يمانيون../
جاء الإعلان الرسمي عن اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بعد خمسة عشر شهرًا من العدوان الوحشي على غزة، ليضع حدا لمأساة إنسانية فاقت كل الحدود، وليرسم لحظة فارقة في مسار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكد خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الدوحة أن الاتفاق يمثل انفراجة مهمة، مشددا على الجهود التي بذلتها قطر بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة لإنهاء هذا العدوان.

الاتفاق الذي يبدأ تنفيذه الأحد القادم تضمن إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.

كما أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن تفاصيل إضافية حول تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة سيتم الإعلان عنها لاحقًا، معربًا عن شكره للشركاء الدوليين الذين ساهموا في دفع المفاوضات إلى الأمام.

حركة حماس بدورها أكدت في بيان رسمي أنها تعاملت مع المفاوضات بمسؤولية عالية بهدف وقف العدوان المستمر وحماية الشعب الفلسطيني من المجازر التي ارتكبها الاحتلال.

وقد أظهرت المقاومة الفلسطينية في هذه الحرب قدرتها على تغيير معادلة الردع من خلال توجيه ضربات مؤلمة إلى عمق الأراضي المحتلة، ما أجبر الاحتلال على الرضوخ لشروطها.

هذا الاتفاق لم يكن ليُحقق لولا الدعم الكبير الذي تلقته غزة من مختلف جبهات المقاومة في المنطقة.

الدكتور خليل الحية، رئيس حركة حماس في غزة، أشاد بمواقف اليمن.. مؤكدا أن صواريخ ومسيّرات أنصار الله التي استهدفت العمق الإسرائيلي شكلت ضغطًا هائلًا على الاحتلال.

كما أكد أن إيران ساهمت بدورها في دعم المقاومة الفلسطينية عبر عمليات نوعية هزت كيان الاحتلال.

منوجانبه الناطق الرسمي لأنصار الله، محمد عبدالسلام، شدد في تغريدة على منصة “إكس” أن الشعب اليمني رغم الحصار والظروف الصعبة لم يتوانَ عن القيام بواجبه الديني والإنساني في إسناد غزة.

وأشار إلى أن مظاهرات شعبية مليونية وعمليات عسكرية فاعلة كانت جزءًا من جهود اليمن لدعم القضية الفلسطينية.

أما المقاومة اللبنانية، فقد كانت في طليعة الداعمين، حيث قدم حزب الله مئات الشهداء، وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله، الذي وُصف بشهيد الإسلام والإنسانية. الدور المحوري الذي لعبه حزب الله عزز من صمود غزة وأكد على ترابط محاور المقاومة في مواجهة الاحتلال.

لم يتوقف الإسناد عند حدود لبنان واليمن، بل امتد إلى العراق، حيث تمكنت المقاومة العراقية من إرسال صواريخها ومسيّراتها إلى الأراضي المحتلة، في رسالة واضحة بأن القضية الفلسطينية تمثل جوهر الصراع في المنطقة، وأنها قضية الأمة بأسرها وليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم.

اتفاق وقف إطلاق النار لا يمثل فقط نهاية مؤقتة للعدوان، بل يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من إعادة الإعمار في غزة. معاناة سكان القطاع الذين تحملوا الحصار والقصف المتواصل يجب أن تكون على رأس الأولويات، حيث ينص الاتفاق على فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية اللازمة، مما سيخفف من وطأة الأوضاع المأساوية ويعيد الحياة تدريجيًا إلى المناطق المنكوبة.

رغم ذلك، لا يمكن الوثوق تماما بوعود الاحتلال الذي لطالما تنصل من التزاماته في الاتفاقيات السابقة. لذا، فإن المقاومة مطالبة بالبقاء على أهبة الاستعداد لأي محاولة إسرائيلية للتملص من تنفيذ الاتفاق.

ووسط هذه الأجواء، يترقب الشارع اليمني والدولي كلمة قائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، اليوم الخميس، حيث من المتوقع أن يقدم رؤية شاملة وتحليلا دقيقا لأحداث العدوان الإسرائيلي على غزة، منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” وحتى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.

وأكدت هذه المرحلة أهمية وحدة الأمة في دعم القضية الفلسطينية، التي ستبقى محور الصراع حتى تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. المقاومة وعلى رأسها جبهة الإسناد في اليمن أثبتت أن الصبر والثبات هما طريق النصر، وأن موعدنا مع القدس بات أقرب مما نظن بعون الله تعالى.
—————————
ماجد حميد الكحلاني

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

حماس : الاحتلال انقلب على الاتفاق الذي وقعه وضمنه الوسطاء

أكد رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية ان الاحتلال انقلب على الاتفاق الذي وقعه وضمنه الوسطاء واستأنف عدوانه على غزة

وقال الحية في تصريحات له "  تعاملنا بإيجابية مع المقترحات التي تلقيناها خلال الفترة الأخيرة من أجل الوقف التام لإطلاق النار والانسحاب التام للعدو من غزة.

دعت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)  جماهير الشعب الفلسطيني للنفير العام دفاعاً عن غزّة والقدس والأقصى.

وقالت الحركة في بيان لها : لتكن أيام الجمعة والسبت والأحد أيام غضب واستنفار عالمي نصرةً لغزّة والقدس والأقصى، ورفضاً للجرائم الصهيونية.

وأضافت الحركة في بيانها : في ظل تصعيد العدوان الصهيوني وحرب الإبادة على غزّة والضفة والقدس، وبدعم أمريكي وصمت دولي، فإننا في حركة حماس نهيب بجماهير شعبنا وأمتنا وأحرار العالم تصعيد الفعاليات والمسيرات والاعتصامات، ومحاصرة السفارات الإسرائيلية، ودعم وإسناد غزّة وكشف جرائم الاحتلال، ومواصلة الضغط العالمي حتى وقف العدوان ورفع الحصار.

مقالات مشابهة

  • شاهد.. هلع في بيروت مع تجدد القصف الإسرائيلي
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: لبنان يتحمل مسؤولية إطلاق النار على الجليل
  • الاحتلال يفرج عن خمسة عمال فلسطينيين اعتقلهم سابقًا في غزة
  • بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا
  • وسط مراوغات الاحتلال.. القاهرة تسارع الزمن لإنقاذ غزة.. خطة مصرية جديدة لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار.. حماس توافق على الإفراج عن 5 رهائن أسبوعيًا
  • حماس تصرح حول مستجدات مفاوضات الصفقة ووقف إطلاق النار.. هل ينجح الاتفاق؟
  • حماس : الاحتلال انقلب على الاتفاق الذي وقعه وضمنه الوسطاء
  • الحية: الاحتلال انقلب على الاتفاق الذي وقعه وضمنه الوسطاء
  • سلام: لا أحد يريد التطبيع مع إسرائيل في لبنان
  • اتفاق لوقف إطلاق النار في البحر الأسود