بوابة الوفد:
2025-03-20@06:28:53 GMT

حتى ينهض من تحت الرماد

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

لم يتوقع أكثر المتشائمين من أنصار حزب الله قبل شهور أن يتلقى الحزب سلسلة هزائم متتالية ومتنوعة بين عسكرية وسياسية وشعبية، وتدنى نفوذه داخليا وخارجيا بشكل غير مسبوق منذ نشأته وتآكل حاضنته التى منحته القوة والصمود طوال عقود.

وبعد سلسلة من الاغتيالات والضربات الإسرائيلية رضخ الحزب لاتفاق هدنة مُغلف بالهزيمة والتراجع شمال نهر الليطانى بعيدا عن الحدود الإسرائيلية بما يقرب من خمسين كيلو!

وارتبطت خسارة الحزب عسكريا بهزة سياسية قوية واختيار جوزيف عون رئيسا للدولة اللبنانية الذى لا يروق للحزب حيث جاء اختياره بشكل توافقى رضوخا لرغبة أغلبية البرلمان اللبنانى بعد سيطرة طويلة ومملة حبست أنفاس وطموح اللبنانيين بفرض قوة السلاح على كافة الطوائف والأحزاب والشعب نفسه، وهيمنة على المؤسسات والشارع اللبنانى.

وانفرط عقد الحزب وتساقطت باقى حباته سريعا سياسيا بنفس سيناريو تراجعه العسكرى السريع خلال المواجهة الإسرائيلية و«المتوأمة» لضعف نفوذ الحليف الإيرانى وتقليم أظافره فى لبنان وسوريا، ضربة أخرى لأنصار الحزب ومريديه الذى خرج من الحرب الإسرائيلية مهزوما ومثخنا بالجراح، مضطرا لقبول عون بعد خسارة الأغلبية البرلمانية وصعوبة فرض مرشحه الرئاسى نجيب ميقاتى كما نجح بأريحية من قبل.

دلالات كثيرة لاختيار جوزيف عون رئيسا، فهو ترسيخ لقوة الجيش والمدافع عن الدولة اللبنانية ونزع أى سلاح آخر، فى مشهد كان مجرد طرح فكرة اختيار رئيس وليس رئيسا مغايرا لرؤية وفكر الحزب ممنوعا ومن ذكريات الماضى! لضمان انفراد الحزب بمقدرات الدولة تحت عباءة الدفاع عن البلاد تجاه الأطماع الإسرائيلية، وترسيخ واقع مؤلم فى سبيل المصالح الخاصة، وفى مسار تراجعت فيه لبنان على كافة المحاور، وباتت دولة تندرج فى أدبيات السياسة بالدولة الفاشلة، أى دولة فقدت قدرتها على الوفاء بوظائف الأمن والتنمية، وتفتقر إلى السيطرة الفعالة على أراضيها وحدودها!

وانطلاقا من الانحدار السياسى السريع للحزب، تم اختيار نواف سلام رئيسا للوزراء فهو القاضى ورئيس محكمة العدل الدولية، خلفا لنجيب ميقاتى الموالى لحزب الله، بسيرة ذاتية مميزة ليس فقط لخلفيته المشرفة وربما نكاية فى الحزب!

محاور جديدة فى المشهد اعتبرها كثيرون من التيارات والطوائف اللبنانية انتصارًا للدولة اللبنانية ووضعها على الطريق الصحيح فى الرؤية والنهج السياسى وتغيير الوجوه والانتماءات مع وعد الرئيسين جوزيف، ونواف بعدم إقصاء أحد، ما يعنى عدم تصعيد فئة أو منحها نفوذا وحكما أو احتكارها امتيازات على حساب آخرين، مع بسط السيطرة على كامل التراب اللبنانى واقتصار حمل السلاح على الجيش. 

ورغم كل ذلك،هناك مخاوف من ارتدادات منتظرة قد تسود المشهد السياسى والأمنى اللبنانى، بنشر الفوضى والمطالبة بحصة المكون الشيعى فى النظام السياسى اللبنانى.

تحديات تواجه عون، أمام عدم استسلام حزب الله لخسائره المتتالية ساعيا للمحافظة على قوته ونفوذه داخل المنظومة السياسية بقوة السلاح.

وللنهوض من تحت الرماد لا بد من حكومة فاعلة نحو التنمية والإصلاحات، والحد من نفوذ حزب الله، وتعيين قائد للجيش قادر على تطبيق اتفاق وقف النار مع إسرائيل، ومنع الحزب من ترميم قوته العسكرية فى جنوب لبنان، وهى مهام شاقة تمثل صداعا لا ينتهي!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تسلل عسكرية وسياسية نهر الليطاني

إقرأ أيضاً:

قراءة إسرائيلية لموقف حزب الله بعد تجدد العدوان على غزة.. اختبار استراتيجي لقيادته

نشر موقع "ويللا" العبري، مقالا، للباحث في شؤون إيران وحزب الله بمعهد مسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، يوسي مانشروف، ذكر أنّ: "محافل الاحتلال ترصد ما يواجهه حزب الله من الاعتبارات، بخصوص إمكانية انضمامه للحرب مجدّدا، مع استئناف العدوان ضد غزة".

وأوضح المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "قيادة حزب الله الجديدة، تواجد ضغوطاً مختلفة، يجعلها تحتاج للنظر بعناية فيها، ما يدفع الاحتلال للاستعداد وفقًا لها، وبينما يجدّد الحرب في غزة، يجدر به دراسة كيفية تصرّف الحزب في مثل هذا السيناريو".

وأكّد أنّ: "الحزب في عهد حسن نصر الله مختلف جوهريًا عن مرحلة ما بعده، ويمكن ملاحظة أنه في ظل القيادة الجديدة برئاسة نعيم قاسم؛ لا يزال يتلمّس طريقه نحو إعادة تصميم نفسه، ويعيد بناء علاقات شخصية مع إيران، لأن هذه العلاقات كانت تُدار من قبل نصر الله وإبراهيم عقيل وعلي كركي".

وأضاف بأنّ: "الوضع الجديد للحزب يستدعي جملة من التوصيات السياسية لدولة الاحتلال، بهدف تقليل خطر فتح جبهة أخرى مع لبنان في أعقاب استئناف العدوان على غزة، خاصة أن الموازين تبدوا أنها تميل أكثر لصالح حصول الحزب على صفة مراقب، في مواجهة الحرب المتجددة في غزة، دون استبعاد إمكانية أن تقرر قيادته بنهاية المطاف الانضمام للمجهود الحربي".

وأشار إلى أنه: "في مثل هذه الحالة من الأفضل للاحتلال اتّخاذ جملة من الخطوات الاستباقية: أولها توجيه تهديد قوي للدولة اللبنانية بأنه لن يتسامح مع انضمام الحزب للحرب، وبالتالي سيضطر لإخطار سكان جنوب لبنان حتى منطقة الليطاني، بالإخلاء حتى لا تعرض حياتهم للخطر، بما من شأنه إرباك الحكومة اللبنانية، التي سيتعين عليها التعامل مع معاناتهم، وصولا للتهديد بمهاجمة الجسور والطرق الرئيسية، والبنية التحتية للكهرباء".


وأردف بأنّ: "الخطوة الاستباقية الثانية تستدعي تهديد الحزب مُسبقًا بأنه في حال انضمامه للقتال، فسيتم تدمير كامل منافذ سيطرته المتبقية، بجانب هجمات واسعة النطاق على ما تبقى من أصوله وبنيته التحتية، عقب امتلاك الاحتلال لاختراق استخباراتي وقاعدة بيانات واسعة، وبالتالي سيكون قادرا على تنفيذ هذا التهديد إذا تجدّدت الحرب في لبنان".

وأشار إلى أنّ: "الخطوة الاستباقية الثالثة تتمثل باستخدام إدارة ترامب كأداة ضغط فعّالة ضد الحزب ولبنان، من حيث تزويده بالأسلحة التي تسمح له بالقتال على نطاق واسع في كلا ساحتي غزة ولبنان، أو ممارسة الضغط على الحكومة في بيروت، في ضوء قرار إدارة ترامب تقديم مساعدات لجيشها بقيمة 95 مليون دولار".

"بالتالي فقد تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ كبير إذا هدّدت بتجميد هذه المساعدات إن شارك الحزب في الحرب" استرسل المقال، مؤكدا أنه: "كدرس مستفاد من إخفاقات السابع من أكتوبر، يحتاج جيش الاحتلال لزيادة اليقظة الاستخباراتية".

واستدرك بالقول أنّ: "قيادة الحزب الجديدة تُفضّل التركيز الآن على المهام المُلحّة المُلقاة على عاتقها: إعادة بناء هيكلية الحزب، وإعادة تنظيم صفوفه بعد الضربة التي تلقّاها، وإصلاح أضرار الحرب التي لحقت بقاعدته الاجتماعية التي يعتمد عليها، وكل ذلك يدفع إلى أنه لن يُسارع للانضمام للحرب في غزة، إذ تشير سياسة الاحتواء وضبط النفس التي اتبعها حتى الآن في مواجهة الهجمات الإسرائيلية المتتالية عليه منذ وقف إطلاق النار، وأسفرت عن سقوط ضحايا في صفوفه، إلى خط العمل الذي تفضله القيادة الجديدة".


وختم بأنه: "بجانب هذه الاعتبارات التي تُملي تجنّب الدخول في الحرب، على الاحتلال أن يأخذ بالاعتبار دوافع إضافية قد تدفع قيادة الحزب لاتخاذ قرار مختلف، بحيث تشعر بضغط من ثلاثة عوامل تدفعها لاستنزاف الاحتلال، ومساعدة حماس".

واستطرد بأنّ: "أولها: الانضمام المتوقع للحوثيين والميليشيات الشيعية في العراق للحرب، وثانيها عدم الرغبة بأن تخيب آمال راعيها الإيراني، وثالثها أن الحزب ما زال في حالة صدمة عميقة عقب اغتيال قائده الأعلى، وبالتالي فإن قرارات قيادته الحالية لا تحظى بالإجماع، وبالتالي قد ينضم للقتال".

مقالات مشابهة

  • إغلاق أوكار الأفاعي على الحدود السورية ـ اللبنانية
  • قراءة إسرائيلية لموقف حزب الله بعد تجدد العدوان على غزة.. اختبار استراتيجي لقيادته
  • انت سايكو | صراخ النجمة اللبنانية ستيفاني عطا الله في مقلب رامز إيلون مصر
  • حزب الله: قرار استئناف حرب غزة يفضح التحالف الدموي بين أمريكا وإسرائيل
  • محافظ الفيوم يبحث تضرر مواطنين من عدم وجود عدادات كهربائية بمنطقة توسعات دار الرماد
  • الحدود اللبنانية السورية تشتعل.. أبعد من مجرد اشتباك!
  • حزب الله والتطورات الحدودية مع اسرائيل وسوريا: لا تختبروا صبرنا وصمتنا
  • «الرئيس اللبناني»: لن نقبل باستمرار ما يحصل على الحدود اللبنانية
  • الحاج حسن ينفي مسؤولية الحزب عن أحداث الحدود اللبنانية - السورية
  • ماذا يحدث على الحدود اللبنانية السورية وما دور حزب الله؟