بعد 470 يومًا من العدوان.. كيف أجبرت غزة نتنياهو على تغيير مواقفه؟
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
بعد نحو 470 يومًا من شن الاحتلال الإسرائيلي حربًا موسعة على قطاع غزة ردًا على عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023 على مستوطنات غلاف غزة، استخدمت خلالها الأحزمة النارية والقصف العشوائي، وارتكاب مجازر يومية بحق المدنيين الفلسطينيين، تم إعلان مساء أمس الأربعاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
إعلان بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أظهر كيف استطاعت غزة التي تتعرض للقصف اليومي من جيش الاحتلال منذ أكثر عام و3 أشهر على تغيير تصريح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فكيف حدث هذا؟
لن نسمح بوجود الفصائل الفلسطينيةفي بداية العدوان على غزة في أكتوبر 2023، خرج نتنياهو ليعلن بشكل صريح أن الفصائل الفلسطينية لن تتواجد في قطاع غزة، وأنه سيتم القضاء عليها بشكل كامل، وخلال فترة قصيرة.
وبعد نحو 470 يومًا من الحرب على قطاع غزة، التقى نتنياهو مع عائلات المحتجزين الإسرائيليين، وأخبرهم بأنه ملتزم بإعادة الجميع لكنه ينتظر رد الفصائل الفلسطينية على اتفاقية وقف إطلاق النار.
الضغط العسكري هو الحلعلى مدار العام الماضي، كانت تصريحات نتنياهو تتجه دومًا إلى أن الضغط العسكري هو الحل الوحيد لإعادة المحتجزين.
وبعد أكثر من 15 شهرًا، يتم توقيع اتفاقية تبادل المحتجزين، ليعود المحتجزين بالطرق الدبلوماسية وليست العسكرية.
الانسحاب من محور فيلادلفيا ونتساريمكنت العقبة الأساسية أمام اتفاقيات وقف إطلاق النار في غزة خلال الشهور الماضية، هي رفض نتنياهو الانسحاب من محور فلادلفيا ونتساريم، وتأكيده على استمرار تواجد جيش الاحتلال في تلك المناطق.
بينما أكدت بنود اتفاقية وقف إطلاق النار، انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محوري فلادلفيا ونتساريم بشكل تدريجي، بينما يتقدم الوسطاء ضمانات لتأكيد انسحاب الجنود.
فيما أكدت وسائل الإعلام العبرية، أن جيش الاحتلال بدأ بالفعل منذ أيام تفكيك القواعد العسكرية المتحركة والانسحاب في انتظار تعليمات القيادات السياسية والتي يتوقع أن تكون خلال الساعات المقبلة.
تواجد جيش الاحتلال في غزةوبحسب تصريحات نتنياهو، فقد صرح في أكثر من مؤتمر صحفي أنه يرغب في تواجد قواته العسكرية في قطاع غزة، وهو كان أحد الخلافات بينه وبين وزير جيشه السابق يوآف جالانت.
أما بنود اتفاقية وقف اطلاق النار، فتتضمن الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة في نهاية الفترة الزمنية المتفق عليها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العدوان على غزة الفصائل الفلسطينية نتنياهو إسرائيل صفقة تبادل المحتجزين محور نتساريم انسحاب جيش الاحتلال من غزة وقف إطلاق النار جیش الاحتلال قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
جهود مصر في وقف العدوان على قطاع غزة
بحكم التاريخ وبعمق الجغرافيا، تحركت مصر منذ اليوم الأول من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لوقف المجازر التي ينفذها الاحتلال بحق أصاحب الأرض.. تحركٌ استخدمت فيه القاهرة أدواتها كافة لإنهاء مُعاناة قرابة مليوني شخص من أبناء القطاع المُحاصرين ولوقف نزيف الفلسطينيين الذي تجاوز 200 ألف شهيد ومُصاب.
أبرز محطات التفاوض لوقف العدوان على غزة
فمنذ بداية الأزمة سارت تحركات القاهرة في محطات بارزة إقليميًا ودوليًا.
مشاركة مصرية فاعلة في كافة مباحثات وقف إطلاق النار
من القاهرة إلى الدوحة.. ومن باريس إلى روما؛ كانت القاهرة حاضرة وبقوة في عمليات المفاوضات التي كانت تتم من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإجراء صفقات للإفراج عن المحتجزين، وهو ما ظهر جليا في استضافة مصر عدة اجتماعات لأطراف إقليمية ودولية على مدار الأزمة لوقف العدوان، كذلك مشاركة مصر في عدة اجتماعات خارجية لوقف مآساة الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة.
نوفمبر.. هدنة أولى في غزة لمدة 4 أيام
أولى هذه الجولات كانت في نوفمبر 2023 أو ما يعرف باسم الهدنة الأولى، حيث أعلن الوسطاء إبرام هدنة إنسانية لمدة 4 أيام قابلة للتمديد، وسط موافقة من حماس وإسرائيل، وبعد يومين تم تنفيذها قبل تمديدها ليومين مماثلين. وأسفرت الهدنة بشكل إجمالي عن الإفراج عن 109 من المحتجزين الإسرائيليين مقابل 240 أسيرا فلسطينيا، بالإضافة إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات لغزة، قبل أن تنتهي الهدنة وتستأنف تل أبيب الحرب في الأول من ديسمبر.
يناير.. محادثات باريس تفشل في وقف إطلاق النار
في باريس، عقدت ثاني جولات المفاوضات، حيث استضافت العاصمة الفرنسية في 28 يناير 2024 جولة جديدة من المفاوضات عُرفت باسم "محادثات باريس"، والتي أسفرت عن مقترح لإبرام صفقة هدنة على 3 مراحل، قبل أن يعرقله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالحديث عن "وجود فجوات كبيرة" في الاتفاق، ومن ثم انتهت جولة المفاوضات من دون الوصول لاتفاق لوقف العدوان.
فبراير.. نتنياهو يعرقل جولتين جديدتين بالقاهرة وباريس
وفي 13 فبراير عام 2024، استضافت القاهرة جولة جديدة من المفاوضات لوقف العدوان الإسرائيلي، حيث ناقش الوسطاء مع الجانب الأمريكي والإسرائيلي مسودة اتفاق لوقف إطلاق نار لمدة 6 أسابيع، واعتبر نتنياهو مطالب حماس بشأن عدد المحتجزين الفلسطينيين بأنها "خيالية"، قبل أن تسفر عن عدم انفراجة بعد حديث عن تقدم في المفاوضات.
الرئيس السيسي: مصر ستظل دائما وفية لعهدها ومدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينيالرئيس السيسي يؤكد على أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزةالرئيس السيسي: أرحب بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد جهود مضنيةالشعب الجمهوري: اتصال بايدن بالرئيس السيسي يعكس التقدير الدولي للجهود المصرية
وعادت مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى باريس مرة أخرى في 23 فبراير 2024، وهي ما عرفت باسم "محاثات باريس 2"، والتي انتهت دون انفراجة، مع حديث مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن أن حماس بعيدة عما ترغب إسرائيل بقبوله.
مارس.. عرقلة إسرائيلية لجولة مفاوضات الدوحة
وفي 18 مارس 2024، انطلقت جولة مفاوضات جديدة بالدوحة، بعد 4 أيام من تقديم حماس مقترحا بشأن وقف إطلاق نار، وردت إسرائيل عليه غداة الانطلاق، "سلبيا"، قبل أن يعرقل نتنياهو جهود الوسطاء لتقريب وجهات النظر ويؤكد أن مطالب حماس "وهمية".
إبريل.. نتنياهو يماطل في "مقترح القاهرة"
وركزت الوساطة المصرية خلال جولة المفاوضات التي استضافتها القاهرة في 7 إبريل 2024 على ضمان وقف دائم لإطلاق النار بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، إلا أن تلك المحادثات انتهت بحديث عن "تقدم" واستكمال للمشاورات بعد يومين، لكنها لم تصل لانفراجة فيما بعد، مع تمسك حماس بوقف إطلاق دائم ومماطلة من نتنياهو.
مايو.. مقترح مصري - أمريكي لوقف إطلاق النار
وشهد شهر مايو الماضي مقترحين الأول من مصر والثاني من الولايات المتحدة، فمع بداية الشهر، بدأ الحديث عن "مقترح مصري" مدعوم من قطر والولايات المتحدة يقوم على 3 مراحل كل واحدة منها بين 40 و42 يوما، ويقود في نهاية المطاف إلى وقف إطلاق نار نهائي وعودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم، وهو ما رفضه نتنياهو بزعم أنه "لا يلبي شروط إسرائيل".
وفي 31 مايو من نفس الشهر، أعلن الرئيس جو بايدن، خارطة طريق لوقف كامل وتام لإطلاق النار، قال إنها تستند إلى مقترح إسرائيلي، وتتضمن 3 مراحل، الأولى وقف إطلاق نار لمدة 6 أسابيع وانسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة، وتبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين.
يوليو..جولتا مفاوضات في الدوحة وروما
وفي 10 يوليو 2024 استضافت الدوحة جولة جديدة من المفاوضات، وقد وافقت حماس على مقترح مقدم من الوسطاء مستندا لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، إلا أن إسرايئل واجهت هذا المقترح بشروط جديدة لم تكن مطروحة طوال عملية التفاوض، إذ قال نتنياهو إن أي اتفاق يجب أن يتيح لإسرائيل مواصلة القتال.
وفي 27 من الشهر نفسه، شهدت العاصمة الإيطالية روما جولة جديدة من مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار، وسلمت إسرائيل ورقة إلى الوسطاء تشتمل مبادئ ثلاثة أدت إلى عرقلة التوصل إلى اتفاق.
أغسطس.. إسرائيل ترفض "مقترح الدوحة"
وفي 16 أغسطس 2024، شهدت العاصمة القطرية الدوحة جولة جديدة من المفاوضات لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار، وكعادة إسرائيل، رفضت جميع المبادرات لإنهاء عدوانها على قطاع غزة.
ديسمبر.. عودة المفاوضات للقاهرة بعد فترة توقف
وبعد توقف دام أشهر، لم ينفد صبر القاهرة لتعلن في العاشر من ديسمبر عن استضافة جولة مباحثات رفيعة المستوى لبحث وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
منذ أن أطلق الاحتلال رصاصته الأولى في قطاع غزة، لم تدخر مصر ولو للحظة واحدة أي جهد من أحل وقف معاناة أكثر من مليوني فلسطيني من أبناء القطاع المحاصر، معاناة أنهت على البشر والحجر، ودمرت أكثر من ثلثي القطاع، ولعل حضور مصر ودورها في مفاوضات وقف إطلاق النار كان كاشفا لهذا الجهد.