يمانيون../
وسط خضمٍ من الأصوات المتباينة ما بين “التفاؤل والتشاؤم”، وبعد عدة جولاتٍ من المفاوضات، أعلن المتحدّث باسم الخارجية القطرية “ماجد الأنصاري” الوصول إلى المراحل النهائية بشأن الاتّفاق على وقف الحرب في قطاع غزة.

وقال الأنصاري، الثلاثاء: “نحن اليومَ في نقطة هي الأقرب للتوصّل إلى اتّفاق بشأن غزة، نترقّب أن يكون الإعلان عن الاتّفاق قريبًا”، مُضيفًا، “سلّمنا مسوّدات الاتّفاق للطرفين، وتجاوزنا العقبات الرئيسية في الخلافات بينهما بشأنه، والمحادثات جارية الآن بشأن التفاصيل النهائية”، مُشيرًا إلى أنّ الاجتماعات جارية في الدوحة بين أطراف الاتّفاق، وسط ترقّب التحديثات من طرفهم.

وأشَارَ إلى أن هناك تفاصيلَ عالقة بين طرفَي المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، الجزء الأكبر منها يرتبط بالتنفيذ، وقال: “عندما نعلن عن الاتّفاق سيتمّ الإعلان عن بدء تنفيذ وقف إطلاق النار”، مؤكّـدًا أنّ “المحادثات الجارية في الدوحة بشأن غزة مثمرة وإيجابية وتركّز على التفاصيل الأخيرة”.

وأبدى “الأنصاري” تفاؤله؛ لأَنَّ “القضايا العالقة الرئيسية التي كانت تعوق الاتّفاق في السابق تمّت إزالتها”، وشدّد على أن “الوسطاء، قطر ومصر والولايات المتحدة، ملتزمون بكلّ ما يؤدي إلى نجاح اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة، مثمنًا، “جهود إدارتَي بايدن وترامب اللتين عملتا جاهدتين للتوصّل إلى اتّفاق”.

ويأتي هذا الاتّفاق بارقة أمل للقطاع المنكوب، لكنه ما زال يحمل معه مخاوف من تعطله أَو نسفه في أي وقت، خَاصَّة في ظل عدم توقف العمليَّات العسكرية بشكلٍ كامل طوال فترات تنفيذ المراحل، ما سيعطي الفرصة لجيش الاحتلال الصهيوني لضرب القطاع وإحداث خسائر، وبالتالي سترد المقاومة بعمليَّاتٍ مضادة ما من شأنه أن يعطل تنفيذ مراحل الاتّفاق.

ثغراتٌ يستغلُّها العدوّ:

في الإطار؛ يكشف خبراء عسكريون عن أهم ما جاء في بنود الاتّفاق، ومدى التزام الكيان بالانسحاب الكامل عند دخوله حيز التنفيذ، إذ إن مسودة الاتّفاق تشمل عدة مراحل تمتد إلى أكثر من 100 يوم، أولها المرحلة الإنسانية، والتي تمتد لـ 42 يومًا، وتشمل تبادلًا للأسرى من النساء وكبار السن من الجانبين، وإدخَال المساعدات الإنسانية مع استمرار العمليَّات العسكرية وعدم توقفها إلا أثناء فترات التبادل، على أن يبدأ التنسيق على تنفيذ بنود المرحلة الثانية في اليوم الـ 16 من المرحلة الأولى.

ويتوقع الخبراء، أن تطلب حكومة المجرم “نتنياهو” الإفراج عن باقي أسراها بالكامل دون انتظار للمرحلة الثالثة، وفقًا للمراحل في مسودة الاتّفاق، حَيثُ لا تلزم “إسرائيل” بالانسحاب بشكلٍ كامل عند دخول الاتّفاق حيز التنفيذ، ولكن سيكون الانسحاب تدريجيًّا وستبقى بعض القوات الصهيونية في المنطقة العازلة على طول المناطق الحدودية شمال وشرق قطاع غزة، كذلك من محوري “نتساريم وفيلادلفيا”، وسيكون الانسحاب مرتبطًا بأيام وقف إطلاق النار.

وفيما تؤكّـدُ وسائلُ إعلام العدوّ، أن “الجيشَ الإسرائيلي” بدأ في تفكيكِ بعض منشآته العسكرية في محور “نتساريم” في إطار “التفاهمات الجارية”، ومن الواضح أن “الحكومة الإسرائيلية تستعدُّ للموافقة على مسودة الاتّفاق تحت الضغوط الأمريكية حتى يكون الرئيس “ترامب” قد أوفى بوعده بإيقاف الحرب عند دخوله البيت الأبيض”، بالرغم من اعتراض بعض الأصوات مثل وزير المالية الصهيوني “سموتريتش” الذي قال: إن “الاتّفاقَ كارثةٌ على الأمن الإسرائيلي”.

يتوقَّعُ الخُبراءُ أن تحتفظَ حكومة الكيان بأوراق مهمة للتفاوض المستقبلي بما في ذلك سيطرتها على مواقع جغرافية وأسرى فلسطينيين لن يتم الإفراج عنهم إلا بعد الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين؛ لكي تعاود عدوانها التدميري بحجّـة القضاء على تهديد المقاومة نهائيًّا.

ويلفت الخبراء إلى أن هناك بعضَ الثغرات التي يمكن لحكومة الكيان أن تَلِجَ منها؛ كون ضرورة استرجاع أجزاء من رفات الأسرى الصهاينة الذين قضوا تحت وطأة القصف الإسرائيلي في أماكنَ متفرقة ستمتد لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة، قد تتعدى المدد الزمنية لمراحل الاتّفاق بالكامل، وعليه ستظل تعربدُ هنا أَو هناك؛ بحُجَّـةِ البحث عن رفات أسراها، أن تعيد التصعيد إلى مربع الصفر.

الغدر الصهيوني وارد:

في السياق، وفي ظل الأحاديث المتزايدة عن إمْكَانية الإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أشار المكتب الإعلامي الحكومي إلى أنه “التجارب السابقة تؤكّـد أن الاحتلال لا يتوانى عن ارتكاب المجازر والجرائم بحق شعبنا الفلسطيني، مستغلًّا هذه الفترة لإلحاق أكبر قدر من الأضرار والخسائر، خَاصَّة في المناطق التي شهدت قصفًا مكثّـفًا وتدميرًا واسعًا”.

وقال في بيانٍ له مساء الثلاثاء: “نوجِّهُ تحذيرًا شديدًا لشعبنا الفلسطيني العظيم في كافةِ أنحاء قطاع غزة من مخاطر الغدر الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، والذي يتبعُ أُسلُـوبًا مبيَّتًا للإيقاع بالمزيد من المجازر والجرائم والأذى والضرر بحق المدنيين الأبرياء وبحق القطاعات المختلفة”، مؤكّـدًا على “ضرورة اليقظة التامة والتحلي بأقصى درجات الحذر في هذه المرحلة الحساسة”.

وشدّد على “ضرورة الحذر أثناء التنقّل بين المناطق والمحافظات وأماكن النزوح وأخذ المعلومات والإعلانات ومواعيدها من مصادرها الفلسطينية الرسمية، وتجنب التحَرّك في المناطق المدمّـرة أَو التي تشهد قصفًا مكثّـفًا، خَاصَّة في الساعات التي تلي الإعلانَ عن وقف إطلاق النار، حَيثُ قد يكون الاحتلال قد نصب كمائن أَو تفخيخ بعض الممتلكات لإيقاع المزيد من الجرائم ولزيادة الأضرار”.

كما حذّر “من المنازل المقصوفة والمهدمة، مناشدًا المواطنين الابتعاد عنها، حَيثُ قد تكون هناك انهيارات مفاجئة أَو سقوط لقطع وركام من المباني المقصوفة والمدمّـرة، حَيثُ تشكل تهديدًا مباشرًا على حياتهم”، ومحذّرًا من بقايا الأسلحة التي لم تنفجر، والتي تشكّل خطرًا بالغًا على الحياة.

وطالب البيان المواطنين بالقول: “نُنبهكم إلى ضرورة الحذر في كافة تحَرّكاتكم اليومية، والابتعاد عن التجمعات التي قد تكون هدفًا للاحتلال، أَو الأماكن التي تشهد تحَرّكات غير اعتيادية”، مؤكّـدًا “يجب أن يكونَ المواطنون على وعيٍ تامٍّ بأن الاحتلالَ قد يسعى لاستغلال أية فترة هدوء لتحقيق أهدافه العدوانية”.

المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار قطاع غزة الات فاق ات فاق إلى أن

إقرأ أيضاً:

روبيو ولافروف يناقشان الخطوات التالية بشأن أوكرانيا

ناقش وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف هاتفيا أمس السبت "الخطوات التالية" في المباحثات المتعلقة بإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بالتزامن مع مباحثات أوروبية بشأن وقف إطلاق النار والضغط على روسيا.

وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس إن الوزيرين "اتفقا على مواصلة العمل نحو استعادة التواصل بين الولايات المتحدة وروسيا"، لكنها لم تذكر تفاصيل عن موعد الجولة المقبلة من المباحثات الأميركية الروسية التي تستضيفها السعودية.

وعلى الرغم من التوترات الأخيرة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وافقت كييف مبدئيا على وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوما بوساطة أميركية، شريطة أن توقف موسكو هجماتها في شرق أوكرانيا.

مع ذلك، لم يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أي هدنة، بل وضع شروطا تتجاوز ما نص عليه الاتفاق الأميركي مع أوكرانيا.

ويأتي اقتراح وقف إطلاق النار الذي قدمه فريق ترامب في الوقت الذي تشهد فيه روسيا زخما في العديد من مناطق الجبهة في أوكرانيا.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، أكد ترامب رغبته في إنهاء الصراع المستمر منذ 3 سنوات، وحقق تقاربا لافتا مع بوتين.

مسيرة داعمة للاتحاد الأوروبي في العاصمة الإيطالية روما تدعو لردع بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا (الأوروبية) مباحثات أوروبية

وجاءت المباحثات الهاتفية بين وزيري خارجية أميركا والولايات المتحدة أمس بعد قمة افتراضية استضافتها لندن في وقت سابق من اليوم نفسه.

إعلان

وخلال تلك المحادثات، حث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نحو 26 من زملائه من القادة الأوروبيين على "التركيز على كيفية تعزيز أوكرانيا، وحماية أي وقف لإطلاق النار، ومواصلة الضغط على موسكو.

وأعرب ستارمر عن قناعته بأن بوتين سيضطر في النهاية إلى "الجلوس على طاولة المفاوضات". مضيفا أن بوتين "يحاول المماطلة، قائلا إنه يجب إجراء دراسة دقيقة قبل أن يتسنى التوصل إلى وقف لإطلاق النار".

وكان قادة عسكريون من نحو 30 دولة قد اجتمعوا في باريس في 11 مارس/آذار الجاري لمناقشة خطط نشر قوة حفظ سلام في أوكرانيا، وسيجتمعون مجددا الخميس القادم في لندن.

تمنيات ماكرون

من جهته دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس إلى اتخاذ "إجراء موحد" لضمان قبول روسيا لوقف إطلاق النار المقترح.

وقال ماكرون في مقابلة نُشرت مساء أمس مع صحف إقليمية فرنسية: "هذه لحظة حاسمة، فإذا لم تلتزم روسيا بصدق بالسلام، فسيشدد الرئيس ترامب العقوبات والرد، وهذا سيغير الوضع تماما".

وقال في تصريح لوكالة فرانس برس: "يجب على روسيا الرد بوضوح، ويجب أن يكون الضغط واضحا، بالتعاون مع الولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف إطلاق النار هذا".

وأعرب ستارمر وماكرون عن استعدادهما لنشر قوات بريطانية وفرنسية على الأرض في أوكرانيا، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت الدول الأخرى ترغب في فعل الشيء نفسه، في وقت ترفض فيه روسيا فكرة وجود جنود أجانب كقوات حفظ سلام في أوكرانيا.

لكن ماكرون قال أمس "إذا طلبت أوكرانيا من قوات التحالف الوجود على أراضيها، فليس من حق روسيا قبول ذلك أو رفضه".

أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فقالت إنه يتعين على روسيا أن تُظهر "استعدادها لدعم وقف إطلاق نار يؤدي إلى سلام عادل ودائم".

لكن زيلينسكي حذر من أن روسيا تريد تحقيق "موقف أقوى" عسكريا قبل أي وقف لإطلاق النار، بعد أكثر من 3 سنوات من غزوها لأوكرانيا. وقال للصحفيين في كييف: "إنهم يريدون تحسين وضعهم في ساحة المعركة".

إعلان

مقالات مشابهة

  • التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار على الحدود بين سوريا ولبنان
  • ترامب يكشف عن المواضيع التي سيناقشها مع بوتين
  • مباحثات غزة.. وفد إسرائيلي بعد «حماس» في القاهرة لـ مفاوضات مرحلة جديدة
  • حماس: تهديدات "ويتكوف" بشأن اتفاق غزة تعقد الأمور
  • الحية يتوجه إلى الدوحة وويتكوف يعتبر رد حماس غير مقبول
  • محادثات غير مباشرة بين حماس والاحتلال بشأن وقف إطلاق النار في غزة
  • روبيو ولافروف يناقشان الخطوات التالية بشأن أوكرانيا
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
  • حماس تعتبر أن "الكرة في ملعب إسرائيل" بشأن الهدنة في غزة
  • نتنياهو يجري محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة بعد فشل المفاوضات