بوابة الوفد:
2025-01-16@02:54:01 GMT

جدل مزمن حول البدانه (تفاصيل)

تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT

هل يمكن تصنيف البدناء على أنهم مرضى؟ جدل مزمن تتقاطع فيه الاعتبارات الطبية والاجتماعية، وتوافق خبراء عالميون أخيرا على إجابة موحدة حوله، لكن نتيجتهم غير الحاسمة حول الموضوع قد لا ترضي أيا من الأطراف المعنية.

وأشارت خلاصة بحث نشرتها الأربعاء مجلة "لانسيت ديابيتيس أند اندوكرينولوجي" المتخصصة بأمراض السكري والغدد الصماء، إلى أن "فكرة تصنيف البدانة كمرض تشكل جوهر أحد أكثر النقاشات المثيرة للجدل والانقسام في الطب الحديث".

وحمل المقال الطبي الطويل توقيع عشرات المتخصصين في البدانة. وقد اتفق هؤلاء على إعادة تعريف كيفية تحديد هذه الحالة، فضلا عن المشاكل الطبية التي تسببها.

وينطوي هذا الموضوع على حساسية كبيرة لأنه يثير بانتظام نقاشات محتدمة تتجاوز حدود المجتمع الطبي، ومن المعروف أن البدانة ترتبط بمجموعة واسعة من الأمراض مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. ولكن بالنسبة لبعض المراقبين، يمكن للشخص البدين أن يعيش في بعض الأحيان بصحة جيدة، وبالتالي لا ينبغي اعتبار وزنه الزائد إلا عامل خطر.

بالنسبة لآخرين، تشكّل البدانة بالضرورة مشكلة صحية، ويجب اعتبارها مرضا في حد ذاته. وهذا هو رأي منظمة الصحة العالمية.

"رهاب البدانة"

يتناول هذا النقاش جزئيا قضايا متعلقة بمكافحة التمييز، إذ يعتقد بعض الناشطين في مجال مكافحة "رهاب البدانة" أن المظهر البدني للبدناء لا ينبغي أن يشكّل بحد ذاته وصمة سلبية تدفع لتصنيفهم على أنهم مرضى.

ومع ذلك، سيكون من المبالغة اختصار الجدل في كونه مجرد مواجهة بين المرضى والأطباء. فبين أفراد الفئة الأولى، يرى كثر أن من الضروري النظر إلى البدانة كمرض، حتى يمكن التعامل معها على محمل الجد وتنفيذ سياسات صحية عامة طموحة بما فيه الكفاية.

في المقابل، يرى أطباء كثر مجازفة قد تحول دون تلبية احتياجات المرضى في حال التعامل مع البدانة كمرض مستقل، وليس كعامل خطر مرتبط بأمراض متغيرة للغاية يعاني منها المريض.

تكتسب هذه الأسئلة أهمية خاصة مع ظهور علاجات فعالة لإنقاص الوزن، بما في ذلك منتج "ويغوفي" الشهير. لكنّ آثارها الجانبية لا تزال تثير تساؤلات، بينها ما يتعلق خصوصا بمعرفة ما إذا كان ثمة ضرورة لإعطائها على نطاق واسع أم الاحتفاظ بها للمرضى الذين يعانون تبعات صحية كبيرة جراء البدانة؟

مؤشر كتلة الجسم ليس كافيا
وفي نهاية المطاف، "لا أحد على حق تماما ولا أحد على خطأ تماما"، بحسب فرانشيسكو روبينو، جراح البدانة الذي ترأس عمل لجنة الخبراء، في مؤتمر صحافي.

وقد حرص الباحثون في توصياتهم الجديدة على توخي الدقة... فباختصار، البدانة مرض، لكن ليس في كل الأوقات.
ويؤكد الخبراء في البداية على نقطة أصبح هناك إجماع عليها حاليا، ومفادها أن مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يقيس النسبة بين وزن الشخص وطول قامته، غير كافٍ على الإطلاق.

وسيكون من الضروري استكماله باختبارات أخرى لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من البدانة: قياس محيط الخصر، على سبيل المثال، أو استخدام تقنيات الأشعة لتقدير كمية الدهون في الجسم.

ولكن حتى لو صُنف الشخص على أنه مصاب بالبدانة، فإن الخبراء لا يعتبرون ذلك مرضا بالضرورة. وبحسب رأيهم، فإن البدانة لا تصبح "سريرية" إلا عندما تظهر على الأعضاء علامات خلل في وظائفها.

وبدون ذلك، فإنهم يدعون إلى الحديث عن البدانة "ما قبل السريرية". وبالتالي، لا يكون الأمر مرضا، بل حالة تتطلب إجراءات وقائية بالأساس، وليس بالضرورة علاجات دوائية أو جراحية، من أجل تجنب "الإفراط في العلاج الطبي".

ويرمي الباحثون من خلال هذه الاستنتاجات إلى أن يرضوا جميع المعنيين بالموضوع، لكنهم قد يثيرون استياء الجانبين. فلدى بعض جمعيات المرضى، ثمة رفض تام لفكرة عدم تصنيف البدانة تلقائيا على أنها مرض.

تقول آن صوفي جولي، مؤسسة التجمع الوطني لجمعيات الأشخاص المصابين بالبدانة، إن هذه النتائج "تتعارض مع رسائل الصحة العامة"، منتقدة بشدة الخبراء المنفصلين عن "الواقع الملموس" الذي يعيشه مرضى البدانة الذين لا يجدون متابعة كافية لوضعهم.
كما أن عمل اللجنة لا يرضي الجهات التي تعارض تصنيف البدانة على أنها مرض، مثل عالمة النفس سيلفي بن كمون التي ترأس مجموعة التفكير في البدانة وزيادة الوزن (GROS).

وتقول بن كمون "هذا ليس كافيا، رغم أنه يُحسب له فتحه نقاشا في الموضوع"، معتبرة أن الخبراء لا يقدمون أي إجابات تقريبا في ما يتصل بالرعاية، وأن توصياتهم ربما لن تغير كثيرا في مواقف مقدمي الرعاية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأربعاء الغدد الصماء أمراض السكري السكري الأمراض الأوعية الدموية الصحة منظمة الصحة العالمية

إقرأ أيضاً:

جامعة الإمارات تنشئ مجلس الخبراء الزراعي

العين (وام)

أخبار ذات صلة الإمارات تستضيف فعاليات المنتدى العالمي للإنتاج المحلي 7 أبريل أبوظبي.. عاصمة الاستدامة

أعلنت جامعة الإمارات إنشاء مجلس الخبراء الزراعي، من خلال دمج الخبرات التقليدية مع المعرفة الحديثة لدعم الزراعة المستدامة، مع التركيز على الحفاظ على الإرث الزراعي في منطقة العين، وذلك بحضور معالي زكي أنور نسيبة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وعدد من القيادات الأكاديمية والإدارية بالجامعة.
وأكد الدكتور أحمد علي الرئيسي، مدير جامعة الإمارات بالإنابة، أن هذه المبادرة هي إحدى المبادرات المهمة التي تتبناها جامعة الإمارات في إطار جهودها المستمرة لتحقيق الاستدامة في قطاع الزراعة، وتعتبر، دافعاً نحو المساهمة في تحسين وتطوير القطاع الزراعي من خلال بناء شبكة تواصل قوية بين المزارعين والمتخصصين، وبالتزامن مع مبادرة «ازرع الإمارات» التي تعد رؤية مستقبلية تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي في الإمارات من خلال زيادة الإنتاج المحلي للمحاصيل الزراعية.
وأشار الدكتور محمد عبدالمحسن اليافعي، عميد كلية الزراعة والطب البيطري بالإنابة، إلى أن مجلس الخبراء الزراعي يهدف لأن يكون منصة مهمة لنقل المعارف المتوارثة من كبار المزارعين إلى الأجيال الشابة، بما يعزز قدراتهم على مواجهة التحديات الزراعية المعاصرة، مع التركيز على الاستدامة، والحفاظ على الإرث الزراعي في مدينة العين، حيث سيعمل المجلس على تقديم استشارات متخصصة للمزارعين حول أفضل الطرق لضمان استدامة الزراعة الحديثة والتكيف مع التغيرات البيئية المستمرة.

مقالات مشابهة

  • تصنيف عالمي: "الإمارات للألمنيوم" تنضم لرواد الثورة الصناعية الرابعة
  • أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي يقدمون مشروعاً لإعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية
  • تصنيف «الإمارات للألمنيوم» كشركة رائدة في الثورة الصناعية الرابعة
  • تصنيف غلوبال باور يكشف الترسانة العسكرية الجبارة للجيش المغربي
  • بدء جلسات الحوار المجتمعي لمناقشة تفاصيل البكالوريا اليوم بحضور الخبراء والمتخصصين
  • جامعة الإمارات تنشئ مجلس الخبراء الزراعي
  • ما حقيقة تراجع تصنيف جيش مصر عالميا وخسارته 10 درجات في 4 أعوام؟
  • قفزات ملحوظة لمنتخب السودان في تصنيف الفيفا لعام 2024
  • تعرف على  أقوى جيوش العالم..  تصنيف تركيا يثير الانتباه!