قال رئيس حركة حماس في غزة وعضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، في كلمة بمناسبة الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إن معركة طوفان الأقصى شكلت منعطفا مهما في تاريخ القضية الفلسطينية ومراحل مقاومة الشعب العظيمة.

وأضاف الحية في كلمته: "نقف بإجلال أمام القادة الشهداء الذين تناثرت أشلاؤهم في هذه المعركة القائد الشهيد إسماعيل هنية أبو العبد والقائد الشهيد يحيى السنوار أبو إبراهيم، والقائد الشهيد صالح العاروري أبو محمد، والإخوة في القيادة السياسية والعسكرية للحركة في القطاع".



وتابع: "نقف بإجلال أمام الشهداء من كل الفصائل المقاومة والمجاهدة لا نستثني منهم أحدا، ونقول لهم ولشعبنا ربح البيع قادتنا وشهداءنا ربح البيع بإذن الله، وإنها لتجارة مع الله لا تبور وإننا سنواصل على درب القادة الشهداء حتى النصر أو الشهادة بإذن الله".

وفيما يلي نص الكلمة:

ما حدث في السابع من أكتوبر من إعجاز وإنجاز عسكري وأمني قامت به نخبة كتائب القسام سيبقى مفخرة لشعبنا ومقاومتنا تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل، وقد أصابت كيان العدو في مقتل، وسيستعيد شعبنا كامل حقوقه، وسيندحر هذا الاحتلال عن أرضنا وقدسنا ومقدساتنا عما قريب بإذن الله تعالى.

إن ما قام به الاحتلال وداعموه من حرب إبادة وحشية، وجرائم نازية، ومعاداة للإنسانية، على مدى 467 يوما سيبقى محفورا في ذاكرة شعبنا والعالم وإلى الأبد، كأبشع إبادة جماعية في العصر الحديث، بكل ما فيها من أصناف الألم والعذاب وألوان المعاناة.

فصول حرب الإبادة ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية والعالم الصامت المتخاذل، ولن ينسى شعبنا كل من شارك في حرب الإبادة، سواء من وفر لها الغطاء السياسي والإعلامي، أو من قدموا آلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات التي أسقطت على رؤوس أهلنا وأبنائنا وبناتنا في قطاع غزة، ونؤكد أن كل هؤلاء المجرمين سيلقون جزاء ما قدموا وفعلوا ولو وبعد حين.

بالرغم مما تعرض له شعبنا من أهوال وشدائد تشيب لها الولدان، فإننا نرفع رؤوسنا بمقاومتنا ونفخر بأبطالنا ومقاومينا، وبشعبنا الصابر، ولن يرى عدونا منا لحظة ضعف ولا انكسار.

نقول باسم الأيتام والأطفال والأرامل وأصحاب البيوت المهدمة وأهالي الشهداء والجرحى والمكلومين، باسم كل الضحايا، باسم كل قطرة دم سالت، وباسم كل دمعة ألم وقهر، نقول باسمهم: لن ننسى ولن نغفر، نعم، لن ننسى ولن نغفر، وليس منا ولا فينا من يفرط بحق كل هذه الآلام والتضحيات.

لقد حاول الاحتلال منذ بدء العدوان تحقيق العديد من الأهداف، أعلن بعضها وأخفى البعض الآخر، فقال صراحة أنه يسعى لإنهاء المقاومة والقضاء على حماس، واستعادة الأسرى بالقوة العسكرية، وتغيير وجه المنطقة، فيما كان هدفه المبطن، تصفية القضية وتدمير القطاع والانتقام من أهله وتهجيرهم، والقضاء على إرادة شعبنا بالحرية، وتدمير كل معاني الأمل، وإنهاء آثار العبور المجيد في السابع من أكتوبر لكن الاحتلال المجرم اصطدم بصلابة شعبنا، وتشبثه بأرضه، ففشل في تحقيق أي من أهدافه السرية أو المعلنة، فقد ثبت شعبنا في أرضه، لم يرحل أو يهاجر، وكان الدرع الحصين لمقاومته.

لقد تمترس مقاومونا أبناء كتائب القسام، أولئك الأبطال الذين أذهلوا العالم أجمع ببطولاتهم وعملياتهم الاستثنائية، واستمروا حتى آخر لحظة من لحظات هذه الحرب، يقاومون بشرف وأخلاق، في الدفاع والهجوم، ونفذوا عمليات نوعية، بجرأة لم ير العالم مثلها، واستبسال قل نظيره، وهم يضعون العبوات ويطلقون القذائف وينصبون الكمائن ويقاتلون من نقطة صفر، ويثخنون في العدو حتى جعلوا آليات الاحتلال توابيت متفحمة.

نحيي كل المقاومين من فصائل المقاومة الأبطال، ونخص منهم أبناء سرايا القدس إخوة الدرب والسلاح في الجهاد الإسلامي، وكانوا نموذجا للمقاتل الفدائي الحر، وباعوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله ومن أجل وطنهم ودفاعا عن شعبهم.

نحن اليوم نثبت أن الاحتلال لم ولن يهزم شعبنا ومقاومته بفضل الله ومعيته، ولم يحقق سوى الخراب والدمار والمجازر بحق شعبنا، ولم يأخذ أسراه إلا باتفاق مع المقاومة بوقف الحرب والعدوان وصفقة تبادل مشرفة.

نقول بثقة ويقين: إن صمود شعبنا وعظيم تضحياته وبسالة مقاومته قد أجهض وأفشل أهداف الاحتلال المعلنة والمستترة من هذه الحرب، ولا زالت إرادة شعبنا حرة أبية نقية، لا تشوبها شائبةٌ من تخاذل أو ضعف، بل بقي عزيزا شامخا حتى آخر لحظة بفضل الله

شعبنا الوفي المعطاء .. إننا ونحن نعلن عن الوصول لاتفاق وقف الحرب والعدوان، نستذكر بكل كلمات الشكر والامتنان، كل من وقف معنا ومع شعبنا ومقاومتنا في اللحظات القاسية.

نخص بالذكر هنا الإخوة في جبهات الإسناد: في لبنان الشقيق، حيث الإخوة في حزب الله الذين قدموا مئات الشهداء من القادة والمجاهدين على طريق القدس، وعلى رأسهم سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله وإخوانه في القيادة.

نستذكر كذلك مساندة الإخوة في الجماعة الإسلامية، وما قدمه الشعب اللبناني من مقاومة وتضحيات كبيرة وصبر عظيم، دفاعا وإسنادا لشعبنا الفلسطيني، وقد أبلوْا بلاء حسنا، وحولوا حياة الاحتلال إلى جحيم وتشريد، في مشهد تضامن وإسناد حقيقي، يجسد أخوة الإسلام والعروبة.

كما نستذكر الإخوة في اليمن أنصار الله -إخوان الصدق- الذين تجاوزوا البعد الجغرافي، وغيروا من معادلة الحرب والمنطقة، وأطلقوا الصواريخ والمسيرات على قلب الاحتلال وحاصروه في البحر الأحمر،

نستذكر أيضا جهد الإخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي دعمت مقاومتنا وشعبنا، وانخرطت في المعركة ودكت قلب الكيان في عمليتيْ الوعد الصادق (1) و(2)، والمقاومة العراقية التي اخترقت كل العوائق، لتساهم في إسناد فلسطين ومقاومتها، ووصلتْ صواريخها ومسيراتها إلى أراضينا المحتلة.

نحيي كذلك أهلنا وشبابنا الثائر في الضفة الغربية وخاصة في مخيم جنين البطولة، وفي القدس والداخل المحتل، وشعبنا في المنافي والشتات، وشعوبنا العربية والإسلامية.

نعبر عن عميق شكرنا وتقديرنا للإخوة الوسطاء الذين بذلوا جهودا مضنية وجولات متعددة من المفاوضات منذ اليوم الأول، للوصول إلى وقف العدوان وحرب الإبادة على شعبنا، ونخص منهم الإخوة في دولة قطر الشقيقة، وجمهورية مصر العربية الشقيقة.

كلمة اسد حماس وقائدها الشيخ الدكتور البطل
المجاهد خليل الحية حول إعلان انتصار المقاومة
في فلسطين واتفاق وقف النار في غزة الصمود#غزة_تنتصر || #غزه_تقاوم_وستنتصر_بأذن_الله
pic.twitter.com/XIJotPyiML — Ali Kanaan (@AlikanaanPhD) January 15, 2025

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة وقف إطلاق النار الاحتلال غزة الاحتلال وقف إطلاق النار المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإخوة فی

إقرأ أيضاً:

بعد ارتكابها جرائم إبادة.. البرهان يؤكد رفض التفاوض مع الدعم السريع

قال رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، اليوم الاثنين، إن علاقات السودان مع الخارج ستبنى على مواقف الدول من الحرب الدائرة في السودان بالوقت الحالي، مؤكدًا على رفض التفاوض مع المتمردين، وفق ما أوردت وسائل إعلام عدة.

أكد البرهان، على رفض الشعب السوداني، للتفاوض مع ميليشيا الدعم السريع، إضافة إلى رفض تواجدها في مستقبل السودان.

وذكر البرهان، أن الحرب الدائرة في السودان لن تتوقف إلا بخروج مليشيا الدعم السريع من الأعيان المدنية وإيقاف دعمها من بعض الدول عسكريا وسياسيا.

واتهم البرهان، الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في حق المواطنين السودانيين خلال الحرب.

وأعلنت القوات المسلحة السودانية سيطرتها على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، وثاني أكبر ولاية في السودان.

مقالات مشابهة

  • خليل الحية: “أنصار الله” غيّروا معادلة الحرب والمنطقة بإسنادهم البطولي لفلسطين
  • 466 يوما من المجازر.. عربي21 ترصد أبرز نتائج العدوان الإسرائيلي على غزة (شاهد)
  • حماس: إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها وقادرون على بناء غزة
  • خليل الحية: طوفان الأقصى كانت منعطفا مهما في تاريخنا والمقاومة لن تتوقف بعدها
  • خليل الحية: “أنصار الله” هم إخوان الصدق الذين غيّروا من معادلة الحرب والمنطقة
  • شاهد / عقب اعلان اتفاق غزة : القيادي خليل الحية .. يشكر اليمن
  • شاهد.. فنان ينحت حجارة غزة ويوثق مآسي الحرب ويحافظ على الذاكرة الوطنية
  • نادي الأسير الفلسطيني: الاحتلال يشن حرب إبادة جماعية بحق شعبنا
  • بعد ارتكابها جرائم إبادة.. البرهان يؤكد رفض التفاوض مع الدعم السريع