باحث: جولة البرهان الإفريقية لتعزيز التعاون الأمني ودعم عودة السودان للاتحاد الإفريقي
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
قال الباحث في العلاقات الدولية، والخبير السياسي حامد عارف، إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، بدأ جولة أفريقية ذات أهداف سياسية لتعزيز التعاون الأمني ودعم عودة بلاده للاتحاد الأفريقي بعد تعليق عضويتها، وأيضًا قطع الطريق أمام تحركات قيادة قوات الدعم السريع التي تعتزم تشكيل حكومة مدنية لمحاولة كسب شرعية على حساب السلطات الرسمية للبلاد المتمثلة بمجلس السيادة.
وأضاف عارف، خلال تصريحات صحفية، أن زيارة عبدالفتاح البرهان شملت جمهورية مالي وغينيا وبيساو وسيراليون والسنغال وموريتانيا.
وأوضح عارف أن الجيش السوداني كان قد أعلن، السبت الماضي، عن دخول قواته إلى مدينة ود مدني وتحريرها من القوات المتمردة التي تم طردها بعد معارك عنيفة داخل وخارج المدينة، حيث كانت قوات الدعم السريع تسيطر على المدينة وكامل محافظة الجزيرة منذ ما يقارب على العام، حيث تمثل مدينة ود مدني أهمية استراتيجية كبيرة لكلا الطرفين، إذ أنها تربط بين خمس ولايات سودانية، وتتمتع بمكانة اقتصادية، كما أنها عاصمة ولاية الجزيرة، وسط البلاد، وثاني أكبر المدن السودانية من حيث الكثافة السكانية، وأقرب المدن للعاصمة الخرطوم.
دخول مدينة “ود”واستطرد عارف أن الجيش السوداني، قد قال في بيانه الرسمي، إنه نجح في دخول المدينة من عدة محاور، كما أنه مشط المدينة للتأكد من خلوها من عناصر قوات الدعم السريع، وفي الوقت نفسه بنشر الجيش السوداني مقطعا مصورا يوضح وجود أسرى محررين من سجون قوات الدعم السريع.
وأكد عارف أن العديد من وسائل الإعلام الدولية سلطت الضوء في الأشهر الماضية على الدعم الغربي سواء العسكري أو الديبلوماسي والسياسي الموجه كذلك للحاضنة السياسية لقوات الدعم السريع المتمثلة بتنسيقية "تقدم" تحت قيادة رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك.
وألمح عارف إلى أن القوات المشتركة التابعة لقيادة الجيش السوداني والفصائل المتحالفة، أعلنت أنها تمكنت من السيطرة على شحنات من الأسلحة الثقيلة بما فيها طائرات مسيرة ومركبات قتالية مرتبطة بقوات الدعم السريع، موضحًا أن هناك تقارير أشارت إلى أن بعض هذه المعدات العسكرية تم تطويرها بالتعاون مع شركات أوروبية للاستخدام العسكري.
وأشار عارف إلى أن هذا الدعم يشير إلى وجود قنوات اتصال ودعم أمريكي غير مباشر لقوات الدعم السريع، فعلى الرغم من فرض عقوبات أمريكية على قيادات من الدعم السريع الا أن الواقع يشير إلى عكس ذلك.
ولفت عارف إلى أن الدعم الغربي لقوات الدعم السريع لم يمنع الجيش السوداني من التقدم وتحقيق انتصارات عسكرية استراتيجية في الأسابيع القليلة الماضية، ولم يكن هذا الدعم إلا وسيلة لتأجيج الصراع بين الأطراف المتصارعة في البلاد وتدخل واضح في الشؤون الداخلية للسودان للوصول إلى مصالح معينة بعد انتهاء الحرب.
كما لفت إلى أن القوات المشتركة التابعة لقيادة الجيش السوداني والفصائل المتحالفة أعلنت أنها تمكنت من السيطرة على شحنات من الأسلحة الثقيلة بما فيها طائرات مسيرة ومركبات قتالية مرتبطة بقوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن بعض هذه المعدات العسكرية تم تطويرها بالتعاون مع شركات أوروبية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عبد الفتاح البرهان الجيش السوداني الدعم السريع ود مدني المزيد قوات الدعم السریع الجیش السودانی إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يتصدى لهجوم للدعم السريع في المالحة قرب الفاشر
الفاشر- قالت مصادر عسكرية إن الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تمكنا من التصدي لهجوم واسع شنته قوات الدعم السريع أمس الخميس على مدينة المالحة، الواقعة في شمال مدينة الفاشر غرب السودان.
وأوضحت المصادر، للجزيرة نت، أن المواجهات كانت عنيفة، حيث استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة، في حين حاولت قوات الدعم السريع اقتحام المدينة من 3 محاور، وقد نجح الجيش السوداني وحلفاؤه في الاستيلاء على عدد من الآليات العسكرية وتدمير أخرى.
وقال عضو اللجنة الإعلامية للقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلحة جمال عيساوي جوليس، للجزيرة نت: "لقد أسفر الهجوم عن مقتل 7 من أبرز قادة مليشيا الدعم السريع"، مؤكدا أن العملية أدت أيضا إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصر المليشيا.
وأشار إلى أن قواتهم تمكنت من تنفيذ الهجوم بدقة، مما أسفر عن هروب أعداد كبيرة من المليشيا تاركين وراءهم جثث قتلاهم، مضيفا أن هذا الهجوم أظهر أن قواتنا قادرة على تحقيق انتصارات إستراتيجية و"إننا مستمرون في جهودنا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وإن هذه العمليات ستتواصل لتضييق الخناق على المليشيات في كافة المحاور".
وبحسب إعلام الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في مدينة الفاشر فإن القوات المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية تصدت لهجوم على مدينة المالحة.
إعلانوأوضحت، في بيان صحفي، أن أكثر من 93 عنصرًا من مليشيات الدعم السريع تم القضاء عليهم، من بينهم العقيد عيسى الحافظ فرح (قائد المحور الغربي) والمقدم جمعة أحمد بريمة، بالإضافة إلى الرائد المتمرد حافظ جمعة أحمد، فضلا عن إصابة 77 عنصرًا آخرين، بما في ذلك قائد المحور الجنوبي الشرقي، وتدمير 4 عربات قتالية، وعربة مصفحة، مؤكدة أن الوضع في المالحة بات تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة.
موقع المالحةوتقع مدينة المالحة على بُعد 210 كيلومترات شمال مدينة الفاشر، وتجاور الحدود الليبية السودانية، وهي منطقة غنية بالموارد الحيوانية والمعادن، ويقدر عدد سكان المدينة بقرابة 166 ألف نسمة وفقا لآخر تعداد سكاني في البلاد.
وتمثل المالحة نقطة وصل حيوية بين السودان وليبيا، حيث تمر عبرها طرق تجارية تاريخية تربط البلدين عبر الصحراء الكبرى، كما تشكل ممرا رئيسيا لتبادل السلع والماشية، بالإضافة إلى كونها موطنا لنقطة جمارك نشطة تنظم حركة البضائع والأفراد.
وكانت منصات تابعة لقوات الدعم السريع قد نشرت مقاطع فيديو ومعلومات حول دخول قواتها إلى منطقة المالحة، كما أصدرت بيانًا يُنسب إليها يُعلن السيطرة على المعسكر الرئيسي للقوة المشتركة في المدينة واستلام كميات كبيرة من المركبات القتالية والأسلحة والذخائر.
ووفقًا لشهادات بعض السكان المحليين الذين تحدثوا للجزيرة نت: فإن قوات الدعم السريع اقتحمت المدينة من الجهة الشرقية، حيث توجد القوة المشتركة، وقد تمكنت قوات الاحتياطي المركزي التابعة للحكومة السودانية والمنتشرة في الاتجاهين الجنوبي والغربي، من صدهم، مُكبدة إياهم خسائر في الأرواح والممتلكات.
وأشار الشهود إلى أنهم استطاعوا صد 3 هجمات، ما أدى إلى إخراج قوات الدعم السريع من المدينة، بعد مقتل عدد من قادتها، بما في ذلك القائد أيوب الأحيمر.
وبحسب المتحدث الرسمي لحركة العدالة والمساواة والمتحدث باسم الكتلة الديمقراطية الدكتور محمد زكريا فرج الله فإن مدينة المالحة تعد مركزا إستراتيجيا بالغ الأهمية في المنطقة، حيث تقع المدينة في نقطة حيوية على خطوط الإمداد في الصحراء.
إعلانوأوضح فرج الله للجزيرة نت أن استهداف المليشيات لهذه المنطقة يهدف إلى فتح وتأمين طرق الإمداد اللازمة لجلب المرتزقة والعتاد العسكري من مناطق سيطرة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ومن تشاد، على حد قوله.
وأضاف فرج الله أن الهجوم يسعى أيضا إلى تعزيز خطط التمرد التي تستهدف الهجوم على مدينة الفاشر، مشددا على أن الهزيمة التي تعرضت لها تلك المليشيات في المنطقة قد أفشلت جميع خططها وأضعفت قوتها في شمال دارفور.
وأكد أن هذه التطورات تعزز من موقف القوات المسلحة والقوة المشتركة، مما يمهد الطريق لفك الحصار عن مدينة الفاشر الصامدة ويتيح المزيد من الفرص لتحسين الوضع الأمني في المنطقة.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، تفرض قوات الدعم السريع حصارا على مدينة الفاشر التاريخية، وفي مايو/أيار الماضي، تصاعدت حدة المعارك في محاولة للسيطرة على الفاشر، ولكنها واجهت مقاومة قوية من الجيش وحلفائه.
وأدت هذه الاشتباكات إلى تدمير البنية التحتية للمدينة وتعطيل الخدمات الأساسية، كما تسببت في أضرار كبيرة للأسواق ومرافق الكهرباء والمياه، مما أثر بشكل كبير على المستشفيات والمدارس وغيرها من الخدمات الحيوية في المدينة.