زيارات سرية.. كيف يجري تطبيع العلاقة بين سوريا والعراق؟
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
تبذل السلطات العراقية والسورية جهودا حثيثة لإعادة تطبيع العلاقة في مرحلة ما بعد الإطاحة بنظام الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، إذ يجري التركيز حاليا على الملف الأمني بالدرجة الأساس، وذلك مع حديث عن التفكير بإعادة تفعيل أنبوب "بانياس" النفطي.
وتربط العراق وسوريا حدود طويلة تمتد على طول يبلغ أكثر من 599 كيلومترا، معظمها صحراوية، حيث شهدت هذه المناطق اضطرابات أمنية كبيرة، ولاسيما مع ظهور تنظيم الدولة وسيطرته على مناطق واسعة في البلدين من عام 2014 وحتى 2017.
"زيارات سرية"
وبخصوص جهود تطبيع العلاقة بين البلدين، كشفت مصادر سياسية عراقية خاصة لـ"عربي21" عن زيارات متبادلة بين العراق وسوريا، تجري على مستوى الشخصيات السياسية والأمنية، والتي بدأها الجانب العراقي بعد نحو عشرة أيام من سقوط الأسد.
لكن الزيارات التي تجري بين مسؤولي البلدين تتم بشكل غير معلن، باستثناء زيارة رئيس جهاز المخابرات العراقي، حميد الشطري الذي وصل إلى دمشق في 26 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، والتقى بقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
وقالت المصادر العراقية التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن "أولى الزيارات التي بدأها الجانب العراقي بشكل غير رسمي، كانت تلك التي أجراها السياسي والنائب العراقي السابق، عزت الشابندر، المقرّب من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني".
وأوضحت المصادر أنه "بتوجيه من السوداني شخصيا، زار الشابندر سوريا عبر الأراضي اللبنانية بعد نحو عشرة أيام من الإطاحة بنظام بشار الأسد، والتقى بقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق، واستمر اللقاء بين الطرفين مدة ساعتين تقريبا".
وأشارت إلى أن "السوداني حسم أمره منذ البداية في تطبيع العلاقة مع الإدارة السورية الجديدة، لكن التشويش والرفض كان يحصل من أطراف في الإطار التنسيقي، وتحديدا الشخصيات القريبة من إيران، والتي لايزال بعضهم لا يريد القبول بالواقع الجديد في سوريا".
ولفتت المصادر إلى أن "زيارة الشابندر أعطت تصورا للسوداني عن طبيعة تفكير الإدارة السورية الجديدة، وبالتالي مهدت لإرسال رئيس جهاز المخابرات، حميد الشطري إلى دمشق، والتي كان طبع زيارته أمني عسكري، بحكم الشخصية الموفدة والملفات التي كان يحملها".
وفي المقابل، فإن "وفد سوري أجرى زيارة غير معلنة إلى بغداد، الأحد، والتقى بمسؤولين عراقيين أمنيين، إذ يشرف حاليا على الملف السوري في العراق، رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري"، بحسب المصادر.
ورجحت المصادر أن تكون الملفات التي جرى بحثها، هي السجون الموجودة على الأراضي السورية وتديرها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، كونها تضم عناصر وقيادات من تنظيم الدولة، والتي تبعث القلق لدى السلطات العراقية.
وأشارت إلى أن ترتيب العلاقة بين البلدين وإعادة تطبيعها يجري ببطء بسبب الاعتراضات التي تبديها أطراف في الإطار التنسيقي الشيعي القريبة من إيران، والهجوم الإعلام الذي تشنه على الإدارة السورية الجديدة.
"أنبوب بانياس"
مع محادثات تطبيع العلاقة بين سوريا والعراق، تزايدت الأحاديث عن جدية طرح موضوع إعادة تأهيل وتشغيل خط أنبوب تصدير نفط مدينة كركوك العراقية، عبر ميناء بانياس السوري، والمغلق منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003.
وفي هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي العراقي، صلاح العبيدي، إن "تأهيل الأنبوب النفطي العراقي الواصل إلى بانياس السورية طرح قبل الإطاحة بنظام بشار الأسد، وهو مهم جدا في تصدير نفط كركوك، لأن هناك خطة لإدخال سوريا في مشروع طريق التنمية العراقي".
وأوضح العبيدي لـ"عربي21" أنه "بعد التغيير السياسي في سوريا، لاتزال الصورة ضبابية في المشهد السوري، لأن الحكومة العراقية لديها تحفظات تجاه الإدارة السورية الجديدة حتى الآن، على اعتبار أن ملامحها وتوجهاتها لم تتضح بعد".
وتوقع الخبير أن "انفتاح العراق الاقتصادي مع سوريا يتطلب وقتا أطول، لأنه سيتم بداية التركيز على ملف الأمن، لأن الأمور لاتزال غامضة في الجانب السوري، ولديهم تحديات أمنية، إضافة إلى وجود مناطق خارج سيطرة السلطة السورية الحالية".
وأكد العبيدي أن "أي تحرك في الجانب الاقتصادي في الوقت الحالي ربما يكون مغامرة بالنسبة للعراق، لأن النتائج غير مضمونة حاليا كون الاقتصاد يرتكز بالدرجة الأساس على الجانب الأمني".
وبيّن الخبير الاقتصادي أن "الأنبوب يحتاج إلى حماية أمنية بالدرجة الأساس وإعادة تأهيل كونه متروك من مدة طويلة، إضافة إلى أن الأمر يتطلب إجراء اتفاقية شراكة مع الجانب السوري على من يتولى التأهيل وكيفية ذلك، ومقدار أجور الترانزيت (مرور النفط)".
واستبعد العبيدي أن يكون أنبوب بانياس السوري بديلا عن أنبوب ميناء جيهان التركي، بالقول إنه "إذا أعيد العمل بالأنبوب الواصل إلى سوريا، فإنه سيأخذ نسبة من الصادرات النفطية العراقية، وأن خط جيهان يعد مركزيا وأساسيا، وهذا له علاقة بمشروع التنمية مع تركيا".
ونوه إلى أن "تركيا سعت إلى تغيير النظام في سوريا ولها اليد الطولي في الملف السوري، وبالتالي من مصلحتها أن تستقر الأوضاع هناك وتتطور اقتصاديا، لذلك لن تعارض تشغيل أنبوب بانياس، بل هي تسعى إلى دعم الجانب السوري بشكل كبير جدا".
من جهته، توقع المحلل السياسي العراقي، مجاشع التميمي، أن يكون رئيس الحكومة العراقية، قد طرح على الشركات البريطانية إعادة تشغيل أنبوب بانياس النفطي، وذلك أثناء زيارته إلى بريطانيا، الثلاثاء.
وقال التميمي خلال مقابلة تلفزيونية، الاثنين، إن "أنبوب بانياس النفطي أنشأته شركة بريطانية سنة 1954 وهو مهم بالنسبة للعراق، واليوم هناك الأفكار عن مدى إعادة تشغيله من البريطانيين مرة ثانية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية العراقية سوريا العراق سوريا علاقات المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإدارة السوریة الجدیدة العلاقة بین إلى أن
إقرأ أيضاً:
الكويت والعراق.. مواجهة مصيرية بروح كأس الخليج
الكويت (أ ف ب)
يخوض المنتخب الكويتي مواجهته المصيرية ضد جاره العراقي بروح كأس الخليج لكرة القدم التي استضافها الأزرق أواخر العام الماضي، الخميس على استاد «جذع النخلة» في البصرة، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2026.
وبلغ المنتخب الكويتي الدور نصف النهائي في خليجي 26، وقدم مستويات جيدة خلالها، لكن الوضع مختلف في تصفيات المونديال، حيث يحتل المركز قبل الأخير برصيد 4 نقاط فقط في مجموعته الثانية التي يتصدرها المنتخب الكوري الجنوبي بـ 14 نقطة يليه العراق مع 11 ثم الأردن 9، وعُمان مع 6 نقاط.
ويتفق الشارع الرياضي الكويتي على حقيقة واحدة أن «التأهل ليس صعباً» إلى نهائيات كاس العالم 2026 لأنهم يمتلكون فرص التأهل في الملحق إذا حل منتخبهم ثالثاً في مجموعته أو رابعاً ليخوض الملحق الثاني، وسيتوافد عدد كبير من أنصاره إلى البصرة لمؤازرته.
لم تقتصر مساندة الأزرق الكويتي على «روح جمهوره»، بل تعداه الأمر إلى الواقعية في معرفة حظوظ الأزرق أمام العراق، وقال سعد الحوطي، قائد المنتخب في «العصر الذهبي» في ثمانينيات القرن الماضي، عندما أصبحت الكويت أول منتخب خليجي يبلغ نهائيات مونديال 1982 في إسبانيا: «أهم نقاط الأزرق اللعب الجماعي، وعدم ترك مساحات بين الخطوط الثلاثة، واعتماد أسلوب الضغط على لاعبي العراق، والتركيز في التمرير».
وأضاف «الجمهور الكويتي متعطش لمتابعة منتخبه، لاسيما بعد الظهور الجيد في كأس الخليج بالكويت»، معتبراً أن «دور المدرب مهم، والجهاز الإداري أيضاً، في توفير الراحة النفسية والمعنوية، وتحديد مهام كل لاعب».
ويتفق مع الحوطي مدرب الأزرق السابق ثامر عناد، ويقول «المباراة ستكون دفاعية الطابع، والاعتماد على المرتدات من خلال محمد دحام ومعاذ الأصيمع، وعيد الرشيدي»، مشيراً إلى أن المدرب الأرجنتيني خوان انتونيو بيتسي «يعتمد أسلوباً مميزاً يلائم اللاعبين لأنه لا يمتلك خيارات هجومية كثيرة، لاسيما أنه يواجه منتخباً يلعب بين جماهيره وعلى أرضه».
وحول حظوظ الأزرق يضيف عناد «الحظوظ ما زالت قائمة للحصول على المركزين الثالث أو الرابع بغض النظر عن نتيجة مباراتنا أمام العراق».
ويغيب عن التشكيلة اللاعب مشاري غنام، وأُستدعي بديلاً عنه أحمد الزنكي، فيما يغيب يوسف ماجد.