عمرو الورداني: الطبقية الدينية تُفسد قيم المجتمع وتعزز الاستعلاء بالإيمان
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
حذر الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من مشكلة الطبقية الدينية التي باتت تهيمن على بعض الأوساط المجتمعية، مشيرًا إلى أنها تؤدي إلى خلل في العلاقات بين الأفراد وتخلق نوعًا من الاستعلاء الديني.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريح له: "الاستعلاء هنا ليس على أساس العلم، بل على أساس التدين، فهناك من يستخدم الدين كمبرر للسيطرة على الآخرين أو الحكم عليهم بشكل قسري".
وأوضح كيف يمكن أن تبدأ الطبقية الدينية في البيئة الأسرية، حيث يُفاجأ الوالدان عندما يصبح الابن المتدين في مكانة أعلى ويبدأ في توجيه الأوامر لوالديه، وفي البداية قد يفرح الأهل بتدين ابنهم ويمنحونه سلطة على الأسرة، لكن ما يحدث لاحقًا هو تحول هذه السلطة إلى نوع من القضاء على سلوك الأب والأم، حيث يبدأ الابن في توجيه النصائح والإرشادات، بل وقد يفرض نفسه كقائد للأسرة.
وأضاف: "هذه الطبقية تؤدي إلى تدخل الابن في تربية أخواته أو في تصرفات والديه، بحيث يرى نفسه مسؤولًا عن رعاية الجميع، بما فيهم والداه، في بعض الأحيان، قد يصل إلى مرحلة يفرض فيها قيودًا على تصرفات والديه، ويعتقد أن ذلك هو الطريق الوحيد للطاعة لله".
وأشار إلى أن هذا النوع من التفكير يؤدي إلى خلل في العلاقات الأسرية وقد يتسبب في توتر بين الزوجين، حيث قد يشعر أحد الزوجين بأن الآخر يمارس نوعًا من الاستعلاء الديني على حسابه، وعلى سبيل المثال، الزوجة قد تشعر بأن زوجها ينظر إليها بعين الاحتقار بسبب طريقة تعبيرها عن تدينها، رغم أنها قد تكون بالفعل تقترب من الله في طاعتها.
وأكد أن ما يُسمى "عزة الإسلام" في هذه الحالات ليس سوى نوع من التفاخر والتكبر الشخصي، موضحًا: "عزة الإسلام لا تتحقق من خلال الاستعلاء على الآخرين أو فرض الرأي بالقوة، العزة الحقيقية تأتي من الأخلاق، وهي ما يجب أن يُظهره المسلم في تعامله مع الآخرين".
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليُتمم مكارم الأخلاق، قائلًا: "عندما نقول عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه 'على خلق عظيم'، فهذا يعني أن العلو الذي تحدث عنه هو تجاوز السفساف والتمسك بالقيم الأخلاقية الرفيعة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المجتمع عمرو الورداني المزيد
إقرأ أيضاً:
نائب: مصر تقود جهود إنهاء حرب غزة وتعزز دورها كلاعب رئيسي في عملية السلام
أكد النائب أحمد سمير زكريا، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس الشيوخ، أن مصر تواصل دورها المحوري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن القاهرة أثبتت مجددًا أنها ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة ولاعب رئيسي في عملية السلام.
وأوضح أحمد سمير زكريا، في بيان له، أن مصر استضافت جولات مكثفة من المحادثات مع الأطراف المعنية، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيراً إلى أن القيادة المصرية تعمل بلا كلل لتقريب وجهات النظر وضمان وقف فوري لإطلاق النار، بما يخفف من معاناة الشعب الفلسطيني ويحفظ أرواح المدنيين.
وأضاف أن مصر تسعى لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، حيث تجري اتصالات دبلوماسية مكثفة مع القوى الإقليمية والدولية لضمان الالتزام بالتهدئة وتجنب تصعيد جديد، مؤكداً أن هذا التحرك يعكس التزام مصر التاريخي بدعم القضية الفلسطينية وحرصها على تحقيق السلام الشامل والعادل.
وأشار النائب إلى أن الجهود المصرية ليست مقتصرة على الجانب السياسي فقط، بل تشمل أيضًا تقديم الدعم الإنساني العاجل لسكان غزة من خلال استعداد مصر لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، حيث تسعى القاهرة لتوحيد الجهود الدولية من أجل إعادة بناء ما دمرته الحرب، وتحسين الظروف المعيشية لسكان القطاع، وهذه الخطوة تأتي استكمالاً للدور المصري التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني، سواء من خلال المساعدات الإنسانية أو المبادرات التنموية.
وشدد على أن هذه الجهود تؤكد عمق العلاقات الأخوية بين مصر وفلسطين، وتبرز الدور الإنساني للقاهرة في أوقات الأزمات، معربًا عن أمله في أن تسفر هذه التحركات عن تحقيق السلام ووقف معاناة الأبرياء في قطاع غزة، مضيفا أن مصر صوت الحكمة في إنهاء النزاعات وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وهي بالفعل صانعة السلام وحاضنة القضية الفلسطينية في وجه الأزمات.
وأكد على أن مصر ستظل الحامي والمدافع عن القضية الفلسطينية، مشددًا على أهمية استمرار الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق السلام وإعادة الإعمار وضمان حياة كريمة للشعب الفلسطيني.