يمانيون:
2025-01-15@22:56:04 GMT

رسالةٌ إلى وسائل الإعلام

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

رسالةٌ إلى وسائل الإعلام

إسماعيل سرحان

أيها السادة والرفاق في عالم الإعلام، لو كانت قنواتكم ووسائلكم الإلكترونية قد وُجدت في عصر الأمم الخالية، لكانت الأحداث التاريخية تُروى بحبكةٍ درامية، تشبه إلى حَــدّ بعيد المسلسلات المثيرة.

تصوروا، طوفان نوح العظيم، لو كان لدينا إعلام في ذلك الزمان، لتم تغطيته كحدثٍ طبيعيٍّ خارق، وبعثت تقارير تقول: “ضرب الطوفان قوم نوح، جامعةً بين تقنيات التصوير الحديثة وأحاديث المساء”.

وكأن الله لم يكن له يدٌ في ذلك، بل كانت مُجَـرّد حالة جوية استثنائية. لا داعي لذكر أن أحدًا لم يفكر في العلاقة بين تلك الأمطار الغزيرة وخروج شعوبٍ عن طاعة الحق سبحانه.

ثم تحكي وسائل الإعلام عن ريحٍ عاتيةٍ تحمل معها طوفان العذاب لقوم عاد: “عدد كبير من الضحايا، نأسف لعدم توفر التفاصيل، نستمر بالتغطية!”، وكأن الطيور قد أكلمتها بجائحة، لا جريمة عصيان، ولم يكن هناك عذابٌ يأتي من السماء.

وماذا عن الزلزال الذي دكّ ديار قوم ثمود؟ “نستوضح العوامل الجيولوجية المرافقة، ونلقى اللوم على الزلازل الطبيعية، أيها السادة، لا علاقة لأحد وكأن الأمر طبيعي جدًا!”، وكأن الأرض ليست لله وتسير وفق أمر الله وتدبير الله.

أما مشهدُ هروب موسى وقومه من فرعون، فلا ينتهي الحديثُ عند “موت أحدهم غرقًا!” بل يتطلَّبُ الأمرُ ملحقًا خاصًّا بعنوان “أسباب الفشل في السباحة. ” لقد أضاعت وسائل الإعلام، إن كانت موجودة آنذاك، الفرصة لتوضح لجمهورها أهميّة الطاعة والخضوع. للجبابرة والطغاة.

إن مثل هذه النظرة المبتورة، والتي تفصل ما بين الأحداث وأسبابها، تنذر بخطرٍ عظيم؛ إذ تفقد الجميع حقائق الأمور، وتجعلهم يتعاملون معها كنوع من الكوارث الطقسية غير المبرّرة.

الخطورة الحقيقية تكمن هنا، فهي لا تسمح للناس بالتفكير في التوبة والرجوع، بل تزرع فيهم شعورًا زائفًا بالأمان في المعاصي. تتكرّر الكوارث وكأنها تحولٌ من الطقس، فيما تبقى الأيدي منصوبة نحو السماء، تتساءل: لماذا يحدث ذلك لنا؟

الآن، بعد أن كشفنا نقطة الخلل، دعونا نذكر كلمات العزيز الجبار: {إِنَّ أخذهُ أَلِيمٞ شَدِيدٌ}، ودعونا نتذكر أن الأحداث لا تأتي عبثًا، بل هي رسائل علينا فهمها بعمق.

فلنجعل كُـلّ شاردة وواردة نملكها، علاقة بالله سبحانه، ولنتذكر أن الأحداث ليست مُجَـرّد تقارير تلفزيونية، بل هي دعوات للتوبة، والعودة إلى الطريق المستقيم، ولنا في الآيات المعجزات التي تبين لنا دائمًا “لعلّكم تتفكرون”. والحمد لله على نعمة الفهم وقوة الإيمان.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

رئيس «الأعلى للإعلام» يبحث تعزيز التعاون مع وفد وكالة الأنباء الكويتية

استقبل المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وفد وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، برئاسة محمد المناعي نائب المدير العام للوكالة الكويتية، وذلك بمقر المجلس بماسبيرو.

ضم الوفد الكويتي، عقاب القوبع نائب رئيس التحرير للشئون الدولية، وعادل المسيلم مدير الشئون الإدارية، ومحمد المطيري مدير مكتب (كونا) في القاهرة، وهنوف القصار مديرة المعلومات والاتصال، وماجد السبيعي، مدير التدقيق والمتابعة.

تعزيز التعاون المشترك

وخلال اللقاء تم بحث سبل تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام في البلدين وتبادل وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك، في ظل مظلة تعاون مشتركة بين قائدي البلدين السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

وأعرب المهندس خالد عبدالعزيز عن سعادته باللقاء، مؤكدًا عمق العلاقات والروابط الاخوية التي تجمع الشعبين الشقيقين، موجهًا الدعوة إلى وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشئون الشباب الكويتي عبد الرحمن المطيري، لزيارة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لبحث سبل التعاون الإعلامي.

وأشار محمد المناعي، إلى تطلعه للتعاون مع وسائل الإعلام المصرية بصفة عامة ووكالة أنباء الشرق الأوسط بصفة خاصة خلال الفترة المقبلة، مشيدًا بالتعاون بين مصر والكويت في المجالات كافة.

مقالات مشابهة

  • أبرز الأحداث خلال الحرب في قطاع غزة
  • رئيس «الأعلى للإعلام» يبحث تعزيز التعاون مع وفد وكالة الأنباء الكويتية
  • وسائل إعلام عبرية: نتنياهو أكد إنجاز صفقة تبادل الأسرى
  • انفصال غوارديولا عن زوجته يغذي إحباطه بعد تعادل السيتي
  • الرياضة والإعلام.. تكامل مفقود
  • خدمات متكاملة لدعم 700 إعلامي في تغطية القمة
  • الإعلام الإسرائيلي ينشر تفاصيل جديدة حول صفقة التبادل المرتقبة مع حماس
  • الأعلى للإعلام يواصل جلساته تطوير الإعلام المصري
  • رسالة دكتوراه حديثة: ملء وقت الفراغ يحتل المرتبة الأخيرة بأسباب متابعة الجمهور لوسائل التواصل الاجتماعي وقت الأزمات