حذر الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من مشكلة الطبقية الدينية التي باتت تهيمن على بعض الأوساط المجتمعية، مشيرًا إلى أنها تؤدي إلى خلل في العلاقات بين الأفراد وتخلق نوعًا من الاستعلاء الديني.

السيطرة على الآخرين

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء: «الاستعلاء هنا ليس على أساس العلم، بل على أساس التدين، فهناك من يستخدم الدين كمبرر للسيطرة على الآخرين أو الحكم عليهم بشكل قسري».

وأوضح كيف يمكن أن تبدأ الطبقية الدينية في البيئة الأسرية، حيث يُفاجأ الوالدان عندما يصبح الابن المتدين في مكانة أعلى ويبدأ في توجيه الأوامر لوالديه، وفي البداية قد يفرح الأهل بتدين ابنهم ويمنحونه سلطة على الأسرة، لكن ما يحدث لاحقًا هو تحول هذه السلطة إلى نوع من القضاء على سلوك الأب والأم، حيث يبدأ الابن في توجيه النصائح والإرشادات، بل وقد يفرض نفسه كقائد للأسرة.

وأضاف: «هذه الطبقية تؤدي إلى تدخل الابن في تربية أخواته أو في تصرفات والديه، بحيث يرى نفسه مسؤولًا عن رعاية الجميع، بما فيهم والداه، في بعض الأحيان، قد يصل إلى مرحلة يفرض فيها قيودًا على تصرفات والديه، ويعتقد أن ذلك هو الطريق الوحيد للطاعة لله».

خلل في العلاقات الأسرية

كما أشار إلى أن هذا النوع من التفكير يؤدي إلى خلل في العلاقات الأسرية وقد يتسبب في توتر بين الزوجين، حيث قد يشعر أحد الزوجين بأن الآخر يمارس نوعًا من الاستعلاء الديني على حسابه، وعلى سبيل المثال، الزوجة قد تشعر بأن زوجها ينظر إليها بعين الاحتقار بسبب طريقة تعبيرها عن تدينها، رغم أنها قد تكون بالفعل تقترب من الله في طاعتها.

وأكد أن ما يُسمى بـ«عزة الإسلام» في هذه الحالات ليس سوى نوع من التفاخر والتكبر الشخصي، موضحًا، أن عزة الإسلام لا تتحقق من خلال الاستعلاء على الآخرين أو فرض الرأي بالقوة، العزة الحقيقية تأتي من الأخلاق، وهي ما يجب أن يُظهره المسلم في تعامله مع الآخرين".

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليُتمم مكارم الأخلاق، قائلًا: «عندما نقول عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه (على خلق عظيم)، فهذا يعني أن العلو الذي تحدث عنه هو تجاوز السفساف والتمسك بالقيم الأخلاقية الرفيعة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية البيئة الأسرية

إقرأ أيضاً:

هل يستحب الأذان للصلوات في المنزل؟.. أمين الفتوى يجيب

أكد الدكتور محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الأذان عبادة عظيمة في الإسلام، ويجب أن تتحقق فيها شروط معينة حتى تكون صحيحة ومقبولة، مشيرًا إلى أن الهدف من الأذان هو الإعلام بدخول وقت الصلاة، وليس مجرد ترديده في أي مكان دون مراعاة الضوابط.  

أوضح أمين الفتوى خلال تصريح، اليوم الاثنين، أنه لا يجوز لشخص غير مستوفٍ لشروط الأذان أن يقوم به في المساجد، لما في ذلك من إحداث تشويش على المصلين، مؤكدًا أن الأذان في المساجد له ضوابط، ولا ينبغي أن يكون مصدر إزعاج، خاصة إذا كان المؤذن غير مؤهل لذلك.  

وأضاف أنه في بعض الحالات، مثل اجتماع مجموعة من الموظفين في شركة أو وجود أفراد في أماكن بعيدة عن المساجد، فإنه يُستحب لهم الأذان والإقامة للصلاة، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل الذي كان يؤذن في الصحراء، فتعجب الله من فعله وغفر له.  

وأشار إلى أن التطور التكنولوجي اليوم جعل من السهل معرفة أوقات الصلاة من خلال التطبيقات الحديثة، مما يقلل الحاجة إلى الأذان في أماكن العمل غير المخصصة للصلاة، مشيرا إلى ضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية للأذان، وتجنب التشويش على الآخرين، قائلًا: "إذا كان هناك مسجد يؤذن للصلاة، فلا داعي للأذان في أماكن العمل أو المكاتب بطريقة تسبب الإزعاج، فالأذان عبادة لها ضوابط وشروط لا بد من مراعاتها".

مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى يوضح ضوابط أخذ الزوجة من مال زوجها دون علمه
  • أمين الفتوى: الربح من تطبيقات التفاعل الوهمي حرام
  • هل يجوز عمل عقيقة في بلد آخر؟.. أمين الفتوى يجيب
  • أمين الفتوى يُوضح ضوابط أخذ الزوجة من مال زوجها دون علمه (فيديو)
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح حكم أخذ الزوجة من مال زوجها دون علمه
  • أمين الفتوى بـ«الإفتاء» يكشف حكم إعادة الأذان حال انقطاع الكهرباء
  • هل يستحب الأذان للصلوات في المنزل؟.. أمين الفتوى يجيب
  • كيفية قضاء الصلوات الفائتة.. أمين الفتوى يوضح
  • إحدى أزمات مسلسل ظلم المصطبة.. أضرار الانسياق وراء رغبات الآخرين وتوجهاتهم
  • أمين الفتوى: على مدرب الجيم أن يعامل المدربة كما لو كان والدها حاضرا