بوابة الوفد:
2025-04-13@18:49:51 GMT

الوجه الآخر للذكاء الاصطناعى

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

يبهرنا التقدم المذهل كل يوم، فنقف مشدوهين أمام إبداع العقل البشرى، وقدرته على تطوير التكنولوجيا بسرعة تفوق خيال الجميع لنشهد ابتكارات عظيمة ملهمة ومدهشة تنفع الناس فى كل مكان.

ولا شك أن الذكاء الاصطناعى، هو أحد الإنجازات العظيمة، وغير المسبوقة للإنسان الحديث الباحث بدأب عن مزيد من الراحة والرفاهية والأمان، وهو يُشكل مسارًا مختلفًا ونقطة تحول حقيقية فى مسيرة البشر.

لكن رغم كل ذلك، فإن هناك جانبًا آخر سلبيًا فى هذه النقلة الحضارية، هو ما يتعلق بمستقبل الوظائف فى العالم، ومدى تأثرها بهذا التقدم الكبير.

فهناك الكثير من المهارات والإمكانات الشخصية التى يُمكن للذكاء الاصطناعى توفيرها، بما يؤدى إلى الاستغناء عن المكتسبين لها فى بعض الأحيان.

وأحدث ما قرأت فى هذا الإطار، هو تقرير مستقبل الوظائف الصادر مؤخرًا عن المنتدى الاقتصادى العالمى، والذى يستعرض آثار التقدم التكنولوجى وهيمنة الذكاء الاصطناعى على الحياة، فيشير صراحة إلى أن العالم سيفقد نحو 92 مليون وظيفة بحلول سنة 2030.

لقد أجرى معدو التقرير استطلاعًا على عدد كبير من أصحاب الشركات فى مجالات متنوعة، وجاءت النتيجة أن 86 فى المئة من أصحاب الأعمال يرون أن الذكاء الاصطناعى والتحول الرقمى سيحدث تغييرات كبيرة فى أعمالهم خلال السنوات المقبلة.

وبناء على ذلك، فإن 40 فى المئة من الشركات العالمية تُخطط إلى تقليل أعداد موظفيها من ذوى المهارات التى يُمكن للذكاء الاصطناعى أن يوفرها بدقة متناهية. وعلى هذا الأساس ستتراجع وظائف مثل السكرتارية والصرافة والترجمة واعداد التقارير وإدارات الموارد البشرية لتحل محلها أنظمة وتطبيقات أيسر وغير مكلفة. فعلى سبيل المثال، فقد بتنا قادرين بضغطة زر أن نحصل على ملخصات لتقارير ما، أو ترجمات لنصوص بعينها.

لكن فى الوقت نفسه، فإن التقرير يشير إلى ميلاد وظائف جديدة، وزيادة الطلب على مهارات مهمة أخرى، مثل الابتكار، وإدارة المواهب، والتعليم والتدريب، والتحفيز. وسيكون هناك اهتمام أكبر لدى الشركات وأصحاب الأعمال بمحللى البيانات ومهندسى التكنولوجيا المالية، فضلًا عن المبرمجين والعاملين فى مجال الذكاء الاصطناعى أنفسهم، بالإضافة إلى المتخصصين فى حماية البيانات والأمن السيبرانى.

وسيتطور الطلب على المهارات الأكثر إبداعًا، وستتغير كثير من القواعد المتعارف عليها فى بيئات العمل، وربما ستمتد أوقات التقاعد عما هى عليه الآن، وسيصبح التعليم والتدريب مستداما بغض النظر عن سن الموظف.

ولا شك أن هذا يمثل اهتمامًا كبيرًا لدى الاقتصادات الكبرى نظرًا لاتساع اعتمادها على الروبوت والرقمنة أكثر منها فى الدول الناشئة، غير أن التطور التكنولوجى المذهل لا يجب أن يمر دون بحث ودراسة وتخطيط، فالعالم اليوم يُغير أنظمته وقواعده وأفكاره وكل شىء للتوافق مع مستجدات العصر.

ومصر دومًا ولادة وحاضرة وقوية بما تمتلكه من شريحة شباب واسعة وآمال واهتمام بكل ما هو متقدم، وسعى للتطور واللحاق بركب الأمم المتقدمة. لذا فإننا مطالبون بالانتباه والتجهز والتخطيط لما هو قادم سريعًا.

وسلامٌ على الأمة المصرية

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كل مكان الذکاء الاصطناعى

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: المهارات الناعمة.. حتمية اكتسابِها

يتبادر تساؤلٌ في أذهاننا فحواه هل بات شبابنا في حاجة للمهارات الناعمة؟، والإجابة بعد البحث، والتحري: نعم؛ حيث حتمية اكتسباها، وهذا يرجع إلى أهميتها في إحداث توازن لديهم؛ فهناك ضرورة لأن نتبنى خططًا تنير لنا الطريق، وتعمل على توجيه خطواتنا في الاتجاه الصحيح، وتكشف لنا مدى تقدمنا فيما نحن منوطين به، بل وتدفعنا إلى المزيد من العطاء؛ بغية جني الثمار، وتساعدنا في الانتقال من مرحلة إلى أخرى، وهنا نوقن أن التخطيط مهارة ناعمة قد أضحت لا تمت للاختيار بصلة.

رغم إتقان كثير من شبابنا الواعد للمهارات النوعية في مجالاتها المختلفة؛ إلا أنه ثمت شكوى من ضعف مهارات التواصل الكلي؛ حيث تقتصر آليات، وصور التواصل على البيئة الرقمية، وقد لا يتعدى حدود تبادل المعلومات، أو البيانات، أو الخبرات ذات الاهتمام المشترك وفق بروتوكول قد تم التوافق عليه؛ لكن ما يعوز شباب اليوم، والغد يتمثل في مهارات ناعمة تتعلق بالاتصال، والتواصل المباشر؛ حيث مقدرة الفرد على الحوار، والمناقشة، وإبرام تفاهمات مع الآخرين بصورة مباشرة؛ فنلاحظ فنون التعامل، ونرصد حالة الاندماج، والتفاعل والمقدرة على التعبير عن المشاعر، ولغة الجسد التي تشير دلالتها إلى معان ذات مغزى يفهمها الآخرون بسهولة، ويسر.

إن فقد التواصل الكلي، أو حتى مرحلة منه يؤدي بالإنسان إلى حالة من جفاء المشاعر، وصعوبة تقدير الجوانب الإنسانية لدى من يتعامل معهم؛ فتبدو هناك لا مبالاة تجاه ما يحتاجه الغير من وجدانيات تعد ضرورية لبقاء العلاقات في صورتها المنشودة؛ ومن ثم فقد تُبتر العلاقات، أو تتوقف حينما ينتهي الفرد من المهمة التي يؤديها مع الآخرين، وهذا لا يمكنه من أن يعقد علاقات اجتماعية، ولا يؤهله لمزيد من التواصل الاجتماعي بالآخر، كما أن اللفظية تصبح في حالة من الفقر؛ إذ يفقد الشاب المقدرة على التواصل اللفظي في الغالب.

في ضوء ما تقدم نؤكد على أهمية التواصل باعتباره مهارة ناعمة داعمة للفرد؛ كي يصبح مؤهلًا؛ للانغماس مع الآخرين، وهنا نقصد صورة العمل الجماعي؛ حيث تقاسم المهام، والأداءات، وشراكة المراحل، والمسار؛ فيعمل ذلك على تعضيد العلاقات، وتقوية أطر المحبة، والانسجام بين الأقران، أو الأصدقاء حتى وإن تباينت الخبرات، وتدخلت العديد من المتغيرات سواءً ارتبطت بالعمر، أو النوع، أو البيئة الاجتماعية، أو غير ذلك من المؤثرات التصنيفية التي يصعب حصرها لكثرتها.

إن العمل بروح الفريق مهارة ناعمة تشعر الجميع بالرضا، والمودة، والتقارب، بل وتحث الإنسان على الالتزام بتكليفاته؛ فيبدو حرص الانتهاء من المهمة في قمة الأولويات، وتبدو إدارة الوقت لها مكانة خاصة في وجدانه؛ وهذا ما يجعله متبنيًا لجدول زمني يحد من هدر ثمين للوقت، ويشجعه نحو بلوغ غايته؛ لذا فقد باتت إدارة الوقت من المهارات الناعمة ذات الأهمية القصوى.

المرونة التي يتحلى بها الإنسان منا تجعله قادرًا على تحمل المسئولية، بل ولديه طاقة تفكرية تساعده في إدارة التحديات، أو الأزمات التي قد تواجهه في إطار مؤسسي، أو مجتمعي أو حياتي، وهذا بالطبع يحد من التداعيات التي قد تنجم عن ذلك، وتتيح الفرصة لمزيد من التفكير؛ كي يصل الفرد إلى بدائل عديدة يشكل أحدها حلًا لا بأس به في تجاوز الأزمة، أو المحنة، أو الإشكالية؛ ومن ثم نؤكد على ضرورة اكتساب فنيات إدارة الأزمات باعتبارها من المهارات الناعمة الرئيسة التي منحنا فرصة مواصلة الطريق مهما تفاقمت الصعوبات.

ما ذكر من مهارات ناعمة يصعب أن ينفك عن ضرورة امتلاك الفرد لنمط التفكير الناقد؛ حيث المقدرة على التفسير، والاستنتاج، والاستنباط، وإقامة البراهين، وتقديم الحجج، ناهيك عن وعي بطرائق التغلب على المشكلات، وفق مراحل تعتمد على توظيف المعطيات؛ كي يصل الإنسان منا لحل مُرْضٍ يسهم في تجاوز المحنة، أو كسب القضية؛ ومن ثم يستطيع أن يصنع قرارًا صائبًا، ويتخذه، ويتحمل مسئوليته، وهذا يعزز في أذهاننا ضرورة امتلاك الفرد لفنيات النقد البناء؛ لذا صارت مهارات التفكير الناقد من المكونات الأساسية للمهارات الناعمة.

أعتقد أن المهارات الناعمة في مجملها يجب أن يكتسبها شبابنا صاحب الفكر، والرؤية الطموحة؛ كي يحدث ما نسميه التوافق، والتكيف النفسي داخل الفرد، ومعه الآخرون؛ لذا فإن التدريب عليها يعد من الأولويات التي تقع على عاتق كافة المؤسسات المعنية ببناء الإنسان؛ فما أجمل من تفاعلات اجتماعية سوية! تحدث أثرًا مرغوبًا فيه بشتى المجالات التنموية ببلادنا الحبيبة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

مقالات مشابهة

  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: المهارات الناعمة.. حتمية اكتسابِها
  • برج الأسد .. حظك اليوم الأحد 13 أبريل 2025: إثبات المهارات
  • الهدم والتهجير في الضفة الغربية.. الوجه الآخر للإبادة الجماعية في غزة
  • كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على استهلاك الطاقة العالمية؟
  • اليابان تلجأ للذكاء الاصطناعي لإنقاذ أشجار الكرز
  • «كابجيمينى» تؤسس مركز تميز للذكاء الاصطناعى في مصر لدعم الابتكار الرقمى عالميًا
  • وزير الاتصالات يشهد ختام مؤتمر علوم البيانات والذكاء الاصطناعى
  • الأول من نوعه.. غوغل تكشف عن أقوى مسرّع مخصص للذكاء الاصطناعي
  • Amazon تعلن عن نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي
  • استعدادات نوعية لأسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 2025