عقد فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالمنيا، ندوة توعوية تثقيفية، بمدرسة علي بن أبي طالب الابتدائية، بعنوان: “خطورة الفكر المتطرف وسبل المواجهة”، تحدث فيها الشيخ جمال عبدالحميد، عضو المنظمة، مؤكدًا أن الإسلام يمنع التعصب بكافة أشكاله، سواء كان تعصبًا دينيا أو عرقيًا.

ندوة لـ”خريجي الأزهر” بنيجيريا حول تجديد الفتوى خطورة التكفير ندوة لـ”خريجي الأزهر” ببنجلاديش

وأشار إلى أن التعصب يؤدي إلى التفرقة والفتن، بينما الإسلام يعزز من الوحدة والتماسك بين أفراد المجتمع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من دعا إلى عصبية“، مما يدل على أن الإسلام يرفض كل أشكال التفرقة العنصرية.

وأوضح أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، قد أمرنا بالاعتدال في كل شيء، فخير الأمور الوسط، حيث إن التطرف والغلو يسيء لصورة الإسلام والمسلمين، ويجعل الإنسان يرتكب الكبائر وهو على يقين بأنه على حق، مثل تكفير الآخرين، والسماح لنفسه ولغيره من المتشددين المغيبين _ لعدم فهمهم لنصوص الدين فهما صحيحا _ باستباحة القتل، والتعدي على الآخرين.

خريجي الأزهر بالمنيا تحذر من خطورة الانحرافات الفكرية

وعلى  صعيد اخر، عقد فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالمنيا، عدة فعاليات بالتعاون مع لجنة صانعي السلام، حول التحذير من خطورة الانحرافات الفكرية، وأهمية الحوار في الإسلام، حيث عقدت ندوة توعية تثقيفية بعنوان: “خطورة الانحراف الفكري”، بمدرسة السادات الإعدادية بنات، تحدث بها الشيخ جمال عبدالحميد، عضو المنظمة، مشددًا على ضرورة نشر ثقافة السلام والتسامح بيننا، ومحاربة الانحرافات السلوكية، والتمسك بالقواعد والأسس التي يجب مراعاتها، حتى تتحقق الطمأنينة، ويسود الود والاحترام بين البشر، ليعم الأمن والأمان في ربوع الوطن العربي، لذلك فيجب علينا جميعاً ان نكون إخوة متماسكين، وألا يفرقنا شيء.

وتحدث الدكتور أحمد عزمي، من مديرية الأوقاف، عضو لجنة صانعي السلام، عضو الفرع، قائلاً: إن السلام يبدأ من التحية، ليعم الأمن والأمان والاستقرار في جميع أنحاء البلاد، موضحًا أن المحبة والسلام يجب علينا جميعًا أن نحافظ عليهم من أي فتنه تنال منهم.

وشدد القس بولس نصيف، ممثل الكنيسة الكاثوليكية، عضو لجنة صانعي السلام، على أهمية التصدي للانحراف الأخلاقي وتطوراته، لأنها من الأخطار التي تهدد أمن وأمان هذا الشعب العظيم، والوطن العربي بأكمله.

وتم عقد ندوة بمدرسة طه حسين الابتدائية، بعنوان: “الانحرافات الفكرية لدى الجماعات المتطرفة”، تحدث فيها الشيخ جمال عبدالحميد، عضو المنظمة، مبينًا خطر الغلو، وذم الشرع للغلو والغالين، وأن عدم الفهم الصحيح للمعاني الدينية، وتوجيهها في غير مسارها، كقضية الزهد، وقضية الجهاد، وقضية الولاء والبراء، وغيرها، ومثله الفهـم الخـاطئ لحقوق أهل الذمة وما لهم وما عليهم، هو السبب في الزج بالشباب في محاضن تربوية غير مؤهلة شرعيًا أو علميًا.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خريجي الأزهر الأزهر المنيا خریجی الأزهر بالمنیا

إقرأ أيضاً:

الفلسفة في مواجهة التطرف

يؤدي التطرف في العالم العربي والإسلامي دورًا محوريًا في صناعة الأحداث السياسية والاجتماعية، ولم يبدأ الأمر في السنوات الأخيرة فحسب، بل كانت له امتداداته التاريخية السابقة. راح ضحيته الكثير من الأبرياء، وفي الجانب المقابل أيضا كان ضحيته الشباب المغرَّر بهم للالتحاق بالجماعات المتطرفة التي تخدم أجندة معينة.

في هذا السياق يأتي الدور المهم -الذي كثيرا ما يتم تجاوزه في العالم العربي- للعلوم الإنسانية، على الرغم من الدور الذي يمكن أن تؤديه في هذه المسألة، إذ إن العلوم الإنسانية قادرة -إذا لم تكن مجرد حشو معلوماتي «لأن رأسا وُضب بكيفية جيدة يبقى أفضل من آخر جد ممتلئ» كما يذكر الدكتور الطاهر سعود- على تحليل الواقع الاجتماعي وما يصاحبه من مشكلات وتقديرها بحيث يتم استباق ضربات المتطرفين بخطوة إذا كان هناك تحليل اجتماعي وواقعي جيد وبناء أكاديمي ومنهجي يتوافق مع العصر ولا يهمّش العلم الإنساني في سبيل إعلاء العلوم التقنية أو الطبيعية بحجة التنمية والتقدم وغيرها.

إن السبيل في تحقيق التقدم والتنمية الحقيقيين هو أن يكون العلمان يسيران بتوازِ مع بعضهما، دون إنقاص من واحد وإعلاء الآخر، لأن ذلك يحتم أن تكون هناك فجوة معينة يجب معالجتها، أما التوازن بين الاثنين وإعطاؤهما حقهما يمنح التطور المعرفي في المجتمع البشري.

واحدة من العلوم الإنسانية -بل أم العلوم كما يصفها ديكارت- المهمة في هذا السياق هي الفلسفة. تربي الفلسفة لدى الدارسين التفكير النقدي الذي يجعلهم يقيسون الأمور بمقياس العقل، وقد تكون النتيجة في المحصلة خاطئة لكنها على الأقل مرت بمرحلة تمحيص وتفكير، ولذا فإن احتمالية إعادة التفكير فيها مرة أخرى وبحثها أكبر من احتمالية بحث فكرة ترسخت في العقل دون نقدها في البداية، ولسنا نُعنى هنا بقياس أهمية الفلسفة لدى الدارس فذاك مبحث آخر بحاجة لزيادة تفصيل، لكن المعني هنا هو الإجابة عن سؤال: كيف يُمكن أن توضع الفلسفة في مواجهة التطرف؟

في مقال لها حول الموضوع، تطرح البروفيسورة أنجي هوبز مسألة التلقين وعلاقتها بصناعة التطرف، لذلك فإن الفلسفة تمنح مرانا عقليا للوصول إلى حالة من التفكير النقدي والتحليل والنظرة الواقعية للأمور، وقد يعترض على هذه المسألة بأن فيلسوفا كبيرا مثل هابرماس على الرغم من نتاجه الفلسفي، إلا أنه وصل إلى نتيجة مساندة إسرائيل، نقول: إن ذلك لا ينفي ما تمنحه الفلسفة من تفكير نقدي وتحليل، لكن لا يعني ذلك أيضا أن تكون موصلة للنتائج الصحيحة دائما، سواء كانت أخلاقية أو معرفية، لأن ذلك يتحدد بمدخلات أخرى متعلقة بالسياسة والسوسيولوجيا وغيرها، لكن في المنظور العام فإن التاريخ والواقع الفلسفي يشيران إلى أنها قادرة على زيادة التفكير النقدي بما يتناسب مع الوضع المعاش. وحتى من الجانب البراجماتي، فإن الحرب التي يعيشها العالم اليوم هي حرب أفكار، وتستخدم فيها أدوات كثيرة للسيطرة على الأفكار والخيال والسلوكيات، بما يتناسب مع أجندة الدول الكبرى وأيديولوجياتها، لذلك فإن وجود الفلسفة وربطها بالمكوّن الثقافي يُمكن أن يطور من آليات الدفاع الفكري عن النفس في مجابهة الأفكار المرسلة أو محاولة السيطرة على العقل دون أن يمر ذلك بعملية نقد أو تمحيص.

لخلق هذه الحالة من التفكير النقدي لدى جيل الشباب لابد أن تكون دراسة الفلسفة مقرونة بالمناهج المدرسية، إذ إن هذه الدراسة قادرة على صنع نوع من المعرفة بالتاريخ الفلسفي أولا ثم معرفة المفاهيم الفلسفية التي تكوّن معرفة بالمعقول بجانب المعرفة التقنية، عليه فإن صنع المناهج الفلسفية في المدارس يُمكن أن يبدأ من الصفوف الإعدادية (من الصف السابع إلى الصف التاسع) ويُمكن أن تكون هذه المرحلة معنية بالتاريخ الفلسفي المبسط على أن تكون بأسلوب ممتع وثري، وليس فقط حشوا معلوماتيا يجعل الطلاب يتهربون من دراستها أو استثقالها. فعلى سبيل المثال، جاءت رواية عالم صوفي لتؤسس مثل هذه المعرفة بطريقة روائية بسيطة وممتعة، تُعرّف القارئ بالتاريخ الفلسفي الغربي خصيصا، وقد أضاف لها الكاتب العماني محمد رضا اللواتي التاريخ الإسلامي أو الشرقي في روايته (البعد الضائع في عالم صوفي)، فيُمكن الاعتماد على مثل هذه الروايات المبسطة لبناء المناهج في هذه الصفوف المتقدمة من أجل دراسة مسلية للتاريخ الفلسفي. أما في المراحل الثانوية، وهو الحال في مناهج معظم الدول التي تعتمد مقرر الفلسفة حتى في دول الخليج، فيُمكن أن تكون المناهج في القسم الأدبي، على أن تكون المناهج مركزةً على النظريات المعاصرة والمفاهيم الفلسفية البسيطة المتعلقة بالتفكير النقدي والعلمي وكذلك بعض الوحدات في المنطق. وجود المنطق في المنهج يضفي بُعدا آخر من تقويم التفكير، إذ أن المنطق بما هو أداة لعصمة الفكر من الوقوع في الخطأ، كما أن النحو يعصم اللسان من الخطأ، يجعل التفكير الفلسفي يقوم على أدوات منطقية قادرة على تقويم الأفكار وتقييمها. وكما أسلفنا فيجب أن يكون هذا التعليم متناسبا مع روح العصر وأدواته في التدريس، فإن المنطق -على السبيل المثال- علم آلة وغالبا ما يكون ثقيلا على النفس، ولعل في هذا يُمكن قياسه بالنحو، فكثير من الطلبة يهرب من دراسة اللغة العربية بسبب ثقل علوم الآلة مثل النحو، لأن طرق التدريس تركز على العلم الحرفي الجامد دون ربطه بالمعاني أو بالصور الكبرى له، لذلك فإن دراسة المنطق يجب أن تربط بالمعاني وبالأمثلة الواقعية المعاصرة كما أنها يجب أن تكون سهلة دون تعمق كبير مثل تعمق الدارسين فيه.

هذه المرحلة من دراسة الفلسفة في المدارس، يجب أن توافقها أيضا دراسة الفلسفة في الجامعات، وقد كان هذا موجودا قبل إغلاق قسم الفلسفة في جامعة السلطان قابوس، لكن بعد أن تم ربط الدراسة في الجامعات بسوق العمل وبما يُمكن للتخصص أن يفيد سوق العمل، تم إغلاقه، وليس هذا هو المفترض في الدراسة الأكاديمية، إذ أن العلم يُتعلم لأجل ذاته لا لأجل استخدامه في الوظائف، وعلى الرغم من ذلك، فإن خدمة الفلسفة في سوق العمل يسيرة، فيُمكن أن تكون المناهج المدرسية خالقة للوظائف للمتخصصين في الفلسفة والمنطق، فضلا عن أن هذا يقود لزيادة التخصصات في الفلسفة، فيُمكن لبعض الدارسين التخصص في تدريس الفلسفة للأطفال (بي فور سي) أو غيرها من التخصصات. كما أن فتح الأقسام في الجامعات يُمكن أن يخلق وظائف أخرى، من معيدين ومحاضرين وأساتذة، في دائرة متكاملة، إضافة إلى إمكانية عمل المتخصصين في الفلسفة في المراكز البحثية سواء الخاصة أو الحكومية، وكل هذا ينصب في عملية البناء والتقدم، ولا يضر بها، بل على العكس، فإنه إذا تم تدريس الفلسفة بالطريقة الصحيحة مع وجود المتخصصين فيها والمهتمين بها، وفي حالة تأديتهم لرسالتهم العلمية، فإن هذا قادر على خلق تطور معرفي في المجتمع يُمكن أن يزيد من تسارع عملية التقدم والبناء.

في الأخير، في الخطاب السامي الأخير لحضرة صاحب الجلالة أكد على «استيعاب طاقات أبنائنا الشباب وفتح آفاق العمل والإبداع أمامهم ووجهنا مؤسسات الدولة المعنية بمراجعة منظومة التشغيل وربطها بالقطاعات الاقتصادية والاجتماعية»، ولذلك فإن من فتح آفاق الإبداع الفكري وربط منظومة التشغيل بالقطاعات الاجتماعية، أن يعود الطلبة لصفوف الفلسفة، بما يمنح الفلسفة فرصة لأن تكون حائطا منيعا-بالإضافة للأسباب الأخرى بالطبع- أمام صناعة التطرف، من خلال أدواتها، وما تشكله في العقل من تفكير نقدي، وتحليل ونظرة واقعية.

مقالات مشابهة

  • "خطورة الشائعات على الأمن القومى" .. ندوة لإعلام طنطا
  • ندوة لـ”خريجي الأزهر” بنيجيريا حول تجديد الفتوى
  • «أوقاف شمال سيناء» تعقد ندوة حول «معايير اختيار الزوجة في الإسلام» بالشيخ زويد
  • «الشائعات وآليات مواجهتها».. ندوة تثقيفية بمجمع إعلام دمياط
  • ندوة تثقيفية في بنها تحذر من مخاطر« الشائعات والحروب النفسية»
  • لترشيد الاستهلاك..ندوة تثقيفية حول الأمن المائي بالمنيا
  • خطورة التكفير ندوة لـ”خريجي الأزهر” ببنجلاديش
  • الفلسفة في مواجهة التطرف
  • صحة الدقهلية تنظم 364 ألف ندوة تثقيفية خلال 2024