الأمن القومى.. وضريبة الاستقرار
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
ضريبة كبيرة دفعتها وما زالت تدفعها الدولة المصرية من أجل ترسيخ الاستقرار على أرضها وفى مجتمعها، والاستمرار فى خططها التنموية وتحقيق أهدافها الاستراتيجية، برغم كل التحديات والضغوط الهائلة فى محيطها الإقليمى، الذى بات يشكل قنابل موقوتة على شتى الاتجاهات من الحدود المباشرة لمصر، ولا تقف هذه المخاطر على تهديد الأمن القومى لمصر فحسب، وإنما تمتد لتهديد الاستقرار المجتمعى المصرى الذى يتعرض لحملات ممنهجة من تيارات الإسلام السياسى فى حملات متكررة وبائسة لإعادة انتاج دورات جديدة من الفوضى وعودة الإرهاب إلى المجتمع المصرى على غرار ما حدث فى 28 فبراير عام 2011 وما بعدها وتسبب فى ضرب الدولة المصرية فى مقتل على شتى المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية بعد أن تعرض الاقتصاد للشلل، وخسرت مصر مئات المليارات من الدولارات وانتشرت الفوضى والإرهاب، وتعرض الأمن القومى لأكثر من تهديد، ولم يكن قيام إثيوبيا ببناء سد النهضة إلا نتيجة لانشغال مصر بوضعها الداخلى والحفاظ على الدولة من السقوط إلى مستنقع الصراع والاقتتال الداخلى على غرار ما يحدث فى كل الدول المحيطة.
لا شك أن هناك نشاطاً واضحاً لتيار الاسلام السياسى منذ عدة أسابيع على وسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا وبعض الفضائيات الممولة خارجيًا، تستهدف المجتمع المصرى، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها سوريا، ومنحت بعض الإرهابيين الفرصة للظهور الإعلامى، مثل الإرهابى المصرى أحمد المنصور الذى ينتمى إلى جبهة النصرة وغيره من المنتمين للجماعات الإرهابية الذين خرجوا ببعض التصريحات التحريضية ضد مصر وتلقفتها اللجان الإلكترونية للجماعة الإرهابية التى تجيد لعبة بث سمومها إلى الشرائح البسيطة.. إلا أن المفاجأة جاءت على عكس ما توقعته الجماعة الإرهابية، بعد أن استفزت هذه التصريحات مشاعر عامة المصريين ليس فقط لوعى المصريين بكل ما يحاك للدولة المصرية ولكن أيضًا لأسباب بسيطة وموضوعية، وهى أن فترة حكم الجماعة الإرهابية كان قبل سنوات قليلة وعايشها المصريون بكل مرارتها على شتى المستويات من فوضى وإرهاب وغياب أمن واستقرار، وانعدام الخدمات واختفاء السلع وطوابير ممتدة على المخابز ومحطات الوقود وغيرها من مشاهد العار، ولا مجال لمقارنتها بالنهضة والتطور التى تشهده مصر، ولا حتى بأى فترة أخرى مرت بها مصر.. الأمر الآخر الذى يعيه المصريون جيدًا، أن كل الدول التى تسيطر عليها هذه الجماعات تعيش تحت وطأة سلاح هذه الميليشيات، وطلب المساعدات الإنسانية لشعوبها، ولا تملك حتى الدفاع عن ترابها الوطنى.
مؤكد أن مصر قد حققت خلال العشر سنوات الماضية ما يشبه الإعجاز، عندما عملت فى مسارات متعددة ومتوازية فى آن واحد، وهى مواجهة ودحر الإرهاب وإعادة وترسيخ الأمن والاستقرار فى كل ربوع مصر، وفى ذات الوقت كان الانطلاق نحو التنمية والحداثة والتطور من خلال مشروعات عملاقة على شتى المستويات الخدمية والاقتصادية لم تشهدها مصر منذ عقود طويلة، وأدت إلى مضاعفة المساحة المستغلة من أرض مصر التى كانت تشكل حوالى 8٪ ووصلت إلى 15٪ الآن، كما انطلقت مصر إلى العالم الخارجى واستطاعت بدبلوماسيتها العريقة أن تحتل مكانتها من جديد فى القارة الإفريقية، والانضمام إلى مجموعة بريكس الواعدة، وتوقيع اتفاق العلاقات الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبى فى خطوة تشكل نقلة غير مسبوقة وتحقق عوائد اقتصادية وسياسية هامة، إضافة إلى استعادة وترسيخ العلاقات مع عشرات الدول والقوى الكبرى فى العالم.. ثم حققت مصر نقلة نوعية جديدة فى نظرية فرض التوازن الاستراتيجى بالمنطقة وحماية أمنها القومى من خارج حدودها وذلك من خلال امتلاكها لأحدث وسائل الردع بعد تنويع وتحديث مصادر السلاح لقواتها المسلحة لتصبح أكبر قوة فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وتدعم القرار المصرى فى حماية أمنه القومى على حدود غزة وفى ليبيا والسودان والقرن الإفريقى.
حفظ الله مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ ضريبة كبيرة الإسلام السياسي الدول المحيطة المجتمع المصري على شتى
إقرأ أيضاً:
إزالة 111 حالة تعد بأسوان ضمن المرحلة الثانية بالموجة الـ 25
تابع اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان الجهود المبذولة بالمرحلة الثانية من الموجه الـ 25 لإزالة التعديات، والتى تستمر حتى 28 مارس الجارى حيث استهدفت إزالة 111 حالة تعد بمساحة 38 ألفا و 230 م2 بمختلف المدن والمراكز.
تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى لتنظيم الموجات المتتالية لإزالة التعديات على أراضى أملاك الدولة لاسترداد حق الدولة والشعب فى أراضيه.
إزالة التعدياتوأوضح بأنه يتم إدراج مختلف الحالات المستهدفة بهذه الموجه فى ظل المتابعة الدقيقة من القيادة السياسية لهذا الملف، والإشراف المتواصل من رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، وأيضاً وزارة التنمية المحلية بقيادة الدكتورة منال عوض.
وفى هذا الصدد قامت الوحدة المحلية لمركز ومدينة أسوان برئاسة إبراهيم سليمان بإزالة 46 حالة تعد بمساحة 9450 م2 بنطاق حى جنوب، وسط مشاركة لنواب رئيس المدينة، ورئيس حى الجنوب والعاملين بالوحدة المحلية مدعمين بالمعدات الثقيلة، فيما قامت الوحدة المحلية لمدينة الرديسية بقيادة يحيى مصطفى بالإزالة لـ 6 حالات تعدى بمساحة 4 آلاف م2 ، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المتعدى.
هذا فيما واصل فرع المجلس القومى للمرأة توزيع 500 وجبة غذائية بقرى الرئيسية ونجع هلال بمركز إدفو وذلك ضمن مبادرة " مطبخ المصرية " وذلك استمراراً للجهود المبذولة تحت رعاية اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان لدعم البسطاء والأسر الأكثر إحتياجاً .
ومن جانبها أشارت الدكتورة هدى مصطفى مقرر فرع المجلس القومى للمرأة إلى أن المبادرة يتم تنفيذها بالتعاون مع مديرية الأوقاف ومؤسسة حياه كريمة ضمن فعاليات المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية والذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى من أجل دعم محاور التمكين الإقتصادى والإجتماعى والثقافى والتعليمى للسيدات ولمختلف أفراد الأسرة داخل جميع القرى والنجوع المستهدفة للمبادرة الرئاسية (حياة كريمة) .
وأوضحت الدكتورة هدى مصطفى بأن فعاليات مطبخ المصرية تساهم فى توفير فرص تدريب وإنتاج حرفى للسيدات والفتيات من خلال الإستعانة بأحد الطهاء الماهرين بالمحافظة .