جماعة الإخوان تأسست على العنف من أول يوم.. مذبحة «قسم كرداسة» كشفت وجهها القبيح
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
تعد أحداث مذبحة كرداسة واحدة من أبرز الشواهد على جرائم جماعة الإخوان الإرهابية، حيث أُريقت دماء شهداء الشرطة خلال فض اعتصامي «رابعة العدوية» و«النهضة» المسلحين، وقعت هذه المذبحة يوم 14 أغسطس 2013، بالتزامن مع تحرك الجهات الأمنية لفض اعتصامات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى ميداني رابعة والنهضة.
كشفت هذه الأحداث الوجه الإرهابى القبيح لعناصر الإخوان المسلحة، التى اقتحمت مركز شرطة كرداسة، وقتلوا مأمور المركز ونائبه و12 ضابطاً وفرد شرطة، ومثّلوا بجثثهم، فى أبشع جرائم ارتكبت فى حق الإنسانية.
البداية عندما تحرك قيادات الإخوان وأنصارهم من العناصر التكفيرية فى بلدتى ناهيا وكرداسة بمحافظة الجيزة، مستغلين مكبرات الصوت فى المساجد لتحريض الأهالى على الاحتشاد ضد قوات الأمن التى كانت تنفذ قرار فض الاعتصامات فى يوم 14 أغسطس 2013، وبالتزامن مع اشتباكات رابعة العدوية وميدان النهضة تجمع الإرهابيون مستخدمين الدراجات البخارية، ومسلحين بالأسلحة الآلية والمفرقعات وقذائف الـ«آر بى جى».
عند وصولهم إلى مركز شرطة كرداسة، أطلق الإرهابيون القذائف الصاروخية باتجاه المدرعة المكلفة بتأمين المركز، ما أدى إلى تدميرها واستشهاد أفراد الشرطة، وبعدها اقتحموا مركز الشرطة وسرقوا الأسلحة، واعتدوا على عناصر الخدمات الأمنية.
واقتادوا مأمور المركز ونائبه وعدداً من الضباط والجنود إلى ورشة مجاورة، حيث تعرضوا للتعذيب، وجرى تصويرهم لبث الرعب فى نفوس ملايين المصريين التى ملأت الشوارع فى ثورة 30 يونيو، لتظل هذه الجريمة رمزاً للممارسات الإرهابية للجماعة، والتى أثرت بشكل كبير على المشهد الأمنى فى مصر، وجعلت من «كرداسة» مثالاً صارخاً لوحشية الإرهاب الإخوانى.
وجرى إطلاق النار على الرهائن من ضباط وأفراد الشرطة، وقتل 13 منهم، ووصل الأمر بالعناصر الإجرامية إلى التعدى على نائب مأمور المركز بتقطيع شرايين يده وتعذيبه حتى الموت، ليس هذا فحسب، بل جابوا بجثمانه شوارع البلدة مبتهجين، قبل أن يلقوا به فى العراء ويمثّلوا بجثث الضحايا لبث الرعب فى نفوس رجال الشرطة.
لم تدع الدولة المجرمين يهنأون بفعلتهم، حيث أطلقت حملة أمنية مكبرة ألقت القبض على العناصر المتورطة فى أحداث كرداسة، وجرى تقديمهم إلى العدالة، ليقول القضاء كلمته ويكتب فصل النهاية فى واحدة من أبرز المآسى الشاهدة على عنف الجماعة، وجرى إعادة محاكمة 156 متهماً من أصل 188 متهماً بقضية مذبحة كرداسة، وقضت المحكمة بالإعدام شنقاً على 20 متهماً، والمؤبد لـ80 آخرين، والسجن المشدد 15 عاماً لـ35 متهماً، والسجن 10 سنوات لمتهم، وبراءة 21 آخرين متهمين فى القضية.
من جانبه، قال العميد حاتم صابر، المتخصص فى مقاومة الإرهاب والعمليات النفسية، إن أحداث كرداسة تشهد على وحشية الجماعات المتطرفة التى لا تمت بصلة للشرائع السماوية، ولا يعرف منهجها قيماً أو أخلاقاً.
وأوضح «صابر»: «تمت هذه الاقتحامات بعد تخطيط وتجهيز لإحداث انفلات أمنى على أوسع نطاق بتدمير أقسام ومراكز الشرطة، ولكن ما حدث فى هجوم قسم شرطة كرداسة كان الأبشع لأنه تم فيه التمثيل بجثث الضباط وأفراد الأمن والمجندين بالقسم، تحت مرأى ومسمع من العامة والمواطنين»، مشيراً إلى أن العناصر الإرهابية أرادوا إيصال رسالة بأن ما فعلوه برجال الشرطة سيكون مصير كل من يخالفهم الرأى أو لا يرغب فى سطوتهم على الحكم، وهو ما يترجم مقولة أحد قادتهم حين قال: (إما أن نحكم أو الدم).
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جماعة الإخوان الإرهابية الاخوان
إقرأ أيضاً:
لماذا رفض المصريون حكم الإخوان؟.. هيئة الاستعلامات ترصد 11 خطأ لمرسي
كشف تقرير لهيئة الاستعلامات المصرية عن الأسباب التي دفعت المصريين للخروج يوم 30 يونيو لعام 2013، ضد حكم جماعة الإخوان، مشيرا إلى أن الأخطاء التي ارتكبها الرئيس المعزول محمد مرسي، وجماعة الإخوان، خلال حكم البلاد، كانت السبب الرئيسي في إنهاء العلاقة مع الشعب المصري، ما دفع المواطنين للخروج للمطالبة بإنهاء حكمهم.
السياسة الخارجيةفشل محمد مرسي، في فتح آفاق التعاون بين مصر ودول عديدة عقب قيام ثورة 25 يناير 2011، حتى تقزمت علاقات مصر الخارجية في دول تدعم حكم الإخوان، وتراجعت علاقات مصر بدول محورية عديدة خاصة في العالم العربي.
سد النهضة ومياه النيللم تعالج سياسة مرسي أزمة سد النهضة في بدايتها، وكشف لقاءه التلفزيوني الشهير عقب تحويل مجرى النيل الأزرق وتهديد الحاضرين بضرب السد، في افتقاد أسس التعاطي مع الأزمة وإدارة سياسة الحوار، ما تسبب في فجوة كبيرة مع إثيوبيا ودول إفريقيا.
فجوة العلاقة بين أبناء الوطنورسخ حكم مرسي على مدار عام حالة من الاستقطاب السياسي الحاد، وقسم المجتمع بين مؤيد للمشروع الذي يمثله الرئيس وجماعته، دون أن يقدموا دليلا واحدا للثقة في المشروع، ومن يناهضه يصفه بالـ«العلماني».
ولم يقتصر الأمر على ذلك، إذ افتعل العديد من الأزمات الأمنية لتشتيت جهود الأمن، وحدثت وقائع أمنية دعمها الإخوان، أهمها إحياء ذكرى أحداث محمد محمود، وأحداث قلاقل أمنية من آن لآخر بالعديد من المحافظات، خاصة بورسعيد والسويس، وإصدار العديد من القرارات والإعلانات الدستورية التي تسببت في زيادة الضغط الشعبي على الجهاز الأمني بالخروج في مظاهرات عارمة إلى قصر الاتحادية والتحرير.
الإفراج عن سجناء جهاديين من ذوي الفكر المتطرفوشهدت فترة حكم الإخوان الإفراج عن سجناء جهاديين سعوا لتكوين إمارة إسلامية متطرفة في سيناء، تستمد العون من أنفاق التهريب مع قطاع غزة، والتي نفذت عملية إرهابية أدت إلى سقوط 16 شهيدا من الأمن وقت الإفطار في رمضان، وبعد أشهر جرى اختطاف سبعة جنود، قبل أن يفرج عنها بفعل حشود الجيش لتعقب الإرهابيين.
الوقود والخدماتوخلال فترة حكم الإخوان تكررت وبشكل متواصل أزمات البنزين والسولار، وشهدت البلاد انقطاعا للكهرباء بشكل دائم لأول مرة منذ عقود، واستخدمت المنظومة التموينية لأغراض انتخابية.
الثقافة والفنونوسعت جماعة الإخوان لتغيير هوية مصر الثقافية، والعمل على ارتدادها لحساب توجهات رجعية، بدءا من منع عروض الباليه بدار الأوبرا، لإقصاء قيادات الثقافة والفنون والآداب.
الصحافةناصبت جماعة الإخوان الصحافة والإعلام العداء بسبب دورها في كشف ممارساتهم، وتعدت على الصحف والصحفيين، كما سعت بكل قوة لتمكين عناصرها في مؤسسات الدولة الصحفية والإعلامية، وكان ذلك في محاولة واضحة لتأسيس الفكر الإخواني من جهة، وتقليص تأثير الإعلام المعارض من جهة أخرى.
القضاء والحريات العامةافتعل الإخوان أزمات مع القضاه، وجرى إقصاء النائب العام عبد المجيد محمود، ومحاصرة المحكمة الدستورية العليا، من أجل تحجيم دورها.
النقل والمواصلاتوعلى الرغم من تعهده بحل أزمة المواصلات، شهدت فترة حكم مرسي واحدة من أسوأ تلك الحوادث، بمصرع 50 طفلا على مزلقان أسيوط.
الاقتصاد والمالوتراجعت معدلات النمو خلال فترة حكم الإخوان، وزاد الدين العام، وتآكل الاحتياطي النقدي، وشهدت البورصة تراجعا في مؤشر سوق المال، كما تراجع تصنيف مصر الائتماني، وأشارت إحصاءات البنك المركزي إلى ارتفاع الدين العام خلال فترة حكم الإخوان نحو 23.36%، بعدما سجل مستوى 1527.38 مليار جنيه.