باحثة بـ«مرصد الأزهر»: الشائعات الإلكترونية تهدد استقرار المجتمعات
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
قالت سامية صابر، الباحثة في مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن الشائعات الإلكترونية تمثل تهديدًا كبيرًا للفرد والمجتمع، مٌشيرة إلى أن تأثيرها لا يقتصر على نشر معلومات كاذبة، بل يمتد إلى خلق حالة من الاضطراب والفوضى في المجتمع.
الناس لا يدركون تأثير الشائعات التي يتم تداولهاوأضافت الباحثة في مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال حلقة برنامج «كلام إيجابي»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن كثيرًا من الناس لا يدركون تأثير الشائعات التي يتم تداولها بشكل سريع على منصات التواصل الاجتماعي، رغم أن هذه الشائعات قد تكون بعيدة عن الحقيقة تمامًا.
وأوضحت أن المشكلة تكمن في سرعة انتشار المعلومات على الإنترنت، حيث يمكن لخبر غير دقيق أن ينتشر بشكل واسع في وقت قصير، مما يؤثر بشكل كبير على أفراد المجتمع، ويزيد من حالة القلق والخوف، مستشهدة بعدد من الأمثلة الواقعية مثل الشائعات التي انتشرت في عام 2018 بشأن البيض البلاستيك، وكذلك الشائعات المتعلقة بالطماطم، التي أثرت على الأسواق بشكل سلبي.
دور الإعلام الرقمي في تصحيح المفاهيموأشارت صابر إلى أهمية التوعية والتأكد من صحة الأخبار قبل نشرها، داعية الجميع إلى عدم الانسياق وراء المعلومات المضللة التي قد تضر بالمجتمع، مؤكدة دور الإعلام الرقمي في تصحيح المفاهيم، من خلال تقديم المعلومات الصحيحة والمبنية على الدليل، داعية الشباب والمجتمع بشكل عام إلى أن يكونوا أكثر حرصًا في تداول الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي.
وشددت على ضرورة تبني ثقافة التحقق قبل المٌشاركة في أي مٌحتوى، مؤكدة أن تصحيح الشائعات الإلكترونية يتطلب جٌهدًا جماعيًا من جميع أفراد المجتمع، سواء كانوا مٌؤسسات أو أفراد، لضمان بيئة معلوماتية آمنة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المجتمع وسائل التواصل الاجتماعي الشائعات الإلكترونية
إقرأ أيضاً:
أسباب ودوافع إطلاق الشائعات وانتشارها.. منهج الجماعات الإرهابية لزعزعة الاستقرار
الأسباب والدوافع لإطلاق الشائعات وانتشارها.. منهج الجماعات الإرهابية لزعزعة الاستقرار
دائمًا ما تستخدم جماعة الإخوان الإرهابية كل الوسائل لبث سمومها وتزييف الحقائق، مستهدفة زعزعة الأمن والاستقرار والنيل من ثقة الشعب في قيادته، ورغم ذلك، فإن جهود الدولة الرشيدة في التصدي لهذه الأكاذيب، واعتمادها على الإعلام الرسمي الموثوق به، قد كشفت زيف إدعاءاتهم، وتتطلب مواجهة هذه الشائعات تضافر الجهود بين الدولة والمواطن، من خلال نشر الوعي بأهمية التحقق من المعلومات قبل تداولها، وبناء مناعة مجتمعية ضد حملات التضليل.
أسباب إطلاق الشائعاتالدكتور مأمون طربية كشف في كتابه «السلوك الاجتماعي للفرد: موضوعات تطبيقية في علم النفس الاجتماعي»، عن الأسباب والدوافع لإطلاق الشائعات وانتشارها، وتتمثل في الآتي:
- العدوانية: تجاه الشخص أو الجماعة المستهدف بالإشاعة، وذلك لتشويه السمعة أو تغيير موقف الناس منه (منها)، أو أثارة الخوف، وهذا يحدث كثيرًا تجاه الأشخاص أو الجماعات ذات الأهمية والشهرة حين تطلق عليهم الشائعات.
- الإسقاط: يسقط مروج الشائعة ما يضمره في نفسه على شخص آخر أو أشخاص آخرين، كالخوف والإهمال وميول للكذب أو الخيانة أو الرشوة أو التضليل.
- التنبؤ: تشير الشائعة إلى احتمالات مستقبلية يعتقد مروج الشائعة بقرب حدوثها، وهو يهيئ الناس والظروف لاستقبالها.
- الاختبار: تكون الشائعة هنا كبالون اختبار المعرفة نوعية وقدر استجابة الناس لحدث معين حين يقدر له الحدوث فعلا، مثال تسرب شائعة بغلاء أسعار بعض السلع ثم تدرس ردود أفعال الناس فإذا كانت معقولة ومحتملة ربما يتم فعلًا رفع الأسعار وأما إذا كانت غاضبة ومستفزة فيمكن تكذيب الشائعة واعتبار الأمر كأن لم يكن.
- جذب الانتباه: إذ يبدو مروج الشائعة أو ناقلها على أنّه عليم ببواطن الأمور، وأنّ لديه مصادر مهمة للأخبار لا يعرفها بقية الناس، وربما يكون هذا تعويضًا عن نقص أو عدم ثقة بالنفس، وربما تكون الدوافع بسبب الفراغ والملل والحاجة إلى التسلية والتمتع بإثارة الاهتمام وإرباك الناس وإقلاقهم وتوتيرهم.
كيف نحارب الشائعة؟ووفقًا لما ذكره الأستاذ والباحث في العلوم الاجتماعية والدراسات الإعلامية في كتابه، يمكن محاربة الشائعة التي تطلقها الجماعات الإرهابية والتي تستهدف زعزعة أمن واستقرار الوطن من خلال قواعد وأسس تتبعها الجهات الرسمية والإعلامية، ومن هذه القواعد مقاومة مروجي الشائعات لكشف حقيقتها بأدلة دامغة عن مدى زيفها بوقائع وأدلة دقيقة، و يعتبر نشر الحقائق كاملة عن واقعة دارت حولها الشائعة من أهم القواعد التي تستخدم في محاربة الشائعات.
كذلك من الأسس التي تستخدمها الدولة الحديثة في محاربة الشائعة إذا كبر حجمها وطال أمنها واستقرارها تقريب الهوة بين السلطة والجمهور، فمن شأن ذلك أن يكسب الناس ثقة في حكومتهم وفيما تقدمه لهم من أنباء، وإلا فإنّ فقد الثقة في البيانات الرسمية يجعل الناس يتقبلون أية شائعة عنها، وفي هذا السياق يقترح بعض الباحثين النفسانيين بعض الطرق عمل لمحاربة الشائعة منها:
- لجان فاحصة تقوم بالتحقيق وتتبع الأقاويل المطلقة لتحديد الوقائع
ملصقات ومطبوعات: وهو محاولة بيانية لتثبيت معطيات إزاء أخرى تُطلق الأخبار جُزافًا.
- برامج إذاعية ومتلفزة لتوعية الرأي العام ودحض الأكاذيب بالصوت والصورة.
- مكتب إعلامي للرد على الشائعة بأية وسيلة إعلامية بنفس الزمان والمكان (مثلا وردت شائعة في صحيفة يرد عليها بتصحيح أو توضيح في الصحيفة ذاتها وفي مكان ورودها من الصفحة).
كما يمكن التصدي للشائعات من خلال عدة طرق أخرى أبرزها:
- تكذيب الشائعة إعلاميا: بنشر عكسها تمامًا (دون الإشارة إليها من قريب أو من بعيد)، فإنّ محاوله ذكرها وتعداد الأسباب المنطقية القوية لتكذيبها وخداعها وتضليلها سيجعل من لم يستمع إليها سيعرفها وقد لا يقتنع بتبريراتك لأسباب عاطفية بحتة لا تمت إلى منطق مهما كان قويًا، وفي نفس الوقت فإنّ تجاهلها تمامًا سيجعلها تزداد انتشارًا وتتضخم أثناء عمليه الانتشار الاجتماعي.
- تكذيب الشائعة معلوماتيا: بالحقائق والبيانات والمنطق والعلم (وهي أفضل الطرق)، وكشف مصدرها والهدف من بثها، وهذا يتطلب أن تخاطب رأى عام واعي مثقف.