العريض شروعهم في إجراءات "رفع قضايا عدليّة ضدّ كلّ من أجرم في حقّ منوّبها وتورّط في التّزوير والكذب والإفتراء".
ونبهت الهيئة من "معلومات مغلوطة وافتراءات لا أساس لها من الصحة تروج على صفحات التواصل الاجتماعي، تأتي ضمن هذه الحملة، التي تسعى لتثبيت سردية زائفة جاهزة مفبركة لا تستند إلى أي دليل"،مؤكدة أن الأبحاث المستفيضة التي أُجريت في هذا الملف لم تُسفر عن إثبات أيّة مخالفة للقانون تُنسب إلى علي العريض".
وأوضحت الهيئة أن ما خلص إليه ملف القضية أن العريض لم يتدخل في أي مناسبة للسماح بدخول أو مغادرة أي شخص للتراب التونسي، سواء كان من الدعاة أو غيرهم، وبأي وسيلة كانت، قانونية أو غير قانونية.
وتابعت أن علي العريض وخلال إشرافه على حقيبة الداخلية قام بإتخاذ جملة من الإجراءات الصارمة للحد من ظاهرة السفر إلى بؤر التوتر، من أبرزها اشتراط الترخيص الأبوي لمن هم دون سن 35 سنة وتطبيق الإجراء الحدودي S17 والمنع من السفر على الأشخاص المشتبه فيهم.
ووفق بيان الدفاع الخميس، فإن ظاهرة السفر لبؤر التوتر في الفترة التي تولى فيها العريض الداخلية كانت في أدنى مستوياتها مقارنة بالفترات اللاحقة، وأن منوبها لم يُصدر في أي مناسبة تعليمات تخالف التقديرات التي تقررها القيادات الأمنية العليا والميدانية المتخصصة.
وذكرت الهيئة بـ"الخروقات القانونية الجسيمة التي شابت مسار هذا الملف، وطبيعته السياسية،مؤكدة تمسّكها بمطلبها المتمثل في إضافة الإحصائيات والوثائق الرسمية المتعلقة بظاهرة السفر لبؤر التوتر، وسماع شهادات القيادات السياسية والعسكرية والأمنية التي كانت تشارك في صنع القرار، بهدف كشف الحقيقة كاملة أمام القضاء والرأي العام".
يشار إلى أنه تم ختم المرافعات في قضية "التسفير"، وينتظر أن تصدر الأحكام غدا الجمعة وفق تأكيدات الدفاع في اتصال لـ "عربي21".
ويقبع العريض في السجن منذ أيلول/ سبتمبر 2022 فيما يتعلق بملف "التسفير" إلى بؤر التوتر، وقد تم في كانون الثاني/يناير الماضي ختم الأبحاث في ملفه وإحالته للدائرة الجنائية.