أصوات متفائلة وأُخرى متشائمة مع قُرب التوصل لاتّفاق بشأن غزة.. كُـلّ الاحتمالات واردةٌ لتعطيله
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
يمانيون../
وسط خضمٍ من الأصوات المتباينة ما بين “التفاؤل والتشاؤم”، وبعد عدة جولاتٍ من المفاوضات، أعلن المتحدّث باسم الخارجية القطرية “ماجد الأنصاري” الوصول إلى المراحل النهائية بشأن الاتّفاق على وقف الحرب في قطاع غزة.
وقال الأنصاري، الثلاثاء: “نحن اليومَ في نقطة هي الأقرب للتوصّل إلى اتّفاق بشأن غزة، نترقّب أن يكون الإعلان عن الاتّفاق قريبًا”، مُضيفًا، “سلّمنا مسوّدات الاتّفاق للطرفين، وتجاوزنا العقبات الرئيسية في الخلافات بينهما بشأنه، والمحادثات جارية الآن بشأن التفاصيل النهائية”، مُشيرًا إلى أنّ الاجتماعات جارية في الدوحة بين أطراف الاتّفاق، وسط ترقّب التحديثات من طرفهم.
وأشَارَ إلى أن هناك تفاصيلَ عالقة بين طرفَي المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، الجزء الأكبر منها يرتبط بالتنفيذ، وقال: “عندما نعلن عن الاتّفاق سيتمّ الإعلان عن بدء تنفيذ وقف إطلاق النار”، مؤكّـدًا أنّ “المحادثات الجارية في الدوحة بشأن غزة مثمرة وإيجابية وتركّز على التفاصيل الأخيرة”.
وأبدى “الأنصاري” تفاؤله؛ لأَنَّ “القضايا العالقة الرئيسية التي كانت تعوق الاتّفاق في السابق تمّت إزالتها”، وشدّد على أن “الوسطاء، قطر ومصر والولايات المتحدة، ملتزمون بكلّ ما يؤدي إلى نجاح اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة، مثمنًا، “جهود إدارتَي بايدن وترامب اللتين عملتا جاهدتين للتوصّل إلى اتّفاق”.
ويأتي هذا الاتّفاق بارقة أمل للقطاع المنكوب، لكنه ما زال يحمل معه مخاوف من تعطله أَو نسفه في أي وقت، خَاصَّة في ظل عدم توقف العمليَّات العسكرية بشكلٍ كامل طوال فترات تنفيذ المراحل، ما سيعطي الفرصة لجيش الاحتلال الصهيوني لضرب القطاع وإحداث خسائر، وبالتالي سترد المقاومة بعمليَّاتٍ مضادة ما من شأنه أن يعطل تنفيذ مراحل الاتّفاق.
ثغراتٌ يستغلُّها العدوّ:
في الإطار؛ يكشف خبراء عسكريون عن أهم ما جاء في بنود الاتّفاق، ومدى التزام الكيان بالانسحاب الكامل عند دخوله حيز التنفيذ، إذ إن مسودة الاتّفاق تشمل عدة مراحل تمتد إلى أكثر من 100 يوم، أولها المرحلة الإنسانية، والتي تمتد لـ 42 يومًا، وتشمل تبادلًا للأسرى من النساء وكبار السن من الجانبين، وإدخَال المساعدات الإنسانية مع استمرار العمليَّات العسكرية وعدم توقفها إلا أثناء فترات التبادل، على أن يبدأ التنسيق على تنفيذ بنود المرحلة الثانية في اليوم الـ 16 من المرحلة الأولى.
ويتوقع الخبراء، أن تطلب حكومة المجرم “نتنياهو” الإفراج عن باقي أسراها بالكامل دون انتظار للمرحلة الثالثة، وفقًا للمراحل في مسودة الاتّفاق، حَيثُ لا تلزم “إسرائيل” بالانسحاب بشكلٍ كامل عند دخول الاتّفاق حيز التنفيذ، ولكن سيكون الانسحاب تدريجيًّا وستبقى بعض القوات الصهيونية في المنطقة العازلة على طول المناطق الحدودية شمال وشرق قطاع غزة، كذلك من محوري “نتساريم وفيلادلفيا”، وسيكون الانسحاب مرتبطًا بأيام وقف إطلاق النار.
وفيما تؤكّـدُ وسائلُ إعلام العدوّ، أن “الجيشَ الإسرائيلي” بدأ في تفكيكِ بعض منشآته العسكرية في محور “نتساريم” في إطار “التفاهمات الجارية”، ومن الواضح أن “الحكومة الإسرائيلية تستعدُّ للموافقة على مسودة الاتّفاق تحت الضغوط الأمريكية حتى يكون الرئيس “ترامب” قد أوفى بوعده بإيقاف الحرب عند دخوله البيت الأبيض”، بالرغم من اعتراض بعض الأصوات مثل وزير المالية الصهيوني “سموتريتش” الذي قال: إن “الاتّفاقَ كارثةٌ على الأمن الإسرائيلي”.
يتوقَّعُ الخُبراءُ أن تحتفظَ حكومة الكيان بأوراق مهمة للتفاوض المستقبلي بما في ذلك سيطرتها على مواقع جغرافية وأسرى فلسطينيين لن يتم الإفراج عنهم إلا بعد الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين؛ لكي تعاود عدوانها التدميري بحجّـة القضاء على تهديد المقاومة نهائيًّا.
ويلفت الخبراء إلى أن هناك بعضَ الثغرات التي يمكن لحكومة الكيان أن تَلِجَ منها؛ كون ضرورة استرجاع أجزاء من رفات الأسرى الصهاينة الذين قضوا تحت وطأة القصف الإسرائيلي في أماكنَ متفرقة ستمتد لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة، قد تتعدى المدد الزمنية لمراحل الاتّفاق بالكامل، وعليه ستظل تعربدُ هنا أَو هناك؛ بحُجَّـةِ البحث عن رفات أسراها، أن تعيد التصعيد إلى مربع الصفر.
الغدر الصهيوني وارد:
في السياق، وفي ظل الأحاديث المتزايدة عن إمْكَانية الإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أشار المكتب الإعلامي الحكومي إلى أنه “التجارب السابقة تؤكّـد أن الاحتلال لا يتوانى عن ارتكاب المجازر والجرائم بحق شعبنا الفلسطيني، مستغلًّا هذه الفترة لإلحاق أكبر قدر من الأضرار والخسائر، خَاصَّة في المناطق التي شهدت قصفًا مكثّـفًا وتدميرًا واسعًا”.
وقال في بيانٍ له مساء الثلاثاء: “نوجِّهُ تحذيرًا شديدًا لشعبنا الفلسطيني العظيم في كافةِ أنحاء قطاع غزة من مخاطر الغدر الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، والذي يتبعُ أُسلُـوبًا مبيَّتًا للإيقاع بالمزيد من المجازر والجرائم والأذى والضرر بحق المدنيين الأبرياء وبحق القطاعات المختلفة”، مؤكّـدًا على “ضرورة اليقظة التامة والتحلي بأقصى درجات الحذر في هذه المرحلة الحساسة”.
وشدّد على “ضرورة الحذر أثناء التنقّل بين المناطق والمحافظات وأماكن النزوح وأخذ المعلومات والإعلانات ومواعيدها من مصادرها الفلسطينية الرسمية، وتجنب التحَرّك في المناطق المدمّـرة أَو التي تشهد قصفًا مكثّـفًا، خَاصَّة في الساعات التي تلي الإعلانَ عن وقف إطلاق النار، حَيثُ قد يكون الاحتلال قد نصب كمائن أَو تفخيخ بعض الممتلكات لإيقاع المزيد من الجرائم ولزيادة الأضرار”.
كما حذّر “من المنازل المقصوفة والمهدمة، مناشدًا المواطنين الابتعاد عنها، حَيثُ قد تكون هناك انهيارات مفاجئة أَو سقوط لقطع وركام من المباني المقصوفة والمدمّـرة، حَيثُ تشكل تهديدًا مباشرًا على حياتهم”، ومحذّرًا من بقايا الأسلحة التي لم تنفجر، والتي تشكّل خطرًا بالغًا على الحياة.
وطالب البيان المواطنين بالقول: “نُنبهكم إلى ضرورة الحذر في كافة تحَرّكاتكم اليومية، والابتعاد عن التجمعات التي قد تكون هدفًا للاحتلال، أَو الأماكن التي تشهد تحَرّكات غير اعتيادية”، مؤكّـدًا “يجب أن يكونَ المواطنون على وعيٍ تامٍّ بأن الاحتلالَ قد يسعى لاستغلال أية فترة هدوء لتحقيق أهدافه العدوانية”.
المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار قطاع غزة الات فاق ات فاق إلى أن
إقرأ أيضاً:
أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها
الصدقة، من أحبّ وأفضل الأعمال لله- عزّ وجلّ- هي الصدقة على المحتاجين والفقراء؛ لأنّ في إخراجها دليلٌ على صحة إيمان العبد بالله- تعالى-، ويقينه بأنّه هو الرزاق سبحانه.
وحثنا رسول -صلى الله عليه وسلم- على الصدقة، ورَغَّب بها جميع المسلمين حتى النساء.
أفضل الصدقةقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ أَوْ خَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ». متفق عليه، (عن ظهر غنى) معناه أفضل الصدقة ما بقي صاحبها بعدها مستغنيا بما بقي معه.
وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، في منشور له عبر الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: أن من الرحمة، وسلوك الرحمة، وجمال الرحمة، وحلاوة الرحمة أنها تجعل الإنسان يتكلم بالكلم الطيب، والكلمة الطيبة وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها كلمة نامية تزيد من صاحبها، ولا تُنقصه في شيء.
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} لعلهم يفكرون يعني لعلهم يتدبرون ويتأملون {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}".
وتابع: "الكلمة الطيبة هذه صدقة، الكلمة الطيبة هي كشجرة، إذن ففيها النمو، ثابتة بجذورها في الأرض، وفروعها وصلت إلى عنان السماء، ثم إن ثمرتها تُؤكل وينتفع بها هكذا الكلمة الطيبة.
وعن النبي ﷺ كان يقول: «ورُبَّ الكلمة من رضوان الله لا يُلقي أحدكم إليها بالًا يُبنى له بها بيتٌ في الجنة، ورُبَّ كلمة من سخط الله لا يُلقي أحدكم إليها بالًا ... » أو كلمة يسخر بها « ... تهوي بصاحبها سبعين خريفًا في النار»".
واستشهد بما ورد عن عدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «اتقوا النار، ثم أعرض وأشاح بوجهه هكذا، ثم قال: اتقوا النار، ثم أعرض وأشاح، وفعل هذا ثلاثًا حتى ظننا أنه ينظر إليها ... » يعني إلى النار ، قال: «اتقوا النار ولو بشق تمرة شق تمرة ... » شق تمرة يعني نصف تمرة تصدق بها فإن «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار».
وشدد عضو هيئة كبار العلماء على علو منزلة الكلمة الطيبة فقال :"انظر إلى العلو، انظر إلى النقاء، انظر إلى العموم يقول: « ... فمن لم يجد ... » فقير جدا ليس معه نصف التمرة ، هذا الفقير جدًا محروم يعني من الثواب أبدًا « ... فبكلمة طيبة» أخرجه البخاري.
فضل الصدقة للمريضورد عن ما فضل الصدقة للمريض أنه ينبغي على المعافين أن يحمدوا الله على العافية ، ولا يتعرضوا للبلاء ويتقوا أسباب العدوى والمرض وأماكن البلاء، ويهربون من المرض هروبهم من الأسد ، كما ورد في الأثر، كما ينبغي عليهم أن يسألوا الله الصحة والعافية والشفاء، ويتحصنوا بالأذكار والدعاء ، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرشدنا إلى أن الصدقة دواء لكل الأمراض كما أن الدعاء يدفع البلاء، فقد ورد عن عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «دَاوُوا مَرضاكُمْ بِالصَّدقةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ ».
وقد ورد فيه كذلك أن الصدقة تمحو المعاصي والذنوب، التي تعد أحد أسباب المرض والبلاء، كما أن فيها دواء للأمراض البدنية وكذلك أمراض القلب، من ضغينة وغل وحسد وحقد كما أن الصدقة من أسباب انشراح الصدر وطمأنينة القلب، أي أنها تؤثر على الحالة النفسية للمريض، مما يساعده على الشفاء، فضلًا عن أن الصدقة تقي المريض ميتة السوء.