أنقرة ودمشق والواقع.. أي محاولة لقمع القومية الكردية تخاطر بتصعيد الصراعات على جبهات متعددة
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
منذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد فى ديسمبر ٢٠٢٤، نشأ سرد جديد يضع تركيا فى موقع اللاعب المهيمن فى سوريا. وقد وروج المسئولون الأتراك وبعض المعلقين فى السياسة الخارجية لهذا المنظور. ومع ذلك، يشير الفحص الدقيق إلى أن النصر الذى أعلنته تركيا بعيد كل البعد عن أن يكون مضمونًا.
يقول ستيفن أ.
على الرغم من هذا المحور الاستراتيجي، فإن هيمنة تركيا فى سوريا ما بعد الأسد موضع شك. لقد اكتسبت هيئة تحرير الشام، التى كانت تعتمد فى السابق على الدعم التركي، استقلالية ووسعت نطاقها الدبلوماسي. وتسلط الزيارات رفيعة المستوى إلى دمشق من قبل وفود من الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية الضوء على نفوذ هيئة تحرير الشام المتزايد واهتمام المنطقة بالتعامل مع القيادة السورية الجديدة.
حدود النفوذعلى الرغم من أن تركيا لا تزال لاعبًا مهمًا، إلا أن نفوذها فى دمشق يواجه قيودًا. فالدول العربية، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن، لديها علاقات ثقافية وتاريخية مع سوريا تفتقر إليها تركيا. وفى حين تؤكد أنقرة فى كثير من الأحيان على التراث العثمانى المشترك والهوية الإسلامية مع الدول العربية، فإن هذا السرد يتردد صداه بشكل ضعيف مقارنة بالتضامن بين الدول العربية.
وتتفاقم تحديات تركيا بسبب موقفها من القوات الكردية فى سوريا. تنظر أنقرة إلى وحدات حماية الشعب، العمود الفقرى لقوات سوريا الديمقراطية، باعتبارها امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، وهى جماعة مصنفة إرهابية. ومع رحيل الأسد، ترى تركيا فرصة لإضعاف التطلعات الكردية من خلال الاستفادة من حلفائها السوريين. ولكن الأكراد أثبتوا مرونتهم، رغم أن أى هجوم تركى يهدد بحرب عصابات مطولة فى كل من سوريا والعراق.
تواجه طموحات أنقرة لوضع تركيا كقوة مهيمنة فى سوريا عقبات كبيرة، أولها تراجع السيطرة على هيئة تحرير الشام: إن العلاقات الدبلوماسية المتنامية لهيئة تحرير الشام مع القوى العالمية والإقليمية تقلل من اعتمادها على تركيا.. وثانيها المقاومة الكردية: إن أى محاولة لقمع القومية الكردية تخاطر بتصعيد الصراعات على جبهات متعددة. ويضاف إلى ذلك نفوذ الدول العربية التاريخي بحكم الانتماء الواحد للأمة العربية.
ادعاءات النصرإن رواية انتصار تركيا فى سوريا تبسط المشهد الجيوسياسي المعقد والمتطور. ويتعين على صناع السياسات أن يدركوا ديناميكيات القوة الدقيقة التى تلعب دورًا فى هذا السياق. فتركيا، على الرغم من نفوذها، ليست قادرة على تشكيل مستقبل سوريا. إن أخطاء تركيا التاريخية "التى تتراوح بين سوء تقدير قدرة الأسد على الصمود والمبالغة فى تقدير ولاء وكلائها" تؤكد على مخاطر الانتصار المبكر.
تظل تركيا لاعبًا حاسمًا فى سوريا ما بعد الأسد، ولكن طريقها إلى الهيمنة محفوف بالتحديات. ويتسم النظام الجديد فى دمشق بالتأثيرات المتنافسة والتوترات غير المحلولة. ورغم أن أردوغان قد يحقق أهدافه، فمن السابق لأوانه كثيرًا أن نعلن أن تركيا هى المنتصرة فى الدراما السورية الجارية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تركيا سوريا القومية الكردية بشار الأسد الجيش السوري أنقرة ودمشق هیئة تحریر الشام فى سوریا
إقرأ أيضاً:
أمريكا تعلن قتل قيادي لـ«داعش» بغارة جوية في سوريا
أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” أن الولايات المتحدة قتلت قياديا في تنظيم حراس الدين، وهو فرع لتنظيم القاعدة في سوريا كان أعلن عن حلّ نفسه.
وقالت “سنتكوم” في بيان على منصة إكس “في 15 فبراير، نفّذت قوات القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) ضربة جوية دقيقة في شمال غرب سوريا، استهدفت وقتلت مسؤولا بارزا في الشؤون المالية واللوجستية في تنظيم حراس الدين، الفرع التابع لتنظيم القاعدة”.
وأضاف البيان الذي لم يحدد هوية المسؤول القتيل: “تأتي هذه الضربة في إطار التزام القيادة المركزية المستمر، جنبا إلى جنب مع شركائنا في المنطقة، لتعطيل وإضعاف جهود الإرهابيين في التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات”.
وكان التنظيم الذي صنّفته الولايات المتحدة “إرهابيا” قد أعلن حلّ نفسه بعد سقوط حكم الرئيس بشار الأسد، كاشفا للمرة الأولى بشكل رسمي أنه كان فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وتأسس تنظيم حراس الدين عام 2018 وكان ينشط في مناطق بشمال غرب سوريا. وفي سبتمبر 2019، صنّفت وزارة الخارجية الأميركية تنظيم حراس الدين “كيانا إرهابيا عالميا”.
وفي سبتمبر أعلن الجيش الأميركي تنفيذ ضربتين في سوريا أسفرتا عن مقتل 37 “إرهابيا” بينهم أعضاء في تنظيم داعش وحراس الدين.
وفي الشهر الذي سبق، أفاد الجيش الأميركي بأنه قتل قياديا بارزا في حراس الدين هو أبو عبد الرحمن المكي بضربة جوية في شمال غرب سوريا.
وسبق للسلطات السورية الجديدة أن أعلنت حلّ كلّ الفصائل المسلحة في البلاد في إطار سلسلة قرارات اتخذت للمرحلة الانتقالية بعد أقل من شهرين على إطاحة الأسد.
وتنشر الولايات المتحدة ما لا يقل عن 2500 جندي في العراق ونحو 2000 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش.
وأكدت واشنطن أنها كثّفت الضربات الجوية منذ سقوط الأسد. ويوم سقوطه في 8 ديسمبر، أعلنت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات استهدفت أكثر من 75 موقعا تابعا لتنظيم داعش.