لا تزال القضية الفلسطينية تمثل واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في العصر الحديث، مع تاريخ طويل من الصمود والنضال في وجه الاحتلال والاعتداءات المستمرة. 

في 7 أكتوبر، دخل الشعب الفلسطيني فصلًا جديدًا من الألم والمعاناة مع اندلاع موجة عنف غير مسبوقة، أدت إلى كارثة إنسانية خلفت وراءها عشرات الآلاف من الشهداء وبلغ عدد المصابين أكثر من ١٠٠ ألف مع تشريد وتهجير عشرات الآلاف الآخرين وتدمير عشرات الآلاف من المنازل والمدارس والمستشفيات والبنية التحتيه في قطاع غزة.

اليوم الأول: تصعيد وعنف مكثف

لم يكن التصعيد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي مجرد قصف عشوائي، بل كان ممنهجًا، مستهدفًا المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء، استيقظ العالم على مشاهد الدمار والموت، بينما كانت التحذيرات من كارثة إنسانية تتصاعد.

الجوع والحصار: فصل جديد من الألم

مع استمرار القصف اليومي، فرض حصار خانق على قطاع غزة، مما جعل الوضع أكثر مأساوية، حيث تم إغلاق المعابر الحدودية، ومنع دخول الإمدادات الغذائية والطبية داخل القطاع، تحولت الحياة إلى صراع يومي من أجل البقاء.

أزمة الغذاء والماء

بسبب الحصار، توقفت الإمدادات الغذائية، وأصبحت المياه الصالحة للشرب شحيحة، آلاف العائلات عاشت على وجبات بسيطة من الخبز والماء غير النقي، بينما كان الأطفال يعانون من سوء التغذية بشكل متزايد.

الأزمة الصحية

المستشفيات التي تعرضت للقصف كانت تعمل فوق طاقتها الاستيعابية، الأطباء عملوا في ظروف قاسية، مع نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية.

 شهدت الأسابيع الأولى للعدوان وفاة العشرات؛ بسبب عدم القدرة على تقديم الرعاية اللازمة.

دمار لا ينتهي: استهداف البنية التحتية

إلى جانب الضحايا البشرية، تعرضت البنية التحتية في غزة والضفة الغربية لدمار هائل. المنازل، المدارس، المساجد، وحتى مراكز الأمم المتحدة لم تسلم من القصف. 

قدرت التقارير الدولية أن حوالي 70% من البنية التحتية في القطاع تعرضت لأضرار بالغة.

مع هذا الدمار، وجد الآلاف أنفسهم بلا مأوى. العائلات التي فقدت منازلها لجأت إلى المدارس والمباني الحكومية، التي بالكاد وفرت الحد الأدنى من المأوى.

الصمود الفلسطيني: صورة إنسانية ملهمة

رغم القصف والجوع والدمار، لم يتوقف الشعب الفلسطيني عن إظهار صمود مذهل داخل القطاع، ظهرت مبادرات شعبية لدعم المتضررين، حيث تقاسم السكان ما لديهم من موارد قليلة.

جهود الإنقاذ

في خضم القصف، نظم الشباب الفلسطيني فرق إنقاذ تطوعية لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، المشاهد كانت تعكس عمق الإنسانية والتضامن داخل المجتمع الفلسطيني.

المرأة الفلسطينية في المشهد:د

لعبت النساء دورًا كبيرًا في هذه الأزمة، من خلال دعم أسرهن وتحمل مسؤولية رعاية الأطفال وسط الظروف القاسية.

الموقف الدولي: بين الإدانات والدعوات للسلام

على المستوى الدولي، أثار التصعيد اهتمامًا واسعًا، حيث خرجت مظاهرات في عواصم العالم دعماً للشعب الفلسطيني. مع ذلك، انقسمت الحكومات بين داعمة وداعية لضبط النفس.

التحركات الدبلوماسية

ضغطت بعض الدول، مثل مصر وقطر، على الأطراف المتصارعة للوصول إلى اتفاق يوقف التصعيد، ومع ذلك، كانت الجهود الدبلوماسية تعاني من تعنت بعض الأطراف وتأخر المجتمع الدولي في اتخاذ مواقف حاسمة.

اتفاق وقف إطلاق النار: خطوة أولى أم مجرد هدنة؟

بعد أسابيع من المعاناة، أعلنت الأطراف المتصارعة عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. جاء الاتفاق بعد جهود دبلوماسية مكثفة، لكنه لم يعالج الجذور الحقيقية للصراع.

مضمون الاتفاق:

وقف شامل للأعمال العدائية.

فتح المعابر الحدودية للسماح بدخول الإمدادات الإنسانية.

وعود بإعادة الإعمار في المناطق المتضررة.

ردود الفعل الفلسطينية

رغم الترحيب الحذر بالاتفاق، أبدى الكثير من الفلسطينيين قلقهم من أن يكون الاتفاق مجرد هدنة مؤقتة، دون تحقيق أي تغيير حقيقي على الأرض.

 معاناة لم تنتهِ

على الرغم من وقف إطلاق النار، تبقى الجراح الفلسطينية مفتوحة، الدمار الذي خلفته الأسابيع الماضية يحتاج إلى سنوات لإصلاحه، بينما الصدمة النفسية ستظل تؤرق السكان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة والضفة الغربية استمرار القصف مشاهد الدمار فلسطين إسرائيل قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي الأسر غزة مصر المصابين قطر قوات الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية الاحتلال قوات الاحتلال الشعب الفلسطينى القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

حزب الاتحاد يثمن الجهود المصرية في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

ثمن حزب الاتحاد، برئاسة المستشار رضا صقر، الجهود المصرية المضنية في التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني في غزة بجهود الوسطاء، تلك الجهود التي لم تتوقف من السابع من أكتوبر 2023 حتى اللحظة التي أعلن فيها عن الاتفاق بشكل رسمي بعد عمل شاق.

وأكد الحزب - في بيان له اليوم - تقديره لجهود مصر التي انطلقت من ثوابت تاريخية نجحت في التوصل إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والاتفاق على زيادة دخول المساعدات إلى القطاع، معبرا عن تقديره العميق للدور الدبلوماسي القوي الذي لعبته مصر لصالح الشعب الفلسطيني والذي جاء مكملا للدور الإنساني المتواصل حتى اليوم وسيستمر من خلال الإعداد لأكبر مساعدات للقطاع فضلا عن المشاركة في إعادة الإعمار.

من جانبه، توجه المستشار رضا صقر بالتحية للشعب الفلسطيني عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق هدنة ينهي معاناتهم التي امتدت على مدار ما يقرب من 15 شهرا، أودت بحياة عشرات الآلاف من الأبرياء ومئات الآلاف من الجرحى والنازحين، مشيدا - في هذا الصدد- بصمود الشعب الفلسطيني الشقيق حتى دخول الهدنة حيز التنفيذ.


وأعرب "صقر" عن أمله في أن يفتح هذا الاتفاق الباب أمام إقامة الدولة الفلسطينية كحق تاريخي مشروع للفلسطينيين، ولكونه المسار الوحيد الذي يؤدي إلى تهدئة حقيقية في الشرق الأوسط الذي يعاني صراعات أودت بأمنه واستقراره.

مقالات مشابهة

  • برلماني: مصر الداعم الأول للقضية الفلسطينية.. ووقف إطلاق النار يخفف المعاناة عن أهالي غزة
  • الأزهر: دماء الشهداء الزكية خطوة على طريق إقامة الدولة الفلسطينية
  • عبدالسلام: القضية الفلسطينية كانت وستبقى قضيتنا الأولى وصمود غزة أسطورة تاريخية
  • حزب حماة الوطن: جهود مصر رفعت المعاناة عن شعب فلسطين
  • حزب الاتحاد يثمن الجهود المصرية في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار
  • تصعيد صهيوني متواصل على غزة: عشرات الشهداء والجرحى جراء القصف البري والبحري والجوي
  • إهداء من مصر.. توزيع مساعدات غذائية على العائلات الفلسطينية النازحة بمخيمات غزة
  • وكيل الأزهر: ملتقى الكاريكاتير خطوة في مسيرة دعم القضية الفلسطينية
  • حرق هولاكو الحاقد مكتبة بغداد ودار الحكمة، لكن بينما اختفي اثر مدينته تحت الثلوج بقي التاريخ! كما سيبقي السودان