في الشكل قبل المضمون.. لماذا استفزّت رسالة لودريان النواب؟!
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
فيما يترقّب اللبنانيون عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، المرتقبة في شهر أيلول، وسط توقعات "متشائمة" بشأن مصير مهمّته، خصوصًا بعد حادثة الكحالة، وما أفرزته من "تصعيد" لا يشجّع فكرة الحوار الوطني بين اللبنانيين، جاءت الرسالة التي وجّهها الرجل إلى 38 نائبًا في البرلمان، بينهم رؤساء الكتل ومجموعة من النواب المستقلين، لتتصدّر الاهتمام، بل تثير الجدل في الأوساط السياسية.
في رسالته، ذكّر موفد الرئيس إيمانويل ماكرون بزيارتيه السابقتين إلى لبنان، واقتراحه دعوة ممثلي الكتل النيابية إلى "اجتماع عمل" يرمي إلى توفير مناخ من الثقة وإتاحة اجتماع مجلس النواب في أعقاب ذلك لانتخاب رئيس، طالبًا من النواب الإجابة، خطيًا، وقبل نهاية الشهر الجاري، عن سؤالَيْن يتعلقان بالمشاريع ذات الأولوية المتعلقة بولاية رئيس الجمهورية، والصفات والكفاءات التي يجدر بالرئيس المستقبليّ التحلّي بها.
ومع أنّ لودريان حافظ في أسئلته على صفة "الوسيط المحايد"، ولم يدخل في لعبة الأسماء، بعد انتقادات وُجّهت في وقت سابق لباريس على خلفيّة ما وُصِف بـ"دعمها" لأحد المرشحين، وتحديدًا رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، فإنّ رسالته "استفزّت" على ما يبدو شريحة واسعة من النواب، في الشكل قبل المضمون، ممّن اعتبروا أنّها أقرب إلى "ورقة الامتحان"، بل ذهب بعضهم لاعتبارها "إهانة دبلوماسية غير مسبوقة".
الفكرة من الرسالة
بمُعزَلٍ عن الأصداء التي تركتها "رسالة" لودريان، يقول العارفون إنّ الفكرة منها جاءت في إطار "التحضير" لعودته إلى لبنان في شهر أيلول المقبل، وبالتالي تأمين فرص نجاح أكبر لمهمّته، من خلال توضيح مواقف الأفرقاء بشكل مكتوب وثابت، للوصول إلى قواسم مشتركة، يمكن أن تشكّل "منطلق" اجتماع العمل الذي سبق أن تحدّث عنه، ودعا إلى "حصره" في المسائل المتعلقة بانتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان.
يعتبر هؤلاء أنّ الظروف التي شهدها البلد في الآونة الأخيرة، بعد زيارة لودريان الثانية إلى بيروت، والتي زادت "التباعد" بين مختلف الأفرقاء، شكّلت بدورها "دافعًا" لتوجيه هذه الرسالة، ولا سيما أنّ هناك من لا يزال رافضًا، أو بالحدّ الأدنى، متحفّظًا على مبدأ الحوار، علمًا أنّ الأسئلة التي طرحها الرجل من المفترض أن ترسم "خارطة طريق" الاجتماع المرتقب، وتثبّت بشكل مكتوب تقارب وجهات النظر، خلافًا للاعتقاد الشائع.
ولعلّ اقتصار الأسئلة على الحديث عن المشاريع، أي برنامج الرئيس المقبل، والصفات والكفاءات، أي المواصفات المطلوبة في شخصه، من دون الحديث عن أسماء، تؤكد هذا المنحى وفق ما يقول العارفون، الذين يشيرون إلى أنّ لودريان تعمّد ذلك للقول إنّه طوى صفحة المبادرة الفرنسية السابقة، وإنّه يتحرك اليوم باسم المجموعة الخماسية بشأن لبنان بكامل أطرافها، وانطلاقًا من بيان الدوحة الشهير.
أسلوب "خاطئ"
لا تبدو هذه "التوضيحات"، إن جاز التعبير، "مقنعة" للكثير من النواب الذين يعتبرون أنّ المشكلة تبقى في "الأسلوب"، وفي الشكل بمعزل عن المضمون، ففكرة توجيه أسئلة إلى النواب، ومطالبتهم بالإجابة الخطّية عليها، وضمن مهلة محدّدة، لا يشبه بأيّ شكل العلاقات بين الدول، بل يبدو أقرب إلى طريقة "مدرسية"، وإلى "امتحان"، وكأنّ النواب "قيد الاختبار"، لضمان "التأهّل" للمشاركة في اجتماع العمل.
وإذا كان عدد من النواب عبّروا رغم ذلك، عن "مقاربتهم الإيجابية"، باعتبار أن "لا بديل" عن التجاوب مع الطرح الفرنسيّ، ولو أنّ بعض هؤلاء لم يُخفِ شعوره بـ"الاستفزاز" من أسلوب الرسالة، فإنّ نوابًا آخرين، ولا سيما في قوى المعارضة، ذهبوا بعيدًا في اعتراضهم، باعتبار أنّ الرسالة تشكّل "إهانة دبلوماسية غير مسبوقة"، وفق هؤلاء، مع كل التقدير للجهود التي يبذلها لودريان في سبيل تقريب وجهات النظر.
يبقى "الأخطر" من كلّ ذلك ما باتت بعض قوى المعارضة "تجاهر به" صراحةً لجهة رفضها فكرة الحوار، أيًا كان شكله، مع "حزب الله" وحلفائه، في ظلّ السلاح، بل المطالبة بـ"عقوبات" يقول العارفون إنّ من شأنها "تعقيد" المشهد، لا "تيسيره"، وهو ما يخشى العارفون أن تكون نتيجته العمليّة، "إفراغ" مهمّة الوسيط الفرنسي من مضمونها، قبل وصول الرجل، وبالتالي إسقاط "فسحة الأمل" الوحيدة لإنهاء الفراغ.
قد يكون في رسالة لودريان ما "يستفزّ" النواب فعلاً، الذين شعروا أنّهم عادوا إلى مقاعد المدرسة، حيث يخضعون لـ"الاختبار". لكنّ الأكيد أنّ في أدائهم ما يفترض أن "يستفزّهم" أكثر، هم الذين يقتربون من "الاحتفال" بمرور عام كامل على فراغ رئاسي يعجزون عن ملئه، رغم أنّ هذا الفراغ يتمدّد أكثر فأكثر ويهدّد كلّ المؤسسات، بل إنّ بعضهم "يفاخر" بإغلاق أبواب الحوار والتفاهم، الكفيلة وحدها بإحداث "الخرق"! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
"حصاد 2024".. أبرز الفنانين الذين فقدناهم وأثروا الساحة الفنية بأعمالهم الخالدة
شهد عام 2024 خسارة مؤلمة لعدد من أبرز نجوم الفن في مصر والوطن العربي، الذين شكلوا جزءًا هامًا من ذاكرة السينما والمسرح والتلفزيون، رحيل هؤلاء الفنانين ترك فراغًا كبيرًا في الوسط الفني، وأحزن جماهيرهم الذين أحبوا أعمالهم وتعلقوا بإبداعهم.
في هذا التقرير، نستعرض أبرز الفنانين الراحلين خلال هذا العام، وأهم أعمالهم التي بقيت خالدة في ذاكرة المشاهدين.
نبيل الحلفاوي: رحيل نجم الأدوار المؤثرةتاريخ الوفاة: ديسمبر 2024تفاصيل الرحيل: توفي الفنان نبيل الحلفاوي بعد وعكة صحية مفاجئة أدخلته المستشفى لعدة أيام.أهم أعماله: يُعد الحلفاوي من أبرز نجوم الشاشة المصرية. بدأ مسيرته الفنية على خشبة المسرح، وحقق نجاحًا لافتًا في الأعمال التلفزيونية مثل "محمد رسول الله"، وترك بصمة قوية في السينما والمسرح بأدواره المميزة.ما قاله عنه النجوم: نعاه العديد من الفنانين بكلمات مؤثرة، مثل محمد صلاح، وأيتن عامر، وريهام عبد الغفور، الذين أكدوا جميعًا أن رحيله خسارة كبيرة للفن المصري.سيد الفيومي: حضور بارز في الكوميديا والدراماتاريخ الوفاة: ديسمبر 2024تفاصيل الوفاة: توفي الفنان سيد الفيومي بعد صراع مع المرض، تاركًا إرثًا من الأعمال المتنوعة بين الكوميديا والدراما.أهم أعماله: شارك في مسلسلات مثل "الخواجة عبدالقادر"، و"راجل وست ستات"، وأفلام مثل "جاءنا البيان التالي"، و"رشة جريئة".ما يميزه: قدرته على أداء أدوار متنوعة ببراعة، من الكوميديا الخفيفة إلى الأدوار الدرامية المؤثرة.حسن يوسف: نصف قرن من العطاء الفنيتاريخ الوفاة: أكتوبر 2024تفاصيل الرحيل: توفي عن عمر يناهز 90 عامًا، بعد رحلة طويلة من العطاء الفني الذي امتد لأكثر من خمسين عامًا.أهم أعماله: قدم أعمالًا خالدة مثل فيلم "أنا حرة"، ومسلسل "ليالي الحلمية"، ويُعتبر من رواد السينما والتلفزيون في مصر.إنجازاته: عُرف بحرفيته العالية وقدرته على أداء الشخصيات المركبة التي تجمع بين البساطة والعمق.
مصطفى فهمي: الفنان الأرستقراطي متعدد المواهبتاريخ الوفاة: أكتوبر 2024تفاصيل الوفاة: توفي بعد معاناة مع ورم سرطاني في المخ.أهم أعماله: قدم العديد من الأفلام والمسلسلات التي جمعت بين الدراما والكوميديا، ويُعتبر من أهم أعمدة السينما المصرية في القرن العشرين.تراثه الفني: ينتمي لأسرة عريقة في السياسة والثقافة، مما انعكس على أدواره التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة.
شريفة ماهر: سيدة الأدوار القويةتاريخ الوفاة: أكتوبر 2024تفاصيل الرحيل: توفيت عن عمر يناهز 92 عامًا.أهم أعمالها: شاركت في أفلام شهيرة مثل "قصر الشوق"، و"عذراء وثلاثة رجال"، و"الحياة حلوة".ما يميزها: أداؤها للأدوار القوية والمتسلطة جعلها واحدة من أيقونات السينما المصرية الكلاسيكية.
صلاح السعدني: عمدة الدراما المصريةتاريخ الوفاة: أبريل 2024تفاصيل الوفاة: توفي عن عمر يناهز 81 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالأعمال الدرامية.أهم أعماله: اشتهر بدوره في مسلسل "ليالي الحلمية" بشخصية العمدة سليمان غانم، وقدم العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية المميزة.أثره الفني: يُعد واحدًا من أعمدة الدراما المصرية بفضل عمق أدواره وحضوره المميز.حلمي بكر: موسيقار الأجيالتاريخ الوفاة: مارس 2024تفاصيل الرحيل: توفي بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 86 عامًا.أهم إنجازاته: يُعتبر أحد أعظم الملحنين في تاريخ الموسيقى العربية، وله أعمال خالدة مع كبار المطربين مثل أم كلثوم وعبدالحليم حافظ.تراثه: ألّف مئات الأغاني التي ساهمت في تشكيل وجدان الموسيقى العربية.أسماء أخرى خلدها العامجميل برسوم: توفي في مارس 2024، واشتهر بأدواره الثانوية المميزة في التلفزيون والمسرح.محمد نصر: غادر عالمنا في يوليو 2024 بعد مسيرة تضمنت أفلامًا مثل "الممر" ومسلسل "خيط حرير".ناهد رشدي: توفيت في سبتمبر 2024 بعد صراع مع مرض السرطان، وتُعد من أبرز نجمات الدراما المصرية.تامر ضيائي: رحل في يوليو 2024، وكان له دور مؤثر في أعمال مثل "أبوالعروسة" و"عملة نادرة".أثر رحيل هؤلاء النجوم على الساحة الفنية
فقدان هذا العدد الكبير من النجوم ترك أثرًا كبيرًا في الوسط الفني العربي. هؤلاء الفنانون لم يكونوا مجرد أسماء بارزة، بل كانوا جزءًا لا يتجزأ من تاريخ السينما والتلفزيون والمسرح في مصر والوطن العربي.
وستظل أعمالهم خالدة في ذاكرة المشاهدين، تُذكرنا دائمًا بأهمية الإبداع والموهبة في صناعة الفن.