بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وشوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان الصديقة، أمس، مسارات التعاون والعمل المشترك بين البلدين، إضافة إلى عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك. 
جاء ذلك خلال استقبال سموه، في قصر الشاطئ في أبوظبي، رئيس أوزبكستان الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الدولة يشارك خلالها في «أسبوع أبوظبي للاستدامة».


واستعرض الجانبان، خلال اللقاء، الفرص الواعدة لتوسيع آفاق التعاون خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إضافة إلى الطاقة المتجددة والبيئة والاستدامة وغيرها من الجوانب التي تخدم رؤى البلدين تجاه تحقيق التنمية والازدهار الاقتصادي المستدام بما يخدم مصالحهما المشتركة ويعود بالخير على شعبيهما.
وتناول اللقاء، أهمية الموضوعات المطروحة على أجندة «أسبوع أبوظبي للاستدامة» في تعزيز الوعي الدولي بقضية الاستدامة، بجانب ما يوفره من منصة عالمية لتبادل الرؤى والخبرات بما يسهم في تعزيز التعاون في مواجهة التحديات العالمية المشتركة وفي مقدمتها التغير المناخي. 
كما استعرض الجانبان، خلال اللقاء، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها، مؤكدين في هذا السياق أهمية دفع جهود المجتمع الدولي لتحقيق الأمان والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم، والذي يعد ركيزة أساسية للتنمية والتقدم وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
وشكر صاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأوزبكي لتلبيته الدعوة إلى المشاركة في «أسبوع أبوظبي للاستدامة»، مؤكداً أن دولة الإمارات تولي اهتماماً بتنمية علاقاتها مع جمهورية أوزبكستان، والتي تقوم على أسس متينة من الثقة والاحترام والمصالح المتبادلة، وتحظى بالعديد من الفرص الواعدة لتطويرها خاصة في مجالات الاستدامة والاقتصاد والاستثمار والتي تشكل رافداً مهماً لازدهار اقتصاد البلدين.
وأشار سموه إلى التعاون المثمر بين الإمارات وأوزبكستان في مجال الطاقة المتجددة والمشروعات والاستثمارات المهمة في هذا المجال، كما أكد سموه حرص الدولة على دعم كل أطر العمل الدولي متعدد الأطراف لمصلحة التنمية والازدهار للجميع. 
وقال سموه عبر منصة «إكس»: «الإمارات حريصة على استثمار كل الفرص المتاحة لتعزيز التعاون مع أوزبكستان ضمن نهجها في بناء الشراكات التنموية التي تحقق مصلحة الجميع وتدعم الاستدامة في العالم وتلبي تطلعات الشعوب نحو التقدم والازدهار».
من جانبه شكر الرئيس الأوزبكي، صاحب السمو رئيس الدولة لحفاوة الاستقبال، مؤكداً حرص بلده على تنويع قاعدة علاقاتها مع دولة الإمارات خاصة الاستثمارية والاقتصادية والتنموية في ظل الرؤية المشتركة للبلدين تجاه تحقيق التنمية المستدامة لشعبيهما.
على صعيد متصل، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وشوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان، أمس الأربعاء، توقيع إعلان بشأن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وقّع إعلان الشراكة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ومن الجانب الأوزبكي بختيار سعيدوف وزير الخارجية. 
كما شهد سموه ورئيس أوزبكستان خلال المراسم التي جرت في قصر الشاطئ بأبوظبي إعلان عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون بين البلدين، شملت مجالات الصناعة، والتكنولوجيا، والدبلوماسية، والثقافة، وحماية وتشجيع الاستثمار، بجانب مجالات المعادن، والمواصفات والمقاييس، والزراعة والأمن الغذائي، والصناعات الدفاعية والأمنية، والعدل.
وتمثل زيارة شوكت ميرضائيف رئيس جمهورية أوزبكستان إلى دولة الإمارات، محطة مهمة في مسار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي شهدت خلال السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً في العديد من المجالات أبرزها التعاون القائم في مجال الطاقة النظيفة والمشاريع المعنية بقطاع الاستدامة. 
واتخذت العلاقات الثنائية بين منحاً تصاعدياً في السنوات الأخيرة وصلت إلى مستوى استراتيجي، وشكلت اللقاءات الثنائية والزيارات الرسمية بين قيادتي ومسؤولي البلدين محركاً إيجابياً لإحراز تقدم في العلاقات. 
4 مليارات دولار
يجري حالياً تنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 4 مليارات دولار بمشاركة كل من مصدر ومبادلة وموانئ دبي العالمية وصندوق أبوظبي للتنمية وشركات إماراتية أخرى. 
وتشتمل قائمة المشاريع التي تربط البلدين في المجال البيئي، على مشاريع للطاقة النظيفة وإدارة النفايات، منها مشروع لتوليد الكهرباء باستخدام النفايات الحرارية في منطقتي بخارى ونافوي بقيمة 200 مليون دولار، ومشروع لبناء محطة طاقة الرياح بقوة 1000 ميجاوات في منطقة نافوي ومشروع لتطوير نظم الإنتاج الزراعي المستدام بقيمة مليون دولار، لإنشاء بنك بذور للنباتات الصحراوية المقاومة للملوحة، وبرنامج بحثي مشترك حول أهداف التنمية المستدامة بين جامعة الإمارات والجامعة الخضراء في أوزبكستان للطلاب من كلا البلدين.
وتهدف هذه المبادرة إلى تدريب جيل جديد من الاختصاصيين القادرين على معالجة القضايا البيئية الملحة والإسهام بشكل كبير في التنمية المستدامة للمنطقة، ونما حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات وجمهورية أوزبكستان بأكثر من 1.5 ضعف خلال السنوات الثلاث الماضية.

الصورة


حجم التجارة
بحسب الإحصائيات، فقد ارتفع إجمالي حجم التجارة غير النفطية بين الإمارات وأوزبكستان بشكل ملحوظ بنسبة 113% من 2018 إلى 2019، حيث وصل إلى 689 مليون دولار في 2019. 
واتفقـــت الإمــــارات وأوزبكستان في مايو الماضي على تنمية الشراكة الاقتصــــادية في قطاعات الاقتصاد الجديد والسياحة وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتكنولوجيا المالية والابتكار والنقــــل والطاقــــة المتجـــددة والخدمات اللوجستية والزراعة والأمن الغـــذائي والبيئة والبنية التحتية، وذلك خـــلال اجتمــــاع الدورة الخامسة للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلديـــن، في العاصمة الأوزبكية طشقـــند. 
وفي سياق متصل، شهد التعاون السياحي تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، إذ بلغ عدد السياح الأوزبكيين الذين زاروا الإمارات أكثر من 65 ألف سائح خلال عام 2023 بنسبة زيادة بلغت حوالي 30% مقارنة بعام 2022. 
وتسعى أوزبكستان وفقاً لإستراتيجية «أوزبكستان الجديدة» إلى تجسيد أهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني، حيث تشهد إصلاحات نشطة في الإطار القانوني والتنظيمي لدعم ريادة الأعمال الخاصة وتهيئة بيئة مواتية لتدفق الاستثمارات الموجهة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. 
وقال ك.ب. تورسونوف، نائب رئيس لجنة مجلس الشيوخ في المجلس الأعلى المعنية بالميزانية والشؤون الاقتصادية في أوزبكستان: إن القدرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة تتوقف إلى حد كبير على توفير التمويل اللازم، مضيفاً: إنه وفقاً للبنك الدولي، فإن حجم الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة يتراوح بين 2 و4 تريليونات دولار سنوياً، أي حوالي 14% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. 
تمويل التنمية
أوضح تورسونوف أنه ووفقاً لتحليل تقييم تمويل التنمية في أوزبكستان، يتطلب تحقيق أهداف التنمية المستدامة الوطنية جذب استثمارات إضافية لا تقل عن 6 مليارات دولار ســـنوياً، مؤكــــداً أنهم يتطلعون إلى رفع نسبة الموارد المخصصة في الميزانية العامة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من 69% فـــي عام 2024 إلى 72% في عام 2025. 
ووقعت حكومتا الإمارات وأوزبكستان في أبريل 2019 اتفاقية للشراكة الاستراتيجية في التحديث الحكومي، تضمنت إطلاق مبادرات ومشاريع مشتركة بالاستفادة من تجربة حكومة دولة الإمارات، في خطوة شكلت امتداداً للعلاقات المتينة المتنامية بين البلدين الصديقين، وحققت الشراكة الاستراتيجية في التحديث الحكومي بين البلدين، على مدى 6 سنوات نجاحاً كبيراً ونتائج متميزة، ضمن 35 محوراً تقريباً. (وام) 

الصورة

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات محمد بن زايد أوزبكستان فيديوهات تحقیق أهداف التنمیة المستدامة جمهوریة أوزبکستان دولة الإمارات بین البلدین رئیس الدولة صاحب السمو بن زاید

إقرأ أيضاً:

منتدى ريادة الأعمال المستدامة يناقش التكنولوجيا ومواجهة تحديات المناخ

أبوظبي: شيخة النقبي
انطلق، الأربعاء، منتدى أبوظبي لريادة الأعمال المستدامة في نسخته التاسعة، تحت شعار: «التعاون من أجل التأثير وتسخير الذكاء الاصطناعي في ممارسات الأعمال المستدامة»، ويستمر المنتدى ليومين بمشاركة أبرز القادة العالميين في مجالات الاستدامة والتكنولوجيا وريادة الأعمال.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة بأبوظبي: «نمرّ بمرحلة محورية تتطلب فيها تحديات المناخ والتنوع البيولوجي إجراءات مبتكرة، حيث إن مياه الخليج العربي، وأنظمتنا البيئية الصحراوية، تتطلب اهتماماً فورياً، وفي أبوظبي، نقود الحلول البيئية القائمة على الذكاء الاصطناعي، وقد غطّى تقييم الموائل الذي أجرته الهيئة باستخدام الذكاء الاصطناعي 11,000 هكتار، محققاً دقة غير مسبوقة وخفضاً في التكاليف بنسبة 90%».
وأضافت: «يُجسّد مشروع NZ1 في مدينة مصدر قوة الذكاء الاصطناعي في مجال البناء المستدام، كونه أول مبنى في أبوظبي يُنتج 102% من احتياجاته السنوية من الطاقة، ويُخفّض استهلاك الطاقة بنسبة 101% مقارنةً بالمعايير الدولية».
وأكدت الدكتورة شيخة الظاهري، أن الرؤى العالمية تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يُضخّ 15.7 تريليون دولار أمريكي في الاقتصاد بحلول عام 2030، مع التركيز على الاستدامة، وبالنسبة لأبوظبي، يُسهم في تحقيق هدف خفض انبعاثات الكربون بنسبة 22% بحلول عام 2027، بما يتماشى مع هدف الإمارات العربية المتحدة «صافي صفر» بحلول عام 2050.
من جهتها قالت هدى الحوقاني مديرة مجموعة أبوظبي للاستدامة: «يعد تسخير الذكاء الاصطناعي في ممارسات الأعمال المستدامة ليس مجرد فرصة؛ بل هو ضرورة ملحة، حيث يعزز هذا المنتدى فرص التعاون والحوار المشترك التي تشكل خارطة طريق لصياغة مستقبل أكثر استدامة».
ويهدف المنتدى إلى توفير منصة للتعاون المثمر وتبادل الخبرات والابتكار، ويتناول هذا العام أهمية التكنولوجيا في مواجهة تحديات تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي من خلال تبني حلول الذكاء الاصطناعي المبتكرة، لتكون عامل تغيير يدعم ممارسات الأعمال المستدامة، حيث تسهم في تمكين الشركات من تحليل مجموعات البيانات الضخمة، وتحسين العمليات، وتطوير حلول ذكية لقضايا الاستدامة المعقدة.
ويجمع المنتدى خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي والاستدامة، لتبادل أفكارهم وخبراتهم عن كيفية إسهام التكنولوجيا في تحقيق أهداف الاستدامة، من خلال الجلسات الحوارية التي تتناول مواضيع كفاءة الطاقة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والحد من النفايات، وسلاسل التوريد المستدامة، والآثار الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز العدالة الاجتماعية، ما يُسهم في تزويد المشاركين بأفكار عملية تساعد على تحفيز الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات المُلِحّة في مجال الاستدامة.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة أسيوط: الفن قوة ناعمة تدعم التنمية وتعزز الهوية
  • خبراء: توظيف الذكاء الاصطناعي لدعم البيئة
  • منتدى ريادة الأعمال المستدامة يناقش التكنولوجيا ومواجهة تحديات المناخ
  • الأردن يثمن العلاقات الاقتصادية مع أمريكا ويتطلع إلى تعزيز فرص جديدة للنمو والازدهار لمصلحة البلدين
  • «مصارف الإمارات»: الامتثال ضمانة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • «ديوا» تدعم نهج الإمارات المستدام في إدارة النفايات
  • ذياب بن محمد بن زايد يستقبل رئيس وزراء مقدونيا الشمالية في واحة الكرامة
  • رئيس جامعة سوهاج: التحول البيئي أولوية وطنية والذكاء الاصطناعي أداة لتحقيق التنمية المستدامة
  • الأمين العام للجامعة العربية: الدول العربية قطعت أشواطًا في مسيرة التنمية المستدامة
  • “السبتي” يؤكد أهمية دور “هيئة تقويم التعليم” في التنمية الوطنية والازدهار الاقتصادي