دار الإفتاء توضح حكم صلاة الفريضة على كرسي
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن المشقة التي يباح الترخص بها في ترك القيام في صلاة الفريضة هي المشقة الزائدة عن المعتاد بحيث يترتب عليها زيادة الألم أو تأخُّرُ الشفاءِ أو حصول ما يخشاه الإنسان إن صلى قائمًا أو فقد الخشوع في الصلاة بسببها.
دار الإفتاء تحدد وقت أذكار الصباح والمساء المراد بالأيام البيض وأصل تسميتها بذلك.. الإفتاء تجيب أنواع المشقة عند الفقهاء
وأضافت دار الإفتاء أن الأصل أن يحرص المكلف على القيام بالصلاة تامة الأركان والواجبات والشروط حتى تصح صلاته، فإذا منعه من ذلك عذر أو مشقة فيترخص له حينئذٍ القيام بها على قدر وسعه وطاقته، ومن ذلك ترك ركن القيام في صلاة الفريضة لمن يجد في الصلاة قائمًا مشقة من مرض أو غيره، فعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلاَةِ، فَقَالَ: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» أخرجه البخاري في "الصحيح".
وتابعت دار الإفتاء أن الترخص بالتيسير حين وقوع العذر أو المشقة أصلٌ من الأصول الكلية التي عليها قوام الشريعة، وقد عبر الفقهاء عن ذلك الأصل بجملة من القواعد، والتي منها: "المشقة تجلب التيسير"، و"الحرج مرفوع"، و"ما ضاق على الناس أمره اتسع حكمه"، و"الضرر يُزال" كما في "الأشباه والنظائر" للعلامة السُّبْكِي، و"الأشباه والنظائر" للعلامة ابن نُجَيْم.
وبحسب أقوال الفقهاء يتضح أن المشقة تنقسم إلى نوعين رئيسيين:النوع الأول: المشقة التي لا تنفك عنها العبادة غالبًا لأنها لازمةٌ لها؛ وذلك كمشقة الجوع الملازمة لفريضة الصيام، والجهد البدني والمالي الملازم لفريضة الحج، ولا يُباح بهذه المشقة ترك العبادة أو تخفيفها؛ لكونها ملازمة لطبيعتها ومقصودة من الآمر بها وهو الشارع الحكيم.
النوع الثاني: المشقة التي تنفك عنها العبادة؛ لكونها غير لازمة للقيام بها، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع:
الأول: مشقة عظيمة، وهي التي يُخشَى معها هلاك أو عظيم ضرر، وهذه مما يجب التخفيف بسببها؛ لأن حفظ النفس سبب لمصالح الدين والدنيا.
الثاني: مشقة بسيطة، وهي التي يقوى الإنسان على تحملها دون لحوق ضرر أو أذى به، وهذه المشقة لا توجب تخفيفًا؛ لأن تحصيل العبادة معها أولى من تركها، لشرف العبادة مع خفة هذه المشقة.
الثالث: مشقة متوسطة، وهي التي تقع بين المشقة العظيمة والبسيطة، ويختلف الحكم بالترخُّص في التخفيف بها باختلاف قُربها من المشقة العظيمة أو بُعدها عنها، فكلما اقتربت من المشقة العظيمة أوجبت التخفيف، وكلما ابتعدت عنها اختلف القول بالتخفيف بها وتوقف ذلك على حال المكلف وطاقته.
قال الإمام القَرَافي في "الفروق": [(المشاقُّ قسمان: أحدهما لا تنفك عنه العبادة، كالوضوء، والغسل في البرد، والصوم في النهار الطويل، والمخاطرة بالنفس في الجهاد، ونحو ذلك، فهذا القسم لا يوجب تخفيفًا في العبادة؛ لأنه قُرِّر معها. وثانيهما المشاقُّ التي تنفك العبادة عنها، وهي ثلاثة أنواع: نوع في الرتبة العليا، كالخوف على النفوس والأعضاء والمنافع فيوجب التخفيف؛ لأن حفظ هذه الأمور هو سبب مصالح الدنيا والآخرة، فلو حصَّلنا هذه العبادة لثوابها لذهب أمثال هذه العبادة.
ونوع في المرتبة الدنيا، كأدنى وجع في أصبع، فتحصيل هذه العبادة أولى من درء هذه المشقة؛ لشرف العبادة وخفة هذه المشقة. النوع الثالث مشقة بين هذين النوعين فما قَرُب من العليا أوجب التخفيف، وما قَرُب من الدنيا لم يوجبه، وما توسط يُختَلَف فيه لتجاذب الطرفين له].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء صلاة الفريضة المشقة الصلاة دار الإفتاء هذه المشقة
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. عمرو الورداني: التدين الحقيقى خلق حسن مع الناس وليس مظاهر
أكد د.عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الطبقية الدينية تسببت في شعور الكثير من الناس بأنهم "أراذل" وغير مقبولين في المجتمع بسبب عدم التزامهم بنفس ممارسات الآخرين أو معايير التدين الضيقة التي يضعها البعض.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال استضافته في أحد البرامج الدينية "هذه الطبقية تجعل الناس يشعرون أن الباب مغلق عليهم لأنهم لا يبدون مثل البعض في مظاهر التدين، رغم أنهم قد يكونون قريبين من الله من خلال أعمالهم الطيبة."
وأشار إلى أن مفهوم العبادة يجب أن يكون أوسع وأشمل، موضحًا أن العبادة لا تقتصر فقط على الصلاة والصوم، بل تشمل جميع الأعمال الصالحة، بما في ذلك الابتسامة، والكلمة الطيبة، والسعي على العيال، والعمل الصالح.
وأضاف: "سيدنا سفيان الثوري قال: عليك بجهاد الأبطال، والكسب الحلال، والسعي على العيال، وهذه كلها من أصناف العبادة."
وتابع: "نحن بحاجة لتوسيع مفهوم العبادة في حياتنا اليومية، وأن نتجنب التحيز أو الحكم على الآخرين بناءً على مظهرهم أو درجة تدينهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن العبادات ليست في شكليات الصلاة فقط، بل في كيفية تعاملنا مع الناس وكل ما نقوم به من خير."
وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان دائمًا مثالًا في التعامل مع الجميع باللطف والاحترام، وكان يعامل الجميع سواء كانوا فقراء أو أغنياء، بسطاء أو علماء، بلا تمييز، لافتا إلى أن المؤمن الحقيقي هو من يزداد تواضعًا ويكون محبًا للناس، ولا يجب أن نتصور أن التدين الحقيقي هو في المظاهر، بل في التعامل مع الناس بحب واحترام.