«ديمو» صاحب أول زراعة وجه في العالم يروي لـ«الوطن» كواليس العملية: «غيرت حياتي»
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
كل يوم يستيقظ وقبل أن يبدأ نشاطه المعتاد، ينظر الشاب الأمريكي «جو ديمو» في المرآة، يتمعن في وجهه الذي لم يكن نفس الوجه الذي ولد وعاش به 3 عقود، ويتذكر ليلة 14 يوليو 2018 التي قلبت حياته رأسًا على عقب وجعلته فعليًا شخصًا مختلفًا تمامًا، يرى انعكاس ما يدور في خياله داخل المرآة: سيارته تتدحرج وتنفجر وهو داخلها، ومنها يخرج بوجه مشوه محروق بلا ملامح ولا أعضاء أو حواس، وبدون يدين، ثم يقول لنفسه: «الحياة يمكنها أن تسلب من الإنسان ما لا يتوقعه أبدًا، حتى لو كان وجهه المخلوق به، لكن لا يمكنها سرقة الأمل منه» ويبدأ يومه الجديد.
«جو ديمو» هو أول إنسان في العالم يخضع لعملية زراعة وجه وذراعين، اسم الجراحة وتوصيفها وحده كفيل بإرعاب أي إنسان، بحسب ما يحكي الشاب الأمريكي لـ«الوطن»، لكن قراره باللجوء لها كان حتميًا، أجراها بعد سنتين قضاهما بلا وجه وذراعين، وخضع خلالهما لـ20 جراحة ترميمية لم تعد له ولو جزء من نفسه التي تحطمت داخل السيارة، لكن الآن، وبعد 4 سنوات، صار إنسانًا جديدًا كليًا، ظاهريًا وجوهريًا.
حياة جو الخاصةالآن، «جو» متزوج من امرأة تحبه كثيرًا، ويملك شركة خاصة لتجارة الملابس، لكنه لم يصل إلى هذه الحياة بسهولة، بل بجهد مضني. التعامل مع الألم بعد الجراحة كان صعبًا حقًا، إذ يقول: «كنت أشعر كأن قطط تنهش يدي على مدار الساعة، يحاول الأطباء والممرضات دائمًا مساعدتي في ذلك، لكنهم لم يتمكنوا أبدًا من تخليصي منه تمامًا حتى الآن، ما زلت أعاني ألمًا، لكنني أتعايش معه بالتدليك وحمامات الثلج، لأنه عندما تكون في حمام الثلج، كل ما تفكر فيه هو البرد وليس الألم».
لم يعاني الشاب مضاعفات خطيرة بعد الجراحة، لكن أصعب الأشياء التي يواجهها هي جلسات علاج اليد والتعامل مع آلام الأعصاب والاضطرار إلى ممارسة الرياضة في نفس الوقت، كل هذا لا يزال «جو» يمارسه باستمرار ليزيد من نجاح الجراحة غير العادية التي خضع لها رغم أنه يصفها بأنها «صراع كبير» بالنسبة له.
شكل الحياة بعد الجراحة مختلف تمامًا بالنسبة لـ«جو»، استغنى عن الأشياء العادية التي يحبها مثل الخروج للتنزه أو عمله في السيارات، ورغم التغير الكبير في شكله لا يزال يستمتع دائمًا في المرات القليلة التي يخرج فيها من منزله، يحدق الناس فيه بشكل كبير لكن بغض النظر عن السبب يقول لنفسه دائما «لا تدع ذلك يزعجك ويفسد وقتك الممتع».
أكثر ما يهتم به «جو ديمو» في الوقت الحالي هو تمارينه الرياضية، ليس لديه نشاط يومي ثابت يقوم به باستثناء تمارين «الكارديو» على الدراجة الرياضية، أحيانا يستيقظ مفعم بالحيوية، وأحيانا أخرى شاعرا بألم في يديه، عندها يدلكها لمدة ساعتين ونصف حتى يشعر بتحسن، وكلا الحالتين يتبعهما بتحضير طعامه بنفسه، فهو يحب الطهي كثيرا، على حد قوله، ويتابع عمل شركته الصغيرة من المنزل بمساعدة زوجته.
في مثل حالة «جو ديمو» سهل جدا للقلق والاكتئاب أن يسلكا طريقا سهلا للقلب، لكنه يصف نفسه بأنه صار أكثر صبرًا وتفهمًا لمواقف الناس ولم يشعر بذلك أبدا بل يشعر أنه رجل سعيد، وأهم درس تعلمه من التجربة القاسية هو «البقاء في مسارك الخاص والعمل على نفسك، لأنه في نهاية اليوم لدى الناس حياتهم الخاصة ليعيشوها ولا يمكنهم مساعدتك طوال الوقت، لذا عليك أن تفعل ذلك بنفسك أو تتعلم كيف تعيش بدونهم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: زراعة وجه عملية نادرة زراعة
إقرأ أيضاً:
الاحتباس الحراري والأمطار الغزيرة يهددان زراعة الكاكاو في العالم
تتبدل أحوال الأرض كما لو كانت تئن تحت وطأة تغيراتها، فتتقلب الفصول وتغدو الطبيعة أقل رحمة، في قلب هذه التحولات تقف المحاصيل الزراعية كأولى الضحايا، إذ تواجه ارتفاع درجات الحرارة من ناحية، وتصارع السيول الجارفة من ناحية أخرى، وبين هذا وذاك يبرز الكاكاو ثمرة الأحلام ومصدر الشوكولاتة كأحد المحاصيل الأكثر تأثرا بغضب المناخ.
جاء ذلك وفق ما عرضته قناة «القاهرة الإخبارية» في تقرير تلفزيوني بعنوان «الاحتباس الحراري والأمطار الغزيرة يهددان زراعة الكاكاو حول العالم»، مسلطًا الضوء على تأثر المحاصيل الزراعية بتغيرات المناخ وعلى رأسها الكاكاو.
وفي غرب أفريقيا، حيث تمتد مزارع الكاكاو كبحار خضراء تحت شمس الاستوائية، تسجل الحرارة أرقام قياسية متجاوز حاجز 32 درجة مئوية لأسابيع طويلة، هذا الوهج القاسي لا يترج مجالا لالتقاط الأنفاس، بالتالي يعوق التمثيل الضوئي ويثقل كاهل الأشجار بعطش لا يرتوي وكأن ذلك لا يكفي.