اليمن.. أُمَّـةٌ تقلبُ موازينَ الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
عدنان ناصر الشامي
اليمن، هذه الأرض التي طالما كانت قلب العروبة النابض، تستعد اليوم لتغيير ملامح الشرق الأوسط بأسره، واضعة حدًا لعقود من الهيمنة الأمريكية والصهيونية. في وقتٍ يظن فيه أعداؤها أن الحصار والعدوان قد يضعف إرادتها، ها هي اليمن بثباتها وقوتها تصنع معادلات جديدة، تمزق خيوط الهيمنة وتعيد رسم خارطة المنطقة وفق إرادَة الشعوب الحرة.
اليمن اليوم ليس مُجَـرّد دولة تواجه أعداءها، بل مشروع مقاومة يُعيد للأُمَّـة مجدها المسلوب. الكيان الصهيوني، الذي اعتاد القتل والإجرام وفرض الهيمنة، سيجد نفسه أمام يدٍ يمنية من حديد، تضرب بلا هوادة. تلك اليد التي جعلت من العدوان على غزة صفحة سوداء في سجل الإنسانية، ستعيد كتابة التاريخ في تل أبيب وكل المستوطنات المحتلّة. ما حدث في غزة من دمار شامل، سيصبح مشهدًا متكرّرًا في عقر دار العدوّ، حَيثُ لن تحميَه دفاعاته، ولا منظوماته، ولا حتى أمريكا وبريطانيا، وكل من يقف خلفه.
اليمن بقيادته الحكيمة المباركة وقوته المسلحة الفريدة، يُمثل أملًا لكل الشعوب المستضعفة. وعد الله حق، واليمن اليوم أقرب من أي وقت مضى لتحقيق الحلم الأكبر للأُمَّـة الإسلامية: تحرير فلسطين من نهرها إلى بحرِها.
لن تنفعهم يومئذ تحالفاتهم ولا دفاعاتهم، فـ “لا عاصم اليوم من أمر الله”، ولن يبقى للكيان الصهيوني إلا الندمُ على جرائمه. الشرارة التي أشعلتها غزة ستصبح نارًا تحرق المحتلّين، وستتحول كُـلّ ثرواتهم التي بنوا بها هيمنتهم إلى نقمة تطاردهم في كُـلّ زاوية من الأرض.
إننا أمام لحظة تاريخية حاسمة، حَيثُ اليمن بصموده وتضحياته يخطو بثبات نحو تحقيق وعد الله. من أرض الإيمان والحكمة، ومن بين أنقاض الحصار والعدوان، يُولد فجرٌ جديد يُبشّر بزوال الطغاة وانتصار المستضعفين. اليمن، الذي كان دائمًا حصنًا للعزة والكرامة، سيُعيد للأُمَّـة الإسلامية كرامتها، ويُثبت للعالم أجمع أن إرادَة الشعوب الحرة لا تُقهر.
اليمن ليس فقط في طريق تحرير فلسطين، بل هو صانع المعادلات الجديدة، ومنارة تُضيء درب الحرية لكل من يسعى لاستعادة حقوقه. وفي النهاية، ستظل هذه الأُمَّــة شاهدة على أن الحق لا يموت، وأن وعد الله آتٍ لا محالة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
رئيس البرلمان التركي: نرفض أي مقترحات تفضي إلى تهجير الفلسطينيين
أكد رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، أنه "من غير الممكن قبول مقترحات تفضي إلى تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة"، مشددا على أن "مقتل نحو 60 ألف إنسان في حرب الإبادة الإسرائيلية على مدى عام ونصف في غزة، أمر لا يمكن للبشرية أن تقبله".
جاء ذلك في كلمة ألقاها، الاثنين، خلال مشاركته في مؤتمر بطوكيو تحت عنوان "تركيا وآفاق السلام في الشرق الأوسط"، على هامش زيارة رسمية يجريها إلى اليابان.
وقال قورتولموش: "من المؤسف أنه في بيئة شهدت مثل هذه الإبادة الجماعية الكبيرة، ظلت جميع المؤسسات والمنظمات الدولية تقريبا صامتة وعاجزة وفاقدة للإحساس"، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطينية حرة.
وأوضح أن مفتاح السلام في الشرق الأوسط هو الحل العادل للقضية الفلسطينية، مضيفا أنه "من غير الممكن قبول أو طرح أو حتى الحديث عن مقترحات تفضي إلى تهجير الشعب الفلسطيني من غزة".
وفي الشأن السوري، شدد قورتولموش على ضرورة ضمان وحدة الأراضي السورية، واتخاذ خطوات لتأسيس ديمقراطية ناضجة.
وبيّن أن تركيا عازمة على القيام بواجبها في السير مع الشعب السوري في طريقه نحو الديمقراطية، مؤكدا على ضرورة تطهير سوريا من السلاح وحصره في يد الجيش السوري.
والأسبوع الماضي، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير كامل سكانه من الفلسطينيين إلى دول أخرى.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وبدعم أمريكي، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.