بوابة الوفد:
2025-01-15@21:47:24 GMT

«حماس» و«حزب الله» نقطة ضعف فى الموقف العربى

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

الحرب الإسرائيلية على غزة كشفت عورة أمريكاالعدالة الدولية «معطَّلة» بالڤيتو الأمريكى وتعنت إسرائيلتوحيد صفوف السوريين ضرورة لبناء الدولة ومواجهة الأطماع الخارجيةالاتحاد الأوروبى عملاق اقتصادى.. قزم سياسى

 

 السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، درس الاقتصاد والعلوم السياسية وتخرج عام 1960 ودرس بمعهد الدراسات الاستراتيجية عام 1963، كما حصل على زمالة كلية الدفاع بأكاديمية ناصر العليا عام 1978، انضم إلى السلك الدبلوماسى المصرى عام 1961 وشارك فى مفاوضات مصر مع أكثر من 70 دولة ومنظمة، إضافة إلى أنه قاد مفاوضات مصر مع الاتحاد الأوروبى «اتفاق الشراكة» وحصل على وسام الاستحقاق من ألمانيا الاتحادية ومن الكاميرون.

شغل السفير جمال بيومى العديد من المناصب، منها مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، مستشار أمين عام جامعة الدول العربية فى الفترة 2001-2011 مستشار رئيس مجلس الشعب فى الفترة 2001-2011، عضو هيئة المحكمة العليا للقيم فى الفترة من 2009-2010 بالإضافة إلى توليه منصب أمين عام اتحاد المستثمرين العرب.

«الوفد» التقت السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق وهذا نصر الحوار.

- المشهد الإقليمى متشابك ومعقد إلى أقصى درجة، لأن كثيرًا من أبطال الرواية بوجهين وكاذبون، يقول الشىء ويفعل ضده، وأولهم بالطبع الولايات المتحدة ودول الأطلنطى، فهم الذين زرعوا لنا منذ أيام نابليون إسرائيل لكى يتخلصوا من اليهود، وليس حبًا فى اليهود، فعندما جاء نابليون المنطقة وفشل فى غزو عكا وقف على أبوابها وقال إنه لابد من زرع دولة يهودية فى هذه المنطقة للأغراض التالية، أولا: لتفصل بين المغرب والمشرق العربى، لأنه تنبأ أن العرب سيصبحون قوة، ثانيًا: أن تنفذ أغراض الغرب وحلف الأطلنطى أى الاستعمار العالمى، وهذا سبب انحياز أمريكا والغرب المطلق لإسرائيل، ثالثًا: تستنزف قدرات دول المنطقة، وما زال هذا قائمًا، وعندما فشل الصليبيون أن يغزوا علمًا بأن الجيش المصرى طهَّر هذه المنطقة منذ 2000 سنة قبل الميلاد منذ غزو الهكسوس ووقتها تم عقد معاهدة قادش أول معاهدة فى التاريخ السياسى، وبالنسبة للحرب الإسرائيلية الآن فهناك رئيس وزراء فى إسرائيل شديد التطرف، وهو يدرك أنه لو توقفت هذه الحرب سيدخل السجن، إما لأنه مطالب للعدالة الدولية، أو العدالة الإسرائيلية نفسها تطارده، فطوال أن الحرب مستمرة ومستعرة، فهو فى أمان، الكارثة الأكبر الحكومة الإسرائيلية لا تدرك قوانين الحرب، لدرجة أن أحد الوزراء الإسرائيليين الجهلاء أفشى سرًا لا تريد إسرائيل أن تفشيه وهو سر حربى وهو أنهم يمتلكون قنبلة نووية، فقد طالبنا لسنوات طويلة فى الوكالة الدولية أن تقول إسرائيل هل عندها قنبلة نووية أم لا، وأن تنضم لمعاهدة منع الانتشار النووى، فيخرج وزير جاهل يهدد باستخدام القنبلة النووية ومعنى ذلك أنه أفشى سرًا حربيًا، علمًا بأنهم لا يستطيعون استخدام قنبلة نووية فى منطقة أكثر مناطق العالم تكدسًا بالسكان، مما يضر اليهود أنفسهم، ولهذا فإن المشهد الإقليمى متشابك لن ينقذنا منه إلا طول النفس. فلابد للدول العربية أن تعد نفسها لمعركة طويلة جدًا، لأن إسرائيل بحكم حجمها لا تستطيع أن تعبئ قوات لفترة طويلة، ولذلك فجزء من انتصار حرب أكتوبر أنها طالت.

- نعم.. فإسرائيل لا تستطيع الحرب أكثر من 6 أيام فلديها مشكلتان لا تستطيع الحرب لفترة طويلة ولا تستطيع الحرب على جبهتين، فالعدالة الدولية لن تستطيع فعل شىء خاصة أنها لسنوات طويلة معطلة، ففى الستينيات كان الروس يستخدمون الفيتو، والآن الولايات المتحدة تسرف فى استخدام الفيتو حتى إنها تصوت ضد إيقاف القتال، وهذا شىء عجيب للغاية، وأرى الرأى العربى حزين بسبب عدم الرد على إسرائيل، لكن العالم العربى ليس بصحة جيدة، فسوريا محتلة بها أربع جيوش أجنبية، التركى وإسرائيل والفرنسيون والأمريكان، وليبيا ليست بحال أفضل، السودان، فالجيش السودانى انقسم إلى حكومة وقوات تدخل سريع، الصومال، اليمن، فليس هناك عالم عربى يستطيع فعل شىء، ومع ذلك فأنا معجب بنجاح الدبلوماسية المصرية والعربية التى عبأت 154 دولة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة صوّتوا لصالح وقف القتال.

- لا.. فهى لم تنفذ القرار المنشئ لها، فالقرار الذى أنشأ إسرائيل حدد خريطة بمقتضاها يأخذ اليهود 49% والفلسطينيون 51% من الأراضى الفلسطينية فلم ينفذوا شيئًا وأكثر من ذلك أن نتنياهو لا يعترف بالوثيقة معاهدة أوسلو للسلام التى وقعها رابين مع ياسر عرفات 1993 بغرض السلام وإقامة دولة فلسطينية خلف حدود 5 يونيه 1967 بل واحتل الجولان لتصبح جزءًا من إسرائيل، فإسرائيل لا تحترم الأمم المتحدة ولا العدالة الدولية، ويؤيده فى ذلك ترامب، فنحن فى وضع عالم من أسوأ ما يمكن.

- هذا سؤال مهم، فقد كنت أدرس مادة لطلاب الدبلوم فى الماجستير بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية طرحوا على أن أسميها «فن التفاوض» لكننى أطلقت عليها «مهارات التفاوض» ووضعت سؤالا مفاده إذا انسحبت إسرائيل من الجولان واعترفت بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 واعترفت بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين وطلبت منا أن ندمجها فى المنطقة فماذا ستكون الإجابة: هل تنال عضوية الجامعة العربية أو وضع المراقب، فلابد أن يكون هناك سيناريو تغرى به إسرائيل، وهذا ما فعله الرئيس السادات حين تفاوض مع إسرائيل حتى وقعت معاهدة السلام التى قال عنها أحد كبار الدبلوماسيين قال إن أكبر مقلب شربته إسرائيل هو معاهدة السلام «كامب ديفيد» التى وقعها السادات، فقد حصل السادات على كل الأرض مقابل ورقة ومقر للسفارة فلابد عند التفاوض أن تزين لإسرائيل أن خضوعها للتفاوض وعملية السلام لابد أن يكون له ثمن.

- هناك نظريات متعددة منها أن إسرائيل ترفع شعار «من الفرات إلى النيل.. هذا وطنكم يا بنى إسرائيل» وهذه شعارات مثلما كان هناك شعار «سنلقى باليهود فى البحر» فكلمة تخلق شرق أوسط جديد غير معقولة، فكيف يحدث ذلك وتعداد يهود العالم 11 مليون يهودى داخل وخارج إسرائيل وهى أقل من هذه المساحة التى يرفعون هذا الشعار من أجلها، فالمستعمرات الإسرائيلية فى فلسطين تحولت إلى أشباح لعدم وجود سكان إذن من أين ستأتى إسرائيل بسكان لملء المساحة من النيل للفرات؟ فالبعض يردد مقولة من النيل للفرات ردًا على مقولة الرئيس جمال عبدالناصر فى مصر «سنلقى بإسرائيل فى البحر» فهل تم إلقاؤها فى البحر، فمساحة سيناء أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة إسرائيل فمن أين ستأتى إسرائيل بسكان، فما مستقبل 11 مليون يهودى وسط 500 مليون عربى؟ ولذلك يجب أن نثق فى أنفسنا أفضل من ذلك، وأن الحرب ليست الحل الوحيد.

- أنا فخور بالسياسة المصرية منذ 200 سنة قبل الميلاد، منذ قام أحمس بتحرير فلسطين من غزو الهكسوس، وهذه واحدة من أقدم معاهدات التاريخ، وأؤكد دائما أنه لم يختلف أحد مع السياسة الخارجية المصرية إلا واتبعها بعد 50 سنة، والأمريكان عاتبوا عبدالناصر والغرب، وفرنسا وإسرائيل وبريطانيا اعتدوا على مصر فى عدوان 1956 لأنها اعترفت بالصين، فأصبحت العميل التجارى رقم واحد، لأن الصين أصبحت أكبر مصدر فى العالم، وأصبحت أكبر شريك تجارى للولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك وليس ذلك فقط، بل إن الصين تراهن على ألا يكون الدولار قيمته أعلى لأنها أكبر حائز للدولار كاحتياطى نقدى، أيضًا عندما اعترفنا بكوبا أيام فيدل كاسترو وكانوا يستهزئون بقرار عبدالناصر فى الستينيات وفى 2009 قام الرئيس أوباما بالاعتراف بكوبا وزار هافانا بعد مصر بـ50 سنة، وعندما قرر عبدالناصر الانضمام إلى الجات وكنت ضمن الفريق المشارك فى كتابة اتفاقية الجات، وهناك من يقول إن أمريكا هى التى أجبرتنا على دخول الجات مع أن الصوتين الوحيدين الذين صوتوا ضد دخولنا الجات هما أمريكا وإسرائيل فى 1968 وأصبحنا عضوًا فى الجات 1970 حتى عاتبتنا روسيا وقتها بحجة الانضمام إلى منظمة استعمارية حتى دخلها الروس أنفسهم فى 2013 بعد دخول مصر بـ40 عامًا، فما من أحد اختلف مع السياسة الخارجية المصرية إلا وندم واتبعها، فعلى سبيل المثال إذا قارنا بين وضع مصر بعد توقيع معاهدة السلام واسترداد كافة الأراضى حتى طابا وبين الذين عارضوها ممن يسمون جبهة الصمود «العراق، سوريا، ليبيا، واليمن»، فهى تعانى أسوأ أوضاع فى العالم العربى وهم الذين عارضوا مصر، من هنا يأتى اعتزازى بالسياسة المصرية.

- الحرب على غزة موقف لا أخلاقى بالمرة، وللأسف الشديد لا يمكن أن نعتمد على العدالة الدولية، لأن العدالة الدولية معطلة بالفيتو الأمريكانى وعدم انصياع إسرائيل لأية قرارات دولية تصدر حتى وإن نجحت فى إصدار قرارات لإيقاف الحرب لا تنفذها إسرائيل، فنحن فى وضع غير عادل، لكن هذا لن يجعلنا نكفر بالقضية، لا سنواصل بالحرب السياسية وطول النفس أو ما أطلق عليه «الصمود الفلسطينى»، وأشيد بالصمود الفلسطينى الذى استمر منذ سنة 48، بل إن بعض الفلسطينيين انضموا إلى إسرائيل وصاروا يحملون الجنسية ويتعاملون كأنهم إسرائيليون عرب ودخلوا الكنيست وسيلعبون اللعبة مع إسرائيل، وتتوهم إسرائيل بأنها بهذا تدفع الفلسطينيين إلى الهجرة، وبالطبع هناك عشرات الآلاف من الفلسطينيين هاجروا إلى كل بلدان العالم، إذن هى عملية قتل متواصل بأمل كاذب هو التهجير وأن اليهود فى يوم من الأيام ستكون لهم الأغلبية فى المنطقة، والحقيقة لا، لأن تعداد الفلسطينيين بحكم الطبيعة يزداد، وهناك مشكلة اليوم فى إسرائيل وهى الهجرة العكسية فكل الذين ذهبوا إلى إسرائيل على أنها أرض الأحلام خاب أملهم فبدأت هجرة عكسية أكثر من الهجرة الإيجابية، فإسرائيل تتناقص وتنقرض، والحل لديهم هو الاستمرار فى القتل، لسببين أن هذا سوف يدفع الفلسطينيين إلى مغادرة بلدهم، وثانيًا أن رئيس وزراء إسرائيل نفسه طريد العدالة الدولية والعدالة الإسرائيلية، فإيقاف الحرب معناه أنه سيتعرض للمحاكمة حتى فى بلده ويدخل السجن وإذا هاجر خارج إسرائيل فسوف تطارده محكمة العدل الدولية التى تطلب إيقافه، فالموقف معقد ومتشابك ومصلحتنا القدرة العربية فى هذا الشأن هو الصمود الفلسطينى وعلينا أن ندعم الفلسطينيين بكل ما نملك ولا نضن أبدًا، ونحن ندعم الصمود الفلسطينى لأنه جزء من الأمن القومى المصرى الذى يبدأ من اللاذقية حتى جوبا فى الجنوب، ولهذا أظن أن ما قالته الأونروا بأن 80% من المساعدات التى دخلت إلى فلسطين مصرية، فمصر دفعت خمسة أضعاف العالم كله مساعدات.

- هذا ضد سياسة إسرائيل ومصلحتها، لأنها تتمنى أن تحصل على الضوء الأخضر لضرب المفاعل النووى الإيرانى، فإسرائيل تريد توسعة الصراع، ولهذا يعجبنى اتجاه السياسة الإيرانية الخارجية، فهناك دبلوماسيون إيرانيون على أعلى مستوى، فقد حافظوا على وزارة الخارجية والسلك الدبلوماسى لديهم من أرقى الدبلوماسيات فى العالم ويدركون ما يفعلون، ولذلك تجد رد فعل إيران محكوماً ولا تسعى للتوسع، وقد رأينا رد فعل بسيطاً من إيران عند مقتل القيادى الحماسى «هنية» لديها.

- السؤال الأهم هنا هل أمريكا تريد بالفعل الضغط على إسرائيل، وهل أمريكا لها مصلحة أن تتوقف إسرائيل؟ لا فإذا تعلق الأمر بالأمن القومى الأمريكى، فأمريكا تجبر إسرائيل على فعل أى شىء، فحياة إسرائيل فى يد أمريكا، فهى مورد السلاح لها ومورد المساعدات، فمعدل المساعدات الأمريكية لإسرائيل يجعل كل إسرائيلى يحصل على مساعدات أمريكية بما يساوى الناتج القومى للفرد فى مصر، فأمريكا رغم ضعف اقتصادها حاليًا أعطت لإسرائيل 14.5 مليار دولار غير تكلفة القوات والحرب الإلكترونية، فما فعلته أمريكا من منع إسرائيل من التدخل فى حرب العراق خير شاهد، وحسب تصريح وزير خارجية أمريكا زمن الرئيس أيزنهاور فى كتابه «حرب أو سلام» مترجم إلى العربية يقول فيه «فمن المعروف أن إسرائيل قامت على غير سند من القانون أو التاريخ أو الأصول وقامت على القوة وتفرض على المنطقة التى توجد بها» ونحن نعلم ذلك، فأمريكا لا تريد الضغط على إسرائيل نهائيًا، لكن الحرب الإسرائيلية على غزة كشفت عورة أمريكا، وأكدت أن ما ترفعه من شعارات تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان ما هى إلا أكذوبة كبرى ووسيلة للسيطرة على شعوب المنطقة، كما أنها هزت صورة أمريكا فى العالم والتى تقدم نفسها على أنها حامية لحقوق الإنسان والديمقراطية.

- الاتحاد الأوروبى عملاق اقتصادى وقزم سياسى، لأن فى كثير من قضاياهم يحلها الأمريكان، فمثلا البوسنة والهرسك حلها الطيران الأمريكانى، عندما تفككت يوغسلافيا القديمة إلى 5 دول والذى فض الاشتباك بين اليونان وتركيا أمريكا، فأوروبا لا قدرة لها سياسيًا فى مواجهة الولايات المتحدة.

- هناك معايير مزدوجة، وأن هناك فوبيا من إيران فهذا غير حقيقى فلماذا توجه أمريكا اتهاماتها لإيران بحيازتها المفاعل النووى وتغض الطرف عن إسرائيل صاحبة القنبلة النووية؟!

- هناك محاولات من 30 سنة للإصلاح وتريد زيادة الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن ليصبح عشرة أعضاء بدلا من 5 بالإضافة إلى أن الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن حاليًا لابد من موافقتهم، لكن ليس لهم مصلحة فى ذلك، لكننى غير متفائل فى إصلاح النظام الدولى.

- لبنان بلد قام على الطائفية، درزى، شيعة، سُنة، وللأسف أنهم فى الوفاق الوطنى وهو شبه دستور قسموا السلطات لرئيس الدولة ورئيس البرلمان شيعى ورئيس الوزراء سنى، أما موقف حزب الله فهو يأخذ موقفًا مستقلاً عن كل الأطياف ولا يتشاور مع أحد، فهناك ثقبان أو قدمان ليستا ثابتتين فى العالم العربى هما حماس فى مواجهة السلطة الفلسطينية، وحزب الله فى مواجهة الحكومة المركزية اللبنانية وما نتج عنه أنه ليس هناك رئيس دولة لفترة طويلة حتى تم انتخاب رئيس جديد الآن، لكن يحزننى ما يتعرض له حزب الله ومقتل قائده حسن نصر الله، ويزعجنى أى اعتداء على لبنان، ونفس الأمر حماس، لكن لا يبدأ حماس أو حزب الله حربًا دون تنسيق مع الدولة ويريد الحرب بعيدًا عن الدولة، إلا أنه بالفعل حماس أخطأت فى 7 أكتوبر وورطت العرب فى هذا الصراع وكذلك حزب الله فى لبنان هما نقطة ضعف فى الموقف العربى، رغم أننى لا أشكك فى وطنيتهما أو مصداقيتهما.

- كل قوة عظمى لابد أن يحدث نزاع بينها وبين قوى عظمى مثلها، فالنزاع الأمريكى الروسى على مناطق فى النفوذ وكلاهما بمعيار أو آخر دولة استعمارية، فروسيا كانت تحتل شرق أوروبا كله، لكن نجحوا فى زمن التعقل أنهم يعقدون سلسلة من الاتفاقيات والمعاهدات لمنع قيام الحرب عن طريق الخطأ، بالإضافة إلى أن هناك ما يمنع من قيام حرب مباشرة بين روسيا وأمريكا، وهو أن أمريكا تملك من السلاح التقليدى والنووى ما يكفى لقتل 90 مليون روسى فى الضربة الأولى، وروسيا تملك ما يكفى لقتل 120 مليون أمريكى فى الضربة الأولى وذلك بسبب أن كثافة السكان فى أمريكا أكثر، فروسيا تملك أكبر مساحة فى العالم، ولذلك صارت هناك استحالة لقيام حرب أمريكية روسية مباشرة، فماذا عن صناعة السلاح لابد من إيجاد حروب بالوكالة لها، مثل حرب أوكرانيا والحروب المنتشرة، وكل هذا حذر منه الرئيس أيزنهاور أيضًا، حيث قال فى آخر خطبة له قبل رحيله أحذر من التحالف بين صانع السلاح وصانع القرار السياسى، فأمريكا لم تكن فى حاجة إلى غزو العراق إنما السبب أنه أنفق على حرب العراق 470 مليار دولار قيمة أسلحة.

- هذا سوء تقدير للموقف من الجانبين، فأكبر مؤامرة حدثت ونجحت التى قام بها ريجان أنه ادعى أنه سيصنع سلاح حرب النجوم، أى زرع أسلحة فى الفضاء الجوى وأقمار صناعية بها صواريخ تسيطر على العالم كله، بحيث أن أى صاروخ عدوانى يوجه لأمريكا سيسقط فى الطريق، وبالتالى أصبح هناك استحالة فنية أن روسيا تهاجم أمريكا، فلو صح ذلك وتملكت أمريكا هذا السلاح، فمن الممكن أن تعتدى على روسيا لكن ظهر أن الغرض هو جر روسيا إلى سباق فى التسلح، وروسيا صدقت هذه الأكذوبة وبدأت فى التسلح مما أسفر عن سقوط الشيوعية نتيجة دخولهم فى حرب سباق للتسليح لم تكن روسيا اقتصاديًا تتحمله، ومن ثم ابتدأت الشيوعيات الصغيرة التى كانت تتحالف مع روسيا فى حلف وارسو تتساقط، فبدأ الغرب يمتد فى اتجاه الشرق، وفى 2009 حضر الرئيس الأمريكى أوباما اجتماعًا لحلف الناتو فى وارسو عاصمة حلف وارسو المضاد، وكل ذلك ابتلعته روسيا، حتى أخطأ الغرب عندما اقترب جدًا من قلب روسيا، فأوكرانيا كانت جزءًا من روسيا، فأصبح ليس هناك إلا احتلال موسكو، ولذلك فالروس لم يقبلوا، وأرى أن الحرب الروسية الأوكرانية ستنتهى عندما يقوم الطرفان بتقديم تنازلات كبيرة عندما تتخلى روسيا عن فكرة ضم أجزاء من الأراضى الأوكرانية وعندما تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام لحلف الأطلنطى وتصبح دولة محايدة.

- ما يحدث على أرض السودان الشقيق كارثة الكوارث، فمشكلة السودان أنه يقوم على النظام القبلى، وهو ما أدى إلى انقسام الجيش السودانى ذاته، وهو السبب الرئيسى فى تقسيم السودان، وانفصاله عن مصر، وهذه أكبر مشكلة فى إفريقيا كلها.

- سوريا عاشت وضعًا مؤسفًا على مدار عقود، فعائلة الأسد انفردت بالحكم لمدة 61 عامًا، وبدأت الأزمة تتصاعد منذ عام 2011 خاصة بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية، ولولا الدعم الإيرانى والروسى لما استعاد نظام بشار الأسد أجزاء كبيرة من البلاد، وبالرغم من ذلك فإن التحولات التى جرت مؤخرًا كشفت ضعف قدرة هذه القوى على تقديم الدعم كما هو فى السابق مما سبب فى انسحاب الجيش السورى من مواقع استراتيجية بشكل عشوائى وغير منظم، مما جعل الفصائل تستغله لتوسيع نفوذها على الأراضى السورية، لكننى على قدر كبير من التفاؤل، وأتوقع أن أفضل سيناريو لابد أن يجرى هو توحيد صفوف السوريين وإجراء انتخابات ديمقراطية ترضى جميع الأطراف، لكن وجود قوات أجنبية فى مختلف الأنحاء يشكل أزمة كبرى يواجهها السوريون خاصة مع أطماع إسرائيل لاحتلال أراضى سوريا، وتدخل العديد من الدول فى سوريا، والحل هو توحيد صفوف السوريين حول هدف واحد، وهو بناء الدولة السورية للحفاظ على وحدة أراضيها وسيادتها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق مساعد وزير الخارجية الأسبق جمال بيومى حماس حزب الله العدالة الدولیة فى العالم لا تستطیع حزب الله لابد أن أکثر من

إقرأ أيضاً:

مستقبل وطن: مصر ساهمت بدور فعال في الوصول لاتفاق بين إسرائيل وحماس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد المهندس تامر الحبال القيادي بحزب مستقبل وطن، أن اتصال الرئيس الأمريكي جو بايدن هاتفيا بالرئيس عبدالفتاح السيسي، يعكس التقدير الأمريكي الدور المصري القوى المحوري في تحقيق الاستقرار في المنطقة، ودورها المؤثر في إنهاء الحرب ووقف التصعيد العسكري في غزة، والقبول بالهدنة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس والوصول لاتفاق لإنهاء الحرب.


وأضاف القيادي بمستقبل وطن لا يخفى على أحد الدور الذي تقوم به مصر لصالح القضية الفلسطينية منذ عقود، و التزامها باستمرار في دعم القضية الفلسطينية وسعيها في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
 

وأوضح “الحبال” أن ثقة زعماء العالم في الرئيس عبدالفتاح السيسي جعلت هناك استجابة واسعة لحديثه ودعوته لوقف اطلاق النار في غزة ووقف التصعيد العسكري من جانب إسرائيل، كما استجاب العالم للرئيس السيسي في عقد أكثر من مؤتمر وقمة عربية و أوروبية، من أجل وقف الحرب والسعي لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
 

وأشار إلى أن الإتفاق ما كان ليحدث لولا الدور المصري الأساسي والتاريخي لها في المنطقة والتزام مصر بحل عبر الدبلوماسية.

ولفت إلى أن القضية الفلسطينية في قلب كل مصري ومصر والقيادة السياسية دائما داعمين للقضية. 

مقالات مشابهة

  • حماس: إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها وقادرون على بناء غزة
  • د. طارق فهمى: مصر تحقق توازن الموقف العربى.. وستظل الأكثر قدرة على ضبط المشهد السياسى والأمنى والاستقرار فى الإقليم
  • اليمن: رهانُ القائد الواثق بالله أعجز أمريكا وكسر شوكةَ “إسرائيل”
  • التوصل لاتفاق وقف النار في غزة بين حماس و إسرائيل
  • مستقبل وطن: مصر ساهمت بدور فعال في الوصول لاتفاق بين إسرائيل وحماس
  • تامر الحبال: الوصول لاتفاق بين إسرائيل وحماس بفضل دور مصر
  • خبير: خسائر إسرائيل في حرب غزة انعكست على مرونة المفاوضات مع حماس
  • خبير إعلامي: خسائر إسرائيل في حرب غزة انعكست على مرونة المفاوضات مع حماس
  • محلل أمني: استراتيجية إسرائيل الخاطئة ستؤبد الحرب