تحديات سورية مقبلة.. النظام الجديد يثير القلق بين الحوكمة الإسلامية والمعضلات الدستورية
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى نوفمبر ٢٠٢٤، تولت جماعة هيئة تحرير الشام المتمردة وحلفاؤها السيطرة على دمشق والمؤسسات الحكومية السورية. وقد أثار هذا التحول الزلزالى تساؤلات حول مستقبل الحكم فى الدولة التى مزقتها الحرب. وعلى الرغم من خطاب هيئة تحرير الشام "المغلف بلغة دبلوماسية" تجاه العلويين والمسيحيين والدروز والأكراد وغيرهم من الأقليات فى سوريا، فإن الإجراءات على الأرض والتصريحات الصادرة عن القيادة تشير إلى نهج أكثر تحديدًا ومركزية للحكم.
وقد حدد زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع رؤية المجموعة فى مقابلة أجريت معه فى ديسمبر ٢٠٢٤ مع قناة العربية الإخبارية. وبينما أكد على الشمولية للجميع، ألمحت تعليقاته إلى تفضيل النظام الرئاسى على النظام البرلماني، وهو خيار ستتم دراسته ضمن المفاوضات الدستورية بعد استقرار الأمر. وقد أثار هذا الافتراض، إلى جانب رفض هيئة تحرير الشام للفيدرالية والحكم الذاتى المحلي، مخاوف بين المراقبين والمجتمعات المحلية.
إن دعوة هيئة تحرير الشام إلى المركزية، بهدف تعزيز الوحدة الوطنية، مثيرة للجدال. فبالنسبة للعديد من السوريين، وخاصة الأكراد والدروز، تثير المركزية ذكريات الانقسام والصراع. ويزعمون أن اللا مركزية يمكن أن توفر إطارًا للمصالحة والسلام.
وهناك قضية أخرى مثيرة للجدل وهى العلاقة بين الدولة والدين. فقد أوضحت هيئة تحرير الشام نيتها الحكم على أساس الشريعة الإسلامية، حيث نفذت بالفعل تغييرات مثل إزالة الإشارات إلى نظرية التطور من المناهج المدرسية. وقد أثارت هذه التحركات السريعة قلق العديد من السوريين والمراقبين الدوليين، الذين يرون فيها مؤشرًا على نهج محافظ وأحادى الجانب للحكم.
استبعاد الوساطة الدوليةإن رفض هيئة تحرير الشام للمشاركة الدولية الكبيرة فى العملية الدستورية فى سوريا يتردد صداه لدى العديد من السوريين الذين خاب أملهم فى الجهود السابقة للأمم المتحدة. لقد أدت سنوات من محادثات السلام برعاية المنظمة الأممية والتحيز الملحوظ إلى تآكل الثقة فى المبادرات التى تقودها الأمم المتحدة. وفى حين أن استبعاد الوسطاء الدوليين أمر مفهوم، فإنه يترك مستقبل سوريا الدستورى فى أيدى الفصائل المسلحة المحلية، وهو ما قد يؤدى إلى تفاقم الانقسامات القائمة.
أشارت هيئة تحرير الشام إلى أن الانتهاء من الدستور الدائم قد يستغرق سنوات. ويتماشى هذا الجدول الزمنى مع التجارب فى بلدان أخرى متأثرة بالصراع، مثل ليبيا، حيث كانت المفاوضات الدستورية مطولة ومليئة بالتحديات. ومع ذلك، فإن إصرار هيئة تحرير الشام على المضى قدمًا بدون انتخابات لعدة سنوات يعنى أن المعينين - الذين يمثلون بشكل أساسى الجماعات المسلحة - سوف يهيمنون على المفاوضات. إن القرارات التى تتخذ بالأغلبية، بدلًا من الإجماع، قد تزيد من تهميش الأقليات وتزرع بذور الاضطرابات المستقبلية.
الدروس المستفادةإن تاريخ العمليات الدستورية فى المنطقة العربية يقدم تحذيرات صارخة. فقد كانت الحركات الإسلامية، بما فى ذلك هيئة تحرير الشام، تعطى الأولوية فى كثير من الأحيان للهيمنة على الإجماع فى مثل هذه المفاوضات، مما أدى إلى العنف وعدم الاستقرار. وتمثل العراق واليمن أمثلة تحذيرية. ويظل النهج التوافقى الذى تبنته تونس فى عام ٢٠١٤ استثناءً نادرًا، مما يؤكد ضرورة التسوية فى المشهد السياسى الهش.
إجماع حقيقييبدو أن التزام هيئة تحرير الشام المعلن بالشمولية مشروط بالالتزام بنظام الحكم المحدد مسبقًا. ويخاطر هذا النهج بإدامة إرث المنطقة العربية من الأنظمة الدستورية الفاشلة. ولتجنب تكرار التاريخ، يتعين على السوريين والمجتمع الدولى دفع هيئة تحرير الشام إلى تبنى إجماع حقيقى فى تشكيل مستقبل البلاد.
ويلاحظ زيد العلي، مؤلف كتاب "الدستورية العربية: الثورة القادمة"، فإن المخاطر عالية. وسوف يحدد مسار الانتقال ما إذا كانت سوريا ستظهر كدولة متماسكة أم ستستسلم للعنف المتجدد. الآن هو الوقت المناسب للتأمل المدروس والمفاوضات الشاملة، قبل اتخاذ قرارات لا رجعة فيها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: هيئة تحرير الشام أحمد الشرع دمشق سوريا الحكومية السورية هیئة تحریر الشام
إقرأ أيضاً:
وزير الري يتابع موقف تراخيص آبار المياه الجوفية وتطبيق إجراءات الحوكمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقد الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والري، إجتماعاً لمتابعة موقف تراخيص آبار المياه الجوفية، واجراءات رصد ومواجهة التعديات على الخزانات الجوفية، وتطبيق إجراءات حوكمة المياه الجوفية، وموقف منظومة التراخيص الإليكترونية للآبار.
وخلال الاجتماع شدد سويلم، على ضرورة التعامل بحرص مع المياه الجوفية، والتأكيد على أهمية قيام كافة الجهات بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية والرى بشأن تحديد إمكانيات الخزان الجوفي بأي منطقة قبل طرحها للاستثمار الزراعي، مع التنسيق مع وزارة الزراعة فيما يخص اختيار الدورة الزراعية والمحاصيل المناسبة لتتناسب مع كمية المياه المستخرجة من كل بئر، مؤكداً ضرورة الإلتزام التام بالإشتراطات التي تحقق الإدارة الرشيدة للمخزون الجوفي وتمنع السحب الجائر من الخزانات الجوفية طبقاً لـ"دراسة إمكانات الخزانات الجوفية في مصر" والتي سبق اعدادها بالتعاون بين الوزارة وجامعة القاهرة.
وأكد سويلم، قيام أجهزة الوزارة المعنية بالمتابعة المستمرة للآبار الجوفية لضمان تطبيق كافة الضوابط والاشتراطات الخاصة بإستخدامها، ومتابعة قراءات عدادات الآبار الجوفية المرخصة، واستمرار إجراءات حصر الآبار الجوفية ومواجهة التعديات على المخزون الجوفى سواء بالسحب الجائر المخالف للإشتراطات أو بحفر الآبار الجوفية بالمخالفة.
وأشار سويلم، الى محاور عمل الوزارة في التعامل مع المياه الجوفية من خلال وضع السياسات اللازمة لتنمية واستغلال المياه الجوفية، مع وضع ضوابط استخدامها وترشيدها وحمايتها ومراقبة كمياتها ونوعياتها، مع الالتزام بتطبيق قانون الموارد المائية والري رقم 147 لسنة 2021، والتوسع فى تشغيل الآبار الجوفية بالطاقة الشمسية، واتباع إجراءات حوكمة المياه الجوفية في الإطار القانوني والمؤسسي، والإلتزام بإجراءات حفر وتراخيص آبار المياه الجوفية وإتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة أي مخالفة، وعقد اللجنة العليا لترخيص آبار المياه الجوفية شهرياً، مع البدء في التحول الرقمي لمنظومة التراخيص لتسهيل التعامل مع المنتفعين ولتحقيق مبدأ الشفافية ومحاربة الفساد.
كما اكد سويلم، ضرورة الإلتزام بإتباع إجراءات حوكمة المياه الجوفية في الاطار القانوني والمؤسسي، وإنهاء إجراءات التحول الرقمي لمنظومة التراخيص والبدء في التشغيل التجريبي لتسهيل التعامل مع المنتفعين ولتحقيق مبدأ الشفافية ومحاربة الفساد، حيث يجرى حالياً تنفيذ المرحلة الأولى من "منظومة التراخيص الإلكترونية والتي تخص تراخيص المياه الجوفية" بنطاق إدارات المياه الجوفية بغرب الدلتا والتي ستُمكن المنتفعين من الحصول على الترخيص من خلال حساب اليكتروني وتقديم المستندات المطلوبة إليكترونياً ومتابعة نتيجة الطلب من خلال المنظومة، وفى حال نجاح هذه المرحلة التجريبية فسوف يتم التوسع فيها لاحقاً فى باقى إدارات المياه الجوفية.
1000045689 1000045688 1000045687 1000045686 1000045685