عربي21:
2025-01-18@00:51:12 GMT

دور بيلاروسيا النووي والعسكري في شرق أوروبا

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

مع كل حرب تشتعل تزداد أهمية دول التماس؛ تلك الدول التي لا تخوض الحرب بشكل مباشر ولكن تملك من الأهمية الاستراتيجية ما يرجح كفة أحد المتصارعين على الكفة الأخرى. ومن هذه الدول بيلاروسيا، هذه الدولة القابعة في شرق أوروبا والتي تملك حدودا مفتوحة مع كل من روسيا وأوكرانيا. فهي من جهة منفذ لروسيا على أوكرانيا، ومن جهة أخرى داعم دبلوماسي وسياسي قوي لسياسات موسكو في أوروبا الشرقية ومتناغم مع غضبها من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.



منذ أيام برر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو نشر أسلحة نووية تكتيكية في بلاده بأنه رد فعل مناسب على عسكرة أوروبا، وبرر ذلك بالقول بأن هناك خطرا متزايدا من استخدام أسلحة الدمار الشامل. هذا لا يعني أن بيلاروسيا دخلت نادي الكبار النووي، ولكن على حد قول مسئولين في الاستخبارات الأمريكية الشهر الماضي في تصريحات لشبكة "سي إن إن" فإن لوكاشينكو لن تكون له السيطرة الكاملة على هذه الأسلحة والقرار سيكون في النهاية بيد موسكو. هؤلاء المسئولون الأمريكيون أقروا بعجز الأقمار الصناعية عن رصد نقل الدفعة الأولى من هذه الأسلحة النووية التكتيكة، لكنهم لم يستبعدوا حدوث الأمر.

موقف بيلاروسيا المعلن والواضح أنها مع الجارة موسكو قلبا وقالبا، وكما قال الرئيس البيلاروسي العام الماضي فإن بلاده ستحارب مع روسيا إذا تعرضت لأي اعتداء. يعني هذا بوضوح أن موسكو استطاعت أن تصنع حاجزا حربيا بينها وبين الاتحاد الأوروبي، فاشتعال أية معركة في مينسك سيعني بالضرورة حربا جديدا بالوكالة؛ ولكن هذه المرة ليست على أرض منقسمة عرقيا ولغويا مثل أوكرانيا بل على أرض أكثر ارتباطا بروسيا وهي بيلاروسيا
موقف بيلاروسيا المعلن والواضح أنها مع الجارة موسكو قلبا وقالبا، وكما قال الرئيس البيلاروسي العام الماضي فإن بلاده ستحارب مع روسيا إذا تعرضت لأي اعتداء. يعني هذا بوضوح أن موسكو استطاعت أن تصنع حاجزا حربيا بينها وبين الاتحاد الأوروبي، فاشتعال أية معركة في مينسك سيعني بالضرورة حربا جديدا بالوكالة؛ ولكن هذه المرة ليست على أرض منقسمة عرقيا ولغويا مثل أوكرانيا بل على أرض أكثر ارتباطا بروسيا وهي بيلاروسيا. ويعني هذا أيضا أن شرر الصراع إن اندلع فسيأخذ وقتا حتى يصل للأراضي الروسية، ولهذا لا يمكن أن نفهم نشر الأسلحة النووية الروسية على الأراضي البيلاروسية خارج هذا الإطار.

وقد ساعد على وضعية بيلاروسيا هذه أمران؛ أولهما أنها دولة حبيسة ليس لها منافذ بحرية، فهذه المنافذ تساعد الدول عادة على تعميق علاقتها مع الآخرين وعند غياب المنفذ فهي إما تكون دولة محايدة سياسيا وعسكريا مثل سويسرا أو دولة تابعة مثل بيلاروسيا. والأمر الثاني أن مينسك فشلت في صياغة هوية قومية ذاتية مستقلة عن روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وإعلان استقلالها، أو بعبارة أخرى فشل ربيع أوروبا الذي أطاح بكثير من رؤساء دول الاتحاد السوفيتي السابق في أوروبا في أن يصل إلى بيلاروسيا، واستطاع الرئيس الحالي ألكسندر لوكاشينكو أن يحتفظ بكرسي الحكم لمدة تقترب الآن من ثلاثين عاما رغم معارضة الغرب له ولسياساته. فالثورات الملونة التي أطاحت بالأنظمة القديمة في شرق أوروبا وتتهمها موسكو بأنها ممولة من الولايات المتحدة لم تمر من بيلاروسيا، وبقيت البلاد على حالها السياسي تقريبا منذ ذلك الحين.

السؤال المهم في هذا السياق هو لماذا لم تنخرط مينسك بشكل مباشر في الصراع الروسي الأوكراني؟ والإجابة تكمن بأن انخراطها يعني توسيع دائرة الصراع بشكل لا تستطيع موسكو ولا مينسك تحمل تكلفته حاليا، ولكن يمكن تحمل تكلفة أن تكون داعما سياسية ودبلوماسيا وأحيانا ممرا لعبور الإمدادات. والأهم من هذا هو اعتراف أكبر مسئول في الدولة هناك بأن بلاده ستنخرط في أي حرب تستهدف موسكو بشكل مباشر، أي أن بيلاروسيا هي مخزون روسي استراتيجي في شرق أوروبا يُستخدم في حالة الطوارئ. ويبدو أن هذه الحالة بانت بوادرها حاليا بعد الإعلان عن نقل الأسلحة النووية الروسية إلى هناك.

twitter.com/hanybeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بيلاروسيا روسيا روسيا اوكرانيا بيلاروسيا صراعات السلاح النووي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی شرق أوروبا على أرض

إقرأ أيضاً:

نقص المغنيسيوم.. خطر يهدد الحمض النووي

الجديد برس|

توصلت دراسة حديثة إلى نتائج مقلقة حول نقص المغنيسيوم في الجسم، إذ أظهرت ارتباطاً بين انخفاض مستويات هذا المعدن الأساسي وتلف الحمض النووي، ما يفتح الباب أمام العديد من الأمراض المزمنة. وقد نُشرت نتائج الدراسة في «الدورية الأوروبية للتغذية»، استناداً إلى أبحاث أجراها فريق من جامعة «سازرن» الأسترالية، شملت 172 بالغاً في منتصف العمر.

تلف الحمض النووي

أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من نقص المغنيسيوم يظهرون مستويات مرتفعة من الهوموسيستين، وهو حمض أميني سام يمكن أن يلحق الضرر بالحمض النووي. وأوضح عالم الأحياء الجزيئية في «سازرن»، بيرمال ديو، أن العلاقة بين انخفاض المغنيسيوم وتلف الحمض النووي كانت واضحة، حتى بعد تعديل العوامل مثل العمر والجنس.

علاج مرضى السكري

أشار الباحثون إلى أن المغنيسيوم يلعب دوراً كبيراً في التفاعل مع عناصر غذائية أخرى مثل حمض الفوليك وفيتامين B12. وفيما يتعلق بمرض السكري، أظهرت الدراسة أن مستويات عالية من المغنيسيوم قد تكون مفيدة في علاجه، كما تساعد في الحد من تأثيرات الهوموسيستين السامة التي ترتفع عند نقص هذه الفيتامينات.

شيخوخة الأنسجة وزيادة خطر الأمراض

بحسب الفريق البحثي، يمكن أن يؤدي الجمع السام بين نقص المغنيسيوم وارتفاع مستويات الهوموسيستين إلى زيادة خطر الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة مثل السرطان، والسكري، والزهايمر، والباركنسون. وأكد الباحثون أن نقص المغنيسيوم قد يؤثر أيضاً على قدرة الجسم على إنتاج الطاقة، مما يسرّع شيخوخة الأنسجة.

المغنيسيوم وصحة الجسم

إلى جانب تأثيره على الحمض النووي، يلعب المغنيسيوم دوراً أساسياً في أكثر من 300 عملية إنزيمية في الجسم، تشمل تنظيم ضغط الدم، التحكم في مستويات الغلوكوز، وضمان وظائف الأعصاب. كما ربطت دراسة أخرى بين مستويات كافية من المغنيسيوم وزيادة حجم الدماغ، ما يعكس أهميته للصحة العقلية والبدنية.

مصادر المغنيسيوم الغذائية

تعتبر بذور اليقطين، وبذور الشيا، واللوز، والسبانخ، والكاجو من أبرز مصادر المغنيسيوم. تحتوي 30 غراماً من بذور اليقطين المحمصة على 156 ملغ من المغنيسيوم، وهي كمية تسهم في سد جزء كبير من احتياجات الجسم اليومية. ويوصي الخبراء بأن يحصل البالغون على 420 ملغ من المغنيسيوم يومياً، وهي كمية يمكن تأمينها بسهولة من المكملات الغذائية أو نظام غذائي متوازن.

مقالات مشابهة

  • نقص المغنيسيوم.. خطر يهدد الحمض النووي
  • بعد تصريحات مسؤوليها.. ما حقيقة المخطط الخارجي لاحتلال مناطق في بيلاروسيا؟
  • نيبينزيا: موسكو ترى أن الولايات المتحدة وبريطانيا هما وراء الهجوم على “السيل التركي”
  • تقرير: مشكلات التلوث الضوضائي تواجه الإهمال في أوروبا
  • الرشيدي: جيسوس لا يمزح ولكن يجب أن يلزم البليهي دكة البدلاء
  • أوروبا تخصص 120 مليون يورو للمساعدات الإنسانية في غزة
  • أوروبا طوت صفحة كورونا ولكن.. هل ستجبر الإنفلونزا مواطني القارة العجوز على ارتداء الكمامات مجددا؟
  • بوحبيب التقى ماغرو وسفير بيلاروسيا والممثلة الجديدة لصندوق الأمم المتحدة للسكان
  • استطلاع: الأوروبيون يخشون رئاسة ترامب الثانية أكثر من غيرهم
  • رئيس الوزراء الأوكراني: حصلنا على أكثر من 50 مليار دولار من أوروبا منذ 2022