بوابة الوفد:
2025-05-03@06:45:58 GMT

عندما غنت أم كلثوم في باريس

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

فى ظل احتفاء الوفد بكوكب الشرق أم كلثوم، السحر المتجدد فى عالم الغناء والموسيقى، التى رحلت عن عالمنا منذ 50 عامًا بالتمام، رغم الغياب قصصها لا تنضب، وما زال البحث جاريًا عن أسرار الأسطورة الغنائية. 

«اليوم تشدو كوكب الشرق فى عاصمة النور باريس، وغدًا بإذن الله تشدو فى القدس المحررة»، بهذا التقديم أذاع جلال معوض فى 15 نوفمبر عام 1967 أولى حفلات الست على مسرح الأوليمبياد، حيث أبدعت أم كلثوم فى الغناء على خشبة مسرح الأوليمبياد فى العاصمة الفرنسية باريس، بهدف تخصيص إيراد الحفل للمجهود الحربى بعد نكسة 67، وهو المكان الذى يضم أكبر جالية يهودية فى أوروبا آنذاك، ما أضفى أهمية خاصة على الحدث.

الحفل شهد حضوراً جماهيرياً غير مسبوق، حيث امتد الطابور أمام المسرح لمسافة كيلومتر تقريباً، ووصل سعر التذكرة إلى أعلى قيمة فى تاريخ الأوليمبياد حتى ذلك الوقت.

ورصد محمد سلماوى، شاهد هذا الحفل، فى مذكراته، «يومًا أو بعض يوم»، كواليس الحفل قائلًا، فى الاستراحة فوجئت بـ«كوكاتريكس» «صاحب ومدير مسرح الأوليمبيا» يهرع إلىّ، طالبًا منى التوجه معه إلى «مدام أم» كما كان ينادى أم كلثوم، متصورًا أن هذا هو اسمها، وأن «كلثوم» هو لقب العائلة.

 وقد كان كثيرًا ما يحتاج إلى الترجمة فى حديثه مع أم كلثوم التى لم تكن تحدثه إلا باللغة العربية، وقد تصورت فى البداية أنها لا تجيد الفرنسية، إلى أن استمعت إليها تتحدثها بسهولة.

كانت أم كلثوم جالسة وسط الفرقة الموسيقية على كرسى مذهب من طراز«لويس السادس عشر» غير الكرسى الخيزران الذى اعتدناه فى حفلاتها بالقاهرة.

كان عازف الكمان الأول أحمد الحفناوى إلى جوارها، وكان بقية أعضاء الفرقة يستمعون إليها، وهى تبدى لهم بعض الملاحظات، فحياها «كوكاتريكس» وقبل يدها، فردت عليه التحية من دون أن تنهض من كرسيها. فأبدى مدير المسرح اعتراضه على طريقة تقديم الوصلة الأولى من الحفل التى «تحدث فيها المذيع حديثًا سياسيًا ليس هذا مجاله»، على حد قوله، وكان جلال معوض قد قدم الحفل باعتباره نصرًا سياسيًا للعرب، وقال: «اليوم تشدو كوكب الشرق فى عاصمة النور باريس، وغدًا بإذن الله تشدو فى القدس المحررة»، وناشد «كوكاتريكس» أم كلثوم أن تطلب من «المذيع» ألا يقدم الوصلة الثانية بهذه الطريقة الحماسية، مضيفًا «نحن فى حفل فنى، ولسنا فى مناسبة وطنية».

 وشعرت بالحرج من الموقف، وتحيرت كيف سأترجم ذلك لأم كلثوم، لعلمى بأنها لن تقبل هذا الكلام، لكننى قبل أن أنتقى كلماتى، وجدتها تنتفض واقفة وقد فهمت من دون ترجمة كل ما قاله المدير اليهودى للمسرح، وقالت «قل له بل نحن فى مناسبة وطنية، وإنى جئت إلى فرنسا من أجل المساهمة فى المجهود الحربى لبلادى، وإذا كان أسلوبنا لا يروق له فليعتبر اتفاقنا لاغيًا، ثم التفتت إلى الموسيقيين وقالت لهم «لموا الآلات يا ولاد».

وكاد «كوكاتريكس» يغشى عليه وأنا أترجم له بسرعة ما قالته أم كلثوم، وأمام اعتذاراته المتكررة وتوسلاته المتلاحقة، تراجعت أم كلثوم، وقدم جلال معوض الوصلة الثانية من هذا الحفل التاريخى من دون أن تحاول أم كلثوم كبح حماسه الوطنى.. انتهى كلام محمد سلماوى فى هذا الموقف العظيم، وغدًا نلتقى مع ما فعلته الدولة فى أم كلثوم.

قدمت أم كلثوم أغنية «أمل حياتى» التى لحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب، وتبعتها برائعة رياض السنباطى وشعر إبراهيم ناجى «الأطلال»، ثم اختتمت حفلها بأغنية «فات الميعاد» التى لحنها الموسيقار بليغ حمدى.

وأثناء غناء الأطلال قفز شاب مخمور إلى المسرح وأمسك بقدم أم كلثوم بقوة فى محاولة تقبيلها، إلا أنها رفضت، وسحبت قدمها فهوت وسقطت على خشبة المسرح، وساعدتها فرقتها على الوقوف لتواصل الغناء، واستطاعت أم كلثوم أن تحول الموقف إلى نكتة، لتخرج الجمهور من الارتباك، فغنت مقطعًا من أغنية (هل رأى الحب سكارى بيننا)، وهى تشير بيدها إلى ذلك الشاب وهو فى أيدى رجال الأمن يقودونه إلى خارج المسرح.

ما زال هذا الحفل له أصداء، تناوله الشباب، فى برنامج «الدحيح» الذى يقدمه صانع المحتوى المصرى الشهير أحمد الغندور، وجاءت الحلقة بعنوان «أم كلثوم فى باريس».

 

وباريس تحتفى على مسرح فيلهارمونى

بدعوة من إدارة مسرح فيلهارمونى دو باريس، يستضيف المسرح فى الثانى من فبراير المقبل احتفالية خاصة لتكريم السيدة أم كلثوم فى الذكرى الخمسين لرحيلها، يرعاها وزير الثقافة المصرى أحمد فؤاد هنو، وتحييها أوركسترا القاهرة للموسيقى العربية.

وجهت إدارة مسرح فيلهارمونى دو باريس، دعوة لإحياء حفل مماثل فى العاصمة الفرنسية تجاوب معها وزير الثقافة المصرى أحمد فؤاد هنو وسيرعى الحفل بالحضور شخصياً، وتحدد فى الثانى من فبراير المقبل، بمشاركة أوركسترا القاهرة للموسيقى العربية بقيادة المايسترو علاء عبدالسلام، ومطربتى أوبرا القاهرة: رحاب عمر، وإيمان عبدالغنى.

إدارة المسرح أعلنت بسعادة بالغة أن بطاقات الحفل الـ2400 بيعت بالكامل منذ أيام وتم فتح قائمة الانتظار– وايتنج ليست– للراغبين فى حضور الحفل، ولم يتقرر إمكانية إضافة ليلة ثانية طالما أن الإقبال الجماهيرى كثيف، تماماً كما حصل فى النصف الثانى من الستينيات عندما أحيت أم كلثوم حفلاً كبيراً على خشبة مسرح الأوليمبيا دعماً للمجهود الحربى للجيش المصرى بعد العدوان الإسرائيلى عام 1967.

وسيواكب هذه الاحتفاليات تحديد موعد حفل افتتاح العرض الخاص لفيلم: الست، للمخرج مروان حامد، نص أحمد مراد، والذى اختيرت لبطولته الممثلة منى زكى، وهو يروى بأسلوب خاص سيرة أم كلثوم الشخصية والفنية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بكوكب الشرق أم كلثوم أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

مسرحية الربابة تبهر الجمهور والنقاد على مسرح ساقية الصاوي

قدمت فرقة "جون محروس" مسرحية "الربابة" على خشبة مسرح قاعة الحكمة في ساقية الصاوي بالزمالك.

حب العمر .. رسالة رومانسية من الفنان وليد سعد لزوجتهنجل محمد الحلو: والدي بخير ويتابع تعليمات الأطباء |خاص

مسرحية "الربابة" التي تحولت إلى ظاهرة تجذب إقبالاً من الجمهور من مختلف الأعمار من الصغار والشباب والكبار، فوسط إقبال جماهيري ملحوظ نلاحظ أن المسرحية تزداد حباً وعشقاً لدى الجمهور، فأصبحت المسرحية تستعيد الجمهور الغائب، وصارت كفنارة يهتدي إليها الجمهور.

ووسط حضور جماهيري ضخم  تم عرض مسرحية "الربابة" تحت شعار كثير من الإبداع والتألق والتميز، فالكثير ينظر للمسرحية على أنها إحياء للتراث المسرحي الهادف الذي يخلو من الملل والبعد عن الإفهات المبتزلة.

فأكثر ما يميز المسرحية أنها أكثر من مجرد خشبة مسرح أو فتح ستار أو أداء تمثيلي .. فمسرحية «الربابة» هي إحياء للتراث المسرحي الهادف الباحث عن قضايا ومشاكل المجتمع، حيث أن المسرحية تتسم بالواقعية الجادة وبالجرأة على الصعيد الإجتماعي ..

فالمسرحية تحمل رسالة ورؤية جديدة عن الثأر والإنتقام خاصة في صعيد مصر .. الثأر في صعيد مصر يشكل خطورة على هذا المجتمع، وهو يعتبر السبب الأول الذي أدى إلى إنتشار الجرائم رغم كل الجهود والمحاولات التي بذلت لمواجهته.

الثأر هو القتل العمد من أجل الإنتقام، سواء من القاتل أو أسرته أو عائلته، لأنه تسبب في قتل أحد أفراد عائلة آخرى، وليس شرط أن يكون الضحية هو الجاني الأصلي.

إن الكاتب والمخرج "جون محروس" نجح في أن يطرح قضايا مهمة واقعية في بيئته صعيد مصر، ومن أهم هذه القضايا قضية الثأر، كما إتضح ذلك في نص وعرض مسرحية "الربابة" التي تناول فيها الكاتب قضية الثأر، وأشار إلى أن المرأة الصعيدية تلعب دور الحارس علي العادات والتقاليد وعلى رأسها عادة الثأر، فالمرأة تكاد توهب حياتها بالكامل للثأر لأب أو زوج أو أخ أو ابن قتل غدراً، وتتحدى لأي محاولة من أفراد أسرتها للتهرب من ميراث الدم.

والجدير بالذكر أن أكثر ما ميز العرض المسرحي «الربابة» عن سائر العروض المسرحية الأخرى .. هي أنها تخاطب الناس البسطاء المهمشين في قرى مصر وخاصة صعيد مصر الذين يحلمون بإنهاء تلك العادات والتقاليد الموروثة الخاطئة وعلى رأسها قضية الثأر (التار)، ولكنهم يترددون كثيراً قبل أن يتجرؤوا على تحقيق هذا الحلم مع أنه ليس ببعيد ...!!!

وكذلك أكثر ما ميز العرض المسرحي "الربابة" هي السينوغرافيا المعبرة والمتميزة .. فقد تميزت عناصر السينوغرافيا في مسرحية "الربابة" في التعبير عن العمل وأظهرت الصورة جيداً وناسبت الحالة الدرامية، فتنوعت السينوغرافيا وجمعت بين الحداثة والأصالة .. فقد تم إستخدام التقنيات المسرحية الحديثة والتكنولوجيا الرقمية (شاشة LED) والديكورات والإكسسوارات التقليدية المعتادة.

إن مصمم المناظر إستطاع من خلال التقنيات الحديثة والمميكنة، أن يمارس كل طاقاته بالإبداع الفني والمهاري، من خلال إستخدامه الواعي لخشبة المسرح الحديثة – التي تعمل على إقامة علاقة تفاعلية بين منطقتي الإرسال والتلقي، أو بين الممثل والجمهور .. مهما إختلف شكل وتصميم خشبة المسرح.

كما أن الإضاءة المعبرة جسدت حالة الحزن والغضب والخوف والإنتقام، وكذلك الموسيقى والغناء الشعبي والآلات الشعبية كالربابة والناي والدفوف لحالة العمل الفني الدرامية ..

وكذلك الصورة تميزت منذ اللحظة الأولى لتشيد بعمل جيد، وتنوعت الموتيفات الشعبية للبيت الريفي الصعيدي من خلال عناصر الديكور المختلفة والإكسسوارات والملابس ..

فظهرت الجدران البالية وكأنها حزينة منكسرة مثل أصحاب المكان، وناسبت الملابس المكان والحقبة الزمنية وأشخاص الرواية، لنجد الملس الصعيدي والجلباب الريفي والجبة والقفطان الأزهري وكذلك العباءة الصوفية، وإنتشرت على خشبة المسرح عناصر الديكور لتبرز البيت البسيط في قرية صغيرة بعيدة عن الحضر والعلم والنور، يسكنها الظلام والفقر والجهل ،، فنجد الأثاث دكة متهالكة وكرسي هشة وحطب وفرن وزير .. وغيرها من الموتيفات الشعبية الريفية.

مسرحية "الربابة" من بطولة كلاً من : رشا عطا الله، أحمد عبد الصبور، شيماء سيد، يوسف الشيخ، أحمد فرج، عادل مرزوق، أماني وديع، رجب السيد، حسام آمان، ياسمين الموجي، كيرلس نوار، أحمد سرحان، عبد الرحمن معروف، يوسف النحاس، مارجريت فارس.

ومساعد مخرج: محمد ذكي، ومخرج منفذ: سندباد سليمان، والمسرحية من دراماتورج وإخراج: جون محروس.

طباعة شارك مسرحية الربابة ساقية الصاوي مسرحيات

مقالات مشابهة

  • عرض "علماء الطبيعة" لفرقة كفر الشيخ يناقش العلاقة المعقدة بين الإنسان والعلم بمهرجان نوادي المسرح
  • أحمد السويدي:وزير المالية يلعب دورًا مؤثرًا فى دفع حركة الاستثمار والنشاط الاقتصادى
  • فرقة كفر الشيخ تقدم "ولي" بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح
  • كفر الشيخ تشارك في المهرجان الختامي لنوادي المسرح بالقناطر الخيرية
  • بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة "راب" ايرلندية حيّت حماس وحزب الله على المسرح
  • الأحد المقبل.. الأوبرا تنظم أمسية غنائية تركية على مسرح سيد درويش بالإسكندرية
  • «أبوظبي الدولي للكتاب» يطلق إصدار «أم كلثوم.. من الميلاد إلى الأسطورة»
  • مسرحية الربابة تبهر الجمهور والنقاد على مسرح ساقية الصاوي
  • موعد حفل أنغام في دار الأوبرا.. أسعار التذاكر تبدأ من 3000 جنيه
  • تفاصيل وأسعار تذاكر حفل أنغام بدار الأوبرا.. أمسية استثنائية في قلب القاهرة