عربي21:
2024-10-05@18:34:48 GMT

دور بيلاروسيا النووي والعسكري في شرق أوروبا

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

مع كل حرب تشتعل تزداد أهمية دول التماس؛ تلك الدول التي لا تخوض الحرب بشكل مباشر ولكن تملك من الأهمية الاستراتيجية ما يرجح كفة أحد المتصارعين على الكفة الأخرى. ومن هذه الدول بيلاروسيا، هذه الدولة القابعة في شرق أوروبا والتي تملك حدودا مفتوحة مع كل من روسيا وأوكرانيا. فهي من جهة منفذ لروسيا على أوكرانيا، ومن جهة أخرى داعم دبلوماسي وسياسي قوي لسياسات موسكو في أوروبا الشرقية ومتناغم مع غضبها من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.



منذ أيام برر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو نشر أسلحة نووية تكتيكية في بلاده بأنه رد فعل مناسب على عسكرة أوروبا، وبرر ذلك بالقول بأن هناك خطرا متزايدا من استخدام أسلحة الدمار الشامل. هذا لا يعني أن بيلاروسيا دخلت نادي الكبار النووي، ولكن على حد قول مسئولين في الاستخبارات الأمريكية الشهر الماضي في تصريحات لشبكة "سي إن إن" فإن لوكاشينكو لن تكون له السيطرة الكاملة على هذه الأسلحة والقرار سيكون في النهاية بيد موسكو. هؤلاء المسئولون الأمريكيون أقروا بعجز الأقمار الصناعية عن رصد نقل الدفعة الأولى من هذه الأسلحة النووية التكتيكة، لكنهم لم يستبعدوا حدوث الأمر.

موقف بيلاروسيا المعلن والواضح أنها مع الجارة موسكو قلبا وقالبا، وكما قال الرئيس البيلاروسي العام الماضي فإن بلاده ستحارب مع روسيا إذا تعرضت لأي اعتداء. يعني هذا بوضوح أن موسكو استطاعت أن تصنع حاجزا حربيا بينها وبين الاتحاد الأوروبي، فاشتعال أية معركة في مينسك سيعني بالضرورة حربا جديدا بالوكالة؛ ولكن هذه المرة ليست على أرض منقسمة عرقيا ولغويا مثل أوكرانيا بل على أرض أكثر ارتباطا بروسيا وهي بيلاروسيا
موقف بيلاروسيا المعلن والواضح أنها مع الجارة موسكو قلبا وقالبا، وكما قال الرئيس البيلاروسي العام الماضي فإن بلاده ستحارب مع روسيا إذا تعرضت لأي اعتداء. يعني هذا بوضوح أن موسكو استطاعت أن تصنع حاجزا حربيا بينها وبين الاتحاد الأوروبي، فاشتعال أية معركة في مينسك سيعني بالضرورة حربا جديدا بالوكالة؛ ولكن هذه المرة ليست على أرض منقسمة عرقيا ولغويا مثل أوكرانيا بل على أرض أكثر ارتباطا بروسيا وهي بيلاروسيا. ويعني هذا أيضا أن شرر الصراع إن اندلع فسيأخذ وقتا حتى يصل للأراضي الروسية، ولهذا لا يمكن أن نفهم نشر الأسلحة النووية الروسية على الأراضي البيلاروسية خارج هذا الإطار.

وقد ساعد على وضعية بيلاروسيا هذه أمران؛ أولهما أنها دولة حبيسة ليس لها منافذ بحرية، فهذه المنافذ تساعد الدول عادة على تعميق علاقتها مع الآخرين وعند غياب المنفذ فهي إما تكون دولة محايدة سياسيا وعسكريا مثل سويسرا أو دولة تابعة مثل بيلاروسيا. والأمر الثاني أن مينسك فشلت في صياغة هوية قومية ذاتية مستقلة عن روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وإعلان استقلالها، أو بعبارة أخرى فشل ربيع أوروبا الذي أطاح بكثير من رؤساء دول الاتحاد السوفيتي السابق في أوروبا في أن يصل إلى بيلاروسيا، واستطاع الرئيس الحالي ألكسندر لوكاشينكو أن يحتفظ بكرسي الحكم لمدة تقترب الآن من ثلاثين عاما رغم معارضة الغرب له ولسياساته. فالثورات الملونة التي أطاحت بالأنظمة القديمة في شرق أوروبا وتتهمها موسكو بأنها ممولة من الولايات المتحدة لم تمر من بيلاروسيا، وبقيت البلاد على حالها السياسي تقريبا منذ ذلك الحين.

السؤال المهم في هذا السياق هو لماذا لم تنخرط مينسك بشكل مباشر في الصراع الروسي الأوكراني؟ والإجابة تكمن بأن انخراطها يعني توسيع دائرة الصراع بشكل لا تستطيع موسكو ولا مينسك تحمل تكلفته حاليا، ولكن يمكن تحمل تكلفة أن تكون داعما سياسية ودبلوماسيا وأحيانا ممرا لعبور الإمدادات. والأهم من هذا هو اعتراف أكبر مسئول في الدولة هناك بأن بلاده ستنخرط في أي حرب تستهدف موسكو بشكل مباشر، أي أن بيلاروسيا هي مخزون روسي استراتيجي في شرق أوروبا يُستخدم في حالة الطوارئ. ويبدو أن هذه الحالة بانت بوادرها حاليا بعد الإعلان عن نقل الأسلحة النووية الروسية إلى هناك.

twitter.com/hanybeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بيلاروسيا روسيا روسيا اوكرانيا بيلاروسيا صراعات السلاح النووي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی شرق أوروبا على أرض

إقرأ أيضاً:

مخاوف من حرب تجارية بعد رسوم أوروبا على السيارات الكهربائية الصينية

احتجت شركات السيارات الألمانية على قرار الاتحاد الأوروبي بالمضي قدمًا في فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية الصينية، في حين اعتبرت مجموعات البيئة أن هذا القرار سيُمكن السيارات الكهربائية الأوروبية الجديدة من المنافسة، في وقت يخشى فيه البعض من أن يشعل هذا القرار توترات تجارية أوسع نطاقًا، وفق ما قالته مجلة فوربس.

ووافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة على فرض رسوم تصل إلى 35%، بجانب الرسوم الحالية التي تبلغ 10%. ومع ذلك، قالت المفوضية الأوروبية في بيان إن المفاوضات ستستمر مع الصين.

ووجد الاتحاد الأوروبي أن الصين قدمت دعما غير عادل لصناعتها، وهو ما تنفيه الصين، مهددة بفرض رسوم جمركية على منتجات أوروبية مثل الألبان والسيارات.

شركات تعترض

وبحسب تقرير من "أوتوموتيف نيوز أوروبا"، اعترضت شركات مثل بي إم دبليو، وفولكسفاغن، ومرسيدس، وستيلانتس على الرسوم المتزايدة. كما أعربت رابطة مصنعي السيارات الأوروبية عن أملها في أن تفضي المفاوضات المستمرة إلى إيجاد بديل لزيادة الرسوم.

وفقًا لتقرير نشرته خدمة "رويترز بريكنغ فيوز"، جاء في عنوانه "رسوم السيارات الكهربائية هي مجرد الخطوة الأولى في حرب الاتحاد الأوروبي والصين"، فإن هذه الصفقة تستثني السيارات الهجينة التي تتمتع فيها الشركات الصينية بتفوق تنافسي.

وأشار التقرير إلى أن التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين قد تمتد إلى مجالات أخرى.

الشركات الصينية مثل "بي واي دي" بدأت بالفعل في بناء مصنع للسيارات الكهربائية في المجر (الأوروبية)

وأضاف التقرير: "من المتوقع أن تحد هذه الرسوم من قدرة الصين على المنافسة مع الشركات الأوروبية مثل فولكسفاغن ورينو، وتحفزها على بناء مصانع في أوروبا. ومع ذلك، لا يعني فرض الرسوم أن الصين ستخرج من السوق بشكل كامل، بل سيظل أمام الشركات الأوروبية تحديات أخرى".

من جانب آخر، قالت فوربس إن الشركات الصينية مثل "بي واي دي" بدأت بالفعل في بناء مصنع للسيارات الكهربائية في المجر، ويفكر كبار اللاعبين الصينيين في خطط مشابهة.

حرب تجارية

وحذر تقرير خدمة "رويترز بريكنغ فيوز" من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى حرب تجارية، حيث قد تقوم الصين بالرد بفرض رسوم على صادرات أوروبية حساسة مثل مواد البطاريات أو السلع الفاخرة الأوروبية.

من جانب آخر فإن الرسوم المرتفعة ستتيح لشركات السيارات الأوروبية استعادة جزء كبير من السوق الذي فقدته لصالح السيارات الكهربائية الصينية، ولكن بشرط أن يواصل الاتحاد الأوروبي الحفاظ على أهداف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفقًا لما ذكرته مجموعة الضغط البيئي "ترانسبورت آند إنفايرومنت".

وأضافت مجموعة "ترانسبورت آند إنفايرومنت" أنه إذا تم تخفيف أهداف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الاتحاد الأوروبي، فإن مبيعات السيارات الكهربائية التي تنتجها الشركات الأوروبية ستتوقف، لأنها ستركز على السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي الأكثر ربحية، وتؤخر إطلاق سيارات كهربائية بأسعار معقولة.

وقالت جوليا بوليسكانوفا، المدير الأول في "ترانسبورت آند إنفايرومنت": "إن فرض رسوم أعلى على السيارات الكهربائية هو خطوة صحيحة، ولكن يجب أن يترافق ذلك مع أهداف واضحة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون".

وأضافت "هذا جزء من سياسة صناعية متكاملة لتعزيز إنتاج السيارات الكهربائية في أوروبا. ومع ذلك، قد يواجه الاتحاد الأوروبي نتائج سلبية إذا تأخر في تحقيق أهداف 2025 بينما يقيد استيراد السيارات الكهربائية الصينية بأسعار معقولة".

مقالات مشابهة

  • مخاوف من حرب تجارية بعد رسوم أوروبا على السيارات الكهربائية الصينية
  • أزمة بقطاع صناعة السيارات في أوروبا.. تعرف على الأسباب
  • أزمة صناعة السيارات في أوروبا .. ومخاوف نشوب حرب تجارية
  • أستاذة قانون دولي: إسرائيل لا تميز بين المدني والعسكري في عدوانها على غزة
  • وزير الخارجية الإسباني : سنواصل العمل من أجل الحفاظ على الشراكة بين المغرب والإتحاد الأوربي
  • ماكرون يخشى موتها.. هل تتجه أوروبا نحو حرب اقتصادية باردة مع الصين!
  • أوروبا تفرض جمارك إضافية على السيارات الكهربائية الصينية
  • رئيس وزراء المجر: أوروبا تتجه نحو حرب اقتصادية باردة مع الصين
  • زيادة الطلب على الكهرباء.. هل تشكل حلا لأزمة الصناعة الخالية من الكربون في أوروبا؟
  • شولتس يطلب تسريع إبرام اتفاقية تجارية بين أوروبا و"ميركوسور"