ترقب لحوار سلام - بري غدا: توافق أو معارضة؟
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
تجدد الرهان على الاجتماع الذي سيعقد غداً في عين التينة بين الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام، الذي جدّد مد اليد لكل لبنان.
وحسب المعلومات المتوافرة، فإن الرئيس سلام سيتباحث مع رئيس المجلس في رؤيته لتأليف الحكومة وعملها في المرحلة المقبلة.
واعتبرت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان الطريق إلى تشكيل الحكومة قد يصبح سالكا في اقرب وقت ممكن بعد معالجة اعتراضات المكون الشيعي، ولفتت إلى أن ما من احد راغب في تشكيلها من دون هذه المعالجة تفاديا لأية انعكاسات لا يراد لها أن ترافق الفصل الجديد في البلاد.
وأوضحت هذه المصادر أن الحكومة ستبصر النور وستكون متماهية مع هذا الفصل وهناك جهد يبذل لتشكيل سريع لها واعلنت أن اصرار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف على إشراك الجميع فيها يعطي الانطباع أن لا نية لاية حكومة كيف ما كانت وفي الوقت نفسه لا نية في اية دعسات ناقصة.
واليوم يتوقع عقد لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بشأن حصيلة استشاراته ليبدأ العمل في اتجاه التشكيل مع الأخذ بالإعتبار مقتضيات هذه المرحلة كما أهمية صونها.
نُقل عن الرئيس بري قوله رداً على سؤال حول ما اذا كانت مقاطعة الإستشارات النيابية هي رسائل للخارج: «لبنان بدو يمشي». وهوما فسرته اوساطه على انه رسالة ايجابية وإيجابية للجميع ودعوة إلى التوافق وتشابك الايدي لإنتشال البلد من ازماته واستعادة عافيته الاقتصاية واعادة الاعمار.
اضاف بري: لم يحصل إتصال بيني وبين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي كان مقرراً ان يحصل.
وردًا على سؤال حول ما إذا سيكون هناك لقاء يجمع الرئيس سلام بكتلتي أمل وحزب لله، اجاب: «هيدي فيها إنّ».
واشارت مصادر رسمية متابعة الى ان الاتصالات مستمرة لتخفيف التشنج، ورئيس الجمهورية يتابع المساعي شخصياً وهو ينتظر تشكيل الحكومة وأن لا تتعرض لما يعيق انطلاقتها حتى تنتظم مسيرة اعادة بناء البلد.
وكتبت" الاخبار": يفترض أن يؤدي اللقاء غداً بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نواف سلام إلى انقشاع الرؤية حيال آفاق الواقع السياسي، في ظل مقاطعة ثنائي حزب الله وحركة أمل للاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها سلام في مجلس النواب أمس، والتي لم يسبقها لقاء بينه وبين بري كما جرت العادة قبيل أي استشارات يجريها رئيس مكلف. وفيما ينشط الرئيس المكلف لفتح قنوات اتصال مباشرة مع امل وحزب الله، نُقل عنه انه يريد حواراً مباشراً حول كل الأمور، وليس لديه موقف من اي عنوان. وقالت مصادر مطلعة ان الثنائي ليس بوارد مقاطعة سلام او حكومته بمعزل عما قد يحصل من تفاهمات. ولفتت إلى انها المرة الاولى التي يجري فيها البحث في احتمال عدم المشاركة في الحكومة، وهي اول خطوة من نوعها منذ العام ١٩٨٤، لافتة إلى أن غياب الثنائي يهدد آلية العمل في الادارة العامة حيث يخضع قسم كبير من الموظفين لسلطة المرجعيات الطائفية.
وأكدت مصادر معنية أن «مقاطعة الثنائي للاستشارات أمس موقف سياسي مرتبط بالانقلاب الذي حصل. أما عدم المشاركة في الحكومة فسيكون استناداً إلى المجريات والطريقة التي سيتصرّف بها سلام في مسيرة التشكيل»، مشيرة إلى جواب بري أمس عن سؤال حول ما إذا كانت مقاطعة الاستشارات رسالة إلى الخارج، إذ أكد أن «لبنان بدّو يمشي»، و«سأستقبل الرئيس سلام الجمعة. أما لقاؤه مع كتلة الوفاء للمقاومة، فهيدي فيها إنّ».
وطوال يوم أمس، وُضِع موقف الثنائي في دائرة المعاينة الدقيقة لرصد تجاوبه مع حل الأزمة الحكومية، والتي يبدو حتى الآن أنه يريدها بشروطه التي تُوقف المفاعيل الإقليمية للانقلاب الذي قاده الخارج بأدوات داخلية. وفي السياق، كشفت مصادر بازرة أن «رئيس الجمهورية جوزف عون دخل على خط الاتصالات للوصول الى تفاهم مع حزب الله وحركة أمل»، مشيرة إلى أننا «انتقلنا من قرار المقاطعة الى الحوار ، لأن الجميع، بمن فيهم عون وسلام، يعرفون أن عدم مشاركة حزب الله وحركة أمل لن ينتج منه أزمة حكومية وحسب، بل أزمة حكم، وهو ما لا يريده الرئيسان». وفيما أكدت المصادر أن «لا تصوّر حتى اللحظة لدى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف حول شكل الحكومة»، أشارت إلى أن «التوجه الأقرب هو نحو تشكيلة تكنو - سياسية».
ورغم التأكيدات العلنية من مختلف الأطراف بعدم إقصاء أحد، إلا أن الحصيلة الأولية لليوم الأول من الاستشارات أظهرت تحريضاً من بعض الأطراف لسلام على المضيّ في تشكيلة لا تضم حزب الله وحركة أمل. فـ«القوات اللبنانية» أبلغت الرئيس المكلف أنه «إذا أراد الثنائي أن يتمثّل فأهلاً وسهلاً، وإلا أمامه المعارضة». ورفضت الكتلة العودة إلى ما سمّته «المعادلة الخشبية»، معتبرة أنه «لا يجوز ذكر كلمة مقاومة في البيان»، ورأت أن سلام «مشروع تغييري لا يتناسب مع المعادلات السابقة»، وهو ما ردّ عليه الرئيس المكلف بأن هناك حلاً لهذه الإشكالية منصوص عليه في الدستور الذي يتحدث عن «بسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية».
النفَس التحريضي نفسه مارسه أيضاً ثلاثي: وضاح الصادق ومارك ضو وميشال دويهي الذين قالوا للرئيس المكلف إن «الثنائي لا يختصر كل الشيعة، ولا ينبغي أن يحتكر التمثيل الشيعي في حال موافقته على المشاركة في الحكومة». وهو ما أكده أيضاً الثلاثي الآخر: فؤاد مخزومي وأشرف ريفي وميشال معوض، علماً أن هذين «الثلاثيَّين» حرصا على «تمنين» الرئيس المكلف بأن لهما الدور الأكبر في تسميته. وشددا على أن «حزب الله وحركة أمل كانا مسيطرين على البلد، ويجب الآن إنهاء هذه السطوة». فيما كانت لهجة «الكتائب» أكثر هدوءاً، إذ شدد نوابه على ضرورة «التوافق ومد اليد إلى الطرف الآخر ورفض منطق الإقصاء»، وهو ما شدد عليه أيضاً النائب جبران باسيل.
وكتبت" الديار": يؤسس تكليف نواف سلام لرئاسة الحكومة، الى دخول لبنان مرحلة سياسية جديدة من تاريخه، ستشمل نواحي كثيرة في مقاربة الشأن العام وتطبيق الاصلاحات الضرورية وترسيخ معادلات جديدة في السلطة.
اختزل مصدر مقرب من عين التينة «احداث الاثنين» الماضي التي انتهت بتكليف القاضي نواف سلام رئاسة حكومة العهد الاولى بالقول ان الطريق الى تسوية الوضع ليست مقفلة، والمسألة هي مبدئية وباتفاقات جرى خرقها على نحو لا بد ان يثير التساؤلات حول خلفيات ما حصل. واشار هذا المصدر للديار الى عدم وجود اي تحفظات حول شخصية نواف سلام اطلاقا، بل ما حدث يعكس نوعأ من المراهقة السياسية التي اذا اعتمدت في المرحلة المقبلة لا بد ان تقود البلاد الى ازمات لا تحمد عقباها، في ضوء وضع اقليمي بالغ الدقة مثل ما هو بالغ الخطورة. واضاف: «نخشى ان يكون لهذا الوضع الاقليمي تداعياته على الساحة اللبنانية، وهذا يستدعي تحصين الجبهة الداخلية من خلال التوافق السياسي العام».
وحول ما اذا كان هناك وساطات لاعادة ضبط الايقاع، اجاب المصدر المقرب من عين التينة: ان المسألة لا تحتاج الى وساطات، اذ ان ثمة شخصيات عالمية وعربية على تواصل مع رئيس مجلس النواب بهدف شق الطريق امام لبنان الى مرحلة من الاستقرار والازدهار. وتابع ان الرئيس بري خاض معارك ديبلوماسية هائلة من اجل ايصال لبنان الى شاطئ الامان، وهو لن يتخلى عن هذه المهمة في هذه المرحلة البالغة الدقة.
انما في الوقت ذاته، رأى المصدر المقرب من عين التينة ان «احداث الاثنين» جعلت جهات داخل الثنائي تبدي تشددها حيال توزيع الحقائب الحساسة التي غالبا ما يتم التركيز على دورها من قبل جهات اقليمية ودولية، مؤكدا ان العلاقات بين عين التينة والسعودية ممتازة، كما ان هناك توجها من الطرفين من اجل التعاون لسلسلة الازمات التي تراكمت على مدى السنوات المنصرمة.
وبمعنى اخر، ان الرئيس بري الذي يدرك خطورة المشهد الاقليمي، تلقى تطمينات حاسمة بان عودة دونالد ترامب الى البيت الابيض لن يكون لها اي انعكاسات سلبية على المسار اللبناني، بل ان هناك تفهما لدقة ولحساسية هذا المسار.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله وحرکة أمل رئیس الجمهوریة الرئیس المکلف عین التینة نواف سلام وهو ما إلى أن حول ما
إقرأ أيضاً:
تجمع أهالي شهداء المرفأ يرحب ببرنامج الرئيس المكلف سلام
رحب "تجمع أهالي شهداء وجرحى ومتضرري انفجار مرفأ بيروت" في بيان، بما "ورد في برنامج عمل رئيس الحكومة المكلف القاضي نواف سلام بخصوص العمل على تحقيق العدالة لأهالي شهداء المرفأ، وهي غاية مرادنا، إضافة للحقيقة الكاملة والمحاسبة ولو لأول مرة في لبنان"، مؤكدا الاستعداد لـ"وضع كامل الوثائق التي بحوزتنا بين يديه للإطلاع عليها بدقة كونه قاضيا بعدما أودعناها للعديد من الأجهزة المختصة دون جدوى حتى الان".
وقال: "نحن كأولياء دم نرفض رفضا قاطعا تسييس قضية فلذات أكبادنا في زواريب التجاذبات والإستهدافات السياسية، ونعتبرها المقتل لقضيتنا الوطنية والإنسانية" .