يمانيون:
2025-01-15@22:41:41 GMT

ماذا نعمل؟، ماذا يمكن أن نعمل؟

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

ماذا نعمل؟، ماذا يمكن أن نعمل؟

عدنان علي الكبسي

في غزة الجريحة يُقتل الآلاف المؤلفة من الأطفال والنساء بجرائم بشعة ووحشية للغاية، والعدوّ الإسرائيلي يلقي قنابله المدمّـرة والفتاكة على ذلك التجمع أَو ذاك التجمع، فتمزق الكثير من أُولئك المستضعفين من الأطفال والنساء والناس إلى أشلاء، وتتفحَّم جثامين أكثرهم، والبعض قد يصابون بجراحات كبيرة جِـدًّا، والبعض جراحات قاتلة، ولا من مسعف لهم، ولا من منقذ، يتجرعون الموت حتى يفارقوا الحياة ولا من مغيث.

أطفال في غزة لا يزالون يعانون من الجراحات، ودماؤهم تنسكب، وأجسادهم تتلوى من الألم، تذرف دموعهم وهم يصرخون من الأوجاع، وبعضهم يفارق الحياة من أمعائهم الخاوية من أقل الزاد والطعام.

ينام الفلسطينيون في غزة فلا يستيقظون، خائفون لا يأمنون، ويتفرقون فلا يجتمعون، وإن تجمعوا فرقت غارات العدوّ الصهيوني أجسادهم، ومزجت دماءهم، فلا تفرق بين هذا وذاك من تفحّم أجسادهم.

الشعب الفلسطيني يعيش بين مخالب وحوش مفترسة تنهش عظمه ولحمه من كُـلّ جانب، عدو للأُمَّـة يقتلها بدم بارد، وعالم منافق صامت، وأمتها بين راضٍ ومتشفٍ بها، مد جسر الصداقة والمحبة لغدة سرطانية خبيثة بدعمها السخي وجود كرمها ليتمادى أكثر في طغيانه وإجرامه.

وعلماء أمتها تزينت لهم أعمالهم السيئة فهم يعمهون، أخلدوا إلى الأرض واتبعوا أهواءهم، حرصًا على مكانتهم عند سلاطين الجور والذين هم على مرأى ومسمع من العالم عملاء لأعداء الأُمَّــة، فمثلهم كما ذكر الله ذلك في كتابه العزيز كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أَو تتركه يلهث، غواة يعملون على تدجين وإضلال الأُمَّــة، يوظفون العناوين العلمية في العلوم الدينية خدمة لأعداء الأُمَّــة.

شعوب أمتها بكل طوائفها وانتماءاتها وأحزابها تقف متبلدة، جامدة باردة، لا تحسبنهم إلا في عداد الأموات على مستوى الوعي والإدراك، ماتت الضمائر، وتبلدت الأحاسيس وقست القلوب، وتحجرت الأفئدة، فلم يعد يتبقى لديها ولا حتى أحاسيس ومشاعر الإنسانية.

فالبعض قد يقف في حيرة لا يدري أين يذهب؟ وماذا يعمل؟ وما الذي يجب عليه أن يعمله؟ وهذا لا شك أنه من أُولئك الذين استهوتهم الشياطين فهم حيارى، في حيرتهم يتخبطون.

مشهد من تلك الجرائم، مشهد كبير ودامي ومؤلم جِـدًّا، ويتكرّر يوميًّا، وتكرّر بكثير وكثير؛ حتى طال الآلاف من أبناء غزة، وأنت كُـلّ يوم ترى منزلًا مدمّـرا، أَو تجمعًا بشريًّا في سوق، أَو في مسجد، أَو في مستشفى، أَو في مدرسة، أَو في مخيم، يكفي أن تبقى فيك بقايا من إنسانيتك؛ لتتألم، ولتدرك بشاعة ما يفعله أُولئك الطغاة المجرمون بمثل هذه الجرائم التي يرتكبونها كُـلّ يوم، هذا بنفسه كافٍ في أن يكون لك موقف.

أمام هذه الجرائم بعض الناس يقول ماذا نعمل؟، نحن ما باستطاعتنا أن نعمل شيئًا!؛ لأَنَّ البعض ما في ذهنه إلا قضية إن ما عنده صاروخ ودبابات، وأشياء من هذه يقاتل بها!.

الذي يقول ماذا نعمل؟ هذه وحدها تدل على أننا بحاجة إلى أن نعرف الحقائق الكثيرة عما يعمله اليهود وأولياء اليهود وأذنابهم، يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه: (من يقول: [ماذا نعمل؟]. نقول له: ميدان العمل أمامك مفتوحٌ أمام الجميع مفتوح، المطلوب أن تتحَرّك لا أن تتساءل، ميدان العمل فيه ما يكفيك أن تعمل بكل قدراتك وبكل طاقاتك مهما كانت، فكيف تتساءل [ماذا نعمل؟] وكأنه ليس هناك ما يمكن أن نعمله).

اجعل من نفسك عنصرًا فاعلًا متحَرّكًا في تعبئة الأُمَّــة التعبئة الجهادية في كُـلّ المسارات، تحَرّك بصدق مع الله، وثقة قوية بالله، في إطار الثقلين كتاب الله وعترة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).

لا تبرّر لنفسك القعود، ماذا نعمل؟ يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه: (ميادين العمل مفتوحة، تتسع لأن تشمل كُـلّ طاقاتك، طاقاتك المعنوية وطاقاتك المادية، لكن حاول أن تغير من نفسك حتى تصبح إنسانًا فاعلًا قادرًا على تغيير نفسية المجتمع بأكمله نحو الأفضل، نحو الأصلح، نحو العزة، نحو الشرف، نحو الاهتداء بهدي الله، نحو طريق الجنة طريق رضوان الله سبحانه وتعالى).

غيِّرْ من نفسية مجتمعك لتجعلَه ثائرًا لا جامدًا، حركه في مسيرات ومظاهرات، حركه في التأهيل والتدريب ضمن قوات التعبئة العامة، اصنع رجالًا يصرخون في وجه الاستكبار العالمي، وإن كنت في مجتمع كالمجتمع السعوديّ أَو الإماراتي أَو حكومتك تكمم الأفواه فعلى الأقل حرك مجتمعك في دعم حركات الجهاد والمقاومة بالمال، حركه إذَا أغلقت في وجهك الأبواب حتى في المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

آخر ما قيلَ إسرائيلياً عن حزب الله.. ماذا سيحدث خلال سنتين؟

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن وجود فرصة تاريخية لإحداث تغيير جذري بميزان القوى في لبنان.   وينقل التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" عن الباحث الإسرائيلي أميتسيا برعام قوله إنّ "حزب الله" تعرّض لضربات من قبل إسرائيل، فيما تلقى أيضاً خسارة أخرى عقب سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في سوريا، وأضاف: "كذلك، فإنَّ غالبية الجمهور اللبناني يريد من الحزب أن ينزع سلاحه، فيما مفتاح التطور الإيجابي يكمنُ في انتخاب جوزاف عون رئيساً جديداً للبلاد باعتبار أنَّ هذا الأمر يُشكل ضربة قوية جداً لحزب الله".   ويلفت برعام إلى أن عون ليس رجلاً تابعاً لـ"حزب الله"، مشيراً إلى أن الرئيس الجديد "مُستقل ولديه مكانة كبيرة"، وقال: "هناك مصلحة إسرائيلية ودولية في تعزيز دور الرئيس الجديد، وهناك ضرورة لأن يكون قوياً بما فيه الكفاية ليحظى بمكافة كافية في لبنان وتحديداً من خلال الترويج لقانون يُلزم حزب الله بنزع سلاحه".   وفي ما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي المحتمل من جنوب لبنان، يؤكد برعام أن كل شيء يعتمد على تقارير اللجنة الدولية المتابعة لتنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان بشأن عمل الجيش اللبنانيّ، وأضاف: "في حال كانت تقارير الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز عن أنَّ أداء الجيش اللبناني جيد بشكلٍ عام بعد الإتفاق، فإن إسرائيل لن تُصرّ على البقاء في لبنان".   أما بالنسبة لقدرة "حزب الله" على إعادة بناء نفسه، فيقول برعام: "منذ بداية الثمانينيات، عندما أصبح حزب الله بالفعل حركة قوية، وحتى اليوم، لم يكن في مثل هذه الحالة الفقيرة من قبل".   ويشير برعام إلى الضرر الكبير الذي لحق بهيكل القيادة، وأضاف: "لقد قمنا بتصفية جميع كبار القادة تقريباً، وتقريباً 80% من القيادة العليا. بالنسبة لجيش لا يضم ضباطاً ذوي خبرة، فمن الصعب إعادة تأهيله بسرعة".   وتابع: "لقد قمنا نحن والسوريون الآن بمنع مرور حزب الله عبر العراق إلى إيران، وإعادة تأهيل الحزب سوف يستغرق سنة، أو سنتين، أو ثلاث، أو ما بين سنتين إلى 3 سنوات، وسيكون الأمر صعباً للغاية، لأننا أبدنا الهيكل الأساسي للحزب. علاوة على ذلك، فإن إمكانية الحزب الحصول على الإمدادات من الجو باتت صعبة، وكذلك من البحر أيضاً". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • من أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم
  • الدعاء للميت على القبر بعد الدفن .. تعرف عليه
  • دعاء الأيام البيض.. احرص عليه اليوم وغدا عند الإفطار
  • ماذا تبلغ حزب الله من نواف سلام؟
  • آخر ما قيلَ إسرائيلياً عن حزب الله.. ماذا سيحدث خلال سنتين؟
  • رسالة من جعجع إلى حزب الله.. ماذا فيها؟
  • دعاء يونس عليه السلام .. مستجاب لإزالة الهم والغم
  • أردوغان يلمح إلى الترشح لولاية رئاسية جديدة.. ماذا يقول الدستور؟
  • من لم يستسلم من مرتزقة الـ دقلو حتى الآن عليه أن يحفر قبره