بوابة الوفد:
2025-05-02@09:49:47 GMT

لغز العقارات

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

اللاجئون «كلمة السر» فى رفع القيمة الإيجاريةالتلاعب فى العقود وألاعيب السماسرة وراء اشتعال السوقمواطنون: مطلوب رقابة حكومية على الإيجار وتحديد منطقى لأسعار الشقق

 

 

تشهد مصر منذ سنوات زيادات مستمرة فى قيمة الإيجارات وأسعار العقارات، سواء فى المناطق الشعبية أو المتوسطة، وكانت الحجة زيادة الطلب على العقارات نتيجة لوجود عدد كبير من اللاجئين فى مصر، إلا أنه بعد عودة العديد منهم إلى أوطانهم خلال الفترة الأخيرة وضعف حركة البيع والشراء فى السوق العقارى، إلا أنّ الأسعار لا تزال تشهد حالة غليان.

الكثير من الخبراء أرجعوا أسباب ذلك إلى بعض العوامل الاقتصادية، والاجتماعية، فيما طالب المواطنون بضرورة فرض قوانين فعالة تُنظم العلاقة بين المالك والمستأجر، وتنظم عملية البيع والشراء، خاصة أن كل منطقة يسيطر عليها بعض السماسرة وبعضهم من أصحاب العقارات الذين يتفقون على سعر محدد للإيجار المفروش أو الفاضى، ويغالون فى أسعار التمليك، ومن الصعب أن يكسر غيرهم هذه الأرقام، وتتفاوت هذه الأسعار من منطقة لأخرى طبقًا لحالتها والخدمات المتوفرة بها وحالة الوحدة السكنية نفسها.

وتبدأ سعر الإيجارات للشقق المفروشة فى المناطق الشعبية من 8 آلاف جنيه وتصل إلى 20 ألف جنيه فى المناطق الراقية، وتزيد على ذلك لتصل إلى 50 ألفًا فى المدن الجديدة، بينما الشقق بدون فرش تبدأ من 5 آلاف وحتى 8 آلاف، والتمليك تبدأ من 700 ألف، وتختلف طبقًا لحالة الشقة وموقعها والخدمات المتوفر بها، وتزيد على ذلك بكثير فى المدن الجديدة.

وعلى مدار السنوات الماضية استضافت مصر أكثر من 792 ألف لاجئ وطالب لجوء من 62 جنسية مختلفة حسب بيان لمفوضية اللاجئين، لكن الأرقام شبه الرسمية تؤكد وجود 9 ملايين لاجئ، بينهم نحو 1.5 مليون سورى يقيمون داخل مصر، كانوا السبب الرئيسى فى ارتفاع سعر الإيجارات والتمليك.

ومع دخولنا عام 2025، تزداد التوقعات والقلق حول مستقبل سوق العقارات، خاصة فى ظل التذبذبات الاقتصادية المستمرة وتأثير سعر الدولار على القطاعات المختلفة. خاصة سوق العقارات الذى يتأثر بشكل كبير بالعوامل الاقتصادية، وعلى رأسها سعر الصرف الذى يلعب دورًا محوريًا فى تحديد الأسعار واتجاهات الطلب والعرض.

وتعليقًا على ذلك قال الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصادى، إنّ التضخم الاقتصادى وارتفاع تكاليف البناء هما أهم أسباب استمرار ارتفاع أسعار الإيجارات والتمليك، مشيرًا إلى أنّه مع استمرار انخفاض قيمة الجنيه المصرى وارتفاع أسعار المواد الخام مثل الحديد والأسمنت، ازدادت تكاليف البناء بشكل كبير.

«هذه الزيادة تُحمَّل فى النهاية على المستأجرين أو المشترين».. يستكمل الخبير الاقتصادى حديثه ويقول إن ارتفاع أسعار الطاقة والوقود، فضلًا عن زيادة تكاليف النقل تعتبر ضمن أسباب استمرار حالة غليان سوق العقارات.

وأشار الخبير الاقتصادى إلى أنّه رغم خروج العديد من اللاجئين وانخفاض الطلب على العقارات فى بعض المناطق، إلا أن الطلب على الوحدات السكنية فى مناطق أخرى لا يزال مرتفعًا ولكن على يد الكثير من التجار كنوع من الاحتكار لكى يقوموا ببعض التعديلات فى الشقق ويعرضونها من جديد بأسعار مرتفعة.

«التاجر يشترى شقة مثلًا تشطيبها قديم ويقوم بعمل بعض الديكورات والدهانات فيها ويعرضها بأعلى من قيمتها كثيرًا».. يستكمل الخبير الاقتصادى حديثه، مشيرًا إلى أن التفاوت فى الطلب يعزز استمرار ارتفاع الأسعار فى المناطق الشعبية والمتوسطة، موضحًا أنّ السياسة العقارية الحكومية تلعب دورًا كبيرًا أيضًا فى تحديد ملامح سوق العقارات، خاصة مع حرص حكومة مصطفى مدبولى، على المشروعات القومية مثل العاصمة الإدارية الجديدة ما أدى إلى توجيه جزء كبير من الاستثمارات العقارية نحو هذه المشروعات، وهو ما قلل من حجم الاستثمارات الموجهة للمناطق الشعبية والمتوسطة، وهذا النقص فى الاستثمار يُترجم إلى زيادة فى الأسعار بسبب قلة العرض.

هذا ويُعد المضاربون العقاريون من بين العوامل المهمة التى تُسهم فى رفع الأسعار.. حسب ما قاله الخبير الاقتصادى، مشيرًا إلى أنّ العديد من المستثمرين يقومون بشراء وحدات سكنية ليس بهدف السكن وإنما بهدف الاستثمار، مما يقلل من عدد الوحدات المتاحة فى السوق ويرفع الأسعار، علاوة على ذلك، يُفضل بعض المستثمرين الاحتفاظ بالوحدات السكنية بدلًا من تأجيرها، ما يؤدى إلى انخفاض المعروض.

 

قوانين فعالة

الكثير من المواطنين الباحثين عن شقة سكنية سواء بالإيجار أو تمليك أشاروا إلى ضرورة وجود قوانين فعالة تُنظم العلاقة بين المالك والمستأجر، حيث يقوم الملاك بزيادة أسعار الإيجارات بشكل عشوائى دون رقابة حكومية.

حديث الخبير الاقتصادى يؤكده الكثير من المواطنين المتضررين، وقال أمجد خلف، موظف، إنه تردد كثيرًا على المقاهى للتعامل مع السماسرة وأصحاب مكاتب العقارات لشراء شقة سكنية «تمليك» فى مربع اللبينى بفيصل، ولكن أصحاب الشقق يغيرون الاتفاق وسعر الشقة خلال 24 ساعة بعد دفع العربون.

وتابع: «تانى يوم بيتصل عليا يقولى خد العربون بتاعك.. انا مش هبيع.. وبيكون السمسار جاب له زبون برقم أكبر من اللى عارضه عليا».

الحكاية لا تختلف كثيرًا عما رواه فريد عبدالعال، الذى دخل فى مشاجرات عديدة مع السماسرة الذين يتلاعبون به بالاتفاق مع أصحاب الشقق، فبعد الاتفاق على سعر محدد للشقة لا تمر ساعات حتى يتصلون عليه ويبلغونه بالرجوع فى قرار البيع بسبب رفع الأسعار من جديد، وقال: «فى سواد الليل بدفع 10 آلاف جنيه زيادة عن قيمة الاتفاق».

يشير «عبدالعال» إلى أن الإيجار فى فيصل وصل إلى 10 آلاف جنيه للشقة 100 متر فى مربع شعبى وحوارى ضيقة، بحجة وجود لاجئين لديهم الاستعداد لدفع هذا المبلغ، وهنا يفاضل أصحاب العقارات بين المصريين واللاجئين.

وأشار أحد السماسرة بمنطقة فيصل بالجيزة إلى أنّ كثيرًا من أصحاب العقارات يتركون الشقق ويرفضون بيعها لحين الوصول إلى السعر المحدد فى خيالهم، فهم ينتظرون اشتعال سعر الدولار ليعرضوها بأسعار فلكية خاصة إذا كانت الخدمات متوفرة بها مثل عداد الكهرباء القديم والغاز والمياه.

ويستكمل السمسار حديثه قائلًا: يُفضل الكثير شراء العقارات بدلًا من استئجارها، ما يزيد من الطلب على التمليك. وهو ما يدفع الأسعار إلى الارتفاع، ويسعى الأفراد لتأمين مستقبلهم من خلال التمليك.

وتابع: على الرغم من ضعف حركة البيع والشراء، فإن بعض أصحاب العقارات يفضلون الاحتفاظ بوحداتهم بدلًا من بيعها بأسعار منخفضة، معتقدين أن الأسعار ستستمر فى الارتفاع على المدى الطويل. هذا السلوك يُقلل من المعروض فى السوق، ما يؤدى إلى زيادة الأسعار.

وأردف: تتركز غالبية الشقق الجديدة ذات التشطيب الفاخر على فئة مواطنين المنتمين للطبقات العالية، مما يُهمل احتياجات الطبقات المتوسطة والشعبية. هذا التركيز يؤدى إلى نقص المعروض من الوحدات السكنية ذات الأسعار المناسبة، ما يدفع الأسعار فى هذه الفئة للارتفاع.

الحلول المقترحة من قبل بعض ملاك العقارات تكمن فى 4 خطوات: البداية تكون مع تعزيز الرقابة الحكومية، من خلال وضع آليات فعالة لضبط أسعار الإيجارات والتمليك، مثل وضع سقف للإيجارات أو تقديم إعفاءات ضريبية للمستثمرين الذين يُركزون على بناء وحدات موجهة للفئات المتوسطة والشعبية.

والحل الثانى فى زيادة الاستثمار فى الإسكان المتوسط والشعبى، مشيرين إلى ضرورة توجيه الاستثمارات إلى بناء مشروعات عقارية تلبى احتياجات الطبقات المتوسطة والشعبية. هذا التوجه يُمكن أن يُقلل من الفجوة بين العرض والطلب ويُساهم فى استقرار الأسعار.

كما أشاروا إلى ضرورة سن قوانين تحمى حقوق كل من المستأجرين والملاك، وتُوفر إطارًا قانونيًا يمنع الاستغلال ويُحقق توازنًا فى العلاقة بين الطرفين، مع تقديم حوافز للمستثمرين، مثل تخفيض الضرائب أو تقديم أراضٍ بأسعار مخفضة للمطورين الذين يُركزون على بناء وحدات سكنية بأسعار مناسبة،كما يجب تغيير الثقافة المجتمعية التى تُفضل التمليك على الإيجار. ويمكن أن تُسهم سياسات حكومية داعمة للإيجار طويل الأجل فى تغيير هذا النمط.

كما أشار عدد من السماسرة إلى أنّ توقف البناء فى قرى المحافظات يشكل تحديًا كبيرًا لسوق العقارات، حيث يؤدى إلى تقليص المعروض وزيادة الأسعار، مما يثقل كاهل المشترين ويعوق التنمية. لذلك بات من الضرورى اتخاذ إجراءات فعالة لدعم قطاع البناء وتحقيق التوازن بين العرض والطلب لضمان استقرار السوق العقارى وتحقيق التنمية المستدامة.

ممارسات أخرى يوم بها بعض من السماسرة معدومى الضمير تكمن فى ترويج معلومات مغلوطة حول ارتفاع أسعار العقارات فى المنطقة وتكون المقاهى أرضا خصبًا لذلك، ما يدفع الملاك إلى رفع أسعار الإيجارات أو البيع. هذه المعلومات المضللة تعتمد على خلق وهم بأن هناك طلبًا متزايدًا أو مستثمرين كبارًا يستهدفون المنطقة.

كما يعمد بعض السماسرة إلى شراء أو استئجار عدة وحدات سكنية بأسعار معقولة، ثم إعادة طرحها فى السوق بأسعار مبالغ فيها. هذا الأسلوب يخلق ندرة مصطنعة للوحدات السكنية، ما يدفع الأسعار إلى الارتفاع.

لم يتوقف الأمر على هذا فحسب، بل رصدنا استخدام بعض السماسرة ثغرات قانونية لزيادة أرباحهم، مثل التلاعب فى عقود الإيجار أو فرض رسوم إضافية غير قانونية على المستأجرين. كما يستغلون غياب الرقابة على بعض المناطق الشعبية لتحديد الأسعار عشوائيًا دون الالتزام بالسوق الحقيقى.

من ألاعيب السماسرة الشائعة أيضًا فى المناطق الشعبية إثارة المنافسة بين المستأجرين عن طريق الإيحاء بأن هناك طلبًا كبيرًا على الوحدة السكنية، ما يدفع المستأجرين إلى تقديم عروض أعلى للحصول على العقار.

يقوم بعض السماسرة بإخفاء عيوب العقار أو الترويج لوحدات سكنية بأنها تتمتع بمزايا غير موجودة. هذا الأسلوب يُضلل المشترين ويدفعهم لدفع أسعار أعلى من القيمة الحقيقية للعقار.

هذه الممارسات انعكست بالسلب على التوافق الطبقى فى المساكن فتجد فئات من الأطباء والمهندسين وغيرهم من المهن الراقية يقطنون بجوار بعض من المسجلين وأصحاب الحرف الدنيوية وغيرهم من الأميين، ما يخلق حالة من الخناق والكبت المستمر ويصل الأمر إلى المشاجرات اليومية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: توقف البيع والشراء لغز العقارات اللاجئون الخبیر الاقتصادى أسعار الإیجارات أصحاب العقارات ارتفاع أسعار بعض السماسرة سوق العقارات وحدات سکنیة الطلب على الکثیر من فى السوق یؤدى إلى ما یدفع على ذلک الذین ی إلى أن کثیر ا

إقرأ أيضاً:

قبل عيد الأضحى دليلك الكامل لشراء الأضحية 2025.. الأسعار، الشروط، والنصائح الشرعية

دليلك الكامل لشراء الأضحية 2025.. الأسعار، الشروط، والنصائح الشرعية.. مع اقتراب عيد الأضحى 2025، يبدأ المسلمون في مصر وخارجها في التحضير لشعيرة الأضحية، التي تُعد من أعظم القربات إلى الله. ومع ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام، تزداد الحاجة إلى دليل شامل يُساعد المواطنين على اتخاذ قرار شراء الأضحية بطريقة شرعية واقتصادية في آنٍ واحد.

أسعار الأضاحي في مصر 2025

شهدت أسعار الأضاحي ارتفاعًا ملحوظًا هذا العام نتيجة لعدة عوامل اقتصادية. وجاءت الأسعار على النحو التالي:

الخراف (الضأن): الكيلو القائم بين 90 و225 جنيهًا حسب النوع والمنطقة.الماعز: متوسط السعر نحو 5،000 جنيه للرأس.العجول البقري: الكيلو القائم بين 54 و60 جنيهًا.العجول الجاموسي: يبدأ من 49 جنيهًا ويصل إلى 55 جنيهًا للكيلو.منافذ بيع الأضاحي الرسمية

توفر وزارة الزراعة منافذ بيع معتمدة بأسعار مخفّضة في عدد من المحافظات، أبرزها:

القاهرة: هايبر الطيران بمدينة نصر.الجيزة: مزرعة صفط، كلية الزراعة.القليوبية: مشتل قها، جزيرة الشعير، محطات البحوث ببهتيم.

هذه المنافذ تضمن جودة الأضحية، وبيعها بأسعار مناسبة مقارنة بأسواق القطاع الخاص.

أسباب ارتفاع الأسعار قبل عيد الأضحى.. تعرف على شروط الأضحية وأسعارها في الأسواق المصرية فلكيًا.. موعد عيد الأضحى ووقفة عرفات 2025

يرجع هذا الارتفاع إلى عدة أسباب، من أبرزها:

زيادة تكلفة الأعلاف محليًا وعالميًا.قلة المعروض من المواشي.ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف النقل.شروط الأضحية الشرعية

حسب السنة النبوية، يجب أن تتوفر شروط الأضحية التالية لتكون صحيحة:

أن تكون من بهيمة الأنعام: إبل، بقر، غنم (ضأن أو ماعز).بلوغ السن الشرعي:الإبل: 5 سنواتالبقر: سنتانالماعز: سنةالضأن: 6 أشهر (إذا بدا كالثني)خلوها من العيوب: مثل العرج أو المرض أو الهزال الشديد.الذبح في الوقت الشرعي: من بعد صلاة العيد وحتى مغرب يوم 13 ذو الحجة.التسمية عند الذبح: مع استخدام آلة حادة وعدم كسر الرقبة قبل خروج الروح.نصائح هامة قبل شراء الأضحيةاشتري من مصدر موثوق أو من منفذ رسمي.افحص الأضحية جيدًا قبل الشراء.قارن بين الأسعار في الأسواق المختلفة.خطط لميزانيتك مبكرًا، وتجنب الشراء المتأخر.نصائح هامة قبل شراء الأضحية

اشتري من مصدر موثوق أو من منفذ رسمي.

افحص الأضحية جيدًا قبل الشراء.

قارن بين الأسعار في الأسواق المختلفة.

خطط لميزانيتك مبكرًا، وتجنب الشراء المتأخر.

 

 

مقالات مشابهة

  • أسعار الذهب اليوم الجمعة 2 مايو 2025.. انخفاضات متتالية تثير قلق المستثمرين
  • أسعار الفراخ البيضاء اليوم الخميس 1 مايو 2025
  • قبل عيد الأضحى دليلك الكامل لشراء الأضحية 2025.. الأسعار، الشروط، والنصائح الشرعية
  • ماذا حدث لأسعار البيض في تركيا؟
  • ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء يدفع الليبيين للدواجن.. والمزوغي: لا نملك أدوات ضبط الأسعار
  • أسعار الخضار والفواكه تشتعل في تركيا
  • مدبولي يكشف لـ«صدى البلد» أسباب انخفاض أسعار بعض السلع
  • بعد تراجع أسعار النفط 9 % عالميا .. كم ستنخفض المحروقات في الأردن؟
  • البنك الدولي يتوقع تراجع أسعار السلع الأولية لمستويات ما قبل كورونا
  • مدبولي يوضح سبب انخفاض أسعار بعض السلع الفترة الحالية