بعد وقف إطلاق النار.. ما حجم الأضرار الإنسانية والصحية في قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
كشفت الإحصائيات عن الأضرار التي لحقت بقطاع غزة، خاصة في القطاع الصحي الذي يعد قطاعًا حيويًا يحافظ على ما تبقى من الفلسطينيين الأحياء في قطاع غزة، الذي دمرت إسرائيل أغلبه خلال أكثر من سنة وثلاثة أشهر، وهي مدة الحرب بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
مستويات كارثيةوتشير الأرقام إلى أن 495 ألف شخص واجهوا مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، ويتوقع أن 50 ألفًا سيحتاجون إلى علاج من سوء التغذية الحادة.
وفي الوقت نفسه، توجد 160 ألف امرأة حامل ومرضعة بحاجة إلى التغذية ومكملات المغذيات الدقيقة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
أزمات في المياهويحتاج نحو 1.9 مليون شخص إلى مأوى طارئ ومستلزمات منزلية أساسية، فيما يحصل 1.4 مليون شخص على كمية أقل من الموصى بها، وهي 6 لترات من الماء للشخص الواحد يوميًا للشرب والطهي، بحسب البيانات الصادرة من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في 31 ديسمبر 2024.
تضرر البنية التحتيةوتضرر أكثر من 60% من المباني السكنية في قطاع غزة، فيما تضرر أكثر من 80% من المرافق التجارية. كما تضررت 68% من إجمالي شبكة الطرق في قطاع غزة، وتضررت 43% من مراكز الرعاية الصحية الأولية. بالإضافة إلى ذلك، يوجد 493 مبنى مدرسي بحاجة إلى إعادة بناء كاملة أو إعادة تأهيل كبرى، بحسب بيانات البنك الدولي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة الجيش الإسرائيلي خسائر غزة فی قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
ترامب ومائة يوم في الحكم
مائة يوم مرّت على تسلّم دونالد ترامب مقاليد رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كشفت هذه الأيام، ولو جزئيا، ولو أوليّا، ما يمكن أن يُنجزه ترامب خلال أربع السنوات لإدارته الراهنة. فقد تكشفت بأن تهديداته، وما يلوّح به من تغيير، لم يقم على دراسة استراتيجية، أو خطط مدروسة معدّة للتنفيذ.
فهو يعتمد على نمط من الحرب النفسية، أو إخافة من يتوجّه إليهم، في تحقيق ما يطلبه منهم، فإذا قوبل برفض ومعارضة، أو واجه مقاومة مبطنة بالمساومة، فلا حرج عنده من التراجع، أو التقدّم بطلبات أخرى. فهذا ما حدث له، مثلا، مع عدد من الدول الحليفة لأمريكا، أو غير الحليفة، وهو يعالج رفع الرسوم الجمركية. وقد تراجع متخذا قرارا لتنفيذ وعده بعد تسعين يوما، طبعا قابلة للتمديد، بل هي قابلة أيضا للتراجع بعد مفاوضات.
الأمر يكشف، مع مرور مائة اليوم على عهد ترامب، ما وصله من انسلاخ عن الواقع وقوانينه، وموازين قواه. وذلك ابتداء من مطالبته بضم كندا إلى الاتحاد الأمريكي، فتصبح الولاية الواحدة والخمسين، مرورا برفع الجمارك الأمريكية على كل دول العالم تقريبا، وانتهاء بالحرب الإبادية الإجرامية، التي تُشنّ ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
وهذا ما حدث له بالنسبة إلى مطالباته من كندا والمكسيك وبنما، أو ما سيحدث له في مطالبته بإعفاء السفن الأمريكية من الرسوم لعبور قناة السويس. بل يمكن اعتبار تخليه عما فرضه على نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مثلا آخر على تردّده، أو في الأصح على عدم ثباته على الموقف، وتحويل ما حققه من نجاح إلى فشل، وذلك عندما عاد ليعطي الضوء الأخضر لنتنياهو الذي أطلق العنان لحرب إبادة ثانية، كانت نتيجتها عزلة عالمية، إذ لم تؤيدّهما دولة واحدة في العالم.
وبهذا عاد ترامب إلى سياسة متردّدة مرتبكة، بين المضيّ في تغطية سياسة نتنياهو الخرقاء الفاشلة من جهة، وبين الضغط مرّة أخرى لوقف إطلاق النار، لكن بازدواجية راحت تراوح بين المفاوضات واستمرار الحرب.
ترامب وطاقمه التنفيذي منحازون تماما للكيان الصهيوني، وقد وصل التطرّف بهم إلى المطالبة بترحيل فلسطينيي غزة، ودعك من المزحة السخيفة المتعلقة بتحويلها إلى "ريفييرا". ثم أضف التناقض الصارخ في نهج ترامب وإدارته للسياسة أو الحرب، عندما يصرّ على ضرورة إطلاق الأسرى جميعا، وهو الأمر الذي لا يتحقق إلّا بوقف إطلاق النار، ضمن الشروط التي تقبل بها المقاومة.
وهذا الأمر يكشف، مع مرور مائة اليوم على عهد ترامب، ما وصله من انسلاخ عن الواقع وقوانينه، وموازين قواه. وذلك ابتداء من مطالبته بضم كندا إلى الاتحاد الأمريكي، فتصبح الولاية الواحدة والخمسين، مرورا برفع الجمارك الأمريكية على كل دول العالم تقريبا، وانتهاء بالحرب الإبادية الإجرامية، التي تُشنّ ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
من هنا يحق توقع التقلّب والتذبذب والفشل لترامب على مستوى عام، كما على المستوى الفلسطيني، ولا سيما إذا لم يحسم في وضع حدّ لنتنياهو المأزوم، والآخذ بأمريكا والغرب إلى العار، وتغطية جرائم الإبادة.