الجزيرة:
2025-02-19@19:30:47 GMT

ما موقف الإسلام من حوار الأديان؟

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

وظهرت فكرة حوار الأديان في ولاية شيكاغو الأميركية عام 1893، حينما عقد المعرض الكولومبي العالمي بحضور وفود وعلماء من مختلف الأديان. بينما غاب عن المعرض ممثلو الإسلام، لأن السلطان عبد الحميد الثاني كان ينظر للمشروع بعين الريبة والشك، فمنع فقهاء وعلماء المسلمين من المشاركة فيه.

منطلقات فكرية

وضح رئيس قسم العقيدة والدعوة بكلية الشريعة في جامعة قطر، عبد القادر بخوش أن مسألة الحوار بين الأديان لها منطلقات وخلفيات فكرية متعددة، في الفكر الإسلامي وفي الفكر الغربي ككل، وهو حوار بين معتنقي الأديان.

واعتبر أن حوار الأديان هو جزء من علم الأديان في التاريخ الإسلامي، لأن مسألة الحوار هي أصيلة في الإسلام وفي القرآن الكريم، ولا يوجد كتاب مقدس بخلاف القرآن يتحدث عن الحوار مع الآخر، بل يتحدث عن إقصاء الآخر حتى داخل المذهب الواحد.

وربط بخوش ظهور مصطلح حوار الأديان بحاجة دينية كاثوليكية مسيحية، حيث إن الكتب المقدسة لا تعترف بالأديان الأخرى، فالمسيحية الكاثوليكية مثلا لا تعترف بالمسيحية الأرثوذوكسية ولا بالمسيحية البروتستانتية.

وحتى تنفتح الكنيسة على الأديان الأخرى، عقد مجمع الفاتيكان الثاني بين عامي 1962 و1965، ودعوا لأول مرة إلى الحوار بين الأديان، وأقروا ضرورة التحاور مع المسيحيين المخالفين للكاثوليك، ودعوا للحوار المسيحي مع الإسلام واليهودية.

إعلان

وترى رئيسة مؤسسة "أديان" في بيروت، نايلة طبّارة أن تاريخ حوار الأديان بدأ في منتصف القرن الماضي بمبادرات من كنائس غربية ولبت الدعوة مرجعيات إسلامية، ثم صار توجها في الكنيسة الكاثوليكية في الستينيات إلى قبول الأديان الأخرى ودعوة الكاثوليكيين حول العالم إلى الحوار مع الأديان الأخرى وخاصة مع المسلمين.

وقالت -في مداخلة لها ضمن برنامج "موازين"- إنه بعد 11 سبتمبر/ أيلول 2001 بدأت مبادرات إسلامية للحوار مع الأديان الأخرى، ثم توالت مبادرات في قطر وفي السعودية والمغرب، مشيرة إلى صدور نصوص مهمة جدا من مرجعيات إسلامية تتحدث عن التنوع وعن أهمية التعايش وحرية الدين والمعتقد.

وحول ما إذا كانت هناك تحفظات شرعية على عنوان حوار الأديان، أوضح رئيس قسم العقيدة والدعوة بكلية الشريعة في جامعة قطر، بخوش أن الحوار كلمة أصيلة في الإسلام، والقرآن الكريم دعا إلى الحوار، مبرزا أن الإسلام اعترف بالأديان، ولكن بسبب تحريفها يعتبرها باطلة "لكم دينكم ولي دين"، و"إن الدين عند الله الإسلام".

وعن شروط الحوار بين الأديان، أشار إلى ضرورة تمكن المحاور المسلم من الشريعة وأحكامها ومقاصدها، وتمكنه من معرفة الأديان والثقافات الأخرى، كما قال إن التقارب بين الأديان والتحاور فيما بينها لا يعني مزج وخلط الأديان أو وضع دين جديد، وهي مسائل مرفوضة من الجانب الإسلامي.

دور مركز الدوحة العالمي

من جهته، تحدث رئيس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، إبراهيم بن صالح النعيمي لبرنامج "موازين" عن دور مركز الدوحة، وقال إنه تأسس عام 2007، وعقد 14 مؤتمرا حققت الكثير من الأمور، مشيرا إلى أن وجود مراكز حول حوار الأديان في المنطقة العربية هو شيء جديد.

وبدأ أول لقاء لحوار الأديان في قطر في 2003 بدعوة من الأمير الوالد، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ثم توالت المؤتمرات لاحقا.

إعلان

وقال إنهم في مؤتمرات حوار الأديان يبتعدون عن المسائل العقائدية، ويكون التركيز على القضايا المشتركة مثل التعاون في مجال السلام والصحة، وكشف أنهم ركزوا في المؤتمر السابق لحوار الأديان على نبذ خطاب الكراهية، وقبل ذلك على موضوع حقوق الإنسان.

وأشار إلى أن مؤتمرات حوار الأديان تخفف من ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تنتشر بكثرة وتتصاعد في بعض الدول لأنها مرتبطة بالسياسة.

وبشأن محاولات دمج الأديان، قال النعيمي إن حوار الأديان يتطلب الحفاظ على الدين وعلى الكينونة الإسلامية والتحاور من هذا المنظور، واعتبر أن فكرة توحيد الأديان ليست جديدة وتعود إلى عام 1883، لكنها لم تتحقق ولن تتحقق لأنه لا يوجد شيء اسمه "توحيد الأديان".

15/1/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حوار الأدیان بین الأدیان الأدیان فی حوار بین

إقرأ أيضاً:

الميليشيا، تصنع الأزمات والمآسي بيد، وتقدّم الحلول المسمومة باليد الأخرى

(جومو كنياتا )يتململ في قبره..!
ما يحدث في قاعة جومو كنياتا في كينيا ليس سوى مسرحية سياسية رديئة، تفتقر إلى جماليات العرض والمضمون وعناصر التشويق.
الممثلون:
دمى خشبية تحركها من خلف الستار أصابع الكفيل المنتج والممول، الملطخة بدماء السودانيين وانتهاك أعراضهم ونهب ثرواتهم.
القاعة:
تحمل اسم أحد أبرز قادة حركات التحرر الوطني في إفريقيا ومناهض للاستعمار ، لكنها تفتح أبوابها اليوم للقتلة واللصوص والعملاء.
المستضيف:
الرئيس الكيني وليم ريتو، سمسار انتهازي، صاحب ابتسامة لزجة وسلوك مراوغ، يرى كل شيء قابلاً للبيع والشراء.

الشعارات:
مسروقة من حقائب الحركات الدارفورية المسلحة، تلك الحركات التي قامت الميليشيا أصلًا لمحاربتها والقضاء عليها. شعارات بالية، أُعيدت خياطتها لتناسب مقاسات طموحات آل دقلو.
ضيف العار:
عبد العزيز الحلو، الذي ظل يتستر على انتهازيته بشعارات ثورية وادعاءات جوفاء.
المشروع:
تكوين حكومة صورية، موجودة على الورق والمنصات الإلكترونية فقط، تُستخدم كورقة ابتزاز لتحقيق ما فشلت الميليشيا في فرضه بقوة السلاح.

الخلاصة:
انهار مشروع الميليشيا العسكري، الذي كان يهدف إلى تنفيذ انقلاب سريع وخاطف للسيطرة على الحكم. وسقطت خطتها في الاستيلاء على الدولة، وتهجير سكانها، والاستيلاء على منازلهم، واستبدالهم بآخرين.

ولم يبقَ أمامها سوى خيار تشكيل حكومة وهمية لا حياة لها، والتلويح بورقة الانفصال.
هكذا هي الميليشيا، تصنع الأزمات والمآسي بيد، وتقدّم الحلول المسمومة باليد الأخرى.

ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر يعلن احتضان مصر للنسخة الثانية من مؤتمر الـحوار الإسلامي- الإسلامي
  • شيخ الأزهر يعلن احتضان مصر النسخة الثانية من مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي
  • شيخ الأزهر بمؤتمر الحوار الإسلامي: «موقف أمتينا العربية والإسلامية ضد تهجير الفلسطينيين مشرف»
  • الميليشيا، تصنع الأزمات والمآسي بيد، وتقدّم الحلول المسمومة باليد الأخرى
  • اتفاق روسي أمريكي على استئناف الحوار بشأن التعاون في مجالي الطاقة والفضاء
  • ترامب يعلن عن "تعريفة متبادلة" لتحقيق "العدالة" في التجارة مع الدول الأخرى
  • «إسلامية دبي» تنظم ندوة «ضيف قد أطل»
  • عضو أمناء الحوار الوطني: موقف مصر لا يمكن أن يتغير في قضية فلسطين
  • وزارة العدل تعقدت حوارًا مجتمعيا للطائفة الإنجيلية حول قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين
  • مبعوث الأوقاف في كولومبيا يعزز الحوار بين الأديان بلقاءات مع قادة الطوائف المسيحية